-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 3 - 1 - الخميس 18/7/2024

   قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الثالث

1


تم النشر يوم الخميس

18/7/2024 



 ابتسامة شيطانية ارتسمت فوق محياه البغيض بعد أن تأكد من إرسال جميع الصور إلى غريمه.

 استنشق نفسا من سيجارته المحشوة ثم أخرجه على مهل مخلفا سحابة رمادية حوله هاتفا بغل: يلا تعيش وتاخد غيرها يا ابن نصار. 


سأله احد اصدقائه الذي يجلس بالقرب منه: انت ليه بتكرهه اوي كده يا وليد؟


 أجابه بعد أن استنشق نفسا آخر من سيجارته: يااااه بكرهو دي كلمة بسيطة اوي على الشعور اللي بحسه تجاه البني آدم ده 

ده اكتر بني ادم ازاني في حياتي كل حاجة كنت بحبها كان بياخدها شغل نسوان حتى السمعة الطيبة.


 بس مش حرام عليك اللي عملته في البنت اللي ما لهاش زنب دي!


 قهقه بلا مرح: حرام! هي اللي بنت سهلة ما خدتش في ايدي غلوة انت عارف من كم سنة كده حاولت مع رانيا اخته بس طلعت واعية بنت نصار طبعا طالعة لاخوها صدتني وضربتني بالقلم لما حاولت اتقرب منها والمح لها بطريقة مباشرة انها تمشي معايا بس انا ما نسيتش القلم ده وضيفته على الحساب الكبير اللي بيني وبين اخوها وحالف اني مش هاسيبها بس هي سبقتني وسافرت تكمل تعليمها برة بس هتروح مني فين يعني مسيرها ترجع ما هو مش وليد الراوي اللي واحدة تعجبه وتصده

 والأدهى من ده ترفع ايديها عليه.


 تحدث صديقه وهو يسكب لنفس كوبا من الخمر: طب وسيلا هتعمل معاها ايه؟


 أخذ الكأس من يده وارتشفه دفعة واحدة ثم ناوله اياه: خد املى لنفسك واحد تاني. 


أراح ظهره فوق المقعد ثم هتف بشرود: شغلي مع سيلا خلاص خلص شغلي هيبقى مع ابن نصار بس ما فيش مانع اتسلى شوية قبل ما اقول لها باي باي كمبورة.


❈-❈-❈


حول نفسه يدور كليث جريح وتلك الصور البشعة تمر أمام عينيه وكأنها حفرت في ذاكرته كيف لطفلته الصغيرة أن تفعل هذا الفعل البذيء كيف وهو رباها على يده بالتأكيد  هناك شيئا خاطئ ذلك الوغد كاذب وتلك الصور بالطبع مزيفة.


 هز رأسه باستحسان مقتنعا بتلك الفكرة التي بردت قلبه نوعا ما فهو على يقين بأن سيلا لن تفعل هذا أبدا وهي سليلة أكبر عائلات البلد مستحيل أن تكون سـ اقطة.


 تنهد بارتياح ثم ارتمى فوق فـ راشه عازما على النوم وفي الصباح لكل حادث حديث.


 لكن هيهات فبالطبع لن يزوره النوم مهما حاول فعندما ينشغل العقل وينجرح القلب تنعدم سبل الراحة للفرد


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد اشرقت الشمس وملأت الكون بنورها لينتشر في الأفق.


 استيقظت ليلى وشرعت في روتينها اليومي

 وبعد وقت ليس بالقليل ارتدت ثيابها وتأكدت من لف حجابها ثم دلفت للخارج عازمة على بدء يوم جديد في عملها. 


وبعد وقت ليس بالقليل كانت وصلت إلى الصيدلية التي تعمل بها.

 استقبلها الطبيب بترحاب ثم هتف ببشاشة: في ميعادك بالثانية يا ليلى يا بنتي.


 منحته ابتسامة رقيقة فاسترسل الطبيب: هسلمك الصيدلية وامشي انا بقى وما تنسيش تفطري واوعي تنسي نفسك زي كل يوم قربتي تختفي يا بنتي.


 اتسعت ابتسامتها الجميلة ثم اومأت له بالموافقة

 لكن شهق الرجل عندما تفحص وجهها مليا وابصر بعض الكدمات الخفيفة تغطي وجهها

 فدنا منها يسألها باهتمام: ايه اللي حصل يا بنتي وايه اللي في وشك ده مين اللي ضربك؟


 تمتمت بمرارة: ما فيش دي حاجة بسيطة يا دكتور اتفضل حضرتك عشان انت مطبق من امبارح.


 احترم الرجل خصوصيتها ثم استأذن دالفا للخارج تاركا إياها تعاني بعد أن فتح ذلك الرجل الطيب جرحها دون قصد.


❈-❈-❈


عبر الهاتف تحدثت باشتياق شديد: وينك يا حسن اشتقت لك كتير اتعودت تنام بحـ ضني. انت ما اشتقتلي؟


 استمعت إلى صوت تنهيدته على الطرف الآخر يليها حديثه: ازاي بتقولي كده بس يا ماجي ده انت كل دنيتي والله انا لولا الظروف اللي حكت لك عليها ما كنت اسيبك لوحدك أبدا كنت جبتك عيشتك معانا هنا بس انت عارفة رائف وكمان.


 قاطعته بلهفة شديدة: ما تحكي هيك المهم اني ضل معك كمان.


 بترت باقي حديثها عندما شعرت بألم اسفل بطنها وكذلك رغبتها في التقيؤ فتركت الهاتف ثم ركضت باتجاه المرحاض وأفرغت معدتها بالكامل وصوت انينها يملأ المكان

 وبعد وقت ليس بالقليل غسلت وجهها ثم عادت بارهاق للهاتف فاستمعت إلى صوته القلق: مالك يا ماجي يا حبيبتي ايه اللي حصل لك طمنيني عليك؟


 أجابته بتعب حقيقي: ما بعرف يا حسن بطني بتوجعني كتير ونفسي عم تلعي.


 هتف بقوة: البسي يا حبيبتي ساعة بالكتير وهكون عندك نروح للدكتور سوا تلاقيكي واخدة دور برد في معدتك ولا حاجة. 


أغلقت الهاتف بعد أن منحته موافقتها وشيئا ما بداخلها يخبرها بأن هناك خطبا ما لكن عليها أن تنتظر ريثما تتأكد.


❈-❈-❈


نهض من فـ راشه بتكاسل شديد ثم دلف للخارج فأبصر والدته تجلس فوق أحد المقاعد تتفحص صورة باهتمام فدنا منها ملقيا تحية الصباح بصوته الأجش من أثر النعاس ثم تساءل بفضول: صورة مين دي ياما اللي انت متنحة فيها من الصبح كده؟


 أجابته وهي تناوله إياها: خد شوف وانت تعرف بنفسك.


 أخذ منها الصورة وراح يتطلع إليها بدقة فاسترسلت حديثها: شوف دي المحروسة مراتك ربنا يجـ حمها مع فوزي ابن عمتها بص على لون عينيه كده يا مختار بزمتك مش شبه عينين ليلى بنتك قصدي بنتها.


 صك على اسنانه بغضب حارق ثم ألقى الصورة أرضا وراح يدعسها تحت خفه المنزلي وهو يهدر بغضب حارق: عندك حق ياما البت نسخة طبق الأصل من فوزي علام لون عينيه وكمان لون شعره الفـ اجرة كانت بتخـ وني معاه ما انا مش ناسي ان هو كان عايز يتجوزها قبل مني. 


ألقى جـ سده فوق المقعد بإهمال ثم استرسل حديثه: طب لما هي بتحبه وعايزاه كانت اتجوزتني ليه من الأول ليه خانـ تني يا اما وانا كنت مستعد ابيع روحي عشنها.


احتدت نظرات الحاجة سميحة بعدما استمعت إلى صوت ابنها المهزوم فيبدو أنه ما زال مغرما بتلك الحية الرطاء فراحت تبخ سمها في أذنه مردفة بفحيح: اهي غارت في ستين داهية وسابت لك بنتها اللي جايباها في الحرام خلي بالك بقى لا تطلع فاجـ رة زي امها وتفضحنا في الحارة ما هو ما حدش يعرف انها مش بتتك اه ما هي الفـ اجرة ما سابتش دليل وراها كل الناس بتذكرها بكل خير. 


استطاعت تلك المرأة أن تشعل الجحيم في صـ در ولدها الذي هب واقفا يصيح بضراوة: وديني لو تفكر بس تعمل كده لاكون قاتـ لها وشارب من دمها.


 ألقى كلماته ثم اندفع باتجاه المطبخ عازما على بدء روتينه الصباحي بكوبا من الشاي وسيجارته المحشوة كالعادة تاركا والدته تبتسم بخبث ثم هتفت بغل: ورحمة بنتي لهخليكي تدوقي العذاب أشكال وألوان يا بنت سهام بس انتي اصبري عليا.


❈-❈-❈


ملتفون حول مائدة الإفطار يتحدثون في بعض الأمور عاداه هو كان يجلس أمامها يتأملها مليا فكيف لذلك الوجه الملائكي أن يكون بتلك القـ ذارة لا هذه صغيرته الذي علمها كل شيء مذ كانت طفلة لم ولن تخونه أبدا إذا ذلك الحقير وليد كاذب وسيلقنه درسا لن ينساه أبدا. 


لاحظت تفحصه لها فتننحنحت بنعومة هاتفة بمرح: بتبصلي كده ليه يا رائف عجباك ولا حاجة؟


 منحها ابتسامة صافية ثم أجابها بلطف: معجب اوي مش معجب وبس ده انا معجب وعاشق ولهان.


 قاطعه ماجد بحدة: ولد احترم وجودنا انا ومامتها مش كده يعني.


 ياه انت لسه فاكر يا ماجد يا اخويا ده العيال مقضينها تسبيل من بدري بصراحة شكلك بقى وحش اوي.


 تلك الكلمات هتفت بها هيام التي كانت تضع  الجبن فوق التوست.


 ينفع اللي بيعمله ابنك ده يا حسن.


 لاحظ ماجد شرود شقيقه فناداه بصوت أعلى: حسن انت رحت فين؟


 هاا انت بتقول حاجة يا ماجد؟


 ياه ده انت مش معانا خالص ايه اللي واخد عقلك؟


 هب واقفا مجيبا بتلعثم: الشغل هو فيه غير الشغل بقول لكم ايه اسبقوني انتم حضروا للاجتماع على ما اوصل مشوار مهم وارجع. 


ألقى كلماته دفعة واحدة وانطلق للخارج قبل أن يضايقه أحد تاركا الجميع في حيرة من أمرهم

 فشقيقهم حسن نصار أصبح غريبا في الآونة الأخيرة: عمو حسن غريب اليومين دول تفتكروا بيحب جديد؟


 نزلت تلك الكلمة على مسامع رائف كالصاعقة فهتف بغضب: بتقولي ايه يا سيلا انت اتجننت حب ايه هو بابا صغير للهبل ده!


 أجابته بحرج: انا ما اقصدش انا بهزر على فكرة. 


ما فيش هزار في الكلام ده ويلا اتفضلي خليني اوصلك عشان الحق اروح الشركة.


 زفرت ثم تقدمته للخارج وهي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة يتبعها هو وما زالت صدى كلماتها تتردد في أذنيه

الصفحة التالية