قصة قصيرة جديدة أثر لا يزول لنور إسماعيل - الثلاثاء 23/7/2024
قراءة قصة أثر لا يزول كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قصة أثر لا يزول
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
تم النشر يوم الثلاثاء
23/7/2024
_بابي!
إنتبهت الى صوت صغيرتي وضحكتها، تلمئ المكان من حولها بالحيوية والطاقة، رأيتها تهرول ناحيتي بسرعة إثر ضحكاتها ف نهضت اعانقها وأحملها على ذراعي فقالت لي
_إنهاردة ميعاد إنك تفسحني، هتفسحني فييين
وضعت سبابتي على فمى زاعماً أني أفكر لكنني كنت متخذ قراري بشان نزهة الأسبوع وأردفت لها
_ممم نروح مدينة الالعاب!
_تؤ
_طيب حديقة الحيوان
اومأت براسها بدلال ب أن لا ف أكملت لها
_مممم، طيب نروح الكيدز ايريا
_بابي، خليني انا اكترح نروح فين
_تكترحي!! وااااو.. طب يلا اكترحي مش اقترحي وانا كلي آذان صاغية
_نروح الأول ناكل برجر
رفعت حاجباي وأردفت لها مداعباً
_بس احنا قولنا مفيش أكل Un healthyتاني واتفقنا
مطت شفتيها بغنج وقالت
_بابي انهاردة يومي وعاوزة اكسر الاتفاق انهاردة بس.. بليز!
صنعت لي بيدها علامة التوسل فضحكت بدوري وأردفت لها
_تمام وبعد م ناكل انهاردة برجر هنعمل إيه
_ثواني انا مخلصتش، مش هناكل برجر وبس وفرايز وكولا
_اووووه هنبوظ الدنيا خالص بقا
_بابي
قالتها ضاحكة ف قبّلت ثغرها الباسم واكملت هي
_بعد الاكل، هنروح ثينما ونشوف فيلم انا اختاره
_اوك.. نشوف Leo
_اوكاي موافقة
هززت رأسي لها وأردفت
_وإيه كمان؟
_بعد ال ثينما، نروح كيدز ايريا.. ونلعب سوا متسبنيش العب وحدي
_حبيبة بابي، إلعبي هناك مع صحابك الل فسنك
_بابي انا عاوزاك انت بليزز
_إنهاردة طلباتك كتير وبابي مضطر عشان بيحبك كتير يقولك سمعاً وطاعة يا أميرة بابي
بس ممكن انا اقترح حاجه نعملها قبل م نبدء اليوم بتاعك
_yes
_أنا عاوز نروح نزور مامي.. عشان وحشتني
لمعت عيناها فجأة وأغرورقت بالدموع فقالت لي ك مواء هِرة
_ووحشتني أنا كمان أوي يابابي، انا كل يوم بمسك صورتها وقبل م انام بكلمها وبحكيلها الل حصل معايا اليوم كله زي م كنت بعمل معاها دايماً
تنهدت بحرارة وكأنني أزيح جبلاً ثقيلاً من على صدري، انزلتها لتستعد لنزهتها فهو يومها الذي تنتظره من إسبوع ل إسبوع.
كان هناك نوڤمبر..
ذاكرتى لاتسعفنى كى أتذكر كم عاماً مضى عليه، كل ما أتى بعقلى الآن هو رائحه عِطرك العالقه بثيابك الثقيله الشتوية، بمِعطفك الأسود.. وأتذكر جيداً حذاءك ذو الرقبة الطويلة الذى تفضلينه!
كُل ما أذكره خفة الهواء من حولى وإنى وقتها لم أكن أشعر بالبروده
كان كل شئ دافئاً مثل انفاسك، حتى لفحه الهواء التى مرت بيننا..
كُنا ب الألفيات الأخيرة وأتبع فى حُبي لكِ طريقة الستينات.. كل يومٍ فى نهايته أكتب لكِ خِطاباً طويل عن يومى وماذا فعلت، مَن قابلت، وما الذى حدث بعملى الروتينى الممل.
أصف لكِ كم إشتقت ومدى حبك العالق بين ضلوعى بلا حدود أو قيود!
وبنهايته أقوم بكتابة مقطع من إحدى أغنيات العندليب الأسمر ك مراهق بعمر السابعه عشر وألصق عشرات القُبل بالخِطاب وأطويه بطريقتى الخاصة التى إعتدناها.
تأنقت وكأنني اليوم على موعد معك ب إتفاق مُسبق، تهيأت كي ألقاكِ ككل مرة، ولجت الى غرفة صغيرتنا
وجدتها ارتدت إحدى فساتينها الأنيقة ووضعت رابطه شعرها كما كُنتِ تضيعينها لها، ابتسمت وتشابكت ايادينا وهبطنا الدرج وركبنا السيارة وانطلقنا.
كان هناك نوڤمبر..
تزداد فيه حكاياتى لكِ حينما أراكِ بعد يوم عملٍ طويل ، أقوم بتدفئه كفى يديكِ بكلتا يداى وأقوم بمداعبه أصابع قدميك خلف الجوارب بعدما وضعتيها على ساقيا كما عهدتِ وانتِ تضاحكى كطفلة تدلل..
كان هناك نوڤمبر..
يحمل الكثير من الدفء برغم بروده أجواءه، يحمل الكثير من الحب والكثير من الإشتياق حتى وانتِ معى،فترة عِشت بها دون تفكير
فترة كنت لا أريد بها أى جديد سوى جديدك وسواكِ .
فترة وجودك بحياتي ك شمس نوڤمبر، لها ضوءها ودفئها البسيط ولكنها ذات اثر بالغ في دفئ النهار بعد ليلة ممطرة، أضاءتِ كل مافي كياني بضوءك الخافت والذي كنتِ تعتقدين أن لاقيمة له، لكن كان لي بمثابة ضوء شمسٍ ينير ظلام االليل، وآه من طول ليلي بعد غيابك!
هبطنا إلى حيث ما تركتك، تركت جسدك فقط وظلت روحك ملتصقه بروحي، جلست أمامك انا وصغيرتنا بين أحضاني.. تنحنحت كي اتحدث إليك بعدما وضعنا باقة الورد الذي تفضلينه
_وحشتيني، بصّي انتِ مش بتوحشيني عشان إنتِ معايا يوميا ً كدا كدا، الصبح لما بصحى بكلمك وأصبح عليكِ وأفطر وياكِ.. وبعد الشغل برجع احكيلك الل حصل كله، وعلى العشا بعمل كل نصايحك ليا فعمايل الاكل الصحي عشاني وعشان بنوتتنا..
بليل دا بقا بتاعي أنا وانتِ وبس، باخدك فحضني وبشم ريحتك، نسيت أقولك الكوت بتاعك زي ماهو حتى مراحش الدراي كلين، كل يوم بيبات بين احضاني عشان لسه محتفظ بريحتك!
إبتسمت وأنا أداعب شعر صغيرتي، التي تجمعت الدموع بمقلتيها، وأكملت في إسترسالي
_على فكرة، بنتنا حتة منك! شبهك وشخصيتك.. بتفرض عليا حجات مش عاوزاها بس بوافق عشان مقدرش ارفض ليها طلب.. ولا ليكِ!
حتى ملامحك ف وشها.. نسخه منك مصغره وكأنك مسبتنيش.. بتعمل نفس تصرفاتك وساعات بتقول نفس كلامك، في أوقات ببقى عاوز أقولها انتِ بقيتِ شبه مامي كدا إمتى، تعرفي لما بيبقى فيه حجات عاوز أناقشها وعاوز حد يسمعني بتكلم معاها وبرتاح.. حتى لو مش هتقولي حاجه أو تقولي أعمل إيه.. يكفي أبص فعنيها واشوفك!
تحررت إحدى دمعاتي المتحجرة من يوم رحيلها، هبطت على وجنتي شعرت بحرارتها، بوخزها.. كانت تشعرني بأنها أخيراً تحررت بعد كثير من الإحتباس داخل عيني..
هممت بمسحها فوجدت صغيرتي تقوم بهذا الدور، مسحتها لي وابتسمت قائلة
_بابي إنت بتعيط؟
رفعت بصري لها وقبّلتها بشدة وزفرت زفرة من أعماقي قائلاً
_لاء مش بعيط يا روحي، بس مامي وحشتني كالعادة ومش عارف أعمل إيه
_إرفع إيدك للسما وإدعيلها، وخليك باصص للسما هتلاقيها بصّالك من فوق وبتضحك وقلبك هيحس بيها، مش إنت دايماً تقولي كدا!
برغم الأوجاع إبتسمت، مُصغرك يتحدث إلي ويجد لي مخرجاً كالعادة فعلامَ البكاء!
نهضت أحمل صغيرتي وألوح إليك ِ وداعاً علي وعد بلقاءٍ قريب.
شعرت وان روحها تقف بجانب قبرها مبتسمة، شعرها يتطاير كما كان وعيناها تفيض حناناً كعهدها..
شعرت بصوتها في أذني تردف
_هتوحشني لحد م ترجعلي تاني، مستنياك!
كان هناك نوڤمبر.. وكُنتِ به وكُنت أنا، يا أنا إشتقت لطفلتى مدللتى كثيراً..!
كنت أريد إخبارك فقط اني لاشئ بدونك، ف لكِ مني السلام ولقلبك غراماً يكفي مئات السنين.
تمت
لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية