-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 37 - 2 - الأحد 21/7/2024

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السابع والثلاثون 

2

تم النشر يوم الأحد

21/7/2024

الخوف مازال يلمس قلبها وهى تهتف بقلق ومازالت لم تفهم ما سر قلقه ولهفته تلك  :  


ـ مش فاهمة يا مازن، اوراق ايه دى، وليه مش عايز حد يعرف؟؟  . 


التفت لها وهتف بتحذير وملامحه يصرخون من القلق  :  


ـ يعنى مش عايز حد يعرف بـ المقابلة دى اصلا، ولا عايز حد يعرف بالأوراق دى، خبيهم فى مكان أمن وحافظى على الأوراق دى كويس، واوعى تفتحى الأوراق دى يا ملك، ولا حتى تعرفى فيها ايه، هتبقى خطر على حياتك صدقينى  . 


كادت سوف تتحدث ومازالت لم تفهم ما الذى يوجد بالأوراق حتى يقلق هكذا؟؟، ولكن هو قاطعها عن الحديث وهو يهتف بلهفة  :  


ـ أنا ماشى دلوقتى، ومتنسيش كلامى، محدش يعرف عن مقابلتنا ولا كلامنا ده، يلا سلام  . 


بالفعل ختم حديثه وتركها مثل كل مره لم تفهم ما يقصده، أو تفهم ما سر قلقه وخوفه، وما سر هذه الأوراق، أخذت تنادى عليه بصوت عالى على الأقل يتحدث معها، ولكن تركها وغادر كالعادة، نظرت الى ذلك الأوراق والكتاب هذا التى تركهم على الطاولة، تذكرت حديثة أن لا تقترب من تلك الأوراق وتقرأها، ولكن الفضول يقتل بعض الشئ، وهى فضولية جداً، ما سر هذه الأوراق ولما حذرها أن لا تقترب؟؟؟، يجب عليها أن تعرف ما هذه الأوراق، ويحدث ما يحدث، عليه أن تعرف ما هذه الأوراق التى تخفيها، وبالفعل مسكت الأوراق، ومسكت ذلك الكتاب اولاً، ولكن وجدت غلاف مكتوب عليه بخط عريض و واضح  " مذاكرة تمارا علام "، تلك المذيعة التى لم تنتحر ابداً، وانما ماتت بسبب تلك المافيا التى ظلت خلفهم، ولم تعرف اى شئ عنها، ولكنها ظنت انها ماتت بسببهم هما، ليس أنتحار ابداً، ولكن ما الذى تفعله  "  مذاكرة تمارا علام  " هنا مع «مازن»، تذكرت حديث «سلا» أن «تمارا» تركت لها دفتر مذكراتها، ولكن حين مسكته اول مرة وجدته ثقيل، وحين مسكته ثانى مرة وجدته خفيف، الأمر واضح أن تم استبدال تلك المذاكرة، بـ مذاكرة أخرى مزيفة، مسكت المذاكرة جيداً وجدتها ثقيلة مثل ما قالت «سلا» لها أن المذاكرة ثقيلة، لحظة لحظة، يعنى ذلك أن المذاكرة التى فى بيت «سلا» المزيفة، والتى معاها الأن هى حقيقيه  . 


فتحت المذاكرة جيداً وأخذت تقرأ عن الحقائق والحقائق التى تخفيها «تمارا علام» فى دفتر مذكراتها، والتى كانت تريد وبشدة أن «سلا»  تقرأ هذه المذاكرة، شهقة خلف شهقة اصدرتها «ملك»، حين كل مرة تكتشف حقيقة خلف حقيقة تهز كيانها وقلبها معاً ليس جـ ـسدها فقط، وبعد دقائق انتهت من قراءة تلك المذاكرة، ودموع عينيها تملأ وجنتيها وهى ليست مصدقة عن الحقائق التي أدركتها الأن، وبعد ما انتهت من قراءة المذاكرة، وجدت أوراق بجانب المذاكرة، أخذت تقرأ تلك الأوراق، وبعد ما انتهت من قرأتها حتى بكت وهى تشعر أن قلبها سوف يتوقف عن النبض الأن، وهى تهتف بحزن يملأ قلبها قبل عينيها وهى تصرخ من الالم الذى تشعر بها بداخل قلبها  :  


ـ أنــا عـملـت ايـــه، أنـــا ازاى عـمـلـت حـاجـه زى كـده، أنــا ازاى عــرفـتـها على فـريـدة و سـلا، ازاى يـارب، يـارب سامـحـنى، والله يــارب ما كــنت اعرف، مكـنـتش أعـرف أنـهـا شـيـطانـة  . 


ظلت تبكي وتصرخ وهى تشعر بالخذلان يحاوط قلبها من خذل صديقتها لها، ليس لها فقط بلا عن الجميع، صديقتها تلك التى كانت تدافع عنها كثيراً وتقول لهم أن «ياسمين» بريئة ولم تفعل ذلك،«ياسمين» بالأخير شيطانة، لم تستحق أن تدافع عنها، فهى دمرت حياة كثير من الأطفال، ودمرت حياة «تمارا علام» هى وإبنتها، ودمرت أيضا حياتهم، هى ليس لديها قلب إذا؟؟، أزالت دموعها بلهفة وهى تهتف بهدوء عكس بما داخله  :  


ـ أنا لازم اقول لـ سلا عن ابو ايلا الحقيقي، وأقولها أن مش بيجاد ابوها، ولازم اقولها عن القضية، واقولها حقيقة ياسمين اللى دمرت حياة اختها واخوها مازن، أنا لازم اقولها، لازم الدنيا كلها تعرف عن الشيطانة دى  . 


ختمت جملتها ومسكت تلك الأوراق والمذاكرة وكادت أن تذهب من البيت حتى تذهب الى صديقتها «سلا» وتقول لها كل شئ ولكن توقفت حين سمعت صوت سيارة، اقتربت من النافذة حتى ترى مَن؟؟، ولكن شعرت بقلبها ينبض بخوف وهى ترى «ياسمين»، وهى تخرج من السيارة، وفى يـ ـدها مسدس، توقفت أنـ ـفاسها، وسرعان ما ركضت نحو المكان السرى حتى تخفى تلك الأوراق والمذاكرة، واتجهت إلى أسفل الدرج، وضغطت على الزر الأحمر التى كان خلف الطاولة وسرعان ما فتحت الأرضية التى كانت فى الأسفل، رأت درج يتجهه بها الى الأسفل، وبالفعل اتجهت له بسرعة، وجدت مكان شبة الغرفة ولكن الوان الغرفة باهتة كأنها قديمة ما، وضعت تلك الأوراق والمذاكرة على الفراش القديم والتى كان ملئ بالأتربة، وحين وضعتهم، ركضت بسرعة البرق وهى تخرج من تلك المكان السري وحين خرجت، ضغطت على الزر الأحمر وسرعان أغلق الأرضية بشكل مخفى، كأن المكان السرى التى اتجهت له لم يُكن، ركضت بسرعة حين سمعت دقات على الباب يعلن عن وصول «ياسمين»، واتجهت الى المطبخ، يجب عليها أن تحمى نفسها من تلك الشيطانة، ولكن قبل أن تمسك السكين، اتصلت على «سلا» حتى تقول لها كل شئ قبل وصول تلك الشيطانة عندها، ولكن «سلا» لم ترد، حاولت مراراً وتكراراً الاتصال بها، ولكنها لم ترد، مما صرخت من الغيظ، وهى تفتح تطبيق واتساب وهى تسجل مقطع صوتى لها وهى تهتف بلهفة وقلق   :  


ـ سلا تعاليلى البيت دلوقتى حالاً، فى حاجات كتير عايزه اقولك عليها بخصوص اختك واخوكى، ياسمين دمرت حياة تمارا ودمرت حياة اخوكى للاسف، ولو ملحقتيش نفسك هتدمر حياتك، و بيجاد مش ابو إيلا للاسف، ابو إيلا واحد تانى احنا نغرفه وانتِ كنتى تعرفيه، والمذاكرة اللى عندك فى البيت دى المزيفة، انا عندى مذاكرة تمارا علام الحقيقية، وخبتها في المكان السرى عندى فى البيت، تعالى بسرعة يا سلا عندى مفيش وقت، هستناكى بس متتأخريش  . 


ختمت حديثها، ارسلت له مقطع صوتها على المحادثة، وبالفعل أرسل له مقطع الصوتى، وسرعان ما أخفت هاتفها نحو ادراج المطبخ وفعلت لها وضع الصامت حتى «ياسمين» إذا تغلبت عليها، لم تجد الهاتف ابداً وتمسح تلك الرسالة، بحثت عن السكين وبالأخير وجدتها، التفتت حتى تخرج من المطبخ وتواجه «ياسمين»، ولكن تراجعت للخلف بصدمة وخوف وهى ترى «ياسمين» امامها وهى تبتسم ابتسامة نصر،وهى تضع ذلك المفتاح بيتها أمام وجهها  : 


ـ مفاجأة مش كده؟؟، نسيت جدا أن مفتاح بيتك معايا، وانتِ اللى عامليلي نسخة  . 


هتفت بخوف وهى تضع السكين أمام وجهها بتوتر  :  


ـ انتِ لو قربتى يا ياسمين هقتلك  . 


عقدت حاجبيها بحيرة وهى تهتف بسخرية ومازالت تواجهه المسدس فى اتجاهها،وتستعد لضغط الزناد   :  


ـ أنا اسفة يا ملك، بس انتِ عرفتى حقايق كتير مكنش المفروض انك تعرفيها، انا جيت اودعك يا قلبى، يلا جود باى  . 


ختمت أخر جملتها بخبث، وكادت «ملك» تركض بعيداً عن المسدس، ولكن الرصاصة كانت اسرع منها، وبالفعل الرصاصة اخترقت رأس «ملك»، وحينما اخترقتها وقعت على الفور وهى غارقة بدمائها  . 


اقتربت منها «ياسمين» تجد أن يوجد نبض أما لا، ولكن لم تجد أن هناك نبض، والأن قد تأكدت أن «ملك»، ذهبت الى الله  . 


❈-❈-❈


خرجت من المستشفى وهى تنظر حولها على الأقل أن تجده، كيف له أن تعرفه؟، فهى لم تراه ابداً فى كل حياتها، زفرت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها من هذا الشعور الذى يروضها أينما ذهبت، شعرت بشعور شئ خاطئ، يوجد بالتأكيد شئ خاطئ، يجب عليها أن تتحدث مع «بيجاد» اولاً ولكن هى لما تفعل ذلك، عليها أن ترسل لـ «بيجاد»، تقص له عن كل شئ حدث منذ قليل، مسكت هاتفها، ولكن وجدت اتصالات عديدة من «ملك»، مما اصابها القلق أكثر، فهى عاده «ملك» لم تتصل عليها كل هذه الإتصالات إلا و يوجد شئ خاطئ أو حدث بكل تأكيد، فـ الهاتف كان بـ جايبها وفعلت له الوضع الصامت، ولم تسمع الهاتف ابداً، حتى انها لم تشعر باهتزاز حتى، رأت رسالة مقطع صوتى لها، كادت أن تفتحه ولكن وجدت شخص امامها وهو يهتف بنبرة خافته  :  


ـ مدام سلا  . 


نظرت امامها وجدت شخص طوله متوسط وملامحه هادئة، ويرتدى ثياب بسيطة، أدركت أنه هو الذى تحدثت معه على تطبيق الواتساب،والذي ينقل لها معلومات سرية،ولا أحد يعرف عنها، الا هى  : 


ـ نعم، أنت الشخص اللى كلمنى على الواتساب  . 


ابتسم لها ابتسامة بسيطة يجاملها، وهو ينظر لها بجدية  :  


ـ ايوا أنا، أنا كنت بشتغل مع تمارا علام الله يرحمها، بس لما عرفت انك جيتى مكانها، وانك واحده مش بتقبل بالظلم، جيت ليكى بالمعلومات دى، ومعلومات تانيه قبل كده، انا جايبلك معلومات سرية، وخطيرة بنسبالك، بس انتِ لازم تعرفى الحقيقة، وخصوصا الأشخاص القريبين منك  . 


بينما أكمل وهو يعطى لها هذه الأوراق وهو يهتف بنبرة حزم وضرورة  : 


ـ وعشان كده اقرئى الورق ده، بس من غير ما تقولى لـ جوز حضرتك انك قابلتيني أو أن معاكى الورق ده اصلا، لان جوز حضرتك هيبعد الحقيقة عنك، وهيفضل يبعدها عنك، فـ ارجوكى خبى الورق ده، ولما تبقى بعيدة عن اللى حواليكى اقرئيه، ومتقوليش لـ جوز حضرتك اى حاجه غير لما تقرئي الورق ده  . 


أمسكت تلك الأوراق ونظرت له بشرود وعدم فهم، ما الذى يقوله أن لا تقول لـ زوجها؟؟، ما دخل زوجها بعمل المافيا؟؟، ولما يبعد الحقيقة عنها؟؟  . 


كادت أن تتحدث ولكن توقفت عن الحديث حين رفعت عينيها ولم تجده كأنها لم يكن، كأنه شبح واختفى الأن، نظرت حولها وهى تبحث عينيه عليه، ولكن لم تجده، نظرت الى الأوراق التى فى يـ ـدها بشرود، ولا تعرف التفكير بالأمر ابداً، اتجهت الى سيارتها، وفتحت السيارة، وضعت الأوراق التي في يـ ـدها إلى خلف الكرسى القيادة، وبعد ذلك خرجت من السيارة بعد ما أغلقتها جيداً، اتجهت الى المستشفى مرة أخرى، واتجهت الى الأسانسير وهى تفكر فى مائة جهة، فـ الحديث الذى قاله هذا الشخص ليس حديث عادياً، بل حديث يجعل عقلك النائم يفيق ويبحث عن حقيقة، أي حقيقة وكل شئ يحدث معها يجعلها تفكر وتفكر، فهي اصبحت تشك في كل شخص يقابلها، وتجعلها تشك فى حديثه  . 


الآن عليها أن تنتظر ابتعاد الجميع عنها، وأن تقرأ هذه الأوراق وبشدة، تريد أن تعود وتقرأ هذه الأوراق ويحدث ما ما يحدث، ولكن هذا الشخص غريب الأطوار، قال لها بأن عليها تكون فى مكان وحدها وبعيدة عن الأشخاص، عليها أن تقرأ هذه الأوراق وحدها… 

  



❈-❈-❈



بعد ثلاث ساعات ونصف 


نظر لها بعشق جارف وهى نائمة على الفراش ، فهو كان مقلقاً عليها للغاية، رأى ارتجاف جـ ـسدها حين وقعت على يـ ـده، ورأى حالتها تلك التي لا ترثى لها، فهو غادر بسرعة وابتعد عنها حتى يرى «جميلة» لما تفعل ذلك مع ابنة خالها، والأن قد أدرك كل شئ، أدرك حقيقة تلك المرأة، و أقسم انه سوف يواجهها ويرد عليها رداً يليق بها، ولكن صبراً، صبراً يا «جميلة»، أنتِ لحد اليوم كنتِ تلعبين وفعلتِ ما يحلو لكِ، اليوم هو دورى افعل ما يحلو لى، سوف تتعاقبين بشدة ولكن صبراً  . 


شعر أن فى أحد جاء خلفه وقد أدرك من هو، التفت له وجده «بيجاد» نظر له وعينيه تحكى الكثير من الغضب وهو يهتف بنبرة هادئة ولكن بداخله ليس هدوء فقط، إنما جحيم بحد ذاته  :  


ـ أنت كنت عارف أن جميلة هى اللى بعتت ياسر يضحك على فريدة؟؟  . 


ابتسم بسخرية وهو ينظر له نظرة هادئة  : 


ـ لا، النهارده بس اللى عرفت  . 


اجابه بحيرة وهو ينظر لها بشك  :  


ـ وعرفت ازاى؟؟  . 


مسك هاتفه ودخل الى محادثة بينه وبين الحارس الشخصى، واعطى له هاتفه حتى يرى تلك الفيديوهات، أخذ منه الهاتف واخذ يرى كل الفيديوهات، ولكن لفت نظره تلك الفيديوه، خروج ودخول «ياسر» وبجانبه فتاة صاحبة الوشم الغريب، نظر له وهو يهتف بحزم  :  


ـ وهما الاتنين بيعملوا ايه فى بيتك؟؟؟  . 


اغمض عينيه ويحاول أن يتحكم بغضبه أمامه ولكن لم يستطيع، وقف أمامه وهو يهتف بغضب  :  


ـ ابن الـ **** حاول يقرب من مراتى، و جميلة جاية تتفرج على وسخته مع مراتى  . 


نظر له بصدمه وعينيه تحكي الكثير والكثير من الغضب والجحيم بداخله، نظر إلى شقيقتة النائمة براحه على الفراش، اقترب منها وهو يمسك يـ ـدها يقـ ـبلها بحُب، وهو يجلس بجانبها، وهتف بحده وغضب لا يليق إلا بهلاك «بيجاد الجمالى»  : 


ـ وحياه غلاوتك عندى اللى ملهاش اخر، لـ أخلى ولاد الكلب دول يدفعوا التمن غالى اوى، أنهم تجرأوا وقربوا عليكى  . 


ختم حديثه وقف أمام مواجهة «مالك» الذي أخذ ينظر له بنظرة غضب، غضب خلف غضب أصبحوا جحيم يحرق هؤلاء الشياطين وهما على قيد الحياة، هتف بفحيح اعمى  : 


ـ أنا عرفت كل حاجه عنهم، واظن انت كمان عارف، هنبدأ منين؟؟  .

الصفحة التالية