رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 37 - 1 - الأحد 21/7/2024
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل السابع والثلاثون
1
تم النشر يوم الأحد
21/7/2024
ركض خلفه بكل قوة يمتلكها، اليوم فهو قد تخطى كل الحدود الأن، يريد أن يخطف شقيقته أمام عينيه، اليوم وبكل كامل قوته وقوة عقله، قد وعد نفسه أن «ياسر» يكون بين يـ ـده الأن، وحين خرج «ياسر» من المستشفى و «بيجاد» خلفه، كان من حسن حظ «بيجاد»، أن رجال «بيجاد» أمام المستشفى وحين رأوا «بيجاد» يركض خلف شخص، مما اسرعوا يمسكوا «ياسر»، وبالفعل نجحوا بالأمر، وامسكوا «ياسر» بنجاح، لهث «بيجاد» بشدة وهو ينظر الى «ياسر» الذي مقيد بحركته بسبب رجاله الذى يمسكونه بقوة، زمجر بعصبيه وعينيه تحكي الكثير والكثير من الغضب الذي يحرقه وهو حى :
ـ و الله وقعت يا ياسر، وقعت على ايدى، هخليك تتمني الموت ومش هطوله .
بينما أكمل وهو يقترب من أذنيه يهتف بفحيح يليق بقوة بيه :
ـ جهز نفسك لان كل دقيقة هعذبك فيها لحد ما تقول حقى برقبتى .
ابتعد عنه وهو ينظر الى ملامح وجهه الخائفة، أبتسم ابتسامة بسخرية وهو ينظر الى حالته :
ـ انا كل ده و مجتش جنبك وخوفت، تخيل لما اجي جنبك؟؟ ، عارف الفراخ المشوية؟؟؟ .
بلع بما جوافه بخوف وهو ينظر له برعب حقيقي، فهو لم يتخيل ابداً أن «بيجاد» يمسكه، لذلك يفعل بما يحلو له، والأن قد ندم وبشدة انه فعل شئ ليس عادياً بشقيقته..، قطع تفكيره حديث «بيجاد» الذى ابتسم بسخرية :
ـ هشويك زيها، أو يمكن أكتر محدش عارف .
ختم حديثه ونظر الى رجاله بجديه ولكن نبرته ممتلئه بالغضب :
ـ خدوا الكلب ده فى مستودع التعذيب .
وبالفعل أخذوا رجاله «ياسر» الذى مازالوا يمسكونه بقوة، وحين سمع «ياسر» غرفة التعذيب ادرك بما يفعل به «بيجاد»، حتى صرخ وهو ينظر الى البشر يطلب النجدة منهم، أن يحميه من بطش «بيجاد»، ولكن لا أحد يتجرأ أن يرفع عينيه على «بيجاد الجمالى»، كيف إذا يساعدوا رجل بقبضة «بيجاد الجمالى»، هما يعرفون جيداً من هو، وما هو مكانته فى البلد؟، وما هى العواقب التي تقف أمام وجهه «بيجاد الجمالي»، لذلك صمتوا، ولم يعلقوا على الحادث، حتى أنهم لا يقفوا حتى يروا ما الذي يحدث، نظر «بيجاد» الى الناس الذين يذهبوا من جانبه وحتى لم يسألوا لما فعل ذلك مع الرجل، ظهرت ابتسامة فخر على ثغره، لأن هؤلاء الناس يعرفون من هو، وما هي العواقب لشخص يقف أمام وجهه ليس ضده، سوف يعاقب «ياسر» حتى يموت، ولكن لم يسمح لا بأن يموت، الا وهو يسمح بذلك، الآن سوف يجعله أيام الجحيم بحد ذاته .
❈-❈-❈
كانت هي تجلس بجانب ابنة شقيقتها، وهى تنظر لها بعيون قلقة مليئة بالخوف، هى اطمئنت قليلاً حين قال الطبيب لها أنها بخير الأن، ولكن يوجد خوف بداخلها أن تفقدها بأى لحظة، عليها أن تحمى عائلتها الصغيرة وهى «إيلا» و زوجها «بيجاد»، اغمضت عينيها من تعب اليوم، اليوم حادث صديقتها والثانى حادث «إيلا»، ما الذي يحدث الأن، تدعى من كل قلبها أن الأمور تصبح بخير ليس إلا، عليها أن تفكر فى عائلتها الصغيرة أكثر من هذا، ويجب عليها أن تحافظ على عائلتها، فهى لم تستطيع أن تعيش يوم واحد بدونهم .
وهذه الصغيره تعلقت بيها كثيراً، وتعلق بها قلبها أكثر، هى لم تفكر انها إبنة شقيقتها أو ابنة زوجها، تفكر انها ابنتها هى، هى ولا مرة فكرت بالأمر بهذا التفكير، وحين أصاب «إيلا» هذا الحادث، شعرت بأن روحها تغادر من جـ ـسدها، فهى اغلى شئ فى قلبها، وتشعر انه قطعه منها، وأنها غالية عليها كثيراً .
تنهدت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها وهى تفكر فى احداث اليوم، سمعت صوت اشعار من هاتفها، يعلن بـ وصول رسالة، مسكت هاتفها وجدت رسالة من رقم مجهول، نفس الرقم الذي ارسل لها معلومات عن شخص الذي يعمل فى المخدرات وكادت أن تفضح هذا الشخص على برنامجها، ولكن «بيجاد» منعها، دخلت على الرسالة، و مضمون الرسالة كان
" فى معلومات مهمة جداً يا مدام سلا عن شحنة المافيا، واللى عرفتها النهاردة، لازم اشوف حضرتك واقدم ليكى الادلة دى بأسرع وقت، احنا قدام المستشفى، ممكن تنزلى بس نشوفك، ومش هاطول عليكى متقلقيش …"
هي حد الآن لا تعرف من هذا الشخص، ولما يقدم لها معلومات عن الأجرام التى تحدث، لا تفهم لما يساعدها أن تكشف هؤلاء الأشخاص، لا تفهم ابداً، ولكن عليها الأن تفهم لما هو يفعل ذلك، وما الذي يستفاد منه، وقفت بلهفة وهى تمسك هاتفها، وخرجت من الغرفة، كادت أن تغادر ولكن توقفت والتفت الى «إيلا»، وجدتها نائمة براحه على الفراش، وغادرت على الفور، تريد أن تعرف من هو هذا الشخص، ولكن يوقفها أحد، توقفت في آخر الردهة، وهى تنظر الى الممرضة وهى تهتف بجدية هادئة :
ـ لو سمحتى، ممكن تبقى فى اوضة إيلا لحد ما ارجع .
نظرت الى الممرضة لها وابتسمت لها باحترام وهى تهتف بلطف :
ـ إيلا، اللى اوضتها 302 .
هزت راسها بدون أن تتحدث، بينما اكملت الممرضة بلطف واحترام لها :
ـ أنا أساسا ممرضتها، حاضر هفضل معاها لحد ما ترجعى حضرتك .
بادلتها الابتسامة وشكرتها على الفور، واقتربت من الأسانسير حتى يتجه بها الى الأسفل، وبالفعل بعد ثواني دخلت الى الأسانسير، وهى تستعد لمواجهة الحقيقة .
❈-❈-❈
خرجت من السيارة، وهى فى حالة لا يرثى لها، يجب أن تبتعد عن «ياسمين» مثل ما قال لها «مازن»، اللعنة كيف لم تعرفها؟؟، فـ اصدقائها «سلا» و «فريدة» كانوا يشكون بها؟؟، وهى بسذاجتها وطيبة قلبها كانت تدافع عنها أمامهم، فهى الأن أدركت أنها لم تعرفها، لم تعرفها ابداً، دخلت الى المنزل بصعوبة وهى تحاول أن تتنفس بهدوء، فهى تشعر أنها تجد صعوبة فى التنفس، يا الله ما هذا الامتحان الصعب الذي وضعته، فهى ملكة المافيا، وهى نفس الشخص الذى تسرق أعضاء الأطفال؟، وهى نفسها صديقتها؟؟، كيف ذلك؟، كيف صديقتها التى تظنها بريئة هى التى ليس لديها قلب وتسرق اعضاء طفل برئ؟؟، كيف؟؟
جلست على الأريكة التي كانت بجانب الباب وهى تمسك رأسها بقوة وعينيها يجتمعون غيمة دموع، صديقتها «ياسمين» التي فعلت لأجلها العديد من الاشياء المُحبة لقلبها، هى نفسها ذلك الشخص صاحبة القلب القاسى،يجب عليها أن تهرب من هنا على الفور حتى تنقذ حياتها، يجب عليها أن تبتعد عن «ياسمين»، ولكن قبل أن تبتعد يجب أن تحذر «سلا» و «فريدة» من «ياسمين»، وبعد أن تبتعد سوف تبلغ الشرطة عن «ياسمين»، يجب عليها فعل ذلك .
وقفت حتى تستعد للهروب، ولكن توقفت حين سمعت دقات على باب، توقفت انفـ ـاسها، وظنت انها «ياسمين»، قلبها نبض بقوة من الخوف التى تشعره تجاه تلك المرأة، مسكت هاتفها حتى ترى من هو الذي واقفاً على بابها، فهى ركبت أكثر من كاميرا أمام بابها إذا حدثت سرقة، تتعرف على الفاعل على الفور، وبالفعل فعلت ذلك وجدت «مازن» امام بابها، عقدت حاجبيها بحيرة وهي تهتف بقلق :
ـ مازن، ده جاى ليه ده .
ختمت حديثها واقتربت من الباب وفتحته على الفور، وجدت «مازن» أمامها التى ابتسم لها وبدون اى مقدمات دخل الى بيتها بسرعة ولهفة، وبعد ذلك أغلق الباب خلفه، مما شعرت بالخوف وهي لأول مرة ترى ذلك التصرف من «مازن»، عقدت حاجبيها بحيرة وهي تهتف بخوف :
ـ فى ايه يا مازن، قلقتنى .
نظر لها «مازن» وهو يهتف بلهفة ويتقدم الى الداخل :
ـ أنا محتاج اسيب عندك اوراق مهمة، بس لازم تخبيهم كويس، ومفيش اى مخلوق يعرف أنى سيبتلك ورق هنا، ولا حتى ياسمين او سلا، فاهمه يا ملك .