-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 14 - 1 - الجمعة 5/7/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع عشر

1

تم النشر الجمعة

5/7/2024




كنت أظن ان الجنة حبك هو الجنة على الأرض، ولكن يا أسفاه حبك لم يكن سوى لعنة على الأرض باتت تؤرق قلبى وجعلت من حياتى جحيم أبدى.

"يولد المرأ كورقة الشجر تتقاذفها الأقدار كما تهوي فلا يعلم كل إمرؤ أين موضعه"



انتفض من مكانه ما أن إستمع إلى حديث إبنه البكر مرددا بعدم إستيعاب:

-حامل ؟

أومأ بإيجاب وعقب:

-أيوة حامل يا بابا يا تري بقي أنتي وماما رأيكم هيكون أيه ؟

تحدث والده بغيظ:

-يعني علي آخرة الزمن حفيدي تبقي دي أمه ؟

تنهد بسأم وقال:

-ومالها ؟ يعني إلي فهمته منكم دلوقتي أن مشكلتكم الأساسية أنها يتيمة ده شئ ميعبهاش في حاجة أنا وصلتخوهي موجودة هنا وسمعت كلامها مع ماما واضح أنها شخص كويس لو هي فعلاً مش كويسة مكنتش فكرت تيجي اصلا وتحاول تصلح ما بينكم صح ولا غلط ؟

ردت والدته بإمتعاض:

-أنت مش فاهم حاجة يا أحمد.

إبتسم ساخراً وعقب:

-طيب فهميني أنتي يا ست الكل ؟

هتفت بضيق:

-يا أحمد يا حبيبي دي لا ليها أصل ولا فيها اصل يا أبني ووارد جداً تبقي لقيطة ؟

رمقها معاتبا وعقب:

-مفيش حد بيخاطر أهله يا أمى هي مختارتش أهلها ولا تعرف حاجة عنها مرت بظروف صعبة بدل ما أحنا نكون أهلها وعزوتها نكمل عليها كده ؟ طيب هخليني معاكم نفترض مثلاً هو طلقها زي ما أنتوا عايزين هتروح فين ؟ وكمان إلي في بطنها دلوقتي ؟ إستحالة ترجع الملجأ تاني تعيش في الشارع ؟

تبادل والديه النظرات وتحدث والده بجدية:

-هأمن لها مستقبلها وهنصرف عليها كمان نعمل أيه أكتر من كده ؟

هز رأسه بيأس وقال:

-لا إله إلا الله يا حبيبي مينفعش أحنا مش ربنا علي الأرض عشان نحكم على حد دلوقتي هي مرات إبنك وكمان أم حفيدك يعني أمر واقع وأنا من رأي تتقبلوه إظن مهما طال البعد والفراق مش هتقدروا علي بعد قاسم عنكم بعد إذنكم.

انهي حديثه وغادر تاركاً والديه يفكروا في حديثه مليا.

❈-❈-❈

بعد مرور عدة أيام تحسنت حالة عليا عن ذي قبل وبدأت في تجهيزات جناح أسر وتجديده علي ذوق نيڤين التي أتت بعد قرأة الفاتحة بيوم بحجة زيارة عليا والإطمئنان علي صحتها وقامت بمشاهدة غرفة أسر وإملاء التعديلات والديكورات التي تريدها وتأتي كل يوم إلي المنزل لمتابعة التعديلات التي ينفذها العمال.

ودائما تظل تقي في غرفتها وقت مجيئها تحاشيا الاحتكاك بها وكذلك تمارا وأسيل يسلمون عليها فقط ويتحججوا بأعمال المنزل ويتركوها برفقة عليا .


في أحد الأيام صباحا بعد خروج سراج  مع أدهم لمتابعة بعض الأعمال وكذلك ذهب أسر إلي العمل دون الإحتكاك بأدهم فمنذ مرض والدتهم وكلاهما يتلاشي الآخر وهذا ما يزعج والدهم ووالدتهم بشدة.

تجلس عليا في الجنينة ومعها نيڤين التي تقلب  في إحدى المجلات بتركيز.

رمقتها عليا وتحدثت بنفاذ صبر:

-بتتفرجي علي أيه يا حبيبتي مش العمال خلصوا الديكورات إلي طلبتيها كلها؟

ردت نيڤين بدلع مصطنع:

-أيوة يا طنط بس بفكر أضيف حاجات .

تنهدت عليا بغيظ وقالت :

-تضيفي أيه تاني يا حبيبتي ده حتي أوكرة الباب غيرتي شكلها يا بنتي.

إرتسمت إبتسامة مستفزة علي محاياها وقالت:

-شادي حبيبي قالي أعملي إلي انتي عايزاه .

تنهدت عليا بنفاذ صبر: 

-مينفعش تقوليله يا حبيبي أنتي  لسه مش مراته يا بنتي ؟

تضحك نيڤين بصخب وعقبت :

OH my Good  حضرتك لسه عايشة في الزمن ده ؟

تنهدت عليا بسأم:

-لأ يا حبيبتي ده مش زمن ده إسمه دين وشرع ربنا لازم تمشي به وبعدين نفسي أفهم أزاي والدتك مبتفهمكيش الكلام ده ؟

رمقتها نيفين ببرود:

-لأن مامي متحضرة يا طنط والحاجات إلي بتقوليها دي خلصت خلاص.

تسألت عليا بفضول:

-خلصت؟ ماشي يا حبيبتي إلي قوليلي صحيح هي مامتك هتيجي إمتي ؟

ردت نفين ببرود:

-مش هتقدر تيجي هي مشغولة الفترة دي.

أتسعت عيناها بصدمة:

-مشغولة متحضرش فرح بنتها دي حتي مفكرتش تكلمنا أنا مش فاهمة أزاي أصلا سيباكم عايشين لوحدكم من سنين كده وتبعت ليكم الفلوس وخلاص دي مش عيشة ؟

قلبت عيناها بضجر وقالت:

-بيتهيألي ده ميخصش حضرتك أصلا يلا بعد إذنك لازم أمشي.

 غادرت بغرور تاركة عليا تتأكل غيظا منها ومن أفعالها التي لا تطاق زرعا.

مالك يا لولو زعلانة كده ليه ؟

 قالتها تقي التي حضرت للتو بابتسامتها الخلابة التي باتت تظهرها للجميع وكأن زواج أسر أصبح لا يعني لها شئ.

ألتفت عليا لها بابتسامة:

-مفيش يا حبيبتي ده العقربة كانت هنا ولسه ماشية.

ردت تقي بهدوء:

-طيب أيه إلي مزعلك بقي؟

تنهدت عليا بحزن وقالت :

-كل حاجة مزعلاني صدقيني يا بنتي مفيش حاجة بايدي لو كان بايدي مكنتش الجوازة دي تتم أبدا وكنت جوزتكم لبعض يا بنتي .

رفعت كتفيها باللامبالاة:

-خلاص يا خالتو أسر بالنسبة ليا ماضي وانتهي بحلوه ومره.

تطلعت عليا في عينها بحسرة: 

-متأكدة يا بنت قلبي أنت لو ضحكتي علي الناس كلها بالضحكة الهبلة إلي علي وشك مش هتضحكي عليا أنا بيها ده إلي ربي خير من إلي أشتره.

غيرت تقي ضفة الحديث بمرح:

-أه يا لولو عليكي شوية أمثال.

 ثم أكملت بتساؤل:

- تمارا وأسيل لسه مرجعوش ؟

هزت عليا رأسها بنفي :

-لا قالوا هيخلصوا ويودا عمر يلعب شوية في الجنينة مروحتيش معاهم ليه؟

ردت تقي بهدوء:

- مليش مزاج وكان ورايا لوحة قولت أخلصها.

تسألت عليا بفضول:

-أنتي نويتي تقدمي في معرض ولا ناوية علي أيه؟

أومأت تقي بتأكيد:

-أيوة باذن الله أدعيلي.

ابتسمت عليا بحب :

-دعيالك يا روح قلبي.

❈-❈-❈

في إحدى المولات الكبيرة إنتهت تمارا وأسيل من جولتهم لشراء الملابس والاغراض التي يحتاجون إليها للزفاف وذهبوا للجلوس بأحد الكافيهات.

تسألت أسيل بلهفة:

-تفتكري تقي هتحضر الفرح ؟

أومأت تمارا بتأكيد: 

-أكيد تقي عايزة تثبت للكل أن خلاص أسر مبقاش يعني ليها وقبل ده كل تثبت لنفسها ده .

تنهدت بأسف وردت:

- بصراحة مش مصدقة أن بعد ده كله تنتهي قصة حبهم كده؟

ابتسمت تمارا بحزن:

-ولا أنا الدنيا دي نصيب ومحدش فينا يعرف نصيبه فين.

تحدث الصغير بتململ:

-أنا عايز ألعب.

داعبت تمارا رأسه برفق وقالت:

-حاضر يا حبيبي خلص العصير بتاعك الأول اوك ؟

رد بفرحة:

-أوك.

ألتفت تمارا إلي أسيل وتسألت بفضول:

-تفتكري الفستان هيعجب تقي؟

إبتسمت أسيل بحماس:

-أكيد طبعاً ده تحفة جدااااا .

تنهدت بحزن علي شقيقتها هذا الفستان سيكون بمثابة كفن لها فهي ستحضر به زفاف معشوق الروح علي آخري وترفع راية النهاية معلنة عن خسارتها وفقدان روحها وقلبها .

❈-❈-❈

في المساء تقف تمارا في غرفتها تحدق بالفساتين الموضوعة علي السرير بتركيز شديد حتي إنها غير مدركة إلي زوجها الذي دخل الغرفة منذ قليلا ويقف يتأملها بهدوء يقترب منها بحب وطوأسر خصرها بين ذراعيه القويتين دافنا رأسه بين ثنايا عنقها.

انتفضت بفزع ووضعت يدها علي قلبها وتحدث بحب:

-حبيبي رجع من إمتي؟

إبتسم أدهم بحب وقال :

-من بدري يا روح قلبي بس كنت بتفرج علي حبيبي مالك بقي يا ستي بتبصي للفساتين كده ليه ؟

مطت شفتيها بحيرة وقالت:

-مش عارفة أعمل أيه ماما أصرت نروح نشتري فساتين للفرح وجبنا لتقي كمان 

تسأل أدهم بتركيز:

-وأيه المشكلة بردوا مش فاهم ؟

هتفت تمارا بتردد:

- بصراحة أحنا مش حابين نحضر الفرح.

أدارها أدهم بهدوء وامسك يدها وقادها إلي الأريكة الموضوعة بالغرفة وجلسوا سويا وهو يداعب خصلات شعرها الحريرية:

-أسمعيني يا حبيبتي لازم كلنا نبقي جنب أسر أنا عارف أن الجوازة دي غلط ومصيره هيندم علي غلطه بس أتمني يبقي قبل فوات الأمان دلوقتي لو محضرناش الفرح وسيبناه لوحده مثلا كده هنديها الفرص وتلعب في دماغه أن أحنا بنكرهه وأن هي صح لكن لما يلاقينا كلنا جانبه هتفرق كتير ولا أيه يا قلبي ؟




الصفحة التالية