-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 13 - 1 - الخميس 4/7/2024

 قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث عشر

1

تم النشر الخميس

4/7/2024


الفراق أسوأ كلمة يمكن أن تذكر أو نشعر بها نحن تجاه شخصاً عزيزاً علينا لا نفضل سماعها ولا الشعور بها فما بالك إنك من تسببت في هذا الفراق ؟ وعدت نادماً كي تعيد لم الشمل من جديد هل تستطيع أم سيكون فات الأوان ؟ وتظل تعاتب نفسك الباقي من عمرك.

قاسم نورالدين


هبطت من السيارة الأجرة أمام المكان الذي جاءته سابقاً برفقة زوجها من أجل زيارة عائلة زوجها من أجل طلب العفو والسماح والأن هي هنا وبمفردها حمدت الله داخلها أنها حفظت العنوان في المرة السابقة أثناء إلقاء زوجها للسائق الذي قام بإيصالهم.

ظلت تقدم قدم وتأخر الآخر فهذا آخر مكان تود المجئ إليه لكن يجب أن تأتي بإرادتها أو رغماً عنها تريد جمع شمل زوجها بعائلته حتي لو تطلب الأمر فراقها هي عنه أحبته لا بل عشقته مكثت برفقته شهراً واحداً كان بمثابة العيش في نعيم الجنة لكن الجنة دون أناس لا تداس .

وصلت أمام الباب الداخل ودقات قلبها تتسارع كدقات الطبول ماذا تفعل إذا حدث ما حدث بالمرة السابقة وهي هنا وبمفردها دونها سندها وراجلها الآول ومعشوق الروح قاسم حسنا ستتحمل أي شئ هو يستحق ذلك.

وضعت إصبعها على زر الجرس وانتظرت حتي فتح الباب وطلت منه  الخادمة.

ابتلعت ريقها بتوجس وتسألت:

-مدام وفاء موجودة ؟

أومأت الخادمة بإيجاب وتنحت جانباً:

-أيوة يا فندم أتفضلي.

خطت إلى الداخل بخطي مرتعشة وهي تقدم قدم وتأخر الآخرى جلست في المكان الذى قادتها به الخادمة وتركتها بمفردها ظلت مثبتة أنظارها أرضاً وهي تفرك بيدها.

إستمعت إلى أصوات تقترب منها لم تجرأ على رفع رأسها حتى توقفت الأصوات وشعرت بخيال يطل عليها.

رفعت رأسها بتوجس رمقتها الآخرى من أعلي رأسه حتى أغمص قدمها .

إنتفضت الآخرى ووقفت أمامها بإرتباك:

-صباح الخير يا مدام وفاء.

ردت الآخري بإقتضاب:

-خير أيه سبب الزيارة دى ؟

هتفت بإرتباك:

-أنا جاية عشان أطلب من حضرتك إنكم تسامحوا قاسم أنا فاهمة وجهة نظركم أنا منفعش لقاسم ولا أناسبه ولا هو ولا غير الي زي انكتب عليه يفضل منبوذ طول عمره بس غصب عنى والله قاسم حبني وأنا حبيته أطلبي إلى حضرتك عايزاه مني عشان تسامحوا قاسم وأنا مش هتأخر.

جلست صفاء واضعة ساق فوق ساق بثقة:

-أقعدى يا أسما.

جلست الآخرى بإستحياء:

-شكراً.

حدقت بها والدة زوجها بتقييم وقالت:

-بصى يا أسما أنتي بنت حلوة وجميلة وواضح إنك متربية كويس كمان لكن أنتي ملكيش نسب يعنى وارد تكوني لقيطة أو بنت حرام.

ابتلعت أسما ريقها بمرارة وقالت:

-محدش بيختار أهله ولا مصيره يا هانم.

أومأت بتأكيد:

-أكيد طبعاً أن اه متعاطفة معاكي بس مش معنى ده أني متقبلاكي زوجة لأبني عايزة نسامح قاسم يبقي تبعدي عنه.

قطبت الآخري جبينها بحيرة وتسألت:

-أبعد عنه ؟ 

أومأت وفاء بتأكيد :

-أيوة أطلقي  وأطمني أحنا هنأمن ليكي مستقبلك شقة تعيشي فيها وبلغ محترم تصرفي منه والمبلغ إلي هتحدديه هتاخديه ان شاء الله مليون جنيه المهم تبعدي عن أبني وللأبد.

أتسعت عين الآخرى بصدمة وتسألت:

-فلوس ؟ أنا مش عايزة فلوس أنا كل حلمي في الدنيا يكون ليا أهل وعائلة وبس

نهضت وفاء وتحدثت بصلابة:

-وأحنا مش العيلة دي أنا قولت إلي عندي المقابلة إنتهت خلاص.

❈-❈-❈

نهضت أسما بإنكسار وتحركت بخزي وهي تجر أذيال الخيبة وراء ظهرها وضعت يدها علي راسها بضعف من شدة الدوار الذي داهمها ولم تكد أن تصل إلي البوابة إلي سقطت مغشياً عليها.

ولكن قبل أن يلمس جسدها أرضاً تلقفتها ذراعياً قويتين وهو يطلع الي والداته بصدمة.

اقتربت منه الاخري بعدم تصديق:

-أحمد رجعت إمتي؟

حدق بها بضيق:

-هو ده وقته جيت إمتي مين دي ؟

امتعض وجهها وقالت:

-مرات قاسم.

تطالع الفتاة التي بين ذراعيه وتحرك بها إلي الخارج أوقفته والدته بذعر:

-أنت رايح فين ؟

قلب عينيه بضجر وقال:

-رايح أتفسح ؟ هكون رايح فين يا أمي رايح أوديها المستشفي ولا عايزاني أسيبها مرمية علي الرصيف دي مرات قاسم نورالدين يا ماما .

أشتعل وجه والدته بغيظ وغادر سريعاً متجه الي الخارج منادياً علي إحدي الحرس لإحضار سيارة .

ظل حاملاً لها يغض بصره ويحاول قدر الإمكان ألا يتلمسها.

أحضر الحارس السيارة وهبط سريعاً وفتح المقعد الخلفي إلي سيده وضعها أحمد بعناية وأغلق الباب جيداً وأستقلي السيارة منطلقاً بها إلي المشفي.

ببنما ظلت والدته تقف كما هي تطلع في آثره بذهول كيف عاد من سفره دون إخباره وأيضاً إهتمامه بهذه الشمطاء زوجة أخيه.

❈-❈-❈

ماما قالتها أسيل بصراخ  وفزع وهي تجد والدتها يغشي عليها علي طاولة الطعام ركض الجميع حولها بلهفة يحاولوا إفاقتها دون فائدة حملها أسر سريعاً متجه إلي سيارته  والبقية خلفها.

بعد ما يقارب الساعة يقف الجميع أمام غرفة الكشف بأحدي المستشفيات في إنتظار خروج الطبيب ليطمئتهم علي خالتها .

إقترب أدهم من والده مرتباً علي كتفه بحنان:

-أطمئن يا بابا ماما هتبقي بخير يا حبيبي.

تطلع له سراج بأمل :

-يارب يا أدهم يارب ينجيها.

استدار بوجهه وتطلع إلي أسر شذرا وقال:

-عجبك إلي حصل لأمك ده يا أسر ؟ خد بالك أمك لو حصل ليها حاجة مش هسامحك يا أسر سامع مش هسامحك.

قطع حديثهم خروج الطبيب من الغرفة.

نهض الجميع متجهين إليه وسارعت أسيل إليه بلهفة:

-خير يا دكتور ماما كويسة صح ؟

تنهد الطبيب بأسف:

-الضغط عالي جدا بالإضافة أنها مريضة قلب كده غلط عليها جدا الحالة معرضة لجلطة في أي لحظة أظن حذرتكم في الموضوع ده قبل كده لما تعبت ؟

زفر أدهم بحزن:

-طيب يا دكتور هي حالتها أيه دلوقتي ؟

غمغم الطبيب بعملية:

-علقنا ليها محاليل تظبط الضغط وأن شاء الله تبقي بخير بس بلاش إلي حصل ده يتكرر مرة تانية.

رد الطبيب بعملية:

-باذن الله بس أهم حاجة الراحة النفسية.

اومأ أدهم مؤكدا:

-بإذن الله يا دكتور أطمئن متشلش هم خالص.

رفع كتفيه بإستسلام وعقب:

-تمام .

تسألت تمارا بفضول:

-ينفع ندخل نطمئن عليها ؟

هز رأسه نافياً وعقب:

-لأ هي نايمة دلوقتي.

تسأل أسر بتردد:

-طيب هتخرج امتي ؟

رد الطبيب بعملية:

-أول لما تفوق بإذن الله بعد إذنكم.

غادر الطبيب وجلس الجميع براحة وتحدث أدهم:

-أنا هنزل أجيب قهوة من الكافتيريا وراجع حد عايز يشرب حاجة ؟

حرك الجميع رأسهم بلا غادر أدهم متجهاً إلي الأسانسير متجهاً إلي الطابق الأرضي.

❈-❈-❈

وصل بها إلي المشفي وأدخلها إلي إحدي الغرفة ووقف بالخارج في إنتظار فحص الطبيب لها.

جلس علي أحد المقاعد بشرود يتذكر مكالمة والده وإخباره بزيجة شقيقه من فتاة لعوب فعاد علي الفور لينفظ شقيقه من براثنها لكنه عاد اليوم ولحسن حظه إستمع إلي حديثها مع والديها وعلم حقيقتها .

مسح علي وجهه عدة مرات وأخرج الهاتف من جيبه وضغط علي عدة أرقام وانتظر الرد:

-الو أيوة يا قاسم أنا أحمد أخوك تعالي علي مستشفي الوادي خير أطمئن تعالي أنا في الدور التالت.

أنهي حديثه وأغلق الهاتف ووضعه بجيبه مر قرابة النصف ساعة وخرج الطبيب فنهض واتجه إليه متسائلاً:

-خير يا دكتور مالها ؟ 

رد الطبيب بعملية:

-حضرتك جوزها ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ مش جوزها مرات أخويا.

أومأ بتفهم وقال:

-تمام ألف مبروك المدام حامل.

اتسعت عيناها بصدمة :

-حامل ؟

الصفحة التالية