-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 22 - 1 - الخميس 18/7/2024

 قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والعشرون

1

تم النشر الخميس

18/7/2024


"لا تبتئس من خطأك فالخطأ ليس أن تخطأ الخطأ هو أن تعلم إنك مخطئ وتتمادي في خطأك يا رفيقي، الخطأ خطأنك وأنت بمفردك من تستطيع إصلاحه دون مساعدة أو تدخل من أحد"

تسألت بإنتباه :

- حاجة أيه؟

رد أدهم بهدوء:

-أسر أشتري مصنع وعايش في إسكندرية. 

إبتسمت ساخرة وعقبت:

-أنت بجد مصدومة في أسر هو كان كده فعلا وأحنا مش واخدين بالنا ؟

تنهد بأسف وقال:

-مش عارف يا تمارا والله ما بقيت عارف حاجة خلاص طيب ماما مش فارقة معاه ؟ مقدرش يصبر يطمئن عليها ويشوفها ؟ أنا بجد مش كصدق ان ده أسر طيب يروح المستشفي علي الأقل يطمئن عليها. 

ردت بأمل:

- إرادة ربنا فوق كل شئ مين عارف ما يمكن أسر يحن ويرجع.

نفي بإستياء:

-يحن تبقي بتحلمي طول ما الحية دي جنبه استحالة يحن تخيلي قطعت علاقتها باخوها كمان؟

تسألت بصدمة:

-مش معقول أنت عرفت منين ؟

أبتسم متهكماً وعقب:

-جالي بعد تعب ماما بأسبوع وقالي أنهم مشيوا ووراني الجواب بتاعها إلي سببته ليه وأعترفلي أنه أتصنت عليا وأنها كانت لعبة وأنه مستعد لما يعرف مكان أسر وهيقوله الحقيقة.

هتفت بأمل:

-طيب ما ده في حد ذاته كويس.

تنهد بسأم وقال:

-أسر كدب أخوه هيصدق أخوها هي ؟ تفتكري لو ده حصل فعلا هيفرحني ؟

مطت شفتيها بحيرة وقالت :

-مش عارفة ربنا يظهر الخير.

رد بهدوء:

-يارب يلا عشان ننام الوقت أتأخر.

أومأ بإيجاب ودلفوا سوياً كي يذهبوا للنوم.

❈-❈-❈

في صباح يوم جديد استيقظ أسما مبكراً مثل كل صباح وجهزت ملابس زوجها وأيقظته نهض قاسم ملقياً عليها الصباح بمرح ونهض متجها إلي المرحاض آخذ حمامه  وخرج إرتدي ملابسه ووقف أمام المرآة يمشط شعره ونظراته مثبته علي زوجته التي تجلس علي الفراش ساهمة. 

وضع الفرشاه جانباً واتجه لها جلس جوارها وجذب يدها برفق مقبلا إياها. 

انتبهت علي فعلته وابتسمت بإستحياء تسأل بحنان :

-مالك يا أسما أنتي كويسة ؟

ردت مبتسمة :

-كويسة الحمد لله. 

رمقها بعدم تصديق وتسأل :

-بجد ؟ طيب لو أنتي كويسة ليه دايما سرحانة كده وكمان قاعدة في الاوضة علي طول مش بتقعدي تحت مع ماما ؟ أو حتي تتمشي في الجنينة !

ردت بتلبك:

-مفيش حاجة .

زفر بحنق وعقب:

يعني أيه مفيش حاجة يا أسما ؟ لو حد مزعلك هنا قولي أو لو حابة نرجع شقتنا معنديش مانع أحنا خلاص أتصالحنا مع بابا وماما ونقدر نيجي نزورهم في أي وقت.

ربت معاتبة:

-عايز تبعد عنهم تاني؟ أجنا مصدقنا أنهم سامحوك يا قاسم. 

رد بصدق :

-عارف يا حبيبتي وهنزورهم بإستمرار لةن وضعك ده مش بحبه أنتي بتفضلي قاعدة كده طول اليوم ؟ تفطري وتطلعي طيب لما تجوعي ولل تعطشي بتعملي أيه ؟ أنتي ناسية أنك حامل ولا أيه ؟ يعني في روح تانية مسؤولة منك كمان. 

تنهدت بقلة حيلة وقالت :

-حاضر يا قاسم هبقي انزل اقعد تحت اطمئن. 

طالعها بتشكك :

-ماما وبابا حد فيهم زعلك ؟ أنا شايف بيعملوكي كويس خلاص. 

إبتسمت داخلها ساخرة فهذا ما يحدث أمامه أما ما يحدث في الخفاء كان أعظم رسمت إبتسامة مطمئنة علي ثغرها وقالت:

-أطمئن يا حبيبي مفيش حاجة أنا بس مش حابة أسبب ليهم إزعاج. 

قبل جبينها بحب وقال :

-حبيبي ده بيتك مفيش إزعاج ولا حاجة أطمني يلا ننزل ؟

أومأت بإيجاب ونهضت تلف حجابها بإحكام وهبطوا سويا متشابكي الأيادي. 

❈-❈-❈

إنتهي أدهم من تناول الإفطار ونهض ولكن أوقفه سراج ألتفت له بانتباه وتسأل :

-نعم يا بابا خير ؟

تحدث سراج بجدية :

-أنا هاجي معاك توصلني المستشفي وهفضل جنب أمك وآخر النهارد عدي خدني. 

تطلع الجميع الي بعضهم بتردد وتحدث أدهم مبررا :

-بابا أنت عارف أن الزيارة ممنوعة وكمان حضرتك هتقعد جنبها هتتعب أكتر. 

تنهد والده بحزن وقال:

-وأنا هنا بعيد عنها هتعب أكتر يا أبني وأنت الصادق يلا يا أبني يلا. 

تنهد بقلة حيلة وقال :

-حاضر يا بابا حاضر أتفضل. 

نهض سراج مستندا بجسده علي كتف ولده ساعده أدهم علي ركوب السيارة وركب هو علي مقعد القيادة وقادها متجهاً إلي المشفي. 

بعد ما يقارب الساعة وصل أدهم وسراج المشفي صعدوا إلي  غرفة الطبيب أولاً والذي أخبرهم أن الوضع مازال كما هو. 

أستأذن أدهم الطبيب أن يمكث والده جوار والدته اليوم وافق الطبيب علي مضض.

بعد فترة كان يجلس سراج علي المقعد ويضع رأسه علي الفراش جوار جسد زوجته المزجي علي الفراش ودموعه تتنساب بصمت ليتها تفيق وتعود له ليته يسمع صوتها العذب من جديد طالت غيبتها.

❈-❈-❈

في الأسكندرية استيقظ أسر من النوم ونظر جواره ولم يجد نيڤين كالعادة أستيقظت مبكراً ككل يوم دون أن توقظه أو تحضر الافطار له تذهب مبكرا وتظل هي الحاكم الناهي بكل شيء وهو مجرد مدير بشكل سوري لا أكثر لكن كل هذا سينتهي قريبا فهو من حقه أن يكون أب هو الآخر لطفل مثل عمر أه كم إشتاث لهذا الطفل المشاغب قد أشتقت إليه كثيرا ليته معهم الأن ولم يحدث كل هذا تنهد بضيق ونهض ليستعد من أجل الذهاب لعمله فما مضي لن يعود فقط عليك أن تنظر ما سيأتيك.

❈-❈-❈

في المصنع تجلس نيڤين في غرفة الاجتماعات بعنجاهية وتتحدث بغرور:

-زي ما سمعتوا الصفقة دي مهمة جدا وهتنقلنا نقلة كبيرة أي غلطة منكم برفد مفهوم .

رد الموظفين بإيجاب:

-أوامرك يا فندم.

طرقت السكرتيرة الباب ودخلت وقفت جوارها بأدب.

تسألت نيڤين بتكبر:

-في أيه؟

ردت السكرتيرة بأدب:

-في واحد إسمه أسعد نور الدين عايز يقابل حضرتك.

انتفضت نيڤين بصدمة وتسألت:

-قولتي مين؟

ردت بتكرار:

-أسعد نور الدين يا فندم.

ردت بتوتر:

-طيب أتفضلوا أنتوا علي شغلكم.

 نهضت بهدوء وهي تحدث السكرتيرة:

-عشر دقايق ودخليه مكتبي أنا مش مكتب أسر بيه.

ردت السكرتيرة بأدب:

-أوامر حضرتك.

دخلت نيڤين مكتبها سريعاً وهي تتنفس بصعوبة لتوترها وهي تحدث حالها:

-يا تري عايز أيه يا أسعد مني وعرفت طريقي منين لسه وقت المواجهة مجاش.

 نهضت بسرعة واتجهت إلي المرحاض تغسل وجهها تهدأ من حدة توترها قليلاً وبعدها تعود إلي مكتبها وتجلس بغرور كي تخفي توترها قليلا.

طرق الباب ودخلت السكرتيرة وأدخلته وبعدها غادرت غالقة الباب خلفها.

دخل أسعد بغرور وهو ينظر حوله بسخرية: -ما شاء الله يا نيڤو ذوقك عالي.

ردت بتكبر: 

-وأنت عندك شك في كده ؟

جلس واضعاً ساق فوق ساق ورد ساخراً:

-أكيد مش كنتي بتحبيني يبقي أكيد ذوقك حلو.

ردت ببرود:

-جاي ليه يا أسعد وعايز مني ايه ؟

اقترب أسعد من المكتب بشدة وسند مرفقيه علي المكتب أمام وجهها مباشرة وتحدث بهمس:

- وحشتيني.

نظرت له بسخرية ثم نهضت من مكانها واعتدل هو الآخر ووقف قبالتها بتحدي.

الصفحة التالية