-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 25 - 1 - الأربعاء 24/7/2024

 قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والعشرون

1

تم النشر الأربعاء

24/7/2024



"تضعنا الحياة دائماً في تجارب ، وعلينا أن نخوضها بنجاح لا مجال للهزيمة أو الخسارة "

شعرت بلمسات حانية تداعب وجهها تململت بإنزعاج وفتحت عيناها تفاجأت بوجه زوجها البشوش يقابلها وبيده وردة حمراء يداعب بها وجهها.

ابتسمت بخجل وقالت:

-مساء الخير.

رمقها معاتبا وعقب:

-قصدك صباح الخير يا أسما أنتي نمتي من وقت ما رجعت ورفضتي تصحي تتغدي لما جيت أصحيكي كده ينفع؟

أغمضت عيناها بوهن وقالت:

-حقك عليا يا حبيبي بس كنت تعبانة بجد ومش قادرة أصحي.

أومأ بإيجاب وقال:

-الف سلامة يا قلبي عليكي تحبي تروحي للدكتور؟

حركت رأسها نافية وعقبت:

-شوية إرهاق مش أكتر أطمئن.

ابتسم بهدوء وقال:

-طيب ممكن القمر بقي يقوم يصلي العشاء والفجر إلي بقي صبح ده ومنزل نفطر سوا عشان عندي ليكي مفاجأة حلوة.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-مفاجاءة أيه ؟

تحدث بحماس:

-خمني أنتي ؟ 

هتفت بحماس مماثل:

-مش هتروح الشغل النهاردة وتقضي اليوم معايا ؟

أغمض عينه بأسف وقال:

-لأ يا قلبي مش هينفع.

امتعض وجهها وتسألت بحيرة:

-طيب أيه المفاجأة ؟

رد موضحاً:

-أحمد رايح يزور أدهم صاحبه وأنتي هتروحي معاه تتعرفي علي مرات أدهم وأسيل إلي أحمد عايز يتجوزها ووتصاحبوا أيه رأيك ؟

تسألت بتردد:

-بس كده هفرض نفسي عليهم وأنا مش حابة ده.

رمقها معاتبا وقال:

-لأ طبعاً أنتي راحة مع أحمد زيارة عادي وأتعرفي عليهم ياستي أيه المشكلة ؟

مطت شفتيها بحيرة وردت:

-مش عارفة طيب هنروح أمتي ؟

رد باختصار:

-أحمد وراه شغل مهم وهيرجع بعد العصر كده ياخدك وتروحوا.

نظرت له بتيه وتسألت:

-وأنت مش جاي ؟

تنهد بأسف وقال:

-لأ يا حبيبتي مع الأسف عندي شغل مش هقدر أجي.

تحدثت بتردد:

-بلاش يا قاسم خليها مرة تانية وأنت تبقي معايا.

تسأل بحيرة:

-أنتي خايفة تروحي لوحدك مع أحمد يعني ؟ أو هو زعلك في حاجة ؟

حركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ والله خالص بس محرجة وكمان هيعرفني عليهم يقول أيه عني؟

رد ببساطة:

-هيقول مرات أخويا وأختي الصغيرة أطمني يا أسما أحمد مش هيسمح لحد يزعلك لو مش حابة تروحي براحتك بس أنا الصراحة حابب تخرجي وتتعرفي علي ناس هي دي كل الحكاية .

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-ماشي يا حبيبي إلي أنت شايفه هروح.

اتسعت ابتسامته بحب وقال:

-حبيبي الشطور إلي بيسمع الكلام ده يا أناس هحبك بس اكتر من كده ايه يا قطتي الجميلة.

❈-❈-❈

استيقظ أسر من نومه وجد الغرفة فارغة والفراش جواره بارد مؤكد أنها غادرت كالعادة امتعض وجهه ونهض متجهاً إلي الخارج تفاجئ بالافطار المرصوص علي السفرة بعناية.

قطب جبينه بحيرة ولكن زادت حيرته أكثر عندما رأها تخرج من المطبخ حاملة فناجين القهوة بين يدها.

ابتسم ساخراً وعقب:

-ما شاء الله هو العيد النهاردة ولا أيه ؟

وضعت الفناجين علي الطاولة وتسألت بملل:

-خير يا أسر مالك يا حبيبي علي الصبح ؟

رد متهكما:

-مالي أنا زي الفل أهو المشكلة فيكي أنتي يا حياتي والله.

تنهدت بنفاذ صبر:

-المشكلة فيا ازاي يعني أن شاء الله ؟ أظن كان مشكلتك الاكل وخروجي بدري واديني سمعت كلامك عايز ايه تاني.

إبتسم ساخراً وعقب:

-ما هو ده الغريب يا حياتي وأنتي من أمتي أصلا بتسمعي الكلام ؟

رمقته بإستياء وهتفت :

-يعني كده مش عاجب وكده مش عاجب الفطار عندك أنا ماشية.

ألقت جملتها وآخذت أغراضها وغادرت صافعة باب الشقة بعنف.

بينما نظر هو في آثرها ساخراً وألقي نظرة خاطفة علي الطعام دون شهية جلس على الطاولة وأخذ فنجان القهوة يحتسيه علي مضض بات كل شيء الآن علقم في فمه ليت الأيام الماضية تعود ويكون وسط عائلته الأن كل شئ وقتها كل له طعم الحب والدفئ والحنان ولكن الان لا يشعر سوي بالعلقم والخواء في كل شئ..

زفر بحنق ووضع الفنجان علي الطاولة ونهض مغادرا إلي غرفته كي يستعد للذهاب إلي عمله دون أن تمس يده الطعام من الأساس هو لا يفرق معه طعام ولا شراب كل ما يريده أن يشعر بدفئ العائلة.

❈-❈-❈

في غرفة أدهم يقف أمام المرآة يهندم ملابسه اقتربت منه زوجته وتسألت بحيرة:

-ادهم هو أسر كان في المستشفى ؟

أتسعت عينه وألتفت لها متسائلاً:

-وأنتي عرفتي منين؟

ردت بتلقائية:

-عمر إلي قال ليا.

ضرب كف بكف وهو يحرك رأسه يمينا ويساراً بقلة حيلة:

-هو إبنك ده أيه مفيش فولة تتبل في بوقه.

رمقته بعتاب وقالت:

,-جرا أيه يا أدهم الولد مغلطش ومقالش لحد غريب ده حكي ليا أنا مامته حبيبته.

قلب عينيه بضجر وقال:

-مامته حبيبتي ميبقاش عمر غير لما يكون نشر الخبر مع أني أتكلمت معاه وقولت ليه بلاش يا حبيبي تقول لحد وحققت له كل أحلامه سواد الليل ويحكي إبنك ده هينقطني.

ابتسمت وقالت:

-معلش يا حبيبي طفل ومش عارف حاجة بس قولي بقي ليه مش عايز يقول لحد وايه إلي حصل تقي اتخانقت معاه فعلاً ؟

رد بهدوء:

-عشان بابا لو عرف أنه شاف ماما هيتعصب ويتعب الأفضل ميعرفش أما مشكلته هو وتقي فهي مش خناقة بمعني خناقة شدوا مع بعض وبس.

تسألت بتردد:

-طيب أنت قابلته أتكلمتوا سوا ؟ شكله ندمان.

قاطعها أدهم متذمرا:

-حيلك حيلك مش وقته كده هتأخر علي الشغل لما أرجع وياريت تحطي لسانك في. بوقك يا قلبي ومتتكلميش مع حد حتي لو تقي سلام يا صاحبي….

رمقته شذرا وعي تشير لنفسها:

-صاحبي !؟

❈-❈-❈

في المصنع الخاص بأسعد يجلس في مكتبه ويجلس برفقته لؤي وعلي وجهه ابتسامة سمجة.

زفر أسعد بحنق وتسأل:

-خير يا لؤي أيه سر الزيارة إلي مش سعيدة خالص دي ؟

رمقه شذرا وقال:

-مش سعيدة أخص عليك أنا قولت هطير من الفرحة بما تشوفني.

تهكم أسعد قائلا:

-قصدك هطير من النقطة لوي يا حبيبي أنت ليه محسسني أن أحنا حبايب وبينا قصة حب تصدق بالله أنا مش بكره في حياتي أد ما بكرهك أنت وأختك وربنا الصراحة.

ابتسم لوي بإستفزاز وقال:

-وهي دي محتاجة كلام أنا واثق يا حبيبي في ده أنت هتقولي القلوب عند بعضيها وأنت لو مكنتش محتاج ليا عشان تنتقم من نيڤين أختي مكنش زماني أنا وأنت قاعدين سوا.

رد أسعد بنفاذ صبر:

-هايل والله كويس إنك عارف كل ده جنابك بقي جاي ليا هنا من وش الصبح أصطبح بطلتك البهية ليه ؟

وضع لؤي ساق فوق ساق بثقة ورد:

-جاي أشتغل.

نظر له أسعد قليلاً وسرعان ما إنفجر ضاحكاً وسط امتعاض لؤي حتي توقف فجأة وحدب لؤي بنبرة متهكمة:

-تشتغل يا لؤي ؟ وكمان عايز تشتغل عندي ؟ أنت يتحلم صح! أنت وأختك يا لؤي ينطبق عليكم حاجتين ولاد حرام مصفي وكلاب فلوس تخيل بقي اشغل واحد زيك هنا أي واحد يرمي ليه عضمة هيسبني ويجري عليه ؟

اشتغل وجه لوي غيظا وقال:

-يعني أيه مش هتشغلني ؟

رمقه متهكما وقال:

-لسه بتسأل ؟

تحدث لؤي بغيظ:

-مش خايف أروح لأختي وأقول ليها كل حاجة ؟

ابتسم ساخراً وعقب:

-أتفضل روح هتقول ليها وتغدر بيا يا تري بقي يا هل تري هي هتسكت علي خيانتك ليها ؟ طيب بلاش خيانتك هتعمل نفسك الحمل الوديع وأنا الشرير في الرواية تفتكر هتشغلك ؟ هتديك فلوس زي ما أنا بعمل ؟ توء توء توء ولا الهواء وحتي هتخليك تقعد في الشارع قوم يا لؤي روح واحمد ربنا علي الحسن إلي ببعتها ليك .

رمقه لوي بحقد ونهض وغادر سريعاً بينما بصق أسعد في أثره بإشمئزاز.

الصفحة التالية