-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 26 - 1 - الجمعة 27/7/2024

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس والعشرون

1

تم النشر الجمعة

26/7/2024


"عندما يطيل الفراق يكون للقاء مذاق خاص يصعب نسيانه فيما بعد، سيظل ذكرى جميلة مستوطنة القلب''

هبط سراج من غرفته متجهاً إلي الحديقة كي يتمشي قليلاً استمع إلي أصوات الفتيات يأتي من الصالون أتجه إليهم كي يطمئن عليهم ولكن ما أن اقترب منهم تصنم في مكانه ما هذا ؟ يشعر أنه يتوهم أو يتخيل هذه عليا في صباها كيف لا أن يغيب عنها.

طالت وقفته حتي شعرت به أسيل ورأته ونهضت سريعاً مقتربة منه:

-بابا تعالي يا حبيبي أقعد.

نظر لها بتيه وأشار بيده علي أسما وتسأل:

-مين دي يا بنتي ؟

ردت أسيل بتلقائية:

-دي أسما.

أتسعت عيناه بعدم إستيعاب وألتفت لها بصدمة وتسأل:

-أسما أختك هي رجعت ؟

انتبهت لحديث والدها واسترسلت بإيضاح:

-لأ يا بابا دي أسما مرات قاسم أخو أحمد صاحب أدهم.

أومأ بشرود وقال:

-تمام.

تحمحمت بإحراج وقالت:

-تعالي أعرفك عليها يا بابا.

أومأ بإيجاب واقترب منها برفقة أسيل نهضت بإحترام وعرفتهم أسيل:

-أسما ده بابا.

رفعت رأسها بخجل وهتفت بتوتر وهي تمد يدها تسلم عليه:

-أهلا بحضرتك.

حاول كبت مشاعره الثائرة وتحدث بنبرة هادئة:

-أهلا بيكي يا بنتي نورتينا.

ابتسمت بهدوء وجلست مرة آخري بعد أن أشار لها نظر لها بتردد وتسأل:

-هو أنتي من عائلة مين يا أسما أنتي من هنا ؟

ابتلعت ريقها بإحراج وقالت:

-احم لا أنا كنت متربية في ملجأ.

شهق الفتيات ونظروا لها بإشفاق فتحدث سراج بفضول أكبر:

-ومين سماكي أسما ؟

تنهدت بحزن  وقالت:

-مش عارفة.

أومأ بتفهم وقال:

-ماشي يا بنتي وأسف لو ضايقتك بأسئلتي.

ابتسمت بحبور وقالت:

-ولا يهمك حضرتك زي والدي لو مكانش عندك مانع طبعاً.

رد سراج مبتسماً:

-وليا الشرف كمان يا بنتي.

ألتفت إلي تمارا وتسأل:

-هو أحمد وأدهم في المكتب يا تمارا؟

أومأت بإيجاب وردت:

-أيوة يا عمي.

تحرك تجاه المكتب أسفل نظراتهم وبعدها عادوا إلي الحديث مرة آخري.

❈-❈-❈

تحدثت تقي مبتسمة:

-تعرفي أني حبيتك أو يا أسما ياريت تيجي دايما.

ردت أسما بفرحة:

-وأنا كمان حبيتكم أوي هو ينفع أجي أزوركم؟

أومأت تمارا بإيجاب وقالت:

-أيوة طبعاً هو ده سؤال بس.

ابتسمت بحماس وقالت:

-بإذن الله أجي دايما مع أحمد وهو جاي.

تحدثت أسيل بغيرة:

-مش شرط تيجي مع أحمد تيجي لوحدك عادي.

عضت أسما علي شفتيها بخجل وقالت:

-بس أنا معرفش أماكن خالص لسه دايما بخرج مع قاسم بس أحمد طلب من قاسم أجي أتعرف عليكي.

نظرت تمارا إلي أسيل بعتب وقالت:

-طبعا يا قلبي تعالي معاه أسيل قصدها يعني أن أحمد مش بيجي دايما عندنا فأنتي أعرفي الطريق وتعالي أو نروح النادي سوا.

ابتسمت أسما بحماس وقالت:

-حاضر هقول لقاسم بس عشان أنا حامل قاسم ممكن يرفض.

باركت لها تمارا والبنات بفرحة:

-ما شاء الله ربنا يكملك بخير.

تسألت تقي بفضول:

-شكلك انتي وقاسم اتجوزتوا عن قصة حب صح ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة.

صقفت أسيل بحماس وقالت:

-لأ أنتي تحكي لينا بقي.

ابتسمت أسما بخجل وبدأت تسرد لهم قصة حبها هي وقاسم.

❈-❈-❈

في المكتب.

طرق سراج الباب وفتح ودخل نهض أحمد وأدهم بإحترام.

اقترب أحمد من سراج وسلم عليه بإحترام وجلسوا سويا.

تسأل سراج بفضول:

-هي أسما مرات أخوك كانت متربية في ملجأ صح يا أحمد ؟

تطلع أحمد له بحيرة وقال:

-أيوة.

تسأل سراج بأمل:

-طيب تعرف أيه عنها ؟

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-الصراحة معرفش تفاصيل عنها التفاصيل كلها عند قاسم بس حضرتك بتسأل ليه ؟

تحدث سراج برزانة:

-يعني حبيت أعرف حكايتها بس ما شاء الله عليها باين انها بنت حلال.

أومأ بإيجاب وقال:

-فعلا ياريت بابا وماما بتقبلوها بس.

تسأل سراج بحيرة:

-مش فاهم أيه المشكلة ؟

تحدث أحمد بإحراج:

-مش متقبلين أنها تربية ملاجئ وكده.

امتعض سراج وتحدث بإنزعاج:

-نعم ؟ وفيها أيه أنها تربية ملاجئ فيه ناس وسط أبوهم وأمهم ومشفوش نص ساعة تربية حتي.

تدخل أدهم في الحوار وقال :

-بابا اهدي لو سمحت.

ألتفت إلي أحمد وتحدث بإحراج:

-متزعلش يا أحمد بابا ما يقصدش.

أومأ أحمد بتفهم وقال:

-بالعكس عمي بيتكلم صح فعلا وأنا حاولت اقنعهم مفيش فايدة المهم استأذن أنا بقي.

تحدث أدهم بلهفة:

-خليك يا أحمد منورنا.

ابتسم أحمد بود وقال:

-معلش مرة تانية والجايات أكتر.

نهض أحمد وبرفقته أدهم بعد أن ألقي التحية على سراج وغادروا متجهين إلى الخارج.

بعد قليلاً عاد أدهم إلي المكتب وجد والده يجلس كما هو جلس جواره وتحدث معاتبا:

-يا بابا دول أهله مينفعش كده.

تجاهل والده حديثه وقال:

-شوفت أسما ؟

تطلع إلي والده بعدم وتسأل:

-أسما مين ؟

رد سراج بنفاذ صبر:

-هتكون أسما مين مرات أخوه الخالق الناطق أمك وهي صغيرة.

تطلع له أدهم ببلاهة وتسأل:

-طيب وايه المشكلة يخلق من الشبه أربعين.

قلب سراج عينيه بضجر وقال:

-وارد جداً تطلع أسما أختك الاسم وكمان الشكل.

مط شفتيه بحيرة وقال:

-بس أسما كانت اختفت في اسكندريه مش هنا أيه إلي جابها القاهرة ولا عرفها بقاسم أخو أحمد ؟

تنهد سراج بقلة حيلة وقال:

-مش عارف الاجابة عن كل الأسئلة هتبقي عند قاسم.

تنهد أدهم بأمل وقال:

-ياريت تبقي هي فعلاً وقتها ماما هيترد فيها الأمل.

تحدث سراج بتمني:

-يارب يا أدهم يسمع منك ربنا.

أمن أدهم علي دعائه وقال:

-بابا فيه موضوع عايز اتكلم مع حضرتك فيه.

نهض سراج بتثاقل وقال:

-الصبح يا أدهم تصبح على خير.

رد أدهم بهدوء:

- وحضرتك من أهل الخير.

❈-❈-❈

في غرفة أدهم يقف في الشرفة بشرود وهو يحتسي قهوته.

اقتربت تمارا منه بإبتسامة:

-أيه يا حبيبي سرحان في أيه؟

تنهد أدهم بألم:

-الدنيا دي وحشة أوي يا تمارا ماما وحشتني.

ردت تمارا بحزن:

-بإذن الله يا حبيبي تقوم بالسلامة يارب العالمين وترجع وسطنا من تاني.

ردد أدهم بتمني:

-ربنا يسمع منك يا رب يا تمارا.

ردت تمارا بهدوء:

-يارب يا حبيبي.

تحدث أدهم بجدية:

في حاجة عايز أقولك عليها بس متقوليش لحد دلوقتي.

ردت تمارا بتساؤل:

- حاجة أيه؟

أحاب أدهم بهدوء: 

-أحمد عايز يتقدم لأسيل.

تسألت تمارا بفرحة:

-أنت بتتكلم جد؟

رد أدهم بتأكيد:

-أيوة هكلم بابا بكره وأكلمها.

هتفت تمارا بتساؤل:

-طيب أنت زعلان ليه أنت مش موافق علي أحمد ولا أيه؟

هز أدهم رأسه بنفي وعقب: 

-لأ طبعاً بس كان نفسي ماما وأسر يبقوا موجودين.

تنهدت بألم وقالت:

 إرادة ربنا فوق كل شي مين عارف ما يمكن أسر يحن ويرجع وماما تفوم بالسلامة.

تطلع لها بأمل وقال:

-يارب يا قلبي يارب.

انتبه إلي شئ وتسأل:

-صحيح تعرفي أن بابا شاكك أن أسما تبقي أسما أختي.

رمقته بحيرة وتسألت:

-بجد تفتكر ممكن ؟

رفع كتفيه باللامبالاة وقال:

-كل شئ جايز يا قلبي وقتها تبقي معجزة فعلاً ومش بعيد ده يكون سبب أن ماما تقوم بالسلامة عشانه.

تطلعت له بأمل وقالت:

-يارب يا حبيبي يارب.

❈-❈-❈

يجلس يستمع لها بإنصات وهي مندمجة في حديثها ابتسم بهدوء وقال:

-للدرجة دي مبسوطة يا قلبي؟

أومأت بفرحة:

-أيوة حبتهم أوي تقي وأسيل وتمارا وكمان عايزني أروح أزورهم دايما وكمان أروح معاهم النادي ينفع يا حبيبي.

إبتسم قاسم بحب وقال:

-طبعا ينفع يا قلبي وكل إلي نفسك فيه هيحصل طول ما أنا شايف الضحكة الحلوة دي.

ابتسمت بخجل وقالت:

-أنا بحبك أوي يا قاسم.

"يا لهوي يا مستهوي علي قاسم وسنين قاسم بعد بحبك يا قاسم دي"

"أيه الدلع والرقة والجمال ده لا لأ ده أنا كده هروح أشكر أحمد وأبوسه كمان علي الكلام الحلو ده "

قالها بهيام شديد وهو ينهض متجهاً إلي الخارج.

الصفحة التالية