-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 2 - 1 - الخميس 11/7/2024

  قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الثاني

1


تم النشر يوم الخميس

11/7/2024 



بخفة شديدة ولجت إلى منزلها قبل وصول والدتها فاستقبلها شقيقها يسألها باهتمام: ها يا ندى ليلى عاملة إيه؟ 


أجابته بحزن نابع من جنبات قلبها الملتاع على شقيقتها: كالعادة يا فضل ضربها لحد ما اغمى عليها وسابها ومشى حتى الحيزبونة جدتها قاعدة تتفرج على التليفزيون ولا كأن في واحدة مرمية جوة مغمى عليها مش تفوقها كده ولا حاجة حسبي الله ونعم الوكيل فيها وفي كل البني ادمين اللي زيها. 


أجابها فضل باستنكار: بس ما تقوليش بني ادمين دول مش بني ادمين دول حيـ وانات اللي يعملوا كده في اللي زي ليلى أكيد لازم ما ينتموش الآدمية ببصلة. 


اومأت ندى موافقة على حديث شقيقها ثم مدت يدها تداعب خصلاته بعبس هاتفة بنبرة مصطنعة: يبقى كلمها في التليفون اطمن عليها احنا كبنات بنحب الاهتمام وكده انا اللي هقول لك يا حبيبي.


 بترت باقي حديثها عندما تذكرت شيئا فأردفت بجدية ممزوجة بالحزن: فضل تفتكر مامتك ممكن توافق انك ترتبط بليلى دي ما بطيقش أبوها ولا أبوها بيطيقنا؟


  ارتسم الحزن جليا على وجه فضل الذي أجابها بحيرة: مش عارف والله يا ندى بس بابا بيحب ليلى جدا ممكن نكسبه في صفنا ونخليه يقنع ماما.


 رسمت ابتسامة مهزوزة على وجهها ثم تحدثت بحماس: يبقى النهاردة نكلمه انا وانت ونشوف الدنيا هتمشي ازاي.


❈-❈-❈


اقتحم غرفتها بدون سابق إنذار

 فهبت واقفة تتابع تقدمه منها بترقب ثم سألته بصوت جاهدت أن يكون طبيعيا: في حاجة يا.


بترت باقي الكلمة عندما تذكرت ما يفعله بها بعد أن تقولها فجذبها من يدها بغتة هادرا بغل: شاطرة كلمة بابا دي ما تنطقيهاش على لسانك والله لولا كلام الناس لكنت رميتك في الشارع بس قلت اديكي بتشتغلي وبتعملي بلقمتك. 


دفعها بعيدا عنه ثم استطرد بصوت حاد: هاتي خمسميت جنيه. 


كادت أن تسأله عن سبب طلبه لذلك المبلغ فهو كبير بالنسبة لها إلا أنها ابتلعت سؤالها في جوفها خشية من تطاوله عليها فجـ سدها ما زال يؤلمها 

سارت بآلية باتجاه خزانتها ثم فتحتها والتقطت حقيبتها مخرجة منها المبلغ المنشود ثم أغلقتها ووضعتها مكانها في الخزانة ثم استدارت متجهة إليه هاتفة بهدوء: اتفضل.


 التقط منها النقود ثم رمقها بغضب واندفع للخارج مغلقا الباب خلفه بعنف شديد جعلها تنتفض في مكانها.

 تنهدت بقوة ثم دمعت عينيها وهتفت بتضرع بعد أن رفعت كفيها إلى السماء: ربنا يهديك يا بابا ويحنن قلبك عليا بقى ويا رب عوضني خير واديني القوة انا مش عايزة ازعلك مني يا رب.


 ظلت تدعو  ربها لوقت ليس بالقليل ودموعها تنساب كالشلال فوق وجنتيها الناعمة


❈-❈-❈


بخطوات واثقة ولج إلى الشركة تحت نظارات الفتيات المتفحصة

 اتجه إلى مكتبه بعد أن ألقى تحية الصباح على السكرتيرة اقترب ثم فتح الباب وولج ابتسم بخفة عندما أبصر صديقه رحيم ينتظره والذي هتف بحدة مصطنعة: ما فيش فايدة فيك يا ابن نصار كل يوم تجيبني قبلك وتلطعني ساعة استناك يا ابني عيب لما تبقى رجل أعمال كبير ومواعيدك مش مظبوطة. 


أجابه ببرود مستفز: وايه المشكلة يعني لما تستنى هو انا أي حد يا ابني ده انا رائف نصار بجلالة قدره. 


قال تلك الكلمات ثم احتـ ل كرسيه خلف المكتب: الله يخرب بيت شيطانك يا ابني هتفرقع من كتر الغرور الحمد لله رانيا اختك مش شبهك وإلا ده كان بقى كتير عليا وعلى أعصابي هتبقى انت في الشغل وهي في البيت.


 قاطعه بحدة مصطنعة: ايه يا حبيبي بيت ايه اللي بتتكلم عنه انت بتتكلم عن اختي يا حيـ وان. 


أجابه باستفزاز: وايه المشكلة يعني ما اختك تبقى خطيبتي يا حبيبي وقريب وترجع وان شاء الله هتجوزها وهتقعد معايا في بيت واحد المهم سيبك مني انا وطمني عن حبيبة القلب اللي بتأخرك عني كل يوم وبتخليك تبوظ معظم مواعيدك ونضطر نأجلها في الآخر. 


اتسعت ابتسامته عند ذكر اسمها وتنهد بقوة متحدثا بدون وعي سيلا دي الحاجة الحلوة اللي في حياتي مش عارف من غيرها كنت هعمل إيه لما بشوف عينيها بحس إن الزمن بيقف واحس اني طاير في السما كأن الجازبية الأرضية اختفت تعرف يا رحيم فيه حاجات كتير بتضايقني منها بس ما بيهونش عليا ازعلها أو ابكيها عمرك شفت حد متعلق بحد وبيحبه اوي كده.


 سيدي يا سيدي اوعدنا يا رب يا رب ترجعي بقى يا رانيا الواحد قرب يجي له جفاف عاطفي بسبب اخوكي. 


تبدلت ملامح وجهه ثم هتف بجدية: انت لسه قاعد بتعمل ايه وريني يلا الملفات اللي عايزني اشوفها. 


ناوله الملفات وهو يتمتم بصوت مسموع: يا ساتر يا رب ما انت كنت ماشي كويس قلبتك وحشة اوي يا صاحبي. 


التقط منه الأوراق ثم شرع في تفحصها بتركيز شديد فعندما يتعلق الأمر بالعمل يترك كل شيء جانبا ويعطيه جميع تركيزه ووقته


❈-❈-❈


متكئا على فـ راشه ينفث سيجارته المحشوة بهدوء يراقبها وهي ترتدي ثيابها أمام عينيه الجائعتين فهب واقفا ثم دنا منها بحذر طابعا قبـ لة طويلة فوق عنـ قها هاتفا برغبة: تجنني يا بنت نصار.


 ابتسمت بدلال انثوي ثم طوقت عنقه بذراعيها مداعبة أنفها بخاصته مجيبة بغرور: عارفة يا ليدو يلا انا همشي بقى عشان ما اتأخرش. 

رائف عارف مواعيد محاضراتي وبتبتدي الساعة كم وبتنتهي امتى.


 اتسعت ابتسامته الماكرة حتى بانت أنيابه ثم هتف وهو يحتـ ضنها بقوة هامسا: ما تنسيش اللي اتفقنا عليه ورق الصفقة بتاعة شركة الحديدي تكون عندي في أقرب وقت يا سولي الصفقة دي تهمني اوي يا حبيبتي وهتنطرني لفوق وانت عارفة بقى لو أخدت الصفقة دي هحتكر سوق المقاولات كله وساعتها بقى هطلبك رسمي من باباكي وتبقي مرات أغنى رجل أعمال في السوق.


 تشبثت به بقوة مجيبة إياه بحب: عيوني يا ليدو هحاول بقدر الإمكان اجيب لك ورق المناقصة انت عارف انا أعمل أي حاجة عشانك.


 تخدر من رائحتها الحلوة ثم شرع في تقبـ يلها عازما على أخذها جولة ثانية فهو لا يمل منها أبدا تلك الصغيرة جميلة الوجه سيئة الخلق



الصفحة التالية