رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 - 1 - الأثنين 15/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر يوم الأثنين
15/7/2024
تلون وجه ضحي بحمرة سريعة عندما ابتعد عنها منذر وذهب الى آخر الفراش ثم اشعل اضاءه الاباجوره و امسك هاتفه يبعث به بانشغال، واسرعت هي تلف اللحاف حول جسدها تحاشت النظر إليه وظلت تفرك أصابع يدها بتوتر وهي تراجع بعقلها كل تفصيله حدثت بينهما للتو!
لقد شعرت بالحب والحنان والدفء وهي بين ذراعه حقا! حتى لو انها لم تحصل على كل ما تريده بالكامل في العلاقه الزوجيه بينهما لكن هي أصبحت مكتفيه بما يفعله وبمحاولاته.
فافكره ان تبني مستقبلها بكل تفاصيلة مع شخص يعاونها وتعاونه تجعلها تحترمه وتفهم معنى الرجوله بحق! وذلك يزيد الرابط بينهما أكثر من حيث كل شيء وهم يطبقون تعليمات الطبيب بحذافيرها! ويشعرون الاثنين بشغف ورغبه من قربهم لبعضهم بعض..
و أصبحت متاكده بان كل شيء يأتي بالتدريج
طالما نحاول ونسعى لذلك، وهذا ما يفعله منذر معها فماذا ستحتاج اكثر من ذلك حتى تتمسك بشخص مثله، واذا انتظرت طول حياتها أكثر لم تري مثله.
عدلت جلستها أعلي الفراش وهي تضبط شعرها المبعثرة بحرج كبير ثم تنفست بارتياح والتفتت جانبها تري ما يفعله لتجده يمسك هاتفه بتركيز ويحسب شيء على تطبيق الإله عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسأله
=هو انت قاعد بتحسب إيه على تليفونك و فاتح تطبيق الاله
انتبه لها بعد فترة رغم انه استمع اليها ثم قال بخفوت دون النظر إليها
=هاه، عادي بشتغل!
ارتفع حاجباها للأعلى وهي تقول باندهاش كبير
=بتشتغل ايه هو انت اشتغلت في الحسابات اصل عمال تحسب ومش اول مره اشوفك كده
هو انت غيرت النشاط بتاعك
رد عليها بصرامة قليلة وهو يرمقها بنظرات جادة
=بعد الشر اغير ايه، ده انا مهما تعدي السنين ممكن اغير اي حاجه في حياتي الا الشغل ده! وانتٍ اكيد...
اصطبغ وجهها بحمرة خجلة من كلماته المتوارية رغم أنها عامة لا تتضمن كلمه صريحة لكنها استشعرت أهميتها عنده وذلك جعلها تشعر بالسعاده بالتاكيد، ثم أشار بالهاتف وهو يخبرها مبتسماً بهدوء
=ده يا ستي يعتبر شغل برده اصل بشتغل كده على مشروع او فكره لسه هطبقها في الوكاله لو نجحت هتودي الشغل بتاعنا في حته تانيه خالص وهنوفر كثير في المكن والفلوس غير الطلبات اللي هتزيد علينا بس ادعيلي بس الموضوع يكمل على خير
هزت رأسها متفهمة ثم ردت عليه زوجته بنبرة خافتة
= ربنا يوفقك انت شاطر أوي في شغلك واكيد هتنجح بس هو انت إيه اللي معطلك تنفذ الفكرة! محتاج فلوس ولا حاجه؟ على فكره دهبي موجود وممكن تبيعه .
شدد منذر من كتفيه بعدم رضا هاتفًا بهدوء رزين
=اكيد لا يا ضحى حتى لو احتجت فلوس مش هاجي جنب دهبك وبعدين الموضوع مش موضوع فلوس الحمد لله اخر حصه بعتها من الوكاله شلتها في الخزنه في المحل علي طول ومش هشتري حتى مكن السنه دي جديد عشان أعمل الفكره دي.. انا بس اللي ماخرني بعمل دراسه كويسه عشان ما فيش حاجه بعد كده تقف معايا والموضوع يفشل لا قدر الله.. مش متخيله الموضوع ده بقيت متحمس لي قد ايه لدرجه شغلني ليل ونهار حتى في احلامي بحلم اني حققته ونجح.. عشان كده عاوز اظبط كل حاجه كبيره وصغيره وما انساش اي تفصيله تعطلني بعد كده.
إبتسمت وبصوت منكتم همست بدعم ليستقبل قلبه كلماتها وصوتها قبل مسامعه
= ان شاء الله ما فيش حاجه هتعطلك و هتعمله وهينجح عشان انا جوزي شاطر وما فيش زيه في الدنيا وانا واثقه فيه، بس يعني كنت فاكره بتحلم بيا في احلامك مش بتحلم بمشروعك.
أبتسم بهدوء علي كلماتها ثم اقترب منها يحتضنها هامساً بأذنها ببعض الكلمات رقيقة التي خرجت منه لاول مرة بينما انفاسه الحارة تلفح اذنها ورقبتها تدغدغ مشاعرها، و رفع إصبعيه علي وجنتيها مداعبًا وهو يشير بنظراته الحنونه نحوها
=ومين قال لك ان انا مش بحلم بيكي؟ وحتى بعد الكلمتين الحلوين دول هحلم بيكي كل ثانيه كمان.. ضحى انا محتاج دعمك أوي ما تبعديش عني ثانيه خصوصا الفتره اللي جايه
ممكن
مطت شفتاها بضيق زائف وهي تقول بعتاب
=هو انت بتطلب مني اكيد طبعا هبقى جنبك وادعمك، دي مش محتاجه كلام! كفايه ان انا شايفاك بتحاول تتغير عشاني وعشان نفسك وبتطور نفسك وقد ايه راجل بجد ومسؤول وبتعرف تشيل الحمل مهما كان علامك بقي ولا اللي بيحصل حواليك مش فارق معاك وكل اللي يهمك انك مكمل.. وعاوز تنجح وتثبت نفسك
استندت برأسها علي صدره و هي تتنهد براحة
حامدة الله داخلها انها فازت بذلك العوض في
النهاية وجبر الله قلبها، مسد علي رأسها و
قبل جبهتها ليسمعها وهي تضيف اليه برفق
= فتفتكر بعد كل الصفات الجميله دي اللي فيك وانت جوزي وليا لوحدي! و مش هدعمك واسيبك.. تؤ.. استحاله.. منذر اوعى تخلي حد ثاني مره يستقل بيك انت حاجه كبيره بس انت اللي مش عارف قيمه نفسك ولا هم !.
ازدادت ابتسامته اتساعًا واستمرت أعينه المسلطة عليها، فتوردت وجنتيها خجلًا منه
عندما هتف بامتنان وغزل صريح
= ضحى انتٍ جميله اوي وانا محظوظه بيكي، انا بقيت متاكد ان انتٍ عوض ربنا ليا في الحياه بعد كل اللي شفته.
ابتلعت ريقها وهي تتحاشى النظر نحوه لكنه لم يعطيها الفرصه وهبط يلتقط شفتيها بين شفتيه يقبلها برقة تمسكت بملابسه من الخلف بقوة و هي تشعر ان جسدها يستسلم الهجوم الضارى على وتر أنوثتها ودغدغت مشاعرها.. فهى أمامه تفشل فشل زريع فى مجابهة ألاعيبه .
لتحاوط خصره ويدها التفت حول رقبته وهم بالفراش و لازال يقبلها ثم طرح جسدها للخلف بخفة ليبتعد عن شفتيها لتنظر اليه بحب و هو يقبلها من جديد و هذه المرة استجابت لقوة مشاعرها واخذت تبادله قبلاته بمثلها وهي تحاوط رقبته انتقل بقبلاته الي رقبتها و يده تمتد الي قميصها يحاول ان يخلعه عنها، همست باسمه بارتجاف
= منذر مش هينفع الدكتور قال آآ حتى لو حسيت عايز تعمل كده بلاش نستعجل عشان كده هترجعلنا لنقطه الصفر.. ما تنساش!
شعرت به يتوقف عن تقبيلها لترفع عينيها ليقابلها وجهه المحمر و هو يلهث بشدة بسبب المشاعر المختلطة التي سيطرت على جسده
ثم هتف لسان قلبه بإصرار
= خليكي معايا يا ضحي، مش عاوز اكتر من كده.
إبتسمت له بِملامحها الناعسة لذا قبل جبينها
وأعاد بجسدهما على السرير ليستلقيان
مُستعدان للنوم، وضع رأسه على صدرها مكانه الذي اصبح معتاد عليه والمفضل له وأردف بصوتاً ناعس
= تعرفي وأنا معاكي، بتمنى دايما اصحى بذاكرة جديدة خالية من عيلتي.
❈-❈-❈
نظر معاذ إلي بسمة التي كانت تمسك هاتفها طول الوقت كثيراً هذه الفتره! بالاضافه الى خروجها و زيارتها المستمره الى والدها ولم تعد عابئه به بالمره فقط تاخذ الأريكة ملاذاً لها ساكنه... كان يشعر بحركتها وتعبير وجهها وهي تمسك الهاتف ظن لوهله انه سيصيح بها يجذبها من مرفقها لتكون جانبه ولكن هاهو التي كانت طوع له ليالي هجرته اليوم وكل يوم وكأنه هامش أو شئ انتهت حاجتها منه
رفض كبريائه ان يعترف بأنه يحتاج إليها ومن ناحيه أخرى متعجب من تغييرها المفاجئ و الملحوظ؟ فهي لم تعد تهتم به او تحاول مثل ما كانت تفعل بالسابق معه؟ ليفكر هل ملت او استسلمت! او ربما هناك شيء آخر بدأ يشغلها عنه .
واثناء ذلك رن هاتفها وجعلها تشهق بخوف وتوتر من المفاجاه فهو كان يعرف بانها تجلس على النت وليست تحادث أحد وتعابير وجهها الخائفه جعلته يشك بالأمر وقبل ان تغلقه إستقام من مكانه وسحب منها الهاتف ليجده رقم غير مسجل! تساءل باهتمام
= مين الرقم ده.