-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 - 2 - الأثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والعشرون

2

تم النشر يوم الأثنين

15/7/2024

دهشت بسمة من اهتمامه المفاجئ وقالت بتردد 


= ما انت شايف قدامك رقم من غير اسم تلاقي حد رن بالغلط، هات التليفون وانا اقفله


هز رأسه برفض ليفتح الخط بدلاً منها، كادت ان تتحرك شفتيها مُعترضه لتجد اصابعه فوقهما يُحذرها بالصمت، وذلك جعلها تشعر بالذعر فبالتاكيد هذا الرقم خاص بمحمود و سوف ينطق باسمها وحينها ستكون في مأزق بكل تأكيد.


انتظر صوت الآخر وهو يراقب عين زوجته التي تحاول إظهار ثباتها وعدم توترها أكثر من ذلك، فلم تكن من صفاته ان يفتش خلفها او يمسك هاتفها، وعندما طال صمت الآخر ولم ينطق.. أردف معاذ قائلا بصوت ثابت منخفض وهو ينظر لبسمه التي بادلته النظره ببعض الخوف


= قولي مين؟!. 


اتسعت عينا بسمة بصدمة كبيرة من طلبه وقد سقط قلبها في قدمها من الرعب فاذا اجابت من المحتمل يكون هذا الخط خاص بمحمود غير الذي وضعته في قائمه الحظر قبل فترة، أشار زوجها بعينيه بحده بان تفعل ما طلبه.


ابتلعت ريقها بارتباك وخوفاً وهي تفكر في كيفية الخروج من ذلك المازق دون خسائر كبيرة، ولم تجد غير ان تستسلم الى طلب معاذ حتى لا يزيد شكه نحوها، فربما يكون رقم خطا بالفعل.. حمحمت وهي تقول بخفوت 


= مين معايا و عاوز مين؟. 


انتظر معاذ الرد بفارغ الصبر وقد جاء قائلاً بصوت أجش


= هو مش ده رقم شبراوي بتاع الكبده؟ بس ده مش صوتهم شكلي كده طلبت النمره غلط، آسف.


كان محمود بالفعل لكن لم يكن غبيا لكي لا يفهم سر الصمت الطويل الذي قابله في البدايه عندما فتح الخط، وانها ربما تكون جانبها شخص من عائلتها.


رطبت بسمة شفتاها بريبة بعدما اغلق معاذ 

الخط وهو مازال ينظر لها بغموض، نهضت تاخذ الهاتف منه بحده وهي تقول بضيق شديد 


= شفت بنفسك قلت لك أكيد رقم غلط 


ولكن معاذ لا يعرف لما لم يقتنع بعد لذلك تكلم

و أخبرها بجدية


= ناوليني الرقم ده؟ عاوز اتاكد من حاجه جايز يكون حد بيعاكس


انصدمت والخوف أصبح يدب بأوصالها من جديد فهي تعلم صوت محمود تماماً وقد تاكدت بانه المتصل، وحمدت ربها بانه فهم ولم يوقعها في كارثه، لكن لماذا يريد الرقم اذن.


أردفت بسمة بعصبية منفعله دون مبرر 


= هو انت ما بتسمعش ولا إيه قلت لك الرقم غلط عاوز تعمل بيه ايه، بطل بقى الفضه اللي انت فيه ده وتشغل نفسك في حاجات هيفاء ملهاش معنى .


ظهر لأول مرة غضب الآخر وأمسك زوجها بذقنها يرفعها بقسوة وهو يقول بغضب مكتوم


= حسني اسلوبك معايا وقلت لك هاتي الرقم ده بدل ما اخذ التليفون كله منك واحرمك منه، اللي بقيتي ليل ونهار قاعده عليه ومش فاضيه لبيتك .


ابتلعت ريقها وهي تتحاشى النظر نحوه، فلم تفهم تحوله المفاجئ واصراره على اخذ الرقم! فاذا فتش خلفه سيعرف بكل تاكيد من صاحبه ورغم ليس هناك اي صله تجمعها بذلك الشاب لكن تشعر بالتوجس من ان تقع في مشكله بعد وتنكشف اسرارها الخفيه، لترد بانفعال محاوله تشوش عقله عما يريده 


= بتقول انا اللي بنكد شكلك مش لاقي حاجه تتخانق عليها، البيت قدامك اهو زي الفل و بتاكل وتشرب وهدومك بترجع تلاقيها نظيفه من عند اصحابك اللي بتسهر معاهم كل يوم وسايبني هنا مع ابنك! عاوز إيه اكتر من كده 


لم يكن معاذ يهتم كثيراً بالأمر لكن اصرارها على رفضها وغضبها الغير مبرر جعله يشك في أمرها اكثر بعناد ويصر علي طلبه، فكان قبل قليل يفكر ما الذي جعلها تتغير هكذا معه! وما فعلته للتو! بسبب ذلك الرقم جعله يشك بأنها من المحتمل قد تكون على اتصال بغيره لذلك أراد ان يبحث خلفها، وهتف بصرامة حاده 


= قلت لك عاوز النمره اللي اتصلت بيكي من شويه، وهتفضلي ترغي كتير براحتك بس برده هاخدها.


❈-❈-❈


مر شهر وقد اكتملت سنة كاملة على زواج ضحى ومنذر، وكلاهما تقدم في العمر سنه! وأيضًا أكمل آدم وديمة سنة على زواجهما وأكثر وقد حان واقترب الموعد الذي ستنفصل فيه وتبقى وحيدة! ومع ذلك ومن المتوقع أن أشقائها لم يلاحظوا الوقت الذي مر، لكنها كانت تعلم أنهم سيأتي عندما ينتبهون.


استمر منذر في العلاج بانتظام ولم يتغيب عن أي جلسة علاج، حتى بدأت زوجته ترافقه و بدأ الاثنان في التقيد بالتعليمات المطلوبة منهما وبدأت تظهر عليه تحسنًا واضحًا في حالتة بسبب هذا العلاج وبالطبع لا يزال هناك تفرق وظلم كما هو معتاد من أسرته، ولكن هذه المرة لم يكن يهتم كثيرًا بذلك، حيث كان اهتمامه الرئيسي في الوقت الحالي هو علاجه و المشروع الذي يعمل على تطويره لتعزيز سمعته وسمعة عائلته في السوق أيضا.


وتابعت ضحى معه خطوة بخطوة ولم تتركه لحظة ودعمته طوال الوقت خلال فترة العلاج والمشروع الذي كان يعد له. ولم يكن هناك أحد يعلم بهذا المشروع سوى هي، حتى لا يتعرض لأي استهزاء أو إزعاج من قبل أفراد عائلته، لأنهم كالعادة يستهينون بقدراته و يقولون إنه لم ينجح في أي شيء في حياته ويعتبرونه دائماً مستهتراً ولا يتحمل المسؤولية. 


ولكن بالطبع هو يعمل بالعكس تماماً، لكن لا أحد يعترف بذلك. فانتظر حتى ينتهي من إعداد المشروع من جميع الجوانب ويعرضه على والده بعدها وسيتم تنفيذه بالمال الذي بدأ يجمعه لعدة أشهر طويلة في خزنة الوكالة.


وكانت ضحى أكثر سعادة بالتغيير الواضح وكانت تدعمه طوال الوقت، خصوصاً بعد أن صنع لها كرامة بين أهله وعزها ومنع أي شخص أن يتجرأ عليها حتى والدته.. ولم تعد تتعرض للإزعاج أو التضايق من والدته أو تساعدها في أعمال المنزل كما أمرها زوجها.


وعادت بسمة كالعادة هي من تتحمل كل الأمر في منزل حماتها، لأن زوجها لا يستطيع منعها هي أيضًا. وبالنسبة له والدته هي الأولى في حياته مهما ارتكبت من أخطاء. ومن ناحية أخرى، إذا اشتكت إلى والدها، سيجبرها على التحمل لذلك، قررت الصمت على الرغم من تعبها الشديد وضيقها من تسلط حماتها وزوجها المستمر. إلا أن ما يخرجها من تلك الحالة ويخفف عنها الأمر خروجاتها مع مروة.


على الرغم من أنها ارتكبت مشكلة كبيرة مع مروة، التي أخبرت محمود زميلها في الجامعة بأنها سيدة مطلقة وأعطته رقم هاتفها دون استشارتها بالاول، إلا أن الأخرى تأسفت لها ولم تستطع بسمة الابتعاد عنها وقطع صداقتها معها. على الرغم من أنها أصبحت واثقة من سوء شخصية مروة وعدم صلاحيتها لها على الإطلاق، إلا أنها باتت تشعر بالوحدة والاستبعاد في تلك الحياة ولا يوجد أحد يساعدها سوى هي.


وبالنسبة للرقم الذي حصل عليه معاذ من هاتفها، لم يكن هناك أي سبب للشك، حيث كان الرقم مسجلاً باسم والد محمود، وهو رجل عجوز، لذلك قرر معاذ التراجع عن هذه الفكرة وشعر بأنه ظلمها، ولم يقم بالتحقق منها مرة أخرى. رغم لاحظ أنها ما زالت متغيرة تجاهه بشكل مستمر دون أن يفهم السبب.


الصفحة التالية