-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 27 - 2 - الأربعاء 24/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء

24/7/2024

ليربت آدم علي كتفه قائلاً بحمية صادقة


= ما تقولش كده انت شاطر وان شاء الله هتحقق نفس النجاح اللي حققته هناك مع ابوك على العموم لو محتاج مني سلفه انا جاهز و صدقني لولا أن مش بحب ادخل في حاجه مش فاهمها كنت دخلت معاك شريك.. هو انت ليه صحيح ما فكرتش تشوف شريك مضمون تدخل معاه! ويكون حتى لي سمعه كويسه في السوق عشان تنجح بسرعه


هز رأسه برفض بسرعة وهو يقول بتوضيح 


=لا لا انا مش بحب فكره السلفه ولا القرض ولا حتى شريك بحب اكون مع نفسي أحسن بدل ما اتدين اكتر، على العموم انا عملت ميزانيه تاني و لو فعلا بعت العفش ودهب ضحى هيكفي وزياده وهيكون بس فاضل  موضوع الزبائن اللي هعملهم من جديد 


أومأ برأسه متفهمة أمره ثم قال متردد بنبرة حانية


= ربنا يوفقك، بقول لك يعني لو عاوزني اروح اتكلم مع ابوك كاني رايح من نفسي واحاول اصلح اللي بينكم و...


تجهم وجه منذر تمامًا وهو يتطلع له بعتاب غاضب ليختنق صوته هاتفآ باحتجاج


= إياك تعمل كده هزعل منك جامد، خلاص انا ولا عاوز اتصالح ولا ما تصالحش، انا مشكلتي اكبر من كده بكتير معاهم وبعد اول ليله بعدت عنهم فيها بقيت متاكد ان انا وجودي جنبهم أكبر ضرر ليا عشان كده خلاص طلعتهم من حياتي.. وعمري ما ارجع لهم تاني .


لم يعجبه آدم حديثه لكنه لم يرد التدخل وبعد فتره رحلوا الاثنين إلي منازلهم، وكان منذر طول الوقت يفكر في حياته القادمه وكيف سيسعى ويجتهد ليبنيها من جديد بدون ألم وحزن، كان يعلم انه سينتهي مما يعانيه بوقت ما، و ذلك بسبب ثقته بربه منذ سنوات و لكن لم يكن بالحسبان انه سيعشق فتاه وستكون السند والدعم له برحلته.


وهو الذي كان يعتقد ان لن تنظر له فتاه بعد ان تزوج غاده وكانت اسوء أيامه معها، ولم يريد تجربه تلك التجربه بسببها إلا أن تغير كل شيء عندما دخلت ضحى حياته، و لكنه لا يريد أن يتذكر اي شئ سوا إنه الآن يمتلك زوجة رائعه ويستمتع بحياة مستقرة معها.


دخل المنزل وهو يبحث عنها بلهفة وشوق فلا يريد غير أن يتمتع بأحضان زوجته ويجرب معها ما افتقده وكان محروم منه، دخل الغرفة ليجدها تخرج وهي تضع البشكير فوق شعرها المبلل من الحمام، إتصدمت من عودته بتفاجئ و قالت مبتسمة باتساع 


= اتاخرت كده ليه يا منذر؟ اتعشيت بره ولا اجهز لك تاكل .


= تعالي.!


قالها وهو يفتح ذراعه اليمين لها، فتحركت ناحيته و وقفت بين يديه وفي حضنه، مسح على شعرها برفق، ثم رفع وجهها له و مسح على شفتيها السُفلى بإبهامه ونظر إليها للحظات ليهمس باشتياق حارق


= هو انا جعان فعلا! بس جعان شوق ليكي يا ضحي ولما صدقت بصراحه أن حصل المراد 


تابع كلماته وهو يغمز لها بعينه قائلاً بمرح 


= الشقه دي شكلها وشها حلو علينا مش كده! 

يا ريتنا كنا جينا هنا من زمان وبعدنا 


خجلت واخفضت رأسها ليرفع وجهها نحوه

بعشق وينثرها بقبلات متفرقه علي مقدمه رأسها و وجهها هامسا بانتشاء 


=لا لا، عاوزك تفضلي جانبي علي طول من هنا ورايح وما تبعديش عني.. مفهوم .


ظلت تنظر لملامحه لأول مرة ونسيت كل

شئ حولها فقط ملامحه، تطلع فيها كانت جميلة وبدون وعي وكأنها متخدره شهقت بذعر عندما انتبهت وهو ينحنى نحوها حاملاً إياها بين ذراعيه مما جعلها تصرخ متفاجأة،

وهمست بارتباك وحرج بينما عقدت ذراعيها حول عنقه حتى لا تسقط


= منذر نزلني عشان متتعبش.. انا تقيله عليك


لم يرد عليها أنما وضعها على السرير واستلقى فوقها، وهمست مجدداً وهي تحرك يدها على ظهره بحنو


= ضهرك وجعك؟


اجابها بينما يحنى رأسه نحوها وابتسامة واسعة ترتسم علي شفتيه


= فداكٍ أي وجع.


في وقت لاحق... وضع قبله على جبينها برفق مشدداً من ذراعيه حولها بينما دفنت هي وجهها بجانب عنقه مغلقة عينيها لتغرق سريعاً بالنوم... بينما ظل هو يحتضنها بقوة اليه متمتعاً بالشعور بانفاسها الدافئة التى تلامس جانب عنقه وهو يشعر بان قد ملك الدنيا و ما بها.


ثم تسائل في عقله، كيف ينام المرء ليلة

تحقيق أحلامه؟


❈-❈-❈


لم تمضِ أيام إلا وجاء منذر بالمبلغ الذي سيساعده على شراء ما يريده لاقامه المشروع بعد أن أخذ أثاث المنزل وبعه كله، بالاضافه الى شبكتها أيضاً، فرحت ضحي كثيراً حين اشتري محل خاص به وبعض المعدات اللازمه وبدا بالعمل بالفعل علي الفور، وهنا لم يتوقف دور زوجته الصالحة! 


حيث صنعت صواني الحلويات للجيران حولها لتخبرهم عن متجر زوجها الجديد حتى يزروه و أول طبق حلوى كان من نصيب ديمة التي تعرفت عليها بالفتره الاخيره وشكرتها على ضيافتها لهما في منزل عائلتها و شكرتها الأخري أيضاً علي طبق الحلوى والتهمت نصفه قبل أن تترك البقية لادم، وبدأت ديمة تروج معها وتساعدها عند معارفها والجيران كي يشتروا ما صنعه منذر من أعماله الاحترافية الخاصه بالزجاج، و فرح منذر حين بدأ يتوافد عليه طلبات الزبائن. 


وكل من يتعامل معه يحوز علي ثقته فيعود ويتعامل معه مجدداً، فكانت ضحى محقة عندما اخبرته بأنه شخص ناجح وسوف يصنع له إسم وثقه بسرعه هنا، كما فعل في حي السيدة زينب.


كما قامت ضحي أيضًا بإنشاء صفحة على الفيسبوك باسم زوجها لتنشر فيها أعماله و تجلب زبائنًا أكثر وأكثر وتحقق سريعًا شهرة ونجاحًا. في البداية كان الوضع سيئًا ولم تنجح في ذلك وكان عدد المتابعين قليلًا جدًا، لكنها لم تفقد الأمل وقررت صنع إعلان ترويجي لعمله وهنا حدث التحول، حيث عرف الزبائن القدماء عن مكانه الجديد وعادوا للتعامل معه مرة أخرى.


لم يصدق زوجها نجاحه السريع، حيث كان متوقع فشله! مثل ما كانت أسرته تخبره طوال الوقت أنه شخص غير مسؤول وعديم الفائدة ولكنه بدأ يدرك أنهم هم الفاشلون وليس هو. ولم ينكر دور زوجته في نجاحه بل كان يشكرها طوال الوقت.


فكانت تسعى معه في كل خطوة، حتى في أعمال المحل أحيانًا كانت تذهب معه في الصباح وتساعده في تنظيف المحل وترتيبه، وتعود في المساء بالطعام يتناولونه معًا ولكن بعد ذلك، منعها من المساعدة عندما بدأ يستأجر عمالًا لمساعدته في الطلبات الزائدة.


وعندما حصل منذر على أول مبلغ سخي، فرح كثيرًا واشترى لزوجته خاتمًا بدلاً من الذي تم بيعه ثم دفع إيجار المنزل لادم والمحل و  أعطى الباقي لضحى لتشتري اللوازم الناقصة للمنزل مثل الطعام والشراب وما إلى ذلك. وما تبقى من المال وضعته جانبًا واستمرت الأمور هكذا لفترة.


شعر منذر أنه عندما أجبر خاطر زوجته، فإن الله سيفتح له أبواب الرزق من حيث لا يتوقع. وبفضل الله وتيسيره، تحسنت الأمور معه بشكل مذهل.


وفي حين كان نجاح منذر يتزايد بشكل كبير وملحوظ بجهوده، وقد بدأ في بناء نجاح آخر له في مكان بعيد عن عائلته.. فإن الأمور تدهورت تماماً على الجانب الآخر مع عائلته كما كان متوقعاً.


وما سهل بناء كل تلك العمليه بالنجاح هو مشروع منذر الجديد الذي وفر الكثير من الجهد والمال بسبب سعيه للبحث عن الافضل و تطوير نفسه بنفسه، وكان ينوي فعل ذلك في وكاله والده لكن سمح له الحظ ان ينال نجاحه بمفرده هذه المره.


❈-❈-❈


دخل آدم إلى غرفة زوجته بعد أن أحضر لها

بعض الطعام والشراب ليرتبهم في أماكنهم صحيحة فوق المنضدة وهو ينتظر بفارغ الصبر أن تستيقظ ديمة من سباتها وعندما تقلبت همست بنعاس


= آدم.

الصفحة التالية