رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 27 - 3 - الأربعاء 24/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع والعشرون
3
تم النشر يوم الأربعاء
24/7/2024
لأول مرة يشعر آدم بأن اسمه جميل جدآ و
رومانسيا أيضا، فعندما سمعه من فم محبوبته لم يستطع البقاء ثانية في مكانه بل أسرع في الجلوس أمام ديمة يمسح على شعرها ويقبلها من ناصيتها لتعطيه ابتسامة بسيطة لكن خلال دقائق نهضت تركض نحو المرحاض وهي تضع يديها على فمها، أسرع آدم خلفها بقلق شديد
= ديمة في إيه؟ مالك يا حبيبتي
دلف خلفها و تقدم جانبها يجلس في المرحاض ويرفع شعرها الى الاعلى بينما هي تتقيئ والدموع تنساب على طول وجنتيها لفرط شعورها في الغثيان، بينما هو يقوم بتدليك على ضهرها يطمنها بالكلام الحنون، تقيت كل ما يوجد في معدتها حتى أصبحت شهقاتها عاليه استقام يحملها واقترب الى المغسله يقوم بغسل وجهها وفمها يتنهد من دموعها يمسحها وهو يقول بحزن عليها
= حقك عليا انا معلش، هتبقي كويسه دلوقتي وهنروح للدكتور تاني نساله على الموضوع اللي عمال يتكرر معاكي ده .
عبست شفتيها وهو مسح بأبهامه عليها و أبتسم لها وقربها الى حضنه ينتشلها بلطف و يخرج من الحمام يحملها بين ذراعه يسير بها حيث غرفتهم مجدداً لتلف هي علي الفوري ذراعيها حوله وقالت بصوت مجهد
= مش كل ما اتعب شويه هتوديني للدكتور يا آدم ما هو هيقول لك نفس الكلام بتاع كل مره ان ده عادي و فتره وهتروح
وضعها على الفراش ليجلس بجانبها ويمسح على خصلات شعرها ثم قال بخفوت
= ما انا مش عاجبني حالك كده ويا ريت بايدي اي حاجه اعملها لك، والتعب عمال يزيد عليكي.. ومش عارف ان ده فعلا الطبيعي ولا انتٍ اللي جسمك ضعيف ومش متحمل
ابتسمت ديمة وهي تقول بصوت هادئ
= لو كل حد فكر كده زيك يبقى محدش هيخلف ويحمل خليك جنبي بس يا ادم مش هنكر ان انا خايفه من الولاده لوحدي بس انت مش هتسيبني انا متاكده
اعتدلت بجلستها تقوم بتطويق عنقه ووضعت رأسها هناك تزفر بأمان، تصرفاته وكلامه معها يزيح خوف كبير عن فكره انها ستولد بمفردها دون اشقائها او أسرتها كلها، يعرف بقلبها الصغير والخوف الذي يعتيلها لا يلومها هي تجرب أشياء لاول مره في عمرها.
ليفكر بأن يذهب الى أشقائها لمره لأجلها ربما يؤثر عليهم، عندما يعرفون بخبر حملها.!
أخذ بيده صنية كبيرة عليها الطعام و وضعها اعلي الفراش ونظر اليها وهي تعترض على تناول الطعام حتى لا تستفرغ مجدداً لكنه حاول إجبارها لأجل صحتها وبعدها تناولت الادويه وذهبت لتأخذ شاور، كانت بعد فتره تقف أمامه وهو يمشط خصلات شعرها
ثم اقترب منها واحاط خصرها و هو يقف خلفها يري انعكاسهم بالمراه ازاح شعرها المبلل الي الجهة اليمني ودني يقبل رقبتها و هي تبتسم، أمسك بمجفف الشعر الكهربائي الخاص بها واخذ يجفف شعرها ثم صفف خصلاتها و رتب غرتها لتلتفت اليه و ترتفع علي اصابع يدها تقبل وجنته مسد علي وجهها ناظراً الي عينها التي تلمع كـ نجمة بالسماء و أبتسم متحدثاً
= تعرفي ان بقيت متحمس أوي للبيبي اللي جاي؟ يا ترى هيكون ولد ولا بنت وهنسميه ايه .
قرصت وجنته بخفه و هي تقول بمرح
= انا اللي هسمي البنت وانا اللي هسمي برده الولد اتفقنا ما تنساش ان انا برده اللي عماله اتعب و مش عارفه اكل بسببه يبقى انا احق باسمه .
ضحك بصوت مرتفع و هو يقربها إليه و نظر
اليها قائلاً بمكر
= يعني مش واخد بالك ان انا برده مساعد في جزء بسيط فيه.. اعطفي عليا شويه وخليني نختار سوا الاسماء حتي
وضعت يدها علي يده حتي تجعله يحاوطها
اكثر و تحدثت قائلة بتفكير مصطنع
= ممم ماشي زي بعضه هخليك انت تسمي البنت بس لما نعمل الأول السونار بعد كام شهر ونشوف هولد ايه.
ضحك بشدة عليها و هو يحرك حاجبيه مشاكساً بها ثم دني يقبل شفتيها و هو يحيط جسدها يضمها اليه نحو الفراش بخفه ثم سحب الغطاء فوقهم مع صوت ضحكتها العالي السعيدة، وفي تلك اللحظه تعالى هاتفه ونظر من بعيد الى الرقم وعندما وجده ابنته رنا؟!.
تجاهلها لاول مره في حياته فكان يعرف جيد سبب اتصالها لانها تحتاج الى النقود وبعد ذلك ستعود وتتجاهل إياه، لكن ربما وجود ديمه والطفله القادم في حياته سيغنيه عنها وعن تحمل أسلوبها الغليظ .
❈-❈-❈
"منذر لم يعد هنا" هذه هي العبارة التي يترددها طوال الوقت شاهين عندما يأتي بعض الزبائن ويسألون عنه، وعندما يضطرون للتعامل معه ينتهي الأمر بشجار عنيف و يخبرونه بأنهم لم يعودوا مرة أخرى بسبب سلوكه العدواني تجاههم، وهذا السلوك كان عكس سلوك منذر تمامًا.
كان منذر يتعامل مع الزبائن بأسلوبه البسيط والمحترم ويجبر خاطر كل من يدخل إلى المكان، وبالإضافة إلى ذلك، الأدوات التي بدأوا يصنعونها بعد رحيله كانت سيئة للغاية، ومن كان يتحمل سلوك شاهين يغادر غاضبًا بسبب سوء البضاعة.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح شاهين غاضبًا بشدة طوال الوقت بسبب أسباب تافهة في المنزل وفي العمل ومع الجميع، وذلك بسبب رحيل منذر وبسبب آخر حديث له معه.
والأمر لم يتوقف عند الزبائن فقط، بل بدأ الموظفون في الوكالة يغادرون بسبب غضب شاهين المفرط وأحيانًا يهينهم بأسلوبه المعتاد، وأيضًا السبب الآخر هو نقص الرواتب والمال، حيث بدأت فسخ التقاعدات مع الجميع تؤثر على سمعة الوكالة وتتسبب في تدهورها التي بناها منذر على مر السنين منذ الصغر.
وبالنهايه لم يعد هناك عمال او زبائن، الا نسبه قليله لا تذكر والمال بدأ يأثر معه بكل شيء حتى على منزله، حقيقة قاسية لا تزال يريد الاعتراف بها هو لا يدري كيف سوف يتعايش مع فقدان منذر، ولا كيف سيكمل العمل الذي بناه منذر أيضاً .
وبدأ يتكبد خسائر بعد رحيله، وكان محقًا عندما أخبره أنه هو السبب في نجاحه وأن جهوده هي فقط ما يميزها، وما زاد من يأسه هو عودة ابنه مرة أخرى عندما فوجئ الجميع بقدومه لأخذ الأثاث دون التحدث مع أحد ثم رحل مرة أخرى! فمن بين الذين شعروا بفقدان وفراق منذر أولاً؟ هو شاهين، ولكن على الرغم من ذلك لم يعترف بخطأه.
❈-❈-❈
كيف يكون النجاح؟ يبدأ من مجرد حلم ثم يحتاج الي قليل من المثابرة والسعي حتي يتجسد الذي كان حلم الي حقيقة في قبضة اليد .
تغير منذر كثيراً عن سابق وقد اكتسب ثقه عاليه بنفسه بعد أن تخطى جزء كبير من معاناته وتعالج من جميع امراضة من وجهة نظره، لذلك أصبح يغامر دون التفكير في الحاضر أو يتردد لحظه، دخل المنزل وهو يردد صائحا بحماس كبير
= ضحي.. ضحي انتٍ فين؟ تعالي يا وش السعد
بينما داخل المرحاض كانت ضحي بالداخل تقف بترقب شديد وهي محدقة في جهاز اختبار الحمل المنزلي الذي اشترته في الصباح لتفعل الإختبار في نهايه كل شهر على أمل ان تصبح حامل! وتتمكن من تحقيق أمنية منذر وهي! لكن سرعان ما تحولت تعبيراتها للعبوس و الحزن بعد أن ظهرت بوضوح وجود علامة شرطية واحدة تنفي وجود ما يشير للحمل.
شعرت بعبء ثقيل يجثو على صدرها وربما يقلب حياتهما من جديد ويقلل من فرحتها، فكل شيء يسير في حياتهما جيد ومنذر تعالج لكن هي الآن التي لديها مشكله!
فهي تنتظر كل شهر بفارغ الصبر لعمل ذلك الإختيار وتكون النتيجه سلبيه، عقلها شاردًا يحلل عبارات حماتها مايسة بتفكير عميق، فماذا سيحدث إن لم تحمل؟ ما الذي سيصيبها إن كان بها عيب ما أو مشكلة أو بسبب عمرها
مثل ما كان يخبرها الجميع العمر الطويل يقلل نسبة الإنجاب؟ تلبك جسدها وشعرت بالرهبة من تخيل الأسوأ، ثم انسابت عبراتها قهرًا على ذلك كما انهارت معنوياتها وبكت بحزن كبير.
لكن بسرعه انتفض جسدها بقوة من قوة نداء زوجها بالخارج يبحث عنها، كفكفت عبراتها بظهر كفيها و تلفتت حولها بخوف، وحاولت لملمة الأشياء المبعثرة قبل أن يعرف ما الذي تفعله، وبسرعه فتحت الباب قائلة بصوت شبه متحشرج
= ازيك يا حبيبي، جيت بدري يعني
من سعادته لم يلاحظ حزنها وضمها بسرعه قائلاً بسعاده
= أنتِ أجمل حاجه حصلت في حياتي... ربنا يخليكي ليا يا ضحي، يا وش السعد انتٍ
ضحكت على لقبها الجديد على مسامعها وأجابت مردفه بعدم فهم
= طب اهدى وفهمني ايه اللي حصل؟
أرخى أحد ذراعيه عنها ليضع يده على طرف ذقنها، رفع وجهها إليه قائلاً بابتسامة سعيدة ولهفه كبيرة
= مش هتصدقي المنشورات اللي انتٍ كنتي بتنزليها على فيسبوك خلت كل اللي كنت بتعامل معاهم زمان يعرفوا مكاني ويجوا يتعاملوا معايا من تاني، خلاص الدنيا هتحلو معانا.. واصلا هم قالوا انهم اتخانقوا مع ابويا وفسخوا كل العقود اللي ما بينهم.. والشغل هيزيد وهشتري عمال اكتر ومش هلاحق عليه
بعد كده
زادت ابتسامته العذبة متلمسًا بشرة وجهها برفق، وعاود ضمها إليه وهو يضيف بنفس الحماس والشغف
= وهنشوفلنا كمان شقه تانيه ملك لينا، كفايه كده على أستاذ آدم ساعدنا بما في الكفايه، و انتٍ هجيبلك ذهب بدل اللي خدته منك ولا الماظ كمان لو عاوزه... اي حاجه نفسنا فيها هنعملها خلاص فاضل لنا تكه بس.
تعالت ضحكتها أكثر هاتفه بفرحه
= ما شاء الله ربنا يبارك لك، قول الله اكبر ما يحسد المال الا اصحابه، عشان تعرف لما قلت لك ان انت هتنجح
أخذ ينهال عليها بالقبلات بسعادة وأخيرا أعادت له الحياه وجهها الجميل، ثم مال نحو وجهها هاتف بمكر
= بالمناسبه السعيدة دي انا عاوز عيل منك! يا ضحي متهيالي دي الأمنية اللي فاضله لينا مش كده.
اتسعت عيناها بتوجس من طلبه، ثم اقترب معمقًا نظراته نحوها، متابع لها بتنهيدة متقدة بأشواق العشق
= ما تتصوري سعادتي هتكون قد ايه لما تيجي تقوليلي انا حامل وتجيبيلي طفل نربي سوا، ونكون عيله صغيره.
كانت تسمعه وهي تتألم بصمت ثم نكست رأسها بإحباط كبير، لقد أرادت إسعاده بتحقيق أمنيته وتبشيره بوجود طفل في رحمها حقا و أكثر منه، لكن مع الأسف لم يأذن المولى بعد، نظر لها باستغراب وهو يتسائل
= مالك يا ضحى هو أنتٍ مش عاوزه أطفال ولا ايه، ما الحال أهو اتظبط معانا الحمد لله
هزت رأسها برفض وبدا صوتها مبحوحًا وهي ترد
= لا طبعاً اكيد نفسي، ان شاء الله ربنا يرزقنا
بالذرية الصالحة