-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 27 - 4 - الأربعاء 24/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السابع والعشرون

4

تم النشر يوم الأربعاء

24/7/2024

أشار لها برأسه بإيماءة خفيفة قائلاً بهدوء جاد


= ان شاء الله يا حبيبتي.


هزت رأسها بإيماءة مواقفة دون أن تنطق، ثم 

اختبأت في أحضانه الدافئة مستشعرة الأمان بقربها الملتصق به، لكنها خشيت أن تكون سعادتها لحظية، أن تتلاشى مع مرور الوقت بسبب تأخر الإنجاب، أخرجت تنهيدة مطولة من صدرها نافضة عن عقلها مؤقتًا تلك الأفكار التي باتت هاجسها الحالي.


❈-❈-❈


في أحد الكافيهات الشهيره، التفتت رانيا برأسها نحو آدم لتجده يطالعها بنظرات هادئة، بينما هي ابتسمت باتساع هي و أختها زينب وهم يظنون بعد ان اخبرهم بأن باتوا الى هنا بأنه سيطلق اختهم الصغيره وقد ندم على 

ذلك الإرتباط بفتاه يكبرها كثيراً، هتفت رانيا بثقة عالية 


=هاه! نروح نجيبها احنا وهنلاقيها جاهزه بشنطها ولا انت اللي هتجيبها لينا؟ اديني وفرت عليك اهو وفهمت انت اتصلت بينا ليه أكيد زهقت من اللعبه إللي كنت تلعبها انت وهي وحسيت انها ما تنفعكش


جمد أنظاره عليها مرددًا بثبات مريب


= أولا ديمه مش لعبه اسمها مراتي ثانياً انتم فهمتوا غلط انا جايبكم هنا عشان احاول احل اي حاجه عشان ما احسش بالذنب وانكم مقطعين بعض بسببي وبالذات كمان بعد ما عرفت ان ديمه حامل وعلى وش ولاده . 


شحب لون وجهها سريعًا، شعرت بحجم الخطر القادم بها، فتيقنت أنها وقعت في مأزق واختها ضاعت! بينما لم تستطيع زينب السيطره على نفسها وقالت بنبره عنيفه حاده 


=يعني ايه حامل؟ انت حيوان مستحيل تكون بني آدم يعني كمان مش كفايه هتضيع عمرها معاك وقريب هترجعلنا.. لا كمان هترجعلنا بعيل وهتظلموا معاكم.. انت عاوز ايه مننا بالظبط ما كفايه بقى وسيبها 


توجهت أنظاره تلقائيًا نحوها، بالطبع اكتسى وجهه بحمرة رجولية منفعلة، وهدر بصوت جهوري جعلها ترتعد في مكانها


= اتكلمي معايا بأدب وما تفكريش ان انا صعب ارد عليكي واقل منك! بس عامل حساب للعشره اللي كانت بينا زمان وانك اخت مراتي لكن بعد كده هتشوفي وش مش هيعجبك طالما مش قادره تحترميني، وبقولها للمره الألف انا مش هطلق ديمه ولا اتخلى عنها زيكم خصوصاً بعد ما بقت حامل في ابني. 


تطلعت رانيا بنظراتها الاحتقارية له، لتقول صارخة بتشنج


= هو انا كان عقلي فين لما جوزتها لك هو انا للدرجه دي كنت مخدوعه فيك؟ اسمعني كويس لو كنت فاكر باللي بتعمله ده قلبنا هترق عليها تبقى غلطان انا خدت وعد على نفسي بيتك ده مش هدخله تاني الا في حاله واحده وانت مطلقها .


بدأت الأنظار تلتفت حولهم لكن لم يهتم احد، وعمق نظراته نحو الإثنين ثم تحدث من بين شفتيه بغيظ ويأس 


= ما فيش فايده الظاهر ديمه كان معاها حق لما قالتلي انكم مش بيهمكوا غير نفسكم و بتستغنوا عنها على طول، كنت فاكر لما تعرفوا ان اختكم حامل وما تنفعش تبقى لوحدها في وضع زي ده! قلبكم هتحن لكن الوضع هو هو! 


أشار لها آدم بكفه ليمنعها عن الكلام صائحًا بقوة 


=ولا كلمة خلاص! اوعدكم دي هتكون اخر مره تشوفوني وديمة اصلا ما تعرفش حاجه عن اللقاء ده وانا كنت كل ما افتح معاها الموضوع ترفض بس عرفت النهارده السبب كويس.. واني لازم اتعامل بعد كده ان ديمة

خلاص ما بقاش ليها اهل


❈-❈-❈


راقبت بسمة من النافذه صغيرها يلهو راكض بالطريق لا يحمل هما لشيء يعانق طفولته بلا خيبات، بينما هي كُتب عليها مبكرًا أن تركض مع الحياة تصارعها لأجل صغير، ربما نحرت طفولته قليلاً إلا أنها لم تتركه وحيد وستكون راضية محتسبة أمرها لله.. وفي تلك اللحظه وجدت والدها قادم متجه نحو البنيه التي تسكن بها وكان وجهه مرهق للغاية، عقدت حاجيبها باستغراب و دخلت حتى تفتح له الباب.


وزع متولي أنظاره حوله بوهن قبل أن يقول متسائلاً بنبرة شبه مختنقة


= منذر فين!. 


أعتقد شاهين أنه يريد منذر حتي يعاتبه كعادته، لذا أجاب بنفاذ صبر 


= منذر مش هنا يا متولي ولو كنت عاوز تدي  كلمتين زي كل مره عشان مش بيسال على إبنه، فالأيام اللي جايه مش هتشوف وشه خالص 


ابتلع ريقه بألم طفيف، شاعراً بعدم الارتياح من شعوره بالذنب بالإضافة إلى نظرات الأقارب والجيران حوله التي تحولت للاحتقار، ثم هز رأسه برفض وهو يقول بصوت متعباً 


= انا مش عاوز اعاتبه ذي كل مره ولا حاجه انا عاوزه اشكره وابوس أيده كمان لو الامر لزم، و اتاسف له واستسمحوا يسامحني انا وبنتي على كل حاجه وحشه عملناها معاه، يا ريتك تدلني عليه يا شاهين او تبلغوا أن خلاص فهمت متأخر هو كان شايل عني ايه


لوي شاهين ثغره للجانب بابتسامة غير مريحة وهو يرد باقتضاب


= انا مش فاهم حاجه عايز تشكر مين! مش ده اللي كل ما تشوفني تقول لي معاك حق تشد عليه وهو عديم المسؤوليه زي ما بتقول وفاشل ومش فالح في حاجه؟ 


أخفض رأسه بخزي وحسرة قبل أن يقول بنبرة باكية


= كنت غلطان واستاهل ضرب جزمه كمان، انت خلفت راجل بجد يا شاهين والمفروض تفتخر بتربيته قدام الناس دي كلها ابنك عمل اللي مستحيل اي راجل يعمله؟ ولو كان عمل العكس برده ما كانش حد هيلومه! بس هو فكر فيا وفي كسرتي اللي بشوفها دلوقتي في عيون الناس وانا ماشي في الشوارع! وفهمت متاخر هو كان شايل عني ايه وليه ساكت و مش بيسال على الواد و كان بيستحمل كلام ذي السم برده عشاني.. آه يا ريت يسامحني يا ريت ربنا كان اداني راجل زيه وانا كنت احافظ عليه العمر كله .


حدقت فيه بسمة بنظرات قلقة، وهتفت بحذر


= بابا انت بتعيط ما تفهمني ايه اللي حصل؟ 


لمعت عيناه تأثرًا، وهو يهتف بنبرة منتحبة 


= انا عارف ان انتم ما تعرفوش حاجه بس  هتعرفوا في كل الأحوال قريب الناس عامله تتكلم في الموضوع وفي سيره بنتي من ساعه اللي حصل؟ العيل اللي ولدته غاده ما طلعش إبن منذر وهي خانته وهو عارف كده وشاف الواطي وهو بيهرب قدام عينيه! و بدل ما يفضحها ولا يعرف حد حتى انتم، ستر على بنتي ووافق ان الولد يتكتب باسمه.. بس ما فيش حاجه بتفضل مستخبيه ومرات الراجل اللي بنتي عملت معاه علاقه في الحرام جت و فضحتها وقالت على كل حاجه  


بدأ يشرح لهما باختصار ما حدث أكثر، بينما اتسعت عينا بسمة بصدمة كبيرة ولم تصدق فعلت أختها الغير أخلاقية وكيف تجرأت علي خيانه زوجها، بينما الأمر كان لدي زوجها معاذ و حماتها وحماها صعب للغاية وهو يحاولون استيعاب كلماته المشينة.


وكأنه في نفس الوقت قد ألقى بقذيفة في وجه مايسة ليفتك بها في الحال، فصرخت شاهقة بلا وعي وهي تلطم على صدرها


=يا نصيبتي! الواد طلع إبن حرام ومش ابن منذر ولا حفيدي؟؟!.

الصفحة التالية