-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 27 - 1 - الأربعاء 24/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السابع والعشرون

1

تم النشر يوم الأربعاء

24/7/2024


استيقظ منذر صباحاً وابتسامة واسعة تملأ

وجهه، الليلة الماضية لا يعرف كيف يصفها لكنها كانت رائعة! فأخيراً حدث ما كان يريده ولم يعد هناك مشاكل صحيه او نفسيه يعاني منها.. ليله أمس لم يكن هناك مانع او سد منعه  إكمال العلاقه بل شعر بشعور لم يعرف كيف يوصفه من حاله الشغف الذي كان بها، ولم يعد يشعر بعد الآن بأنه رجل غير مكتمل أو اهانات مثل ذلك ياخذها على محمل الجد ويغضب ويحزن بنفس الوقت، فا أقام علاقه كامله مع زوجته وانتهى أمره .


نهض يبحث عن حبيبته التي سيطرت على

كيانه أمس بطريقة غير متوقعة! كانت في المطبخ تقوم بتحضير الفطور وهي تدندن إحدى الأغاني الرومانسية التي تعشقها.. في وضعها لم يختلف عنه كثيراً نالت جزاء صبرها مع زوجها ولم يعد هناك مشاكل تفكر بها و تحمل همها وباتت متأكدة باقي المشاكل ستحل طالما اكبر مشكله انفكت عقدتها لذلك تكاد تطير من الفرحة، لن تبالغ إن قالت أنها قضت أسعد ليلة في حياتها! صحيح البداية كانت مليئة بالمعاناة والأحزان لكن انتهت وبدأت السعاده ترسم عنوان قصتهم.


تحرك نحوها يسير حتى اصطدم بجسدها من الخلف انتفضت بهلع وهي تلتفت إليه،انصدمت وعبثت ملامحها لتهمس له بخجل 


= خضتني انت صحيت امتى؟


اقترب من شفتيها يلامس خاصتها هاتف بتيه من فيضان المشاعر التى تغمرها به


= لو كنت اعرف أن الايام شايله لي أجدع سـت في الدنيا.. وعمرها ما حبت حد غيري! كنت حطيت صبر فوق صبري من غير ما ازعل ولا انهار وفضلت مستنيكي. 


ابتسمت ضحي بسعادة غامرة ثم تابع كلماته 

مبتسماً بحب


= ‏الواحد فينا لما بيعيش لحظة حلوة وتعدي  بيتهيأله إنها أجمل حاجه في حياته و عمرها ما هتتعوض بس دي حاجه مش صحيح لأن عندك مثلا اللحظة اللي إحنا فيها دي بعد عشرين سنة هتفكرها وهقول إنها كانت أجمل حاجه في حياتنا.. بس انا متاكد ان اللي جاي هيكون اجمل .


ليكمل وهو يمرر يديه على ذراعها يفركه بحنان


= سعيده يا ضحي معايا.


ابتسمت ابتسامة مشرقة له مديرة رأسها لتطبع قبلة فوق راحة يده التى تحط خدها


= السعاده دي كلمه قليله اوي علي اللي أنا حاسه بيه 


همس بكلمات اذابتها عشقا وهو يردد بلوع 


= أنا كمان مش مصدق ان الحلم اتحقق و بقيتي ليا سواء فعلياً او على الورق! عارفه يا ضحي كل اللي حصل امبارح وانا معاكي في حضنك أنا حلمت بيه 


ابتسمت قائلة بدلال و هى تمرر يدها فوق صدره من خلال فتحة قميصه


= إيه ده؟ انت كنت بتحلم بيا و مقولتليش ؟


تحدث بصوت اجش بينما يده تمر برفق على جانب عنقها مقرباً وجهها منه مما جعل شفتيه تلامس شفتيها 


= لان كنت شايف أنه ده حلم مستحيل يتحقق

وإن هقدر اتخطى كل ده واوصل للي انا عاوزه


هزت رأسها متفهمة لعفويته وهي تتساءل باهتمام 


= و حلمت بإيه تاني!.  


أخفض رأسه طابعاً قبلة حنونة على جبينها قائلاً بعشق 


= حلمت أن أنا و انتٍ في مكان لوحدنا و بعيد  عن كل الناس وادي الحلم اتحقق و بقينا لوحدنا.. وانا مش عاوز غيرك يا ضحى، انتٍ بقيتي دنيتي وكفايتي من الحياه .


تطلعت نحوه بخجل كبير، فعمق منذر نظراته أكثر نحوها لتصبح هي محاصرة بين وميض عينيه المتقدتين شوقًا لتذوق حبها الدافئ، ليردف بنفس النبرة 


= ولا بقيت شايف غير عينك الحلوه ولا سامع غير صوت قلبي و قلبك وهما بيقولوا بحبك .


صمتت للحظة قائلة بخفوت رغم اهتزاز نبرتها


= انا كمان بحبك أوي.. المهم فكرت في كلامي ونويت هتعمل ايه؟ 


هز رأسه بهدوء ثم قال بهدوء جاد


= ما تقلقيش كل حاجه هتبقى كويسه، هحاول اروح اخد العفش وابيعه ودهبك كمان واشوف أي محل إيجار وأبدا من جديد في المشروع 


اهتمت بما يقوله مبتسمة، على موافقته ثم فركت أصابع كفيها معًا وهي تقول بارتباك 


= طب كويس دي أخبار كويسه أوي، منذر انت مش ناسي حاجه انت مش هتروح للدكتور عشان تكمل جلسات علاجك بلاش تقطع في النص كده! احسن بعد كده ترجع تنتكس في أي لحظه 


تلاشت ابتسامته مرادفا بجدية شديدة وهو يغمز بطرف عينه بمرح 


= مالك يا ضحى ما أنا بقيت كويس اهو ولا انتٍ نسيتي اللي حصل امبارح؟


ابتلعت ريقها بخجل وتوتر ملحوظ ولم تستطيع الرد او النظر له فنظراته تصيبها مباشرة في قلبها وتزيد من نبضاته، زفر مطولاً رافعًا رأسه للأعلى ودس يديه في جيبي بنطاله، وأردف قائلاً بهدوء


= انا كويس ما تقلقيش عليا وبعدين لو كنتي ناسيه العلاج غالي جدآ واديكي شايفه حالنا اللي مش عارفين لسه هنمشيه ازاي؟ وانا كويس يبقى ما لهوش لازمه .


شعرت بتوجس طفيف ولم تقتنع بحديثه فهي لم تطلب منه الذهاب الى الطبيب لأجل علاجه من الضعف فقط بل لأجل مرضه النفسيه التي تسبب به عائلته، لكن لا ترغب في افساد هذه اللحظه لذلك فضلت الصمت.


بينما بدأ عقل منذر يعمل و يخطط بعزم وقوة لما ينوي فعله في الفترة القادمة. 


❈-❈-❈


كان الوضع في بيت شاهين سيء للغايه على الكل، معاذ تخاصم مع زوجته ولم يتحدث معها حتى الآن وهكذا كان يعاقبها من وجهه نظره والاخري فعلت المثل! وهذه المرة بالذات لن تحاول، فلقد حاولت بما يكفي لأنها تعرف بأن محاولاتها ما هي إلا هدرٌ للطاقة وهدرٌ للأيام وهدرٌ للشعور، الآن مكتفٍ بما تملكه، ولا تملك أثمن من نفسها ولا تظن ولو للحظة بأنها مُطمئنة هنا بل هي قلقٌة و مُتعبة وتدعو الله أن يخلّصها من كل ذلك دون أن تبذل مجهودًا حتى.


وأثناء ذلك كان عتاب مايسة لبسمة مبالغا به في حديثها وأفعالها معها فرغم أنها اعترفت بخطاها بنفسها وعادت بسمة تزورها وتجلس معها إلا أن بسمة تغيرت تمامًا معها، فعندما تحدثها بشيء تتظاهر بعدم الانتباه لها وعندما توجه اوامر معينة لتفعلها كالعاده بالمنزل تتجاهلها تماماً وتخبرها لم تسمعها جيدًا أو أنها نسيت ذلك الأمر.


وهكذا استمر الحال حتى تأكدت حماتها بأنها تفعل ذلك معتمدة حتى لا تساعد في اعمال المنزل ابدأ، وذلك جعلها تغضب أكثر وأكثر منها ألم يكفي بأنها كانت تكذب طول الوقت عليهم؟ لذلك كانت تنتظر اي فرصه قريبه حتى تجعلها تذهب من هنا بلا رجعه.


وحتى يتخلص شاهين من جدلها ونقاشها الحاد يوميه معه أحضر لها مساعده تساعدها في أعمال المنزل أخيراً، لتحل عنه.


أما بسمة فلم تندم على شيء مما فعلته

فعليه هو و أسرته أن يعلمون أن ما تقدمه هي من خدمات في بيته له، هي مقابل احترامه، و أنه عندما لا يحترمها فهي أيضا قادرة على منع كل شيء عنه.


❈-❈-❈


في كافية قريب من منزل آدم، هتف هو بنبرة متحفزة موجهه الى منذر 


=كنت متوقع حاجه زي كده هتحصل في اي لحظه، معلش يا منذر صدقني كده أحسن واكيد هيقلب كلامك في دماغه وهيحس انه كان بيغلط معاك.. على العموم لو عاوز نصيحتي فعلا اسمع كلام مراتك واشتغل لوحدك 


جلس منذر بأريحية فوق المقعد أمامه و أجاب بجدية بعد تفكير جاد 


= انا فعلا فكرت في كده هشوف اقرب وقت واروح اجيب العفش عشان ابيعه، انا تعبت فيه وهو بفلوسي يبقى ليه اسيبها له واذا كان على الشقه فهي باسمه يأخدها مش عاوزها.. انا بس كل مشكلتي واللي خايف منه ان اول ما افتح المشروع هنا منجحش لأني ما اعرفش حد ولا حد يعرفني

الصفحة التالية