-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 1 - الجمعة 26/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثامن والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

26/7/2024

❈-❈-❈


ابتسمت ضحي بسعادة صادقة لسماعها ذلك لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها بخيبة عندما تابعت الطبيبة حديثها قائلة بحذر 


= بس للاسف المشكله عندك انتٍ يا مدام ضحى، وهي اللي منعاكي من الخلفه!. 


للحظات شعرت ضحي بارتخاء ساقيها و عجزها عن الوقوف من قوة تأثير الصدمة، و

طارت أحلامها الوردية وذهبت في مهب الريح، وتبخرت مخططاتها المستقبلية في ثوانٍ معدودة.


بينما ارتجف منذر من المفاجئ وحافظ على ثباته الانفعالي لأجل زوجتة وهو يهتف بعدم تصديق 


= حضرتك متاكده من الكلام ده يا دكتوره؟ ما يمكن في غلط ولا بيتهيالك ولا مش ممكن أصلا العيب فيا أنا عشان انا جت عليا فتره كنت تعبان وانتٍ اتلخبطي ولا حاجه، بتحصل مش كده؟ 


هزت رأسها بأسف وهي ترد بحذر أكبر


= التحاليل قدامي بتقول ان العيب في مدام ضحى ولو عاوز تعدها عند اي حد ما فيش مشكله، بس اللي واضح قدامي أن المدام عندها مشاكل في الرحم والتبويض فـ.. 


تعقدت تعبيرات وجه منذر إلى حد ما متسائلاً بجدية 


=يا دكتوره الله يرضى عنك انا مش هفهم الكلام ده؟ انا يا ستي اعتبريني واحد جاهل وما كملتش تعليمي اصلا فجيبها لي بوضوح؟ في أمل أن مراتي تخلف ولا لاء ؟ 


نظرت له الطبيبة قليلاً ثم أجابت بهدوء جاد 


= اكيد الأمل موجود طالما في علاج لحالتها هو صحيح الموضوع ممكن ياخد وقت بس أكيد في نتيجه في الآخر، وحتى لو الموضوع ده ما نفعش في عمليات حقن مجهري


قطب منذر جبينه مهتمًا، متسائلاً بارتباك و خوفاً علي مشاعر زوجته التي كانت تستمع حديثهما بصمت غامض ومريب له


=طب نسيبنا من موضوع العلاج اللي مش عارفين هياخد وقت قد إيه؟ خلينا في موضوع عمليات حقن المجهري لو مضمونه وأسرع يبقى نعملها على طول! بالله عليكي خليكي صريحه معانا وقوليلنا الحل الاسهل 


هزت رأسها قائلة بعدم اعتراض


= تمام في حاله مدام ضحى عمليات حقن المجهريه فعلا أسهل ليها، وعشان اكون صريحه معاك اكتر الموضوع بيكلف كتير لو هتعملها عند حد مضمون وفي مستشفى كويسه، وغير ممكن الموضوع ما ينجحش من أول مره كمان.. وده حاجه لازم تحطوها في الإعتبار لو مشيتوا في الموضوع ده.


سلط أنظاره على وجه حبيبته قائلاً بنبرة صادقة


= أكيد طبعاً هختار حد مضمون واحسن حاجه لمراتي، شوفي حضرتك الإجراءات ايه وهنعملها أن شاء لله.


تسمرت ضحي في مكانها مستديرة برأسها نحو الإثنين ثم نهضت قائلة بنشيج


= هو انت ماشي معاها في الكلام عادي و نسيت تسالها اهم سؤال؟ الموضوع ده هيتكلف كام دي بتقول لك كمان ممكن ما ينجحش حتى بعد ما نتداين ونجرب! قوم بينا نمشي هي خلاص ما فيهاش فرص وانا عمري ما هكون أم.


لم تنتظر رده وتحركت لترحل بينما ركض الآخر خلفها فاستدار ناحيتها ليقف أمامها قائلاً بعتاب لطيف


= استني بس يا ضحى, ما الموضوع في حل أهو! ما طلعش زي ما انتٍ كنتي فاكره السبب  سنك، ايه بس اللي هنخسره لو عملتي العمليه دي مش ممكن تنجح من اول مره


أدمعت عيناي ضحي بشدة وهي تحاول تجاوز ما عرفته من قبل تلك الأوقات العصيبة، لكنها كانت تمر ببطء وبثقل يهلك القلوب قبل العقول، رغمًا عنها أجهشت بالبكاء سريعًا، كورت يدها ضاغطة على أصابعها بقوة وهي تتحدث بأسى


=ما تضحكش على نفسك هتجيب الفلوس منين ده احنا يا دوبك حياتنا بدات تتظبط من كام شهر! هنرجع تاني نبيع اللي ورانا واللي قدامنا؟ ولو سمعت كلامك و الفلوس راحت على الفاضي والعمليه ما نجحتش يبقى كسبنا ايه.


رد عليها بنبرة جادة وهو يرمقها بنظرات حنونه


=ما بلاش تشاؤم! بصي عليا انا كانت حالتي برده كده وكنت بقول لنفسي نفس الكلام انا ما ليش علاج وعمري ما هخف وهفضل كده طول عمري، بس بعد كده ايه اللي حصل؟ و بعدين فين ضحى المتفائله ده انا كل ما كنت اتشام وانزل لسابع ارض تطلعيني بكلامك لسابع سما وكان طول الوقت عندك ثقه فيا وفي ربنا .


ارتجفت شفتاها وهي تقول بنبرة باكية 


=ونعم بالله ما قلناش حاجه بس برده نفكر بالعقل، الفلوس كتير أوي اللي مطلوبه وانت مش قدها ومش هوافق ان انت تتدين ده انت ما عملتهاش عشان مشروع عمرك هتعملها عشاني .


جاهدت لتتحرر منه محاولة نزع يده عنها لترحل من المكان لكنها فشلت، امتص سريعًا صدمتها قائلاً بتريث عقلاني


= وما اعملهاش عشانك ليه انتٍ اصلا عندي أغلي من نفسي، ومستعد اعمل اي حاجه عشانك عشان تكوني مبسوطه ومش هعرضك لنستني نتيجه بعد كام سنه، خلينا نمشي في موضوع العمليه الثانيه وهنعملها مره واثنين وثلاثه كمان لحد ما تحملي


زادت حدة الآلام التي تعصف قلبها فقالت بوجع شديد


=يا سلام وهتجيب كل الفلوس دي منين؟ ده انت الاسهل ليك تروح تتجوز واحده غيري..

تصدق فكره؟ مش احسن تسيبك من واحده املها ضعيف في الانجاب وتروح لوحده تانيه صغيره وعندها فرص اكثر .


نظر لها مطولاً بعتاب شديد ليرد عليها بنبرة جادة وهو يرمقها بنظرات عاشقة


=انتٍ بتتكلمي بجد يا ضحى؟ عاوزاني اسيبك من أول مشكله و اروح ادور على غيرك وانا إللي مشكلتي كانت اصعب ما رضيتيش تسيبيني و حاولت معايا واتقبلتيني بكل عيوبي وفضلتي تعافري معايا رغم رفضي في كل خطوه لكن انتٍ ما يئستيش، ولا فكرتي تقولي لنفسك الكلام اللي قلتهلي دلوقتي تروحي تدوري على واحد غيري تتجوزي 


رقت ملامح ضحي وهي تدرك أن الحق معه فهي لا تستطيع السيطره على نفسها فتنهدت قبل أن تقول له بصوتٍ مؤلم 


= غصب عني رغم ان انا كنت شاكه في كده! بس الصدمه اللي قالتهالي الدكتورة صعبت عليا الموضوع.. انا كل احلامي زمان عن الجواز كانت اني اكون ام زي اي واحده؟ بس لقيت كل أحلامي بتنهار تاني.. ولسه هستنى واعافر والعمر يجري وما نضحكش على نفسي حتى لو في امل طبي مش هنقدر عليه .


احنى رأسه عليها ليطبع قبلة صغيرة على جبينه ثم رد موضحًا بنبرة غير قابلة للتفاوض


= اول حاجه هزعل منك تاني مره لو قلتلي الكلام الخايب بتاعك ده اني اتجوز! عشان دي معناها عندي كبيرة وانك بتتنازلي عني بسهوله، ثاني حاجه ما لكيش دعوه الفلوس هتتجاب منين وسيبي الأمور دي عليا.. وعند ثالث محاوله هنستسلم للأمر الواقع وهنرضى أن إحنا نعيش عمرنا من غير أولاد بس هنكون لينا بعض.. وده عندي كتير يا ضحى وهعافر عشان أوصله .


للحظة تسرب الأمل بصوته الجاد إلى أذنيها فبدا كالترياق لذلك الذي يلتهمها بضراوة، هدأت نسبيًا وانخفضت حدة صوتها وهي تقول بنبرة معترضة 


= بس انا مش هقبل انك تدين نفسك ولا تعرض نفسك للخطر عشاني، يا منذر عشان خاطري اوعى تعمل كده .


عمق من نظراته نحوها متحدثاً بهدوء مثير للأعصاب


=يا عبيطه مين قال لك ان انا هعمل كده انا هشتغل عادي وهحاول اجمع الفلوس، وكل ما نوصل للمبلغ المطلوب هتعملي العمليه! وذي ما ربنا يريد، يا ضحى انا كنت قبل ما اعرفك مؤسس حياتي ان انا عمري ما هكون ليا زوجه كويسه ذيك ولا أطفال وبدات اتعامل على الأساس ده وانتٍ اللي اديتيني الأمل اغير كل ده، بعدين لما اتجوزتك وحبيتك! اقوم انا بقي اروح احقق الحلم مع حد تاني.


عمق نظراته العاشقة نحوها فتلاشى تدريجيًا غضبها وحزنها، ثم مال عليها برأسه هامسًا بنبرة ذات مغزى


= ما تجيش! عشان ما فيش ضحى غيرك..

هي ضحى واحده وبس.


الصفحة التالية