-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 2 - الأحد 28/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل التاسع والعشرون

2

تم النشر يوم الأحد

28/7/2024

في العيادة النسائية ظل منذر يجوب الرواق ذهاباً وإياباً وهو يدعو الله في نفسه أن تنجو زوجته وطفلته فقط زاد عليها التعب الشديد فجاه وعندما احضرها الى هنا اخبرته الطبيبه بانها ستولد الآن قبل موعدها الاصلي، وبعد لحظات إنضمت إليه كوثر و اتجهت ناحية زوجه ابنتها وســألته بإهتمام كبير 


=طمني يا أبني على ضحي !


هز رأسه بعدم معرفة وهو يقول بصوت متوتر


= معرفش أي حاجة بقيلها كتير جوه ومحدش طلع يطمني، أنا مش مرتاح


نظرت له بقلق شديد لكنها حاولت أن تقول بصوت هادئ


= اهدى يا أبني وإن شــاء الله خير هي البكريه كده ربنا معاها.


أسند كفه على الحائط الملاصق للباب دون رد، ولم ينتبه هو إلى أي أحاديث جانبية منها ولم يشــارك التعليق في أي شيء يُسئل عنه.. فقط يفكر في حال زوجته فلم يسامح نفسه ابدأ اذا حدث لها شىء سيء ولا يستطيع العيش بدون ضحى لذلك تمنى ان تمر تلك الساعات الصعيبه بسرعه.


وفي تلك اللحظه خرجت الطبيبة فســألها منذر بتلهف 


= ضحي ولدت طمنيني عليها ؟


ابتسمت الدكتور وهي ترد عليه


= ولدت الحمد لله وجابت بنت زي القمر تتربى في عزكم .


تنفس الصعداء بصعوبة بالغة ثم سألها بصوت متقطع وهو يرمقها بنظرات شبه متوترة 


= يعني هي كويسه هي والبنت واقدر اشوفها دلوقتي .


هزت رأسها بالايجاب ثم رحلت بينما أحتضنت كوثر منذر قائلة بسعادة


= مبروك يا حبيبي، الف مبروك ربنا يحفظهالك يارب .


بادلها الإبتسامة بصمت وهو يحاول السيطره على مشاعره الجديده، بينما إنسابت عبرات حماته عفوياً حينما تذكرت وفاه زوجها وهي تقول بحزن 


= ابوها كان هيفرح أوي لو كان لسه عايش، كان نفسه يا عيني يشوف احفاده منها قبل ما يموت يلا الحمد لله على كل حال


ثم مسحت دموعها بسرعه وحاولت تغيير الموضوع وهي تقول بحماس


= الا بالحق ناويين تسموها ايه.


قبل أن يتحدث حضرت ممرضة ما إليه و أشارت له بيدها وهي تقول بهدوء 


= حضرتك تقدر تشوف المولودة دلوقتي 


ربتت كوثر علي كتفه بحنان وهو تقول بنبرة حنونه


= روح انت شوف بنتك وانا هشوف بنتي!. 


نظر لها بامتنان فهو كان يشعر بالفعل بالحيره الى أين يذهب بالأول يطمئن على زوجته او يرى ابنته لاول مره، تحرك بالفعل إلى داخل تلك الغرفة الصغيرة وإستمع إلى أنين ضعيف مع اول خطواته لها، ومع كل خطوه كانت كافة حواسه تختطف قلبه قبل عقله.. حتي وقعت عينيه عليها في فراش صغير يتوسط الغرفة فأدار رأسه ناحيتها وأحس بإضطراب جلي يسيطر على كافة أعضائه.. وهو يتطلع إلى تلك الصغيره الملفوفه ثم دقق بملامحها لون البشرة والشعر والشفاه كل شيء بها قريب منه كأنها بالفعل نسخه مصغره له .


مدت يدها الممرضة له ليحملها توتر من ذلك في البدايه لكن بالنهايه اخذها منها بين ذراعه 

و إستشعـر بقلبه ينبض تلك النبضات التي أعلنت الى أحب الأشخاص الى قلبه من بعد ضحي زوجته.


لاحظ حركتها التي خطفت قلبه وهي تتثاءب فضحك بلا وعي ثم قرب رأسها منه وقبلها ثم همس في أذنها قائلاً 


= ربنا يباركلي فيكي، وأقدر اسعدك واعوضك على اللي اتحرمت منه يا.. يا اوليندا .


❈-❈-❈


في شرم الشيخ، كانت ديمة تجلس بجوار أطفالها الإثنين النائمين منذ زمن (آدم الصغير والطفل الثاني أمير) كان لا يأتي النوم الي جفونها ابداً تنظر امامها بشرود و هي تتذكر أيامها السابقه معاً زوجها وكيف قضت اوقات حزينه وسعيده بنفس الوقت، فقد سافروا هم  والاولاد الى تلك المدينه حتى ينسون ما حدث


عندما علمت بانها لم تنجح هذه السنه ورسبت بسبب انشغالها وتركيزها الاكبر مع اطفالها الاثنين، كانت صدمه كبيره لها وقد حزنت بشده لكن حاول آدم أن يخرجها من تلك الأجواء وبنفس الوقت عاتبها بلطف هاتفا 


= خلاص يا ديمه كفايه عياط العمر مخلص يعني قدامك وقت تعدي السنه وما تنسيش انها غلطتك من الاول عشان لو كنتي سمعتي كلامي وجبتي حد يساعدك ويخفف عنك كان زمان عندك وقت تذاكري اكتر، على العموم المره دي هجيب واحده تساعدك فعلا ومش عاوز اي اعتراض اتفقنا .


هي كانت ترفض تلك الفكره حتى لا يشعر بانها امرأه غير جيده، هتفت بصوت باكي بعد ان اطالت النظر به بإحباط 


=اعمل اللي انت عاوزه مش هتكلم خلاص 


تنهد آدم وشعر بالضيق والذنب ليقول مرددًا


=يا حبيبتي ليه الحزن والزعل ده كله انتٍ مش اول ولا اخر واحده تسقط وتعيد السنه، وبعدين انتٍ عندك عذرك بتربي طفلين يعني عندك مسؤوليات كثيره 


ظلت في هذا الجو الكئيب نادمه على تلك السنه التي ضاعت منها، وعندما لاحظ آدم حالتها أخبرها أن تحضر حقيبه لهما وهم مـسافرون لأسبوع عطله، تفاجأت وسعدت لاهتمامه لامرها.. كانت وقتها تقوم بتمشيط

شعرها تركت الفرشه متقدمه له بحماس


=هنروح فين ومع مين والاولاد هنسيبهم ولا ناخدهم معانا.. انا مش هقدر اسيب ولادي يا ادم اتصرف وخدهم معانا مش...


لم تكمل جملتها للأخير حيث حاوطها من خصرها مقربًا إياها بقوة إلى صدره هامسًا بحب 


= اكيد يا حبيبتي هناخدهم معانا هم و المربيه، مش هنروح بره البلاد خلينا في مصر برده ايه رايك في شرم الشيخ انا وانتٍ


هزت رأسها بالايجاب بحب وبسرعه تقدمت تخرج الحقيبه تضع بها ملابسهم، وها هم وصلوا منذ يوم الى شرم الشيخ.


بعدها خرجت من تلك الأجواء الكئيبه بالفعل

حين احضرها الى هنا وذهب كليهما الي عده اماكن لتناول الطعام والشراء و جلبت الكثير من الأشياء وذهبوا إلي إحدي المطاعم الشهيرة وظلوا يتبادلا الأحاديث عن إهتمام كليهما و بدأت تشعر بخفق قلبها بحبه نتيجة شعور حقيقي تشعر به دوماً. 


عوده الى الوقت الحالي وقـد حـل العصر و الشمس اصطكت على الأرض، لتدخل لها المربيه وهي تقول بأدب


= استاذ ادم بيقول لحضرتك مستنيكي تحت في البول! وانا هفضل هنا اخلي بالي من آدم وأمير.


ابتسمت ديمة بهدوء ثم سارعت بالنزول الى الأسفل حيـث يقف أدم الذي فتح ذراعيه لها عندما وجدها قادمه له و احتضانها قائلاً


= بتعرفي تعومي مش كده! الناس حوالينا قله البسي المايو بتاعك اللي انا اشتريتهلك وتعالي ننزل انا وانتٍ شويه .


اتسعت عيناها بسعادة ومالت عليه لتقبله من وجنتيها قائلة بحماس 


= بجد انت احلى زوج في الدنيا هطلع على طول وما تخافش هلبس المايوه اللي انت جبتهلي الطويل ومش هتاخر استناني.


أبتسم عليها وانتظرها بالفعل حتى نزلت مجدداً وهي تمسك بيديها الفوط وتلف نفسها بالبرنس، مـد يـدة يتنزع التشيرت خاصته ليبقى بالشورت القصير وتقدم اليها لافاً ذراعيه حول خـصـرها الصغير يـرفعها له وهي تشبثت بأرتباك في عنقه حتى صغرت عينيها قائلة بضيق زائف


= انت ايه اللي قلعك التيشرت بتاعك؟ ناوي تعوم كده والستات يبصوا عليك 


هز كتفيه قائلاً بمكر وهو يغمز لها


= طب ما يبصوا هو انتٍ يعني مش عارفه انا قلبي وعيني مع مين.


ضمت شفتاها بحنق زائف وهي تقول بغيرة 


= طب افرض من كتر ما بصوا عجبتهم و واقعوا في حبك زيي هعمل اي وقتها.. هرتكب جريمه انا بحذرك اهو! فخلي عينك معايا وبس .


ضحك بشده علي عقلها الصغير ثم ابتسم مداعباً انفه بخاصتها وهو يردف بحب 


= حتى لو حبوني انا كلي ليكي!. 


ظهرت ابتسامتها كأنها طفله يتم ارضاءه وظل يمازحها و يلاعبها ثم حملها راكضاً بها الي المسبح وتظاهر انه سيسقطها حين ارخي ذراعيه لتصرخ هي برعب وتتشبث به ليعود متمسكاً بها مرة اخري و هو يطلق ضحكة عالية ذات بحة رجولية داعبت ثنايا قلبها، 

اخذت تتأمل مشاكسته اللطيفة بابتسامة هادئة فاستمر هكذا بجرأة لانه لم يجد حوله أحد يشعره بالحرج، حتي وضعها أعلي الأرض وتحرك نحو البول وسحبها ليغوصوا بالماء واكملوا جو المرحه.. لكن توقف فجاه عندما لاحظ قدوم الناس حولهما وشعر بالحرج وطلب من زوجته ان يصعدوا.


لكنها رفضت وضمت كفيها معًا بحركة متوسلة 

وهمست له بصوت مستعطفًا 


= بالله عليك سيبنا شويه كمان طالما مبسوطين وبعدين هو احنا لحقنا


حاولت أن تتحرك من أمامه لكنه سد عليها الطريق بذراعه وجاهد ليقنعها بالرحيل لكنه فشل، فقال باستياء


= و بعدين يا ديمة بلاش شغل الاطفال بتاعك اما اقول لك يلا يبقى يلا، ولا انتٍ ناسيه الولاد اللي سايبينهم فوق لوحدهم مع المربيه ولا دلوقتي احلوت المربيه وما بقيتيش خايفه نسيبهم معاها.. يلا وبلاش شغل العيال بتاعك 

يبقى ننزل مره ثانيه

الصفحة القادمة