رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 3 - الأحد 28/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع والعشرون
3
تم النشر يوم الأحد
28/7/2024
هزت رأسها باعتراض وهي تقول دون وعي
= انا برده اللي طفله ولا انت اللي عجزت و بقيت تتعب بسرعه، ما تخلينا شويه ايه اللي هيحصل، وبعدين المربيه بقيلها معانا كتير هتيجي تعمل حاجه وحشه في الاولاد هنا والمكان كله كاميرات
استمع إلى جملتها تلك وأزعجه كلماتها معتقد بأنها تقصد السخرية و الاستهزاء منه بسبب فارق العمر بينهما فبدأ متجهم من طريقتها تلك أو ربما هو حساس بتلك المساله بالأخص، فتحولت تعابيره للصرامة والضيق ليحدق فيها بنظرات حادة صاح بها بصوت غاضب
= ديمة قدامي مش هعيد كلامي تاني، عشان الناس ما تتفرجش علينا يلا
عندما رأته إزعاجه حولها فاستجابت له ولم تبدي اعتراضها مره أخري، بينما جذبها بيده وهو يسبح ليصعد فأقبل عليه رجل عجوز في المسبح واصطدم بجسده وكاد ان يسقط لكن آدم أمسك بيه، ليقول الآخر بامتنان
= متشكر يا أبني، ربنا يباركلك ويخليلك بنتك
ضغط علي يدها بعنف جعلها تتألم لكن هو لم يعبأ بمقاومتها وحذبها بشراسة له فأكمل سيره متابعًا طريقة دون النظر إليها، حاولت أن تنسل من أحكم ذراعيه وهي تدفعه متسائلة بارتباك
= آدم بالراحه ايدي وجعتني انت بتسحبني كده ليه؟ آآ هو انت زعلت من كلمتي والله انا مش قصدي حاجه وحشه انا قلتها كده هزار
يا آدم بالراحه هقع كده في ايه.
التفت برأسه للجانب دون ان يتوقف عن السير ليقول مرددًا بتوبيخ لها
= تعرفي تمشي وانتٍ ساكته ما تفصلي شويه وبطلي رغي، ولا لازم تلفتي النظر حوالينا وخلاص
فزعت أكثر من أسلوبه الذي لم تعهده من قبل، فقالت بتوتر وعدم فهم
=الفت النظر لايه وبعدين هو الراجل قال لك إيه خلاك متضايق أوي كده
أرخى ذراعه عنها من معصميها، والتفت نحوها
هادرًا بتشنج
= ما لكيش فيه وامشي وانتٍ ساكته مش هقول لك تاني، ده انتٍ غلبتي عيالك في زنك ايه ده.
انصدمت من صياحه فيها عندما حررها من قبضتيه فانطلقت مسرعة تفر منه نحو باب غرفة الفندق بسبب طريقته.
❈-❈-❈
في الوكاله تدهور الحال كثيراً من ناحيه العمل والانفاق منها اصبح يخرج لهما من النقود قليل جدا، وما زال لم يتوقف شاهين عن الغضب والثور بابنه معاذ واهانته مثل ما كان يفعل مع منذر وتلك الاحوال كانت تزداد اكثر واكثر معه، بينما الآخر كان يتحمل لانه مجبر و يحتاج المال الذي كان معتاد على صرفه يومياً بكثره.
كان مالك طفله يلعب في الخارج، فالشيء الوحيد الذي فعله معاذ بعد الانفصال هو أنه اقترب من طفله وحسن معاملته له، وتحسنت العلاقة بينهما قليلاً. في البداية كان يتردد في زيارة بسمة بين الحين والآخر ليرى ما تفعله. وإذا اقترب منها رجل حتى ولو كان بحجة الارتباط، فإن هذا الأمر مرفوض تمامًا في نظره ولم يوافق عليه حتى وإذا ساومها على الطفل، ولكنه لم يتحمل تلك الفكرة على الإطلاق.
كان يجلس أمام والده ينكس رأسه بملامح منزعجه فلم يعجبه حاله ويشعر طوال الوقت بأن ينقصه شيء، ويحتاج الى احد بحياته من جديد لكن يستبعد فكره الزواج من أخرى.. لكن بنفس الوقت ما زال غاضب من طليقته بسمة.. تنهد بسخرية طفيفة وهو يشعر بانه بحاجه الى استنشاق الهواء والخروج مثل ما كانت تطلب بسمه وهو يرفض.
فقد انفصل عنه حتى أصدقاؤه بسبب قلة المال، وهذا هو الشيء الثاني الذي لاحظه أن بسمة علقت علي ذلك كثير بأنه لا يعجبها، وأظهر أنها كانت محقة في ذلك أيضاً .
لكن وسط ذلك لم ينسى أيضاً بأنه يشعر بحاجه الى اخيه منذر فهو كان مستمع جيد له وسوف يكون الفاصل لحاله هذا التردد و التشدد، حقا اشتاق له والى رأيته والى حديثهما معا.
فهو يريد فقط البوح بما يقبع في قلبه مؤخراً ليرتاح ولا أحد يستطيع التحدث معه، فليس من المعقول أن يفضح زوجته أمام أصدقائه و والدته لو علمت ما في خاطره ستغضب وتعترض.
افاق على صوت والده وهو يتساءل بصوت خشن
=قالب وشك كده ليه؟ ايه تعبان من كتر الشغل ما اديك شايف بوشك الحلو من اول ما اشتغلت معايا و الشغل اتضرب وبقينا بنشتغل بالعدد .
لم يعترض على اهانته نحوه وقال بصوتٍ مجهد وهو يشبك أصابع يديه
= انا مش بفكر في الشغل انا بس لسه مصدوم باللي عملته بسمه فيا وكدبها، وانا اللي كنت فاكرها ساذجة وما تعرفش حاجه في الدنيا غيري.. وغير حوارات امي اللي مش بتخلص و كل يوم تجيبلي عروسه
هز شاهين رأسه وهو يعقب متهكماً
= وبعد كده اكتشفت ان ما فيش حد ساذج غيرك، مش كده! عاوز المفيد مني سيبك من امك
أسدل جفنيه وزفر نفسا عميقا كأنه يحث نفسه على البوح وإفراغ ما يكتمه في قلبه ولو القليل منه ونطق بمرارة
= مراتك وانت عارفها مش هتهدى غير لما تعمل اللي في دماغها، بس معاك حق طول سنين جوازي دي كلها واكتشفت اني مغفل ولا عارف حاجه عن بيتي ومراتي ولا ابني .
هز رأسه بعدم مبالاة وهو يقول بصوت جاد
= خلاص طالما عارف ان الغلط جاي منك زي منها.. روح وحاول تحل اموركم وترجعها .
رفع معاذ عينيه نحو والده بدهشة كبيرة وهو يقول بتعجب
= نعم ! انت بتتكلم بجد يابا انت ما عندكش مانع زي أمي ارجع بسمه على ذمتي بعد كل اللي عرفنا عنها .
هتف شاهين بحيادية وتأنيب خشن
= انا ما قلتلكش اصلا من البدايه طلقها زي امك ولا ابعد عنها، ومش هنكر أني زعلان منها ومن اللي عملته واتصدمت زيك وكنت فاكرها برده قطه مغمضه، بس برده خلينا نقول كلمه حق دور هي عملت كده ليه هتلاقي اغلاطك واللي انا كنت سبب فيها برده.. يبقى بلاش تقفوا على بعض للواحده عشان ابنكم
جز علي أسنانه بعصبية قاتلة من حزم أبيه واتهامه الصريح ضد كذب زوجته.. فقال بصوتٍ حانق خيب ظنه
= بس برده ما فيش مبرر للي هي عملته دي كدبت عليا اكتر من ثلاث سنين!؟. واكتر من كذبه كمان
شددَّ شاهين علي كلامه فقال له بهدوء
= محدش قال ان في مبرر للي هي عملته
لكن لازم تعترف أنك كنت السبب في أنها تكدب وتدور عن احتياجاتها خارج بيتك لما كانت بتتحايل عليك ليل ونهار تخرج معاك، غير موضوع انك ما كنتش بتشتغل وكانت ياما بتلمحلنا كلنا انها نفسها تشوفك راجل كامل في عينيها... عشان كده كدبت عليك كل السنين دي عادي جدآ، وموضوع امك إللي كانت ممرمطاها معاها في البيت ولما دلوقتي بقت تعمل اللي هي بتعمله بقيت تشتكي زيها واكثر.. مع اني برده بسمه يعتبر كانت بتعمل اكتر و تخدمك وتخدمنا .
فضل والده يفتح تلك المواجهة الصارمة والتحدث بروية أكثر لعله ينجح في أن يصل إلى تفكيره واضاف بجدية
= واحمد ربك أنها كانت بتدور على ده مع واحده ست في النهايه ما عملتش زي اختها.. وعشان ما تظلمهاش تاني ولا تظلم اي واحده غيرها وتتجوزها ما تعدش اللي انت كنت بتعمله تاني معاها.
لم يعد يفهم معاذ والده هل يريد مصلحته حقا ام يريد ان يفرغ غضبه بسبب رحيل منذر عن الوكاله ومن بعدها بدأت الخسائر، لكن احيانا يشعر بانه لدي انفصال بالشخصيه ما بين رجل شرير و رجل صالح .
لكن لا يعرف بان شاهين يرغب في الاصلاح لكن لا يعرف من أين يبدأ؟ وبنفس الوقت لا يريد خسارته هو الآخر .