-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 1 - الثلاثاء 30/7/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

30/7/2024


ارتدت ضحي إحدى المنامات الجديده التي  إليها فلم يحرمها زوجها من مشاعره الوليدة التي تزدهر داخل قلبه أو من أي شيئا آخر..و هاهي تقف أمام سفره الطعام تنظر لما اعدته له من طعام بعدما حرمته لأيام من طعامها الشهي، بسبب انشغالها مع الصغيره.. داعبت الرائحه أنفه وهو يُغادر غرفته ليقول


= اخيراً ضحي هانم اتكرمت ورجعت تطبخلنا


اتسعت ابتسامتها وهي تراه ينظر بتلذذ نحو الطعام لكن تجمدت عيناه بعدما ارتكزت على جسدها بذلك الثواب الطويل بعد رضا وهتف دونا تعقيب على ذلك 


= يلا خلينا ناكل، عشان عندي ميعاد مهم 


سكبت له الطعام بصمت وقد علق شعرها بأنفه فأبتعدت عنه تجذب خصلاتها جانباً ازداد خفقان قلبه وهو يلعن داخله ضعفه امامها من أقل حركه تثيره، لكن يعلم أيضاً بأنها لا تهتم بذلك الجانب جيد


رغم طوال فترة زواجهم حاول قدر الإمكان أن يكون الزوج الجيد معها إلا أن الخجل الذي كانت تكنه له كان يمنعه من ممارسه حياته  بشكل افضل مما كان يتوقع وهو رجل حرم سابق من أشياء كثيره.. بالاضافه إلي أنه يري حوله الكثير والكثير من الفتيات الجميلات! صحيح من المستحيل ان ينظر الى غيرها لكن يريدها أن تحقق ما يتمناه ويأتي في خاطره دوماً.


ولكن كان هناك سبب آخر جعلها تلتزم بارتداء تلك الملابس حتي الآن، اعتيادها بعد زواجهما على ارتداء ملابس محتشمه بأمر منه! حتى لا يضع في موقف محرج بسبب مرضه النفسي قبل أن يتعالج.. لكن مازالت لم تفصل بين الأمرين وبأنه تغير بعد.


حتى أنه اشترى فيلا كبيره لها لينفرد هو وهي في مكان واحد لعل الخصوصية تساعد في حصول تقدم ولو كان بسيطا في علاقتهما..

لكن لا فائدة.. خاصة أنه كان يدرك جيداً 

خجلها وأنها لا تعرف متطلباته من واقعها الحالي.. فأحلامه لطالما كانت عند تلك الحياه وبذلك الموضوع بالأخص ستعوضه الكثير . 


افاق على صوتها المتساءل باهتمام


= ها الاكل عجبك.


تنهد مطولاً فاهتمامها على ذلك النحو به جيد لكن عند النقطه الأخري لا، وبعدما كان الجوع يدب معدته فقد مذاق الطعام وهو يُصارع رغبة عيناه في التهامها وازداد الأمر سوءً وهو يشعر بيدها فوق يده قائلة بتعجب 


= مالك يا منذر انت كويس ما بتاكلش ليه، ما تقوليش انك هتمشي من غير ما تتغدى معايا .


مرر منذر أصابعه بحنق على عنقه ثم قال


= ضحى هو انتٍ ليه ما بتلبسيش اللبس اللي انا جبتهلك.. ما فيش يعني حد غريب عشان تتكسفي تلبسيه وحتي والدتك عملت لها جناح خاص بيها بعيد عننا عشان ناخد راحتنا .


عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسأله بتعجب


= وماله اللبس اللي انا لابساه! ما هو كويس .


تلبكت ملامحه وتنحنح وهو يحاول ان يصل اليها ما يريد دون أن يحرجها 


= ما لوش يا حبيبتي كويس بس اظن ما خدتيش بالك من اللي انا جبتهلك امبارح تعالي.. وبالمره تقسي قدامي واشوف ذوقي عجبك ولا لأ


هزت رأسها بنفي وأخبرته بأنه يجب عليهم أن يتناولوا الطعام أولاً ثم سترى ماذا يريد فيما بعد.. زفر بملل و تفاجأت عندما رأته ينسحب من فوق مقعده وتابعت حركته بأعينها بدهشة، فقد كان سعيداً برائحة الطعام. لكنه أخذ يديها من فوق مقعدها ليجعلها تسير معه.


دلف منذر إلى حجرته ومن خلفه ضحي التي  مزال يجبرها على الدخول وهي تشعر بذبذبات التوتر تعم من حولهم ولا تفهم شيء..

لكنه أصر على ان ترتدي تلك الملابس بالفعل،

ثوبً وراء ثوب كانت ترتديه حتى يُعاينه بعينيه ومع كل ثوب كان يفقد قدرته على ارضاخ عقله بأنه لدي موعد هام وليس متفرغ الآن، ابتلع لعابه وهو يراها تدور أمام عينيه بذلك الثوب والسعادة تملئ قلبها ثم سألته مهتمة 


= حلو ده كمان عليا مش كده.


تطلع إلي جسدها بالمرآة بذلك الثوب القصير وكأن رؤيتها هكذا يتراقص قلبه فرحاً لارضاءه واهتمامه بها، ليرد بغزل صريحاً 


= انتٍ اللي محليه يا ضحي.


ابتسمت ضحي بسعادة علي كلماته وما إن اقترب منها حتى يقبلها انتفضت وابتعدت عنه عندما وصل إليها سماع صوت بكاء طفلتها  يزداد من الجهاز.. فأسرعت تخطى نحو الخارج لكن منذر منعها واغلق الباب، طالعت زوجته وهي تتساءل بضيق 


= منذر قفلت الباب ليه أبعد صوت اوليندا بتعيط .


رمقها بنظرات حادة، ثم لوى ثغره مرددًا بضجر


= طب ما تعيط يا حبيبتي ما هي المربيه معاها هناك امال انا جايبها ليه، عشان كل مره انتٍ اللي تروحيلها؟ خليها شويه عليكي و شويه عليها.. وبعدين هو انا مش قلتلك لما 

تكوني مشغوله معايا هنا هيكون دور المربيه 

هناك


عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً ثم ردت عليه 

بصوت خفيض


= طب ما انا خلاص قست اخر فستان! عشان خاطري خليني اشوفها انا اصلا مش جايه على هوايا حكايه المربية دي.. بدل ما انا اللي اربي بنتي 


تعالي هتافه المستاء ممزوج بصوتٍ غاضب  


= ضحي وبعدين، احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده كتير، ده الصح واللي لازم يحصل

وهي خلاص جت يبقى الحمل كله مش هيبقى عليكي.. وبعدين انا ملاحظ من ساعه ما خلفتي وانتٍ مش شايفه حد غيرها وناسيه كل اللي حواليكي


عبست ضحي بعتاب نحو زوجها الذي يتهمها بالانشغال عنه إذا ما تركته قليلاً واهتمت بالطفله اكثر، هزت رأسها بيأس وعدم رضا من منذر ثم أمسكت يده تبعدها عنه لتخرج لكن لحسن الحظ توقفت الطفلة عن البكاء..


فرك موخرة رأسه وهو يتنهد بارتياح مرددًا 


= اهي الحمد لله سكتت اهي، اكيد المربيه معاها هناك.. انا بقول كمان نقفل بقى الجهاز ده اللي كرهتيني ان انا اشتريتهلك أصلا 


توترت قليلاً ثم ردت عليه بضيق


=طب هو انت عاوز ايه دلوقتي مش كنت تحت مستعجل وبتقول وراك ميعاد مهم يلا روح عشان ما تتاخرش .


إرتسمت إبتسامة ساحره على شفتيه و هو يقترب منها مراقباً ملامحها المتوتره قائلاً بتسلية  


=لا ما انا هاجله شويه يا حبيبتي، عشانك...!


كلماته كانت بألف كلمه ومعنى.. ولكن مع أول خطوه خطأها تجاهها فهمت مقصوده جيد، زحفت الخمرة لوجهها لتنزله للأسفل متحاشية النظر لعيناه التي تلتهما، لقد أخفضَت عينيها عنه هروباً لكنه زاد اقترابه وطلب منها تفعل المثل؟ 


وبخضوع وتردد حركت رأسها تأييداً لما يريد، اخذها نحو الفراش وهو يحرك جسدها حتى وضعها على سريره ثُم أحاط كتفيها مُنحنياً ليقبل رأسها، استقبلت قبلاته بحبًا ومودةً حتي وجدته يشد على قبضتها وتنفسه هائج عندما بدأ تلاحم أجسادهما .


❈-❈-❈


وضعت مايسة الطعام أمام زوجها الراقد فوق الفراش بتعب وهو يزفر انفاسه بارهاق شديداً، أردفت زوجته قائلة بحزن 


= يا شاهين كل بقي حرام عليك اللي بتعمليه في نفسك ده... مش هيغير حاجه خلاص عليه العوض في عيالنا وخسرناهم! هنخسر ايه تاني مهم من بعد فراقهم عشان تتعب عشانه.


طالعها بعيني قد فقدت بريقهما وهو يقول بصعوبة


= هو انتٍ فاكراني زعلان على موضوع الوكاله وهو سبب تعبي! مش هنكر صحيح زعلان على شقي عمري لكن زعلي الأكبر على عيالي 

واحد قسينا عليه فبعد عننا وبقى يقسى علينا هو كمان ومش طايق يشوفنا ولا يسمع سيرتنا حتي، والثاني دلعنا بزياده فضيع كل حاجه ومش عاجبه ان بعاقبه.. بس هو معاه حق الغلط فينا يا مايسه


هزت رأسها بالايجاب وهي تردد بيأس وإحباط


=متوجعش قلبي عليك اكتر من كده اللي حصل حصل! والندم مش بيفيد وعلى رايك

مهما نعمل لمنذر ونتاسف مش هيرجع يبص في وشنا


دب الأمل في قلب شاهين لتتعلق عيناه بها

والتقط يدها يرجوها


=واشمعنى منذر انتٍ شفتي يا مايسه عشان خاطر طمنيني .. تعرفي حاجه عنه


أدمعت عينها بحسرة وهي ترد بتوتر مبالغ


=ما شفتوش بس حاولت اتواصل مع حماته وهي كثر خيرها وصلتله كلامنا ان احنا عاوزين نشوفه بس هو آآ


عقد حاجيبة باهتمام وهو يقول بلهفة شديدة 


=كملي يا مايسه قال لك ايه وافق مش كده انا عارف ان منذر طول عمره قلبه طيب و هيسامحنا

الصفحة التالية