-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 2 - الثلاثاء 30/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

30/7/2024

شهقت بالبكاء وهي تردف بقهر وسط شهقاتها 


=لا يا شاهين إبنك اتغير خالص واحنا السبب، ما رضيش يقابلنا يطمنا عليه ولا حتي يطمن علينا وقالها بشكل صريح ان ما لوش علاقه بينا من ساعه ما سبنا.. و آآ و بعت فلوس لينا كاننا شحاتين ومستنيين منه حسنه مش اهله وعايزين نطمن عليه .


اتسعت عيناه بذهول وصدمه وضاع الأمل بعدما أن أحي داخله ثم أخفض نبرة صوته قائلاً بخيبة أمل كبيرة


= ما تزعليش منه لي حق يعمل اكتر من كده! احنا جينا عليه كتير مش قادرين يعني نستحمل الشويه دول لحد ما يسامحنا.. معلش هنحاول مره كمان لحد ما يرضى، اسنديني يا مايسه عشان اقوم


نظرت إليه بقلق وهي تقول بنبرة مرتجفة


= ليه.. رايح فين وانت تعبان كده؟ 


تنهد بتعب شديد لكنه هتف مرددًا بإصرار جاد


= هروح لكوثر اتحايل عليها عشان تديني عنوانه، اكيد لما تشوفني بالمنظر ده هصعب عليها.. و ممكن كمان اصعب على ابنك!.  


❈-❈-❈


بعد وقت لاحق كان منذر بداخل المرحاض ياخذ شاور، بينما في الخارج ذهبت ضحى تتفقد اوليندا ثم دلفت للجناح تستعجله حتى يتناول معها وجبة الغداء التي لم يلمسها و اجبرها على الطلوع هنا بحجه أن تقيس الملابس ثم بعدها آخر موعده لأجلها! لاجل ان يقضي معها وقت ممتع، لا تنكر بأن تلك الأفعال التي يفعلها ترضي ثقتها الأنثوية 

فذلك أكبر دليل لعشقه لها.


تنهدت بسعادة ثم بحثت بعينيها عنه لتجد ملابسه فوق الفراش طالعت باب المرحاض المغلق مقربة اذنيها منه فتسمع صوت رذاذ الماء، كادت ان تطرق فوق الباب تُخبره بأنتظارها ولكن صوت رنين هاتفه بتلك النغمة المخصصة للرسائل جعلتها تتراجع نحو الفراش تلتقط هاتفه.


لم يكن يوماً لديها فضول تجاه شيئاً ولكن معه كانت تختبر مشاعر عديدة التمعت عيناها بالغيرة وهي ترى رسالة تلك المدعوة رغد تُخبره بأنتظارها له في موعدهم بالحفله

تلفتت نحوها تلقي الهاتف فوق الفراش لتتجه نحو غرفه الملابس تنظر لهيئتها بإحباط وهي تشعر بانخفاض بمعنويتها بعد ان ارتفعت . 


فهي تشعر بالغيره من فتاه تحوز على اهتمام زوجها أكثر منها او ربما لا تشعر هذا يحدث بالفعل فذلك الإسم أصبح يتردد في حياتها كثيراً على لسان زوجها، بحجه العمل! لكن هي انثي وطبعها ستغار حتى لو زوجها يوفر لها كل الاحتياجات من المشاعر والحب.


وفي ذلك الأثناء دخل زوجها وهو مرتدي ملابسه يبحث عنها وعندما رآها أخبرها 


= ضحى انا همشي انا يا حبيبتي بقى عشان اتاخرت أوي عاوزه حاجه .


نظرت له مطولاً وصوتها خرج متعلثماً تحاول ان تشيح نظراتها عنه حتى لا تنكشف ضيقها 


= هو انت المشوار اللي رايحه دلوقتي حفل عمل! 


هز رأسه بالايجاب، بينما تنهدت بضيق فلم يعجبها تلك الأجواء و الخروج طوال الوقت إلي عالم جديد عليهما بالإضافة أنه يذهب و يسهر بتلك الحفلات كثيراً وهي تعلم جيد ما يحدث بها وكم الفتيات التي يراها هناك! وإذا طلبت منه أن لا يذهب من المستحيل ان يوافق وسوف يخبرها بأن تلك المرحله جديده في حياتهما ويجب ان يتاقلموا عليها.


اقترب من ضحي ليحتضن إياها مرددًا باهتمام  


= خلي بالك من نفسك لو عاوزتي حاجه ابقي اتصلي بيا ولو ما ردتش عليكي اعرفي بسبب الدوشه اللي هناك بس انا هكلمك اول ما اوصل ما تقلقيش، وابقى نامي انتٍ بلاش تستنيني عشان انا ما ليش ميعاد محدد. 


هزت رأسها الموافقه على حديثه، ثم وضع قبلة فوق خدها ليتركها بعدها مُغادراً، تطلعت فيه بحسرة وهي تهمس ببؤس 


= طب حتى كان قالي تعالي معايا الحفلة لو بالكدب انا كده كده مكنتش هروح


هزت رأسها ممتعضه بعتاب من أفكارها وهي تردد 


= مالك هتدوري على النكد... ديه حفله شغل مش رحله هي ومنذر حتى لو حوالي كل ملكات الجمال عمره ما هيبص لغيري .


❈-❈-❈


بينما على الجانب الآخر، تألقت رغد كعادتها لتكون نجمة الحفل كما اعتادت واعتاد الجميع عليها والصحافه لكن أصبحت تلك الفتره تهتم بمظهرها أكثر، كانت تقف في الحفله وعيناها على الباب بلهفه لم تستطيع اخفائها ابدأ، باهتت ملامحها وهي تفكر هل من المحتمل أن لا يأتي فالوقت قد تأخر.. حتى انه لم يجب على اتصالاتها لكنها ظلت بانتظاره على أمل 


عقدت حاجيبها صديقتها وقالت بشك


= هو إيه اللي واخد عقلك ومش معانا خالص؟ كل ما أكلمك على شغل تقوليلي مش وقته الحفله معموله عشان نتبسط واكلمك في مواضيع عاديه برده تقوليلي مش وقته! اتمنى يكون اللي في بالي مش صح عشان اللبخه اللي انتٍ فيها دي انا عارفاها كويس .


تطلعت نحوها بنظرات حادة، وأجابت بصوت خفيض


= بتقولي ايه مش فاهمه و بتتكلمي علي ايه 


أكدت لطيفة على كلامها تهتف بمكر


= بقول إللي شكله حصل، كده تخبي برده عليا ده انا هفرحلك ربنا يستر بس و ما يطلعش زي اللي فاتوا.. لاحسن انتٍ تاريخك مع الرجاله مشرف أوي ولما بتدلقي ما بتشوفيش عيوب اللي قدامك. 


نظرت إليها عده ثواني، ثم قالت بغضب دون مبرر 


=يوووه بطلي زن عشان ما فيش حاجه من اللي في دماغك صح، كل الحكايه أني مستنيه  منذر عشان اتفقنا احنا اللي هنفتتح الرقصه الاولى مع بعض بعد ما يقول كلمه شكر على المنصه.


اتسعت عينا صديقتها بذهول وصدمه وهي تقول


= نهارك اسود منذر مين! اللي جاي من الحاره ومعهوش شهاده ولولا أنه شاطر حبتين و الحظ لعب معاه بقيله اسم معاكم مش بقول لك خيبه وشكلك ما بتتعلميش بقى دون عن الرجاله كلها ما لقيتش الا ده.. استني هنا كمان هو مش متجوز انا فاكره ان انا لمحت في ايده دبله .


نظرت حولها بحذر ثم اجابتها بعصبية ظاهرة عليها


= ممكن توطي صوتك يا لطيفه بابي قاعد في الترابيزه اللي ورانا وممكن يسمعك ويصدق كلامك، وأنا قلتلك ما فيش حاجه احنا مجرد اصدقاء عادي، وبعدين ماله منذر مش عاجبك ليه؟ أهو اللي مش متعلم ده ومتربي في حاره احسن من اي راجل قابلته في حياتي.. بيعرف يحترم الست اللي معاه كويس وشاطر وناجح رغم الظروف ممكن تمنعه يكمل بس بيبقى دايما مصر يطور من نفسه مش زي البهوات اللي قابلتهم في حياتي واتجوزتهم.. بيعتمدوا على فلوس أهاليهم وما لهمش طموح


لوت ثغرها باستهزاء ثم ردت عليها بعدم تصديق


=لا واضح فعلا ان مفيش بينكوا حاجه، باماره كل الشكر والانبهار ده؟ ومجرد اصدقاء ماشي يا رغد هعمل نفسي مصدقاكٍ بس فوقي لنفسك احسن توقعي بجد.. و ده ما ينفعكيش خالص ومش هقول لك بقى الكلام العبيط عشان متجوز وجاي من حاره! عشان ما ترديش عليا نفس الرد وانه احسن من اي رجاله قابلتيها في حياتك واتجوزتيها..


تابعت صديقتها حديثها قائلة بضيق


= بس باباكي عمره ما هيقبل والانبهار حاجه وانك تتجوزي حاجه ثانيه.. وانتٍ ياما انبهرتي باشخاص وبعد الجواز لقيتيهم حاجه ثانيه خالص وكانت النتيجه انفصلتوا وكنتي برده بتقعدي تشكري فيهم وتدافعي كده.. ده غير بقى في مشكله اكبر انك شكلك كده بتحبي من طرف واحد وهو مش في باله .


ضغطت على شفتيها بغضب مكتوم ثم هزت رأسها باعتراض وهي تقول بغرور كبير 


= مش رغد بسيوني اللي تحب من طرف واحد وانتٍ عارفه كويس لو شاورت بس لمين

مهما كانت مكانته هيجيلي راكع! انا رغد القويه وهفضل القويه ومش مجرد كلمتين خايبين من اي حد هيهزوا ثقتي.. وبعدين ليه ما يكونش هو اللي بيحبني من طرف واحد عشان متجوز يعني! طب ما انا ياما بيقعوا في جمالي رجاله متجوزه وانا اللي برفض.. 


ثم أضافت قائلة بثقة كبيرة وقد شددت من لهجتها وهي تبتسم بسخرية 


= ولعلمك اصلا منذر مش بيحب مراته رغم انها ما تنفعوش نهائياً ولا لايقه على الاجواء الجديده اللي بقى فيها، هو بس مخليها على ذمته كده كرد جميل انها سندته و وقفت جنبه.. والدليل عمرها ما ظهرت معاه في اي نجاح لي معانا بالشركه ودلوقتي هتلاقيه داخل من غيرها كمان.


رفعت الأخري حاجبيها بالاعلي وهي تقول بنبرة مدهوشه


=مالك يا رغد براحه على نفسك يا حبيبتي انتٍ دخلتينا من حوار حب من طرف واحد لواحد هيطلق مراته واحنا مالنا سواء بيحبها ولا ما بيحبهاش، على العموم اهدي احنا لما صدقنا طلعتي من الحاله اللي انتٍ فيها و نسيتي اللي عمله فيكي جوزك الاخير ومش عاوزين بقى نرجع للقديم عشان كده بحاول احذرك .


لم تهتم رغد لحديثها كثيرا الا ان التمعت عينيها وقالت بسعادة 


=منذر جي لوحده.. مش قولتلك ديه جوازه رد جميل مش اكتر.


رفعت رغد رأسها بأعتزاز تُلقي عليها قبلاتها بوداع، وابتسامه واسعه حطت فوق شفتيها وهي تندفع للأمام نحوه.


❈-❈-❈


تسطحت ديمة فوق فراشها تتقلب يميناً و يساراً وتارة أخرى تقضم اظافرها، منذ أربعة أيام وهي تشعر بتغيره معها كان يهتم بأن يعود لها بابتسامة لكنها اختفت الآن واختفت معها حماسها وبدء ينطفئ وعاد كل شئ محبط من جديد رغم أنه يشعر بالضيق من حاله لكن لا يستطيع ان يذهب اليها ويخبرها بمخاوفه .


ولكنه ابي ان يكون الرجل الذليل لامراته كما كان يفعل مع ابنته التي كانت بكلمه واحده حانيه منها تجعل قلبه طوع بنانها، وبالنهايه تركته عند اول محطه.. الضعف ليس من شيماته لكن كل ليلة يصارع بين قلبه وعقله. 


آه لو يعلم انها تراه أجمل رجلاً وتشتاق له و تتمنى حضنه فهي نشأت وعاشت وحيده إلا معه داخل أحضانه لكن لا تعرف لما يحرمها منها.. وهو يعلم ذلك جيد وكيف هي بحاجته.


بعد نصف ساعة كان عاد رفعت عيناها نحوه تُطالعه في ظلام الغرفه لكنه تحرك بصمت وبتجاهل إلي المطبخ بعد ان ترك حقيبه العمل فوق المقعد.


ذهب يتناول اي شيء ولم يطلب منها حيث تجاهل الأمر كونه تأخر وبعدها توجه لغرفته وضع يده علي مقبض الباب وهم بفتحه لكن وقف بل تشل قدميه وجميع حواسه بسبب صوت عزف على البيانو بمقطوعة يعرفها جيداً ارتعشت قدمیه ونبض قلبه بجنون للحظه.. 

علم بأنها هي! استدار عائداً إلي باب المكتب فوجدها جالسة ترتدي ثوب باهت البياض و مفاتنها ظاهرة بخمول جمالها وشعرها مبعثر على كتفيها بينما تجلس عند البيانو و تعزف مقطوعته الحزينة! كأنها تعاتب إياه بتلك الطريقه.


وقف لدقائق يتنظرها لتقف تحولت الدقائق

لربع ساعة ثم لنصف ساعة تحدث معها عدة

مرات محاولا ايقافها لكن لا فائدة، ثم اضطر 

أن يقترب منها ووقف مواجها لها نظر لداخل عينها اخترقت مقلتاه فارتعشت بطريقة اعجبته بل هام بمنظرها ورائحة الورود

القوية التي فاحت منها وكأنه غرق في بركة

مغلقة لكن ليست ببركة ماء بل بركة عطر مركز

من الورود آه ديمة ماذا تفعلين بقلب حبيبك .


تنفست باضطراب وهو قريب منها لدرجة قدرة

عطرها على التغلغل داخل روحه، ارتبكت و تنفست بتوتر بينما جسدها انتفض بشدة! اقترب منها خطوة اخرى لدرجة لم يفصل بينهما سوا بضع أنشأت لعينة هبط برأسه كونها كانت تصل لصدره فقرب وجهه من تلك الخصلة رافعاً سبابته مقرباً لها من انفه مستنشقاً لتلك الرائحة عن قرب بينما كانت تشعر بأنفاسه الحارقة تخترق رقبتها! 


توقفت بسرعه عما تفعله ليبتسم بأمل اخيراً بينما هي حملت خصلاتها للاعلى ونظرت له

نظرة خاطفة، ليسالها بصوت عميق 


= بتعملي ايه هنا و ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي مش عندك مذاكره بكره.

الصفحة التالية