-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 38 - 6 - الأحد 4/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثامن والثلاثون

6

تم النشر الخميس

4/7/2024 

اومأت برأسها ثم نهضت متحركة للخارج..اتجه بنظراته الصقرية لابنه وباغته بسؤال:

-دا اللي المفروض الكل يعرفه، إنما سبب الحزن اللي في عينك دا ايه 


سحب نفسًا وزفره بهدوء 

-فيه واحد اسمه يزن العابدين بيجري ورا جنى 

-أيوة عارف..توسعت عيناه بذهول يطالع والده بصدمة 

-حضرتك بتقول ايه !!..وليه انا معرفش 

-تعرف ايه مش فاهم، هو الموضوع مستاهل ..كانت إجابة واهية تحمل من الثبات ما رسمه جواد بعناية


-حضرتك شايف أن واحد يعاكس مراتي دا عادي ..

اكمل جواد قهوته وكأن الذي أمامه لا يحترق بنيران الغيرة التي تشعل بداخل صدره ..وضع فنجان قهوته بهدوء وثبات وكأن شيئا لم يكن وهو ينظر بداخل عيناه :

-اللي يتقال في المواقف دي، ايه كان رد مراتي عليه، واللي يتعمل برضو استخدام العقل قبل ماالتهور اللي متأكد انك وجبت بيه مع مراتك ياحضرة الظابط، يوصلها أنها تقفل باب اوضتها يوم كامل حتى متنزلش لأول مرة تسلم عليا بعد رجوعها 


نهض جواد من مكانه يعقد ذراعيه خلف ظهره، وتحرك بهيبته التي فرضها على ابنه ليتوقف أمام والده توقيرًا له ثم تحدث :

-أنا عديت يوم الحفلة وقولت دا حقك، رغم من حقها أنها تثبت نفسها، وسافرت ورمتها وكأنها عملت جريمة في حقك، رغم انك دوست على قرار ابوك، بس قولت حياته ومينفعش ادخل فيها


رفع كفيه على كتفه وتابع حديثه 

-قولت لك حاول تسيطر على غضبك علشان الغضب نار بتحرق، لكن معرفش هتفضل متسرع لحد امتى 


نظر لعين ابنه وباغته بسؤالٍ اخر:

-عملت ايه في مراتك ياجاسر بعد ماعرفت بموضوع يزن 

بتر حديثهم دخول صهيب ملقيا التحية، ثم وزع نظراته بينهما 

-مالكم وقفتوا كلام ليه ؟!


استدار ورسم ابتسامة إلى عمه 

-حبيبي ياعمو عامل ايه !!

جلس صهيب بمقابلة جواد الذي تحرك إلى مقعده وأقام بالرد على أخيه:

-قعدت مع سيف وشوفت ناقصه حاجة 

هز رأسه ثم أشار إلى جاسر:

-سبني مع بابا شوية ياجاسر..تحرك جاسر دون حديث وصعد إلى غرفته 


بجناح ياسين قبل قليل 

أنهت استحمام ابنتها وبدأت تلاعبها لبعض الوقت، حتى غفت بهدوء بعد شعورها بالتعب ..نهضت وادت فرض ربها ثم اتجهت إلى مطبخها لتعد مشروبها المفضل، متحركة ل شرفتها تنعم بنسمة الهواء البارد لعشقها لفصل الشتاء 

فتحت هاتفها تتفحص الأخبار، ولكنها هبت فزعة بعدما ظهر أمامها ذاك الخبر المشؤم ..هجوم غاشم على قواتنا الباسلة بالمناطق (...)، رفعت الهاتف لتهاتفه مرة والى أخيها مرة، ولكن الهاتف مغلقًا، شعرت وكأن جدران الغرفة تطبق على صدرها، ف تحركت سريعا متجهة إلى غرفة جاسر، طرقات مرتفعة مع جسد منتفض وعينان تشعان الخوف بمقلتيها 


نهضت جنى من مكانها بتكاسل تفتح الباب، توقفت مصدومة من دموع عاليا التي انسابت رغمًا عنها وبنبرة متحشرجة بالبكاء

-فين جاسر؟!

قطبت جبينها وبعيونا متسائلة:

-في ايه، عايزة جاسر ليه ..مسحت دموعها التي ازدادت وهتفت:

-قولي لي هو فين ياجنى، مش عايزة انزل تحت لعمو جواد واقلقه 

سحبت كفيها للداخل بعدما أحست بريبة حديثها، وتيقنت يخص ياسين 

-عاليا ياسين حصله حاجة؟!

تسائلت بها جنى بقلب يزداد نبضاته، شهقة بكاء خرجت من جوفها 

-معرفش بتصل بيه مابيردش، والمكان اللي هو فيه انضرب دلوقتي 

ضمتها جنى تربت على ظهرها وتفكر ماذا عليه أن تفعل، بعد خروج جاسر ولم تعلم عنه شيئا، لحظات وافتتح الباب يطل منه..توقف عندما وجد عاليا بغرفته بملابسها المنزلية، وخصلاتها المتمردة على وجهها..فاستدار متراجعًا

-آسف مخبطش معرفش انك هنا ..وعت جنى لما تردتيه عاليا ، فاتجهت إلى وشاحها تضعه فوق رأسها متجهة إلى جاسر:

-جاسر!!.استدار بعدما استمع لبكاء عاليا 

-في ايه.. !!اقتربت منه تطبق على ذراعه 

-عاليا بتقول في هجوم في المكان اللي فيه ياسين وبتتصل بيه وبكريم محدش بيرد 

توسعت  عيناه بشدة وللحظة شعر بأن لسانه توقف ولم يعد لديه الحديث، كأن الذي استمع إليه ماهي الا تفوهات 


رفع نظره الى عاليا وابتلع ريقه بصعوبة متسائلا:

-من أمتى الكلام دا..!! اقتربت منه عاليا تزيل عبراتها !!

-الضرب كان من ساعة، دا اللي ظهر في الخبر

استدار للخارج ، خرجت جنى خلفه سريعًا

-جاسر، استدار يطالعها باستفهام، وصلت إليه تحاوطه بنظرات متسائلة:

-رايح فين وهتعمل ايه !!

-نظر لثيابها وأشار لها بالدخول 

-ادخلي ممكن أوس يخرج فجأة، وانا هتصرف، مش عايز حد يعرف حاجة دلوقتي..قالها وتحرك سريعا للأسفل، وقام بمهاتفة باسم 

-عمو باسم...نهض باسم من مكانه معتذرًا من صديقه واجابه :

-حمدالله على سلامتك، لسة فاكر تكلمني.. 

-عمو وحدة ياسين مضروبة فعلا، فيه اخبار بتقول فيه هجوم داعشي، أعلنوه من دقايق 


ذُهل باسم من حديثه فتحدث مجيبا إليه :

-أنا برة من فترة ومفتحتش اخبار ..طيب دقايق وهطمنك

-هنتظرك ..قالها جاسر وتحرك ذهابا وايابا بالحديقة، بعدما شاهد معظم مواقع التواصل تعلن عن خبر سقوط شهداء لدى الجيش في محاولة ارهاب غشيم تدينه جميع الأديان السماوية


لحظات واستمع الى رنين هاتفه، رفعه سريعًا

-ياسين !!

اجابه ببعض الكلمات القليلة 

-أنا كويس طمن بابا وماما، مفيش حاجة ، صمت للحظات ثم أردف بنبرة حزينة:

-كريم اتصاب في الهجوم، وانا في المستشفى العسكري دلوقتي ، لازم اقفل بلاش تعرف عاليا بإصابة اخوها، المهم طمن بابا علشان ميقلقش 



❈-❈-❈

تنهيدة عميقة بعدما شعر بالراحة، حينما هاتفه أخيه، قام بمهاتفة باسم وطمأنه، ثم تحرك إلى منزله قابله عز وجواد حازم 

-جاسر اطمنت على ياسين ..اومأ برأسه بخروج صهيب وجواد من الداخل 

طالعهم جواد بنظرات تقيمية ثم تسائل:

-واقفين كدا ليه !!

نزل عز ببصره للأسفل دون حديث، بينما جواد الذي اتجه بنظره الى جاسر قائلاً:

-الحقيقة ياخالو عرفنا فيه هجوم في العريش على بعض وحدات للجيش جينا نطمن بعدما فشلنا في الوصول لياسين 


توهجت عيناه بالرعب ملتفتًا إلى جاسر

-ايه الكلام دا، كلمت اخوك!!

اقترب صهيب من جواد وحاول السيطرة على نظرة الرعب الذي تسللت لقلبه واردف: 

-اهدى اكيد مش في مكان ياسين، ربنا يحمي اولادنا جميعًا ..ارتجف جسد جواد حتى شعر بفقدان الوعي فتحامل على نفسه مرددا 

-كلم اخوك، أو شوف حد يطمنا قاطعه جاسر مقتربًا من والده يجذبه من ذراعه 

-بابا ياسين لسة قافل معايا وهو كويس، قال المكان المضروب وحدة بعيد عنه..أهدى 

نظر إليه عله يجد الصدق بعيناه، فهز رأسه وأكد حديثه :

-والله ياسين كلمني، بيقول الدنيا تهدى وهيكلم حضرتك 


تحرك للداخل يستند على الجدار، وكأن تنفسه سحب من رئتيه، حاول الصمود ولكن كيف لهذا القلب أن يصمد بعد ماتحمله ...جلس على اول مقعد قابله 

-صهيب..همس بها بدخول سيف وحازم 

-ياسين كويس مش كدا ..قالها سيف وهو يوزع النظرات عليهم جميعًا 


هز جاسر رأسه :

-الحمد لله ياعمو، اتجه بنظره لوالده الذي شعر بالاختناق فتحرك يجذب كوب المياه ليساعده بإرتشاف القليل منه، ثم تسائل:

-بابا حضرتك كويس..!! استمعت غزل التي هبطت من الدرج تحمل كنان وهي تداعبه ، لكنها توقفت مستمرة عندما وجدت الجميع يحاوط جواد ..اتجهت سريعًا إليه تنظر حولها برعب!!

-في ايه مالكم !! ثم استدارت ترمق جواد الذي حاوط رأسه بين كفيه، رفعت عيناها إلى جاسر 

-ابوك ماله، ثم اتجهت إلى صهيب

-جواد ماله؟!..قالتها وهي تقترب من بسيقان مرتعشة، أعطت كنان لوالده وجلست أمام زوجها ، ليه محدش بيرد عليا ..قالتها والخوف يتسلل داخلها 

-جواد!!..رفع رأسه ونظر لداخل عيناها محاولا الحديث ولكن كيف له وهو يشعر وكأن أحدهم يضع صخرة جبلية فوق صدره ..رطب لسانه ثم سحب نفسًا شعر صهيب بما يمر به جواد فاردف بهدوء:

-مفيش ياغزل، شدنا مع بعض شوية، 


شيعت نظرها إلى صهيب تطالعه بتدقيق ثم اردفت مستنكرة حديثه:

-عايز تفهمني أن جواد هيبقى كدا بسبب انكم شدتوا مع بعض، استمعت إلى خطوات جنى على الدرج وهي تهتف باسم زوجها

-جاسر..استدار يطالعها بصمت يدعو الله أن يمر هذه الليلة على والديه مرور الكرام، خاصة بعد إغلاق ياسين لهاتفه، كيف يقنع والدته أنه بخير، لحظات فقط كفيلة أن يفقد تنفسه..فتحرك سريعًا إلى جنى بكنان

-خدي الولد واطلعي، طمني عاليا ياسين كلمني وهو كويس، همس لها

-ماما متعرفش ...بينما جواد الذي سحب كف غزل ينظر لعيناها المرتبة:


-أنا كويس عايز ارتاح..قالها وتحرك لغرفته والعيون تحاوط تحركه بألم 


بالأعلى بغرفة ياسين 

صعدت جنى بعدما اخذت ابنها من زوجها واتجهت الى عاليا، وجدتها جالسة تحتضن ابنتها وعبراتها تنساب بصمت 

-عاليا ..رفعت عاليا نظرها إليها وجدت ابتسامة تزين وجهها 

-ياسين كويس ، جاسر كلمه وقال إنه كويس، بس هو مينفعش يكلمك حاليا، بسبب رفع حالة الطوارئ بعد الضرب

وضعت ابنتها بمهدها ونهضت تمسح دموعها واردفت متسائلة بلهفة:

-إنتِ مابتكذبيش عليا صح ياجنى، اقتربت جنى تضمها بذراعها 

-والله ابدا جاسر قالي اطمنك، وشوية وياسين هيطمك اكيد

حمدت ربها مرددة عبارات الشكر لربها:

-اللهم لك الحمد والشكر يارب..قالتها ساجدة شكرًا لربها ، ثم اتجهت تسأل جنى 

-طيب كريم، ياسين مقالش حاجة عن كريم..هزت رأسها بعدم معرفتها ..اومأت عاليا متفهمة، ثم نهضت متجهة إلى مرحاضها، هروح اصلي ركعتين لله، قلبي وجعني 

ربتت جنى على ظهرها فتحركت متجهة إلى الداخل، بينما خرجت جنى لغرفتها ...صعد بعد قليل بكتفين مهتدلين من الحزن والألم ، عقله يصفعه بما يخفيه عن والده، اليوم فقط شعر بنظرة الرعب بأعين والده على اخيه، ماذا سيحدث له إذا علم بما يفعله..دلف إلى الغرفة وجدها تخرج من حمامها ترتدى بورنس الحمام، توقفت تطالعه بصمت، حرب شعواء بين عقلها وقلبها من حالته الحزينة، صفع القلب العقل ينهره بحده:

-ايه اللي بتقوله دا، مستحيل اتخلى عنه مش شايف حالته ازاي..تحركت إلى أن وصلت لوقوفه ..كان ينظر بالغرفة بتشتت كأنه طفل فقد والديه، احتضنت ذراعه ثم رفعت كفها على وجهه:

-جاسر إنت كويس ..هز رأسه بالنفي ثم تحرك إلى الأريكة وهوى بجسده كاملًا على الأريكة، يضع كفيه على عينيه..جلست بجواره ومازالت تحتضنه بنظراتها ..احتوت كفيه بين راحتيها متسائلة:

-جاسر ياسين كويس ..اومأ برأسه دون حديث..أزالت كفيه من فوق عينيه

-جاسر إنت مخبي ايه، فيه حاجة حصلت تاني..قالتها وهي تمسد على خصلاته حتى غفى ..نهضت من مكانها


-

بعد يومين من تلك الأحداث التي حدثت بالجيش،  نهض من نومه من فوق تلك الأريكة، التي اتخذها كي لا يزعجها ، امسك هاتفه وقام  يحاكي أخيه :

-ياسين ايه الاخبار 


تحرك ياسين للخارج 

-النهاردة الوضع مستقر شوية، عندنا كام مناورة،  يومين وهنزل، المهم بابا وماما عاملين ايه !!

-كويسين حبيبي..كريم عامل ايه !!

-كويس، الحمد لله..اغلق الهاتف ثم 

ذهب ببصره على جنيته النائمة، نصب عوده وتحرك يتمدد على الفراش بجوارها، لقد اشتاق إليها حد الجنون، خلل أنامله بخصلاتها ثم نزل يرفعها من فوق عيناه، مقتربًا من أنفاسها يستنشقها بهيام ..فتحت عيناها بعدما شعرت به، اعتدلت سريعًا

-جاسر بتعمل ايه، اعتدل مثلها واجبها

-بعمل ايه يعني، مراتي وحشتني

نزلت من فوق الفراش إلا أنه جذبها بقوة لتسقط فوق الفراش يحاوطها بذراعه

-جنى احنا هنفضل كدا لحد امتى

انتفض جسدها من قربه وضعفت من أنفاسه التي ضربت وجهها، ابتلعت لعابها بصعوبة :

-جاسر ابعد، انا زعلانة منك ومستحيل تقرب لي بدون اذني 


انحنى من ثغرها واردف ب

-هتفضلي مقاطعة حبيبك كدا ياجنى، يعني مش فارق معاكي بعدي، جنى أنا هسافر بكرة، هتخليني اسافر وأنا زعلان، طيب ودعيني ببوسة حتى قالها يلمس ثغرها ..دفعته بقوة ونهضت سريعا تهدر به:

-قليل ادب..قالتها وتحرك..استمع الى رنين هاتفها، جذب ينظر لتلك الرسالة

-أنا اسف مدام جنى، صدقيني مكنش قصدي أزعج حضرتك، اتمنى تقبلي اسفي ..


ضغط على شفتيه وكاد أن يدميها 

-أنا ازاي نسيتك؟!

قام بتدوين شيئا وقام بإرساله، وانتظر الرد 

-أكيد دا اسعد يوم في حياتي ..

نصب عوده واتجه إلى خزانته يتمتم بفحيح 

-احسن يوم ياحيوان، انا هعرفك ازاي تقرب من حاجة تخصني 


وصل بعد قليل لذاك المقهى، الذي أرسله للمقابلة 


جذب المقعد وجلس بمقابلته

ابتلع ريقه قائلًا بتذبذب بعدما علم بهويته متذكرا صورته على شاشة هاتفها:


-اهلا يافندم حضرتك مين..!! حاول ألا يوضح خوفه أمامه فأشار قائلًا:


حضرتك التربيزة دي بتاعتي

نزع نظارته ثم ضغط على شفتيه بحركة ساخرة 

-أنا جوز المدام اللي كل..ب زيك مستنيها


في هذه اللحظة كان الصمت مميتًا لكليهما، ود لو دمر هذا المكان بأكمله ..


ارتجف جسده من هيئة جاسر، فتحدث بتقطع:

-مدام مين مش فاهم قصدك!!


عند جنى خرجت من الحمام تبحث عنه، استغربت خروجه الوديع وحدثت نفسها:

-معقول يكون سمع الكلام ومشي، ازاي دا اكيد سخن، ذهبت ببصرها لهاتفها الذي وجدت شاشته مضاءة تحركت إليه لتجد تلك الرسالة الذي ارسلها

الصفحة التالية