-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 41 - 2 - الأثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والأربعون

2

تم النشر الأثنين

15/7/2024 

اعتدلت تنظر إلى عمها بنظرات متألمة تهتف ببعض الحدة :


-خليهم يقولوا اللي يقولوه، انا اللي يهمني دلوقتي اني اشوفه وبس 

-جنى وبعد هالك، شايفة عمك متحمل كفاية يابنتي عليا كدا، لازم تقوي وتفوقي علشان ابنك ، ابنك محتاجك 

--ابني محتاج أبوه اكتر مني 

احتضن كفيها وطبع قبلة عليه ثم رفع كفيه على خصلاتها

-بتحبي عمك ياجنى ، وهتسمعي وتنفذي اللي أقوله ..وقبل ماتردي عليا اعرفي انا بعمل كدا علشان كنان، ودا على قلبي ياحبيبة الغالي 


ابتسامة ساخرة خرجت من عيونها قبل شفتيها حينما ارتابت من حديثه، لا تعلم عن أي شيئا سيحدثها، ولكن شعرت بإنتفاضة قلبها فأردفت بقوة وهي تنظر بمقلتيه دون أن يرف لها جفن


-بس بحب جاسر اكتر من أي حاجة ياعمو، ومستحيل حد يقدر يجبرني على حاجة متعلقة بيه، وقبل ماتحكم بأي كلام ..جوزي وحبيبي سواء عايش أو لا جاسر وهفضل كدا طول حياتي ..قالتها والتفتت تنظر مرة أخرى للخارج وكأن لم يوجد احد معها بالغرفة ..إلى أن سمعت حديثه:

-وهو روحي اللي اتسحبت مني ، هو نبض قلبي اللي وقف من يوم ماشفتهم بيدفنوه، هو قوتي اللي ضعفت ومبقاش ليا حيل من بعضه، هو ضهري اللي انكسر ياجنى، ابني البكري اول فرحة عمري، اول كلمة بابا منه ، اول ضحكة ملكتني الدنيا، اول فرحة نستني أحزاني واحزان امه، عوضنا على اللي خسرناه زمان 


استدارت إليه اقتربت بجسدها تتأمل ملامحه وابتسامة حزينة على وجهها وهي تطالعه

- وأول واخر حبيب ليا ياعمو، هو روحي وحياتي وكل حاجة حلوة ومرة ، هو الحياة وهو الموت نفسه ، وجوده حياة وبعده موت 


ضمها لأحضانه وهنا انهارت دموعها لتنساب على وجنتيه 

-طيب ريحي عمك وقوليلي ازاي ارتاح وانا شايفك كدا 

خرجت من أحضانه ورسمت ابتسامة:

-أنا كويسة والله كويسة ياعمو، ممكن تقول مجنونة، بس عندي احساس أنه عايش معرفش ليه 


عارف ياعمو جاسر شبهك قوي، لا مش شبهك بس كل حاجة وخدها منك مفيش بس غير عيونه، سحبت بصرها تنظر للخارج وتنهيدة عميقة بكم آلام قلبها 

-كنت بغير عليه من واحنا صغيرين اخويا بقى ومبحبش حد من البنات تتكلم عليه، وكل خناقتنا أنه ميجيش عندي  الكلاس، وخناقة ورا خناقة لحد مافي مرة علشان اعانده وقفت اتكلم مع شاب واضحك، عايزة اقهره وبس زي ماهو بيقهرني ويجي يقعد يضحك مع صحباتي الفرحانين بعيونه 

انسابت عبراتها كنجوم متلألئة من شدة حزنها وتابعت حديثها بألم شق صدر جواد :

- أول مرة يتعصب عليا وقتها ، يومها قالي كلام كتير يوجع، ومش بس كدا خاصمني اسبوع كامل ، وكنت هموت من خصامه، وعايزاه يكلمني بأي طريقة، بس هو عاند رغم تدخل عز وجواد بينا ..مسحت دموعها وكأن ذكرياتها بالأمس 

-مثلت اني عيانة ماهو مكنش قدامي حل، مجرد ماعرف بس كان فوق دماغي، تذكرت حديث والدتها ترفع أكتافها للأعلى والأسفل دليل على آلامها 

-أكيد ماما فاكرة ماهي زعلت وقالت الكذاب بيروح النار وإياكي تكذبي بعد كدا ، طيب اعمل ايه كان لازم الصالحه ..أطبقت على جفنيه وعذاب قلبها يهاجمها مستأنفة معاناتها:

-لو كنت أعرف أن دا عشقي له كنت أنا اللي رحت وقولت له بحبك، مكنتش ضيعت دقيقة واحدة، بس أنا هبلة هبلة قوي ياعمو، هبلة لدرجة رحت أقوله جايبالك عروسة ..وهو يهزر ويقولي تعالي نحط زيتنا في دقيقنا ونولع في حي الألفي 

ضربت على قلبها وتابعت بقهر :

-وأنا الهبلة أقوله لا..رغم دا كان بينتفض جوايا من لمسة أيده من كلمة يقولها، وبرضو جنى الهبلة مش عايزة تعرف أن دا حبيبها اللي بدور عليه بين الكل، ليل نهار قدام عيوني، وانا الهبلة اللي بقنع نفسي أنه زيه زي عز ، لحد ماجه ووقف قدامي وقالي بحب واحدة وهتجوزها 

اتجهت مرة أخرى تنظر إلى جواد بدخول صهيب ونهى وهزت رأسها بنبرة متقطعة:

-وقتها بس حسيت قلبي بيولع، حسيت عايزة اضربه واقوله لا أنا مش موافقة، مش موافقة واحدة تاخدك مني، همست ببكاء :

-بس مقدرتش للمرة المليون استهبل واعدي الموضوع واقوله مبروك ..


بأنفاسًا بدأت بالتسارع وبكاء يتزايد 

- وقفت وباركتله، دوست على قلبي وعليه ووقفت ضحكت وقولت له مبروك، كل يوم اموت عن اليوم اللي قبله وأنا شايفة حبيبي ملك لواحدة تانية، مت والله ياعمو ومبقتش عايزة الحياة دي 

سابني ومشي، هيعمل ايه وهو شايفني في حضن راجل تاني ..استندت على الطاولة واقتربت تنظر داخل مقلتيه

-راجل لعب بمشاعري في عز ماانا مش عارفة مشاعري لمين..هزت رأسها بعجز من توقف دموعها 

-أيوة عارفة انا استاهل ، بس مكنتش استاهل اتوجع كدا، مكنتش استاهل اشوف حبيبي في حضن واحدة تانية..آآه...ياوجع قلبي جاسر سابني وراح يقضي شهر عسله، كفاية ياجنى لسة عايزة ايه من الدنيا هتتحملي ..هتتحملي لما يرجع ويبقى قدامك مع مراته، هتتحملي يقعد جنبك ويهزر معاكي زي الأول وأنتِ لسة شايفة أنه اخوكي وقلبك جواكي بيقولك دا حبيبك إنتِ، وشوفي واستحملي المشاهد دي..شهقة خرجت من جوفها الذي أصبح كالجمرة، -لازم اتعاقب واتعاقبت ، لكن العقاب هنا كان كبير وصعب لدرجة اتمنيت اموت ولا اتعذب كدا، 


تقاذف الدمع من عيونها كزخات المطر التي تتساقط بالشتاء تهمس وهي تشير إلى قلبها 

-قلبي وجعني قوي، ومبقتش قادرة اتحمل وجعه..وضعت رأسها على ركبتيها تنظر للخارج وتابعت حديثها الذي انزف قلوبهم:

-والله لو الانتحار مش حرام كنت قتلت نفسي ارحم من العذاب دا ، الحب عذابه وحش قوي ياعمو، والأوحش والأعذب إن حبيبك يكون قدامك وملك حد تاني ..

آه خفيضة ورغم انخفاضها إلا أنها تحمل كم آهات العالم أجمع ..اصريت ابكي على اطلال ذكرياتي معه..لحد مااتعودت واتعايشت مع الألم ..ومرت الايام وجنى ووجع قلبها اتصاحبوا مع بعض 


لحد ماجيه من شهر العسل وأول حاجة عملها جالي يسأل عليا ..أطبقت على جفنيها وكأن قلبها ينزف بألمًا كاد أن يزهق روحها :

- ضمني وقالي مالك ياقلبي ليه كل مااتصل مابترديش عليا، حسيت بدقات قلبه لأول مرة احساس غريب عن كل مرة، لأول مرة اشعر بدقاته ، معرفش يمكن كانت كدا من الأول بس أنا اللي كنت اغبى واحدة في العالم، لأول مرة أحس بشعور غريب، وقتها بس دعيت ربنا مايحرمنيش من قربه حتى لو هفضل كدا طول حياتي، المهم يكون هو سعيد، مش هقدر ابعد عنه ، مستعدة أضحي بنفسي المهم اكون قريبة منه، كفاية عليا صباح الخير بتاعته، كفاية فنجان القهوة اللي بيطلبه مني ..دا كان كفاية عندي والله ياعمو، ورضيت بكدا، حتى لما وافقت على يعقوب اتفقت معاه لو وصل بينا الجواز هيكون جوازنا صوري، انا مستحيل اكون لحد غيره، اتحملت فيروز وعمايلها، دوست على كرامتي علشانه هو وبس،  مكنش قدامي غير إن ادعي ربنا يريح قلبي، عايزة قلبي يرتاح وبس سواء ببعده أو بقربه، وربنا كان رحيم بيا قوي ياعمو..واتجوزنا ورغم اللي حصل بينا بس كانت اجمل سنتين في حياتي كلها، كل لحظة كانت عندي بسنين عدت عليا معشتش جمالها، جاي بعد دا كله تقولي انسيه وابدأي حياة جديدة علشان ابنك 



❈-❈-❈


حديث مؤلم خرج من بين ثنايا قلبها وهي تحتضن كفيه تنظر لمقلتيه الدامعة:

وعدته قبل كدا مستحيل أكون لغيره، وأنا دلوقتي بوعدك لو هفضل طول حياتي كدا انا راضية اعيش على ذكرياته، ذكرياته مش قليلة ياعمو علشان انساها، ورغم كدا بقولك احساسي بيقولي هو عايش، معرفش تقول مجنونة ولا مش مجنونة بس حاسة أنه حواليا ..اتجهت بأنظارها إلى ذاك الصندوق واشارت بعينها :


-جاسر عايش وهو اللي بعت الورد دا ، انا ريحة جوزي مستحيل انساها لو بعد مليون سنة وبكرة أكدلك كلامي 


ضم صهيب أكتافها ثم طبع قبلة على رأسها:

-طيب حبيبتي انا عايز ارتاح، وزي ماعمك قالك، بتقولي هتعيشي على ذكريات جوزك، طيب ابنك ليه تحرميه من كلمة بابا ..قاطعهم دخول عز يجاوره رُبى ..استدارت للخارج 

--ابني مالوش غير أب واحد يابابا، لو له نصيب يبقى الحمد لله ، أما بقى لو مالوش يبقى نصيبه كدا، وياما اطفال عاشوا كدا .

جلس عز بجوارها من الجانب الآخر ثم جذبها لأحضانه:

- وأنا اوعدك ياحبيبة اخوكي هكون له الأب اللي اتحرم منه، ومستحيل اغصبك على حاجة 

رفعت رأسها إلى أخيها 

-محدش يقدر يغصبني على حاجة ياعز، انا هعيش لابني وبس على أمل يرجع..ماهو لازم يرجع 

-جنى لو بتحبي ابوكي لازم توافقي على كلام عمك حبيبتي ، متسمعيش كلام عز، لازم تقتنعي إن جوزك مش هيرجع  ..نهضت من مكانها وهتفت دون جدال :


ياريت علشان أفضل قاعدة بشوية العقل اللي لسة معايا تنسى أي كلمة من اللي حضرتك قولتها، حتى لو كلامكم صح، أنا بعد جاسر يحرم عليا السعادة أو اكون ملك لراجل تاني حتى لو الراجل دا مالك العالم كله ..قالتها ونهضت من مكانها متوقفة ثم استطردت بنبرة كادت أن تحرق روحها:

-جاسر عايش سواء رضيتم بدا أو لا بس هو عايش ..


عند جاسر 

اغلق باب غرفته فمنذ حديث سمر وألمًا برأسه كاد أن يفتك برأسه، اتجه الى الاوراق التي تثبت اسم غريب 


امسكها لعدة دقائق يفحصها ولكنه لم يتوصل لشيئا ..كور قبضته ونهض يدور بالمكان كالمجنون 

-أنا ظابط، ازاي،بدأ يضرب على رأسه بقوة مما ازداد الألم .. دقائق واستمع الى طرقات على باب الغرفة، جمع أشيائه ثم أذن بالدخول 

دلفت سمرة تتحرك بخيلاء انثى مغوية، إلى أن وصلت تضع أمامه الطعام 

-ليه منزلتش تتغدى معانا ياغريب ..أطبق على جفنيه عندما تداهمته آلام تفتك به فتراجع بجسده فوق الفراش 

-عندي صداع وعايز انام ..أمسكت تلك الحبوب تشير إليه 

-اه نسيت تاخد علاجك ..تناول منها قرص الدواء يطالعه بصمت ثم تسائل

-هي الحبوب دي بتاعة ايه..فركت كفيها تهرب من سؤاله لبعض اللحظات ثم لوحت بيدها متصنعة المزاح

-هتهزر ولا ايه، انت ناسي الدكتور قال لازم تاخده لمدة سنة، توقفت متجهة إليه حتى تشغله،جلست بالقرب منه ثم انحنت بجسدها الذي يكشف امام بأغراء وهمست بغنج أنثوي 

- غريب وحشتني قوي ، انا اتكلمت مع بابا وطلبت منه نعمل فرحنا اخر الشهر ايه رأيك اوعى ترفض 

تراجع يستند على الفراش وجذب سجائره يشير إليها بالخروج 

-سمرة خدي الاكل واطلعي عايز انام لو ينفع تأجلي أي كلام دولوقتي 


لفت ذراعيها حول عنقه ودنت من شفتيه المطلية بالأحمر الناري

-بقولك وحشتني تقولي اطلعي برة..دفع عزيز الباب ودلف ينظر إليهم بجسد منصهر بعدما وجد تقاربهم،فهدر غاضبًا 

-اطلعي برة عايز اتكلم معاه في شغل 

زفرت تطالعه بحدة واردفت 

-بعدين هو تعبان هياكل وينام 

-سمارة .صرخ بها ..حدجه جاسر بنظرة رتيبة يرسم ملامحه بمخليته، بدأت الشكوك تنخر عظامه يحدث حاله 

-أيعقل أنه وقع اسيرًا بين تلك العصابة، كيف ..اسئلة بدأت تصفع عقله إلى أن نهض من مكانه يشير إلى سمرة

-سمارة انا كويس هنتكلم في الشغل شوية وبعد كدا هطلع لك 

ابتسمت ثم وضعت دوائه امامه:

متنساش تاخد علاجك علشان الصداع ميزدش

رسم ابتسامة وهز رأسه دون حديث

كان عزيز  يثور داخله كالبركان يريد أن ينفجر بهما..تحركت للخارج وعيناه تأكلها كالاسد المفترس الذي يريد الانقضاض عليها ..استدار إلى جاسر يرمقه بنظرة نارية واردف دون وعي من شدة غضبه:

-بلاش تتلزق في البت وبلاش تقفلوا الباب عليكو

ضيق عيناه متسائلًا:

-وانت مضايق ليه ، مش خطبتي اتلزق ولا متلزقش حاجة تخصنا وحدنا

هب من مكانه ولم يسيطر على غضبه واطبق على عنقه:

-اسمعني يالا انا متحملك غصب عني، لكن هتقرب من سمارة هدفنك مكانك 


ولج "هادي" إلى الغرفة سريعا بعدما استمع الى كلمات عزيز..اقترب يدفعه بعيدًا عن جاسر الذي كاد أن تزهق روحه بسبب انقضاض عزيز عليه، دفعه بعيدًا 

-اتجننت ..شيعه بنظرة تحذيرية قائلًا:

-اسمعني كويس واياك تتمادى مع غريب، دفعه بقوة للخارج ثم استدار إلي جاسر

-متزعلش منه هو لما يتعصب مابيشوفش قدامه، قالها وجذب عزيز للخارج ، دفعه بقوة داخل غرفته 

-إنت اتجننت ايه اللي بتعمله دا يامتخلف

ثار ضجيج عزيز وبدأ يحطم كل ما يقابله

-الواد دا لازم اقتله، أنا مبقتش مستحمله 

ارجع "الجيار" خصلاته بغضب كاد أن يقتلعها من شدة غضبه 

-أيوة موته، ونقعد نشحت بعد كدا ، اسمعني ياعزيز الواد متجيش جنبه لحد مانستلم الشحنة وبعدها يبقى ادفنه، انا مش هفضل عايش هنا كتير، لازم نخرج خارج مصر ياغبي ودا مخرجنا الوحيد 

كان واقفًا بالخارج يتنصت عليهما بعدما تسلل خلفهما 

ظل لفترة يستمع إلى حديثهما بذهول ثم خرج خارج المنزل يتخبط بسيره ويردد بينه وبين نفسه:

-يعني انا فعلا مش غريب..ظل يتحرك بين الأراضي وهناك عيونا تراقبه حتى هوى على الأرض يحتضن رأسه من شدة آلامه فمنذ اسبوعين لم يتناول علاجه الذي يحتوي على مادة كبيرة من المخدر التي تساعد على تلف أنسجة المخ ..اشتد الألم مما جعل دمعة من عيناه تنبثق رغمًا عنه ..رفع عيناه المغروقتين بالدموع بعدما استمع الى حديثها

الصفحة التالية