-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 43 - 2 - السبت 27/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثالث والأربعون

2

تم النشر السبت

27/7/2024 

صهيب!! اردفت بها غزل بصوت متقطع ..

أطبق على جفونه يعتصرها 

-انا حاسس اني شاركت في موته ياغزل، كان لازم اضربه على وشه واقوله اسمع كلامي غصب عنك، بس سبته ياغزل ، سبته يروح للموت بعد ماضحك عليا وقالي انا هفضل قاعد على قلبك ياصهيوب متخفش ..ضحك عليا ياغزل، ضحك عليا ونومني لحد مافوقت على كسر ضهري ، على خسارته للأبد، 

دموع فقط مع اختناق صوته، حتى ارتجف جسده، يشير لنفسه

-انا ضعيف قوي ياغزل، مش يغرك اني بتكلم معاكي وبصبرك بس لازم نقوي بعض، مينفعش الحزن ياكلنا ، ومينفعش إيمانا يكون ضعيف قوي كدا، خلاص أمانة وربنا استردها، لازم نقول الحمد لله ، لازم نرجع نسند على بعض، جواد ممكن يوقع مننا في أي وقت ياغزل، شال على قلبه كتير، وانا مش قادر استوعب ازاي قادر يطبطب على دا ودا وهو جواه حزن زي الجبال 


نهضت متحاملة على نفسها تنظر لذاك القبر مردفة

-عندك حق ياصهيب، أنا لازم اكون اقوى بإيماني أكتر من كدا، تفتكر ربنا هيقبله شهيد 

-توقف واتجه إليها 

-ادعي له بالرحمة، وان شاءالله نفكر في حاجة نعملها له صدقة 

اومأت ومازالت نظراتها الحزينة على تلك المقبرة ..

-ياله ياغزل نرجع جواد ميعرفش إننا خرجنا ..رفعت عيناها مترددة ثم هتفت:


-فيه موضوع مهم لازم تعرفه .. قالتها مازالت نظراتها على مقبرة جاسر..دقق النظر بعيناها المترددة فأردف :

-نهى عندها كانسر..مش كدا ياغزل 

ارتفعت شهقاتها تهز رأسها واقتربت تربت على كتفه:

-مكنتش عايزة أوجع قلبك صدقني، وهي طلبت مني إنك متعرفش حاجة

-انقذها ياصهيب، انا حاولت معاها، خايفة اعملها العملية ومقدرش اكملها انت عارف ظروفي

-الكانسر فين ياغزل، وازاي قدرتي تخبي عليا حاجة زي دي 


لم تدري بما تجيبه ، ظلت تنظر إليه لبعض الوقت صامتة، ثم تحركت من مكانها قائلة:

- Breast Cancer


هزة عنيفة أخترقت جدار قلبه وأحرقت روحه وكأنه شعر بخناجر مسمومة بصدره :

-سرطان ثدي!!..ااااه حارقة خرجت من جوف آلامه حتى فقد إتزان جسده، فجلس مكانه يشعر بدوران الأرض تحت قدمه :

-المرض دا انتشر ياغزل بنسبة كام 

ابتلعت غصة حزنها وجلست بمقابلته 

-صهيب انا بعملها معالجة إشعاعية من وقت مااكتشفنا المرض ، والحمد لله المرض ماانتشرش ولا حاجة بس لابد من العملية، مينفعش تفضل على الجلسات الإشعاعية بس 


نهض بجسد مرتجف وشريط حياتهما أمام عيناه، تحرك بتثاقل إلى أن وصل إلى سيارته يشير للسائق بفتح بابها عندما شعر بثقل ذراعيه ..هرولت غزل خلفه تصيح باسمه 

-صهيب ..استقل السيارة دون حديث إلى أن وصلت إليه تطالعه بحزن

-آسفة ياصهيب !!

-اركبي ياغزل ..


بحي الألفي دارت عاليا بكل مكانًا تبحث عن جنى ، ثم أمسكت هاتفها تهاتف ياسين 

-دورت عليها مش لقياها..توقف من مكانه معتذرًا لصديقه:

-بتقولي ايه ..توقفت تبحث بعيناها بالحديقة 

-بقالي اكتر من ساعتين بدور عليها مش لقياها، وفونها مقفول 


-طيب ياعاليا ساعة اخلص شغلي واشوف مدام جنى راحت فين 


قبل ست ساعات :

دلفت عاليا إليها بابتسامتها الخلابة وهي تسحب بكفيها ابنتها 

-انطي جنى وحشة يامامي وعدتني بالخروج ومن امبارح قافلة على نفسها 


رفعت جنى نظرها من فوق هاتفها 

-عاليا فين ياسين ...قطبت جبينها متسائلة :

-ليه فيه حاجة..احتضنت رأسها بين راحتيها 

-انا حامل ومش عارفة اوصل لجاسر

شهقة خرجت من فمها تهز رأسها مذهولة من حديثها ..زفرت تفرك جبينها 

-طيب هتعملي أي ؟!

-خلي جوزك المحترم يحاول يوصله، أو يكلم راكان 


اومأت عاليا تبحث عن ابنتها 

-فين راسيل..اشارت جنى على باب الغرفة 

-خرجت، شوفيها تلاقيها راحت عند أيهم وكنان ..



❈-❈-❈


خرجت عاليا قائلة:

هشوف راسيل واكلم ياسين 


تمددت جنى تضع كفيها على أحشائها وابتسامة ناعمة على وجهها 

-نفسي اشوفك وأنا بقولك أنا حامل ..أغمضت عيناها مبتسمة مع ذكرياتهما، لا مش هقوله بالتليفون، لازم احتفال كفاية المرة اللي فاتت..ظلت تلمس على بطنها 

-وحشتني أوي حبيبي تلات أسابيع كتير قوي عليا، بس لازم أتحمل علشان ترجع لنا بالسلامة ..أغمضت عيناها وابتسامة تنير ملامحها البريئة


متذكرة تلك الليلة التي أخرجت جنانه 

فلاش باك 

عايزة تغيري ريحة البرفيوم مش كدا ..ابتلعت ريقها تنظر لهيئته التي تغيرت وهتفت: 

-جاسر مش قصدي اللي فهمته، انا قصدي لم يجعلها تكمل حديثها حيث اقتنص كل ما يمتلكه ، فنار الغيرة حولته لمفترس ، وتخيلات تهز رجولته التي داست عليها ، حاولت الابعاد عنه بعدما وجدت تحوله ولكن كيف لها أن تستطع على عاشق سيطرت عليه نيران الغيرة لتحرق داخله ولم يشعر بنفسه بما يفعله كل مايريده أن يثبت لها انها تخصه وحده وليس سواه بعد فترة بعدما أخرج غضبه الذي أحيته بداخله ابتعد متجهًا للمرحاض دون حديث، اعتدلت تمنع دموع عيناها تململم شتات نفسها الذي بعثره ..جذبت الغطاء عليها تطبق على جفنيها محاولة ألا تبكي فهي من أخرجت شياطين نار غيرته ..ظلت لدقائق لم تتحرك انش واحد، تنظر لجسدها بحزن عيناها ، خرج يجفف خصلاته بمنشفته ثم توقف ينظر إليها بصمت لبعض اللحظات ، وشعور قاس يفترس قلبه كحيوان مفترس وهو يراها بتلك الحالة، ورغم ماشعر به إلا أنهاقترب منها قائلًا بجنود:


-قومي خدي شاور علشان ننام ، بابا اخد كنان علشان ماما متشكش في حاجة ..أزالت عبراتها التي انسابت رغمًا عنها كانت تظن أنه سيخرج ويعتذر مما فعله بها ولكنه خرج وكأنه لم يفعل شيئا..نزلت بقدمها على الأرض بجسد منهك واتجهت بخطوات ضعيفة متجهة للحمام مردفة بخفوت:

-نام أنا مش نايمة ..

متتأخريش في الحمام، مستنيكي علشان ننام ومش عايز كلام كتير 


تحركت ولم تكترث لحديثه ، ظلت فترة بالمرحاض تنتعش بحمامها الدافئ، ولم تشعر بدخوله وهو يرفعها بين ذراعيه يلف جسدها بالمنشفة


-ساعة بتاخدي شاور، ولا بتعاندي وخلاص ..جذب البورنص

البسي دا واخرجي ياجنى، مش عايز ازعلك، انا مش جايلك من اخر الدنيا علشان تحرقي دمي، انا قولت لك كل حاجة ، محبتش اخبي عليكي حاجة، احتضن وجهها يرفعه: 

-جنى فتحت كتابي كله قدامك، متعمليش كدا علشان مضطرش اخبي عليكي حاجة 

أشارت على نفسها وأجابته بصوت متحشرج بالبكاء:

-شوفت عملت فيا، نظر لعلاماته التي تركها بجسدها ثم مرر أنامله عليها بحنان 

-جنى إنت ملكي وهتفضلي ملكي لحد ماتموتي فبلاش تخرجي غضبي عليكي الكلام اللي قولتيه دا مرفوض في قاموس جاسر الألفي ..زي ماانت مرفوض لك أي حاجة تخصني، اعملي واغضبي لو فكرت بس مجرد تفكير ابعد عن حضنك 

حاوطها بذراعيه يضمها لأحضانه

-غيرتي مجنونة ياجنجونة، اللي يقرب منك احرقه، فاهمة احرقه واحرقك معاه بس بطريقتي، واوعي تفكري هعدي موضوع جواد دا بالساهل الوقت بس مش مناسب لحضرة اللوا وابن أخته ، مجرد أنه فكر بس دي لوحدها جريمة..ضغط على خصرها 

يهمس بجوار أذنها إنتِ جنى الجاسر ، جنايا أنا سمعتيني 


تحركت للخارج متجهة إلى مرآة الزينة 

-روح نام ياجاسر، انا مش نايمة معاك ، وهكلم عمو جواد يجي ياخدنى وانت ارجع لشغلك ولامورتك الحلوة وقولها حبيبتي براحتك 


تحرك إلى الفراش وقام بنزع كنزته متمددًا على الفراش 

-متتأخريش على حضن جوزك ياجنجون ..قالها بنبرة استفزازية ، مما جعل وجعها أضعاف مضاعفة ..فارتجفت شفتيها قائلة:

-قولت لك نام ..انا مش نايمة


أطلق زفرة قوية من جوف المحترق بنيران الغيرة فمازال حديثها يحرق روحه، ثم استدار ينظر إليها 

-فيه قميص اسود عندك إلبسيه وتعالي متتأخريش


استدارت إلى المرآة وبدأت تجفف خصلاتها ولم تعيره اهتمام ظلت فترة حتى انتهت تنظر إلى نفسها بالمرآة والى جسدها ومافعله بها 

نظرت إليه من خلال المرآة وجدته مستغرق بنومه ..نهضت متوقفة ولم تستطع البعد عن أحضانه الدافئة ، تآذر الوجع بداخلها، ليس وجعًا جسديًا ولكن وجع عشقها الذي لم تقو عن ابتعاده، ارتدت ذاك القميص تنظر لنفسها وابتسمت بسخرية على جمالها بذاك القميص الذي أظهر مفاتنها الأنثوية بسخاء..تخيلت نفسها بتمايل جسدها بالرقص به، ولكن كيف بعد مافعله بها، تسطحت بجواره تسبح ببنياتها على ملامح وجهه التي عشقتها منذ الصغر، تذكرت ماكانوا يفعلانه سويا، كيف لها أن تجهل العشق ودقات القلب بحجرته ذاك الوقت، رفعت أناملها ترسم ملامحه بقلبها قبل عيناها، ورغم ما تشعر من آلام إلا أنها تبسمت تضع أناملها على خاصتها المتورمة مرة وعلى آلامها مرة ، ثم اقتربت من أنفاسه ومازالت أنامله ترسمه ، فتح عيناه عندما شعر بها يجذبها لأحضانه 


-كنت هزعل منك لو مجتيش، أغمضت عيناها تدلف لأحضانه تضع رأسها بحنايا عنقه تستنشق رائحته بوله تهمس له :

-زعلانة منك قوي ياجاسر، شوفت شوهتني إزاي 

ضمها بقوة حتى شعرت بذوبان جسدها بين ذراعيه يهمس لها 

-آسف ياجنى ، عارف وجعتك بس دا ميجيش ربع وجعي ..مرغت رأسها بصدره كقطة أليفة، تلف ذراعيها حول جسده:

-إنت ترياق سم حبي ياجاسر، مقدرش ازعل منك ولا أقدر ابعد عنك، بعشقك بجنون ، تقول ايه بقى

رفعت رأسها تسبح برماديته:

-عشقي اللاذع حبيبي مهما تعمل هتفضل عشقي اللاذع 

وضع جبينه فوق جبينها ملمسًا خاصتها بخاصته هامسًا بكل نبضة بقلبه 

"إنت الروح لجسد جاسر ياجنى"

لو خايفة من غضبي متلعبيش على غيرتي يابنت عمي، علشان متتحرقيش بيها، ومتحاوليش تبعدي عن دايرة عشق جاسر وتأكدي مهما ابعد ومهما أقول بس أنتِ متوشمة بقلبه مالكيش مفر بالبعد، حتى لو غصب عنك، قولي اللي تقوليه ، مجنون، عاشق، محب، مريض نفسي 

اه بدل مرتبط بيكي مش مهم المهم دايما تكوني زي دلوقتي كدا جوا حضني واتنفس انفاسك واسمع نبض قلبك واستمتع بهمسك واتذوق رحيق شفايفك" انا كدا وهفضل كدا 


أغمضت عيناها مبتسمة تشعر وكأنها امتلكت العالم وما به..جذب رأسها ليرجعها مرة أخرى لصدره ليغمض عيناه منتعش الروح والنبض

الصفحة التالية