رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 43 - 1 - السبت 27/7/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثالث والأربعون
1
تم النشر السبت
27/7/2024
اختلطت دموع الفرح باللقاء
كم اختلطت دقات الساعة بدقات قلوبهم
فحدثوني عن وهج اللقاء و رهبته
عن تلك الرجفه التي اعترتكم
حدثوني عن النبض المرتعش
حدثوني
عن لذة الانتظار و قرب موعده
فبقدر ما تتوق للقاءالحبيب...تشعر ان قدماك لا تحملاك ...وخطوات بقدر ثقلها تأخذك...تتعالى النبضات ...وتختنق الكلمات ..كل ما اكتنزتموه من حديث يبتلعه اللقاء ...ويقتل الجرأة ...واللهفة تسرقكم والعفوية تسبقكم ....والصمت يكون سيدالموقف...
إليك أيها العائد الذي لا يمكن أن أحب بعده ...
هل أحكي لك عن قلب أعمى لا يرى غيرك..
او عن عقل ساهٍ لا يفكر إلا بعينيك...
ثم اني والله لأحبُّ خامات صوتِكَ، وتفاصيلُ وجهكَ، ومباسمُ ثغركَ، وغزالةُ عيناكَ، وحديثُكَ المُبهرُ المُلفت دوماً ، وشعرُكَ المُبعثرُ المشتت ، ومقتنياتُكَ الجّذابةُ ..
فما ظنك بقلب ينام على ذكرك ويستيقظ على ذكرك
وبين كل شعور وشعور يناديك
ففي عينك ونس لو وزع على اهل الارض لكفاهم واكتفو
يااااساااادة :
كل السرقات حرام ...إلا السعادة فأينما وجدتها اسرقها ..فسرقتها حلال، ولا قانون يعاقب على ذلك .. ما عليك إلا أن تكون سارقاً ماهراً فهي تجيد الاختباء "
❈-❈-❈
توقفت عاليا أمام ياسين
-حبيبي فيه حاجة لازم تعرفها ..كان يقوم بتمشيط خصلاته، فاستدار إليها منتظر حديثها :
-فيه حاجة ، راسيل كويسة
-جنى حامل!!
ألقى فرشاة الشعر من يديه، مضيقًا عيناه
-جنى مين اللي حامل
لكزته ضاحكة :
-احنا عندنا كام جنى بس ياياسين متركز شوية جنى بنت عمك
-الله يخربيتها المجنونة دي ازاي حامل يعني !!
ياسين ..صاحت بها عاليا ثم اردفت بهدوء :
-لازم تعرّف جاسر، شوف هتوصله ازاي الموضوع كبير مش زي ماانت متخيل دي واحدة حامل والكل مفكر أن جوزها ميت
- المطلوب مني يعني اعمل ايه، بدل دي واحدة غبية ومقدرتش الموقف وعملت حسابها ..تحرك إلى باب الغرفة وفتحه متجها للخارج ولكنه توقف يبحث عن هاتفه فتراجع للداخل
-شوفتي أنتِ والمجنونة نستيني كنت عايز ايه
-ياسين ممكن تقولي هتعمل ايه
هاج وتلفظ باستهجان:
-اعمل ايه في ايه ياعاليا ؟!
قطبت جبينها مستنكرة رده وهتفت:
-ياسين مش ملاحظ انا بقولك الموضوع كبير بقولك جنى حامل ..قالتها عاليا بدخول غزل عندما استمعت إلى صرخاتهم
توقفت توزع نظراتها بينهما
-جنى مين اللي حامل
ارتفعت دقات قلبه تتنازع بقوة من وجود والدته، فتجلجل لسانه ينظر إلى عاليا بعينه :
-جنى مين ياماما ؟!
اقتربت غزل من عاليا تنظر إلى ابنها قائلة:
-سمعت عاليا بتقول جنى حامل
ابتلع ريقه وحاول أن يشتت والدته فهتف
-دي جنى كانت تعبانة فعاليا بتقول تعبها زي الحامل مش كدا ياعاليا
ارتجفت عاليا وتمتمت بصوت خافت
-أيوة!!
قطبت غزل جبينها متسائلة:
-إنت بتقول إيه يابني..بتر حديثهم دلوف ربى
-ماما الحقي طنط نهى اغمى عليها بعد مااخدت الجلسة..تحركت غزل خلف ابنتها سريعا ...بينما اتجه ياسين بانظاره إلى عاليا
-عجبك كدا، مسح على وجهه بغضب قائلا
-انا عارف ماما مش هتسكت، متأكد انها هتفتح الموضوع تاني
-انا آسفة ياياسين مكنش قصدي
تحرك ذهابا وإيابا بالغرفة
-اعمل ايه، مينفعش اتصل بجاسر ابدا، هو اللي بيتصل بيا، صمت ثم حمل أشيائه الخاصة :
-هروح لراكان ولا بابا يتصرفوا
ماإن همت للحديث إلا أنه أشار بكفيه
-مش عايز ولا كلمة، وروحي عند الأستاذة اللي معملتش حسابها دي لما اعرف اخرتها ايه
بغرفة نهى ..أفاقت من اغمائها، ملست غزل على شعرها
-عاملة ايه حبيبتي دلوقتي ؟!
أغمضت عيناها بإرهاق
-صهيب فين ياغزل؟!
رفعت رأسها إلى ربى متسائلة :
-عمك فين !!
هزت ربى أكتافها بعدم معرفتها وهتفت :
-انا عملت زي ما حضرتك طلبتي قولت له هروح للدكتورة علشان حملي بس ، ولما رجعنا مكنش موجود، يمكن خرج مع بابا
نهضت غزل متذكرة حديث عاليا عن جنى ..
-نهى انتِ اخدتي مضاد قوي هينومك حبيبتي علشان الألم ، حاولي ترتاحي ومتخافيش صهيب ماهيعرف حاجة مع إني مش معاكي انك تخبي عليه، هو اصلا دايمًا يسألني عنك بس انا بقوله دا طبيعي في السن دا، بس هو بيدور ومش هيسكت انا عرفاه
أغمضت عيناها تهمس بتقطع:
-بلاش صهيب يعرف ياغزل كفاية عليه غياب جاسر، المرة دي مش هيتحمل ..قالتها وذهبت بنومها ..أطبقت غزل على عيناها بألمًا ثم أخرجت تنهيدة حارقة متجهة الى ابنتها:
-حبيبتي تواصلي مع الدكتور اللي في ألمانيا لازم نهى تسافر وتعمل العملية انا مش هسكت عليها ولازم عز يعرف بمرض أمه مش هنفضل مخبين كدا
انسابت دموعها تجلس بجوار نهى
-مش هقدر اقول لعز ياماما، عايزة أقوله مامتك بتموت بقالها اكتر من سنة وأنا مخبية عليك، غير أنه اتكسر اوي ياماما بعد موت جاسر، حضرتك متعرفيش حالته ايه انا ساعات بقوم من النوم الاقيه قاعد في اوضة المكتب وبيكلم صورته بدموعه
تسرب الحزن ليحرق روح غزل بعد ذكراها بفقيدها الغالي فاتجهت للخارج قائلة:
-روبي خلي بالك من انطي نهى هشوف جنى وراجعة لك
بغرفة جنى قبل قليل
دلف عز وجد صهيب يحمل بيديه اختبار حمل جنى يطالعه بذهول فاقترب مناديًا إياه:
-بابا !!..رفع صهيب رأسه ينظر لابنه
-ايه دا ياعز، هي روبي حامل ولا ايه
اقترب عز ينظر للذي بيد والده
-اه يابابا انا كنت لسة جاي اقولك أنها لسة جاية من الدكتور والحمد لله هنجيب جاسر صغير قريب ..قالها عز بعيون مليئة بسُحب الحزن بدخول غزل التي توقفت تنظر للذي بيد صهيب وهي تنادي
-جنى!!..استدار عز بإبتسامة :
-اهلا طنط غزل، جنى مش هنا هي مش عندكم ولا ايه ، اقتربت إلى صهيب تنظر للذي بيديه
-اختبار مين دا ؟!
ابتسم صهيب يشير إلى عز
-باركي لأبو ايهم إن شاءالله ربنا يرزقه بابن تاني ...هنا تذكرت حمل ابنتها فاستدارت مبتسمة
-حبيبي آسفة نسيت اباركلك، ألف مبروووك ربنا يباركلك في ذريتك يارب
امسك كفيها يحتويها ثم نظر إلى عينيها:
-وعد لو جه ولد لأسميه جاسر
وضعت كفيها على فمها وانسابت عبراتها كزخات المطر تحرق وجنتيها
-اوعى ..بلاش يابني الاسم دا مالوش نصيب يكون موجود على وش الدنيا
رغم شعوره بالألم الذي ينخر عظامه إلا أنه هز رأسه بالنفي:
-ليه بتقولي كدا ياطنط غزل، إن شاءالله نخلد اسم جاسر ويكون موجود..هزت رأسها بالنفي
-لا ياحبيبي، جه مرتين ومالوش نصيب ياحبيبي
ألقى نفسه بأحضانها وارتفع صوت بكائه:
-انا مخنوق وتعبان قوي ياطنط، قلبي مولع نار ونفسي احرق الدنيا كلها، بس مش بايدي حاجة، بعيب على جنى بس ياريتني زيها، ياريتني اعيش في دنيا تانية وانسى الوجع
ربتت على ظهره تحاول منع عبراتها ولكن كيف للام أن تمنع حزن قلبها على فقد عزيزها ..ابتعدت تحجب حزن قلبها أمامهم ..
-ربنا يباركلك في ولادك ياحبيبي ، هو ساكن قلوبنا ، بلاش لو بتحبني كفاية اتنين جاسر يابني الله يرضى عنك
أنا هشوف جنى فين ..قالتها متحركة
ولكنها توقفت بعدما صاح صهيب
-غزل !! استني ..قالها وتوقف متجهًا بخطوات بطيئة ..طالعت سيره برسم ابتسامة
-الحمد لله يا صهيب بقيت تمشي كويس ..اومأ يردد الحمد والثناء ثم أردف:
-تعالي نروح مشوار..اومأت له دون حديث..وصلوا بعد قليل إلى مقبرته
توقفت غزل بساقين مرتعشة تنظر حولها بضياع إلى أن سقطت انظارها على قبر ابنها تقرأ تلك اللافتة التي جعلتها تهوى أمامها وأجهشت روحها بالبكاء حتى شعرت بإنتازع قلبها من محله ..رددت ببرك عيناها :
آه ياحبيبي غابت شمسي وذبلت ورودي ياجاسر ، حاولت اتلاشى وجع فراقك بس مقدرتش يابني
اتجهت بنظرها إلى صهيب الذي تحرك بالجانب الآخر
-شوفت ياصهيب ابني فين، شوفت زهرة حياتي، جاسر اللي روحه كانت بتهرب الحزن من العيون، ابو عيون تسحر القلوب، شوفت آخرته فين قولي ياصهيب أطفي نار قلبي الحزين عليه ازاي، ازاي ياصهيب اقدر اوقف حزني عليه وهو يستاهل الحزن كله ،واخرة وجع قلبي التراب يمنعني احضنه واشم ريحته
ملس صهيب على قبره يردد دعاء فقدانه ..
ثم اقترب من غزل وجلس بجوارها
-انا مجبتكيش علشان تعيطي، أنا جبتك علشان لازم كلنا نفوق من الحزن اللي ملى قلوبنا، استودعيه عند ربنا ياغزل، مش بقولك كدا علشان ميستهلش الحزن بالعكس دا يتحزن عليه العمر كله، بس ولادنا بيموتوا جنبنا، خايف على أوس وعز ياغزل الولدين دول حالهم مش عجبني، لازم تفوقي كمان علشان جواد ياغزل ..همس وهو ينظر إلى القبر
-وأنا أولكم لازم أفوق ، عارف خسارته كبيرة ومتتعوضش، ومهما قولت فيه مش هيكفيه، دا كان روحي قطعة من قلبي هو مش ابنوكوا بس، كان ابن روحي :
استدار برأسه إليها وتابع حديثه بقلب فتته الوجع وارهقه الحزن:
-هتصدقي لو قولتلك من اول ماجنى كبرت ودعيت ربي أنها متتجوزش غيره، كنت بدعيها كل صلاة، ولما اتجوز فيروز انا حزنت عليه ، علشان استخسرته في أي واحدة تانية، كنت اناني قوي وبدعي يكون لبنتي وبس ولما واجهته كان يقولي أنها زي اختي، كلمته دي وجعتني من جوا، وفقدت الأمل ..حتى لما طلبت منه يتجوزها ويبعد بيها قولتها له علشان مرخصهاش قدامه كنت عايزه يتعلق بيها زي ماهي اتعلقت بيه بجنون، كل مرة أقوله طلقها، علشان بكون فرحان من جوايا وانا شايف جنونه بيها ،
سحب نفسا حتى يمنع خيانة عيناه، عندما تحجرت عبراته وأكمل
-لما ضغط عليه بطلاقه علشان قولت دي اكتر واحدة هتضغط عليه ويبعد عن اللي في دماغه ...
هنا فقد السيطرة وانسابت عبراته
-بس مسمعش كلامي وطلق جنى ياغزل ومشي في طريقه ، وطلع اذكى مني وصبرني بكلمة طلاق وفي نفس الوقت رجعها لحضنه، ورغم دا كله كان رايح للموت برجله
-صهيب!! اردفت بها غزل بصوت متقطع ..