-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 43 - 6 - السبت 27/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثالث والأربعون

6

تم النشر السبت

27/7/2024 

❈-❈-❈

باليوم الثاني على  متن اليخت بالبحر، كان يستلقى بظهره يحاوطها بذراعيه 

-من وقت مارجعنا من رحلة اثينا وكان نفسي نطلع سياحة في البحر ..كانت تستمع إليه تغمض عيناها وانامله تتحرك بعشوائية بخصلاتها: 

-ايه رأيك بعد ماتولدي إن شاءالله نسافر روسيا، بابا وماما بيشكروا فيها قوي 

-جاسر انت قضيت شهر العسل مع فيروز فين ..؟!


هزة عنيفة أصابت قلبه بعدما ذكرته بأسوأ ذكرياته ، فاعتدل يطالعها بصمت للحظات ثم رفع أنامله يزيح خصلاتها التي تتطاير بفعل الرياح واقترب يرتشف حزنها وهو ينثر عشقه على خاصتها ..لحظات امتص بها حزن قلبها قبل عيناها ليحتضن وجهها:


-جنى ممكن تحرقي الفترة دي من حياتك، اعتبريها محصلتش، انا مهما أعمل هتفضل ملزماني العمر كله، طيب قوليلي حبيبتي أعمل ايه علشان مشفش الحزن اللي في عيونك دا 

وضعت رأسها على ساقيه متمددة ثم همست والغيرة تحرق قلبها :

-متعملش حاجة ياجاسر، انا بس افتكرت كلامها لما ذكرت روسيا ، رفعت رأسها ترمقه بنظرة :

-أصلها قالتلي انكوا قضيتوا شهر عسلكم بروسيا، وانت بتقولي ماما وبابا، مفيش داعي تكذب عليا حبيبي لو سمحت ، فيروز خلاص مبقتش موجودة..فبلاش تكذب عليا مهما حصل 

تسطح يجذبها لأحضانه قائلًا:

-آسف..تمسحت بصدره قائلة:

-مالوش داعي الأسف، المهم أنا فين دلوقتي..ارتفعت امواج البحر لتقذفهم بالمياه..اعتدلت تنظر إلى جمالها وتناست بما كانوا يتحدثون ثم تحدثت:


-تعالى ننزل البحر شوية..نهض ينظر حوله ثم بسط كفيه إليها 

تعالي ..قام بنزع كنزته ثم حملها متجها للبحر لبعض الوقت 


عند راكان ظل يحاول الوصول إليه ولكنه لم يستطع إلى أن اتصل بمن عينه لمراقبته

-جاسر فين؟!

-في الشالية يافندم ومعاه المدام

جز على أسنانه ثم اغلق الهاتف يسبه 

-غبي ياحضرة الظابط ناوي تموت نفسك ..ظل يدور بالغرفة كالمجنون يمسح على خصلاته بعنف ، ظل على هذا الحال فترة ثم امسك هاتفه لمهاتفته ..بعد خروجهم من البحر اتجهت إلى الفراش تلقي نفسها عليه 

- انا اخدت شاور بصعوبة وعايزة انام مش قادرة حاسة جسمي كله مكسر عومنا كتير، ورغم كدا فرحانة البحر هنا جنان عن اسكندرية..قبل جبينها ثم دثرها بذاك المفرش الخفيف قائلًا:

- جميل علشان إنتِ فيه ياروحي هاخد شاور من مية البحر وجايلك..اومأت له دون حديث ..بعد فترة فتح عيناه على رنين هاتفه ..جذبه ليستمع إلى صرخات الآخر :


انت فين يابني انا قولت قتـ.لوك 

اعتدل يمسح على وجهه..ينظر لزوجته الغافية بجواره، فهتف بصوت متحشرج من النوم:


-يافتاح ياعليم، خير!!

صمت راكان للحظة مستمع لصوت 

امواج البحر

-إنت في البحر ؟!

-اه بصطاد سمك ابعت لك قرموط

اوعى تقولي فهمت صح 

تهكم واجابه: 

-هو انت مصحيني من النوم علشان تسألني على ذكائك ..عرفنا انك ذكي وفذة عصرك ، ممكن تسبني انام 

- الله يخربيت برودك يامتخلف، لازم تنزل مصر حالا حالا 

غبييييي..صرخ بها راكان يغلق هاتفه ملقيه بالأرض بقوة

اما الآخر تمدد على الفراش 

-شوف مين هيسمع كلامك، دا كان المفروض يعينه على منصة الإعدام


-مين بيتصل حبيبي !!


-واحد بارد سيبك منه، قالها يجذبها لأحضانه، استمع الى رنين هاتفه مرة أخرى..زفر بغضب معتدلًا:

-راكان دا هموته علشان يبطل يطنطط عليا، رفع الهاتف وصرخ دون أن ينظر للمتصل

-بقولك انا خلقي ضيق اه عايز تعرف ايه ، مراتي معايا واحنا في البحر بعمل شهر عسل يارب تتهد وتبطل تزعجني، وخلي عندك دم ياخي انت عارف واحد ومراته مع بعض عايز منهم ايه 

-جاسر..هب من مكانه معتدلا ، ثم ابتلع ريقه يتمتم بتقطع 

-بابا..تنهد جواد ثم تحدث بهدوء رغم غضبه من ابنه ولكنه تحدث:

-هات جنى وتعالى مستنيكم ..قالها وأغلق الهاتف ينظر إلى باسم الصامت 

توقف باسم من مكانه 

-مكنش قدامنا حل غير كدا ياجواد، لازم جاسر يظهر مبقاش ينفع تخبي بعد حمل جنى وبعد مايجي هتعمل اجتماع عائلي وتفهمهم خطورة الوضع انا متأكد أنهم هيقفوا مع اخوهم 


زفرة حارقة أخرجها على مراحل يهز رأسه: 

-عملت ايه في طقم الخدم اللي هنا 

نهض من مكانه 

-غيرت الجميع وجبت دول من مدارس عسكرية متخفش مضمونين، وكمان عندك طقم حراسة على أعلى مستوى زي ماطلبت، أوس وعز تحت المراقبة ومن غير ماحد يشك، وكمان البوابة الإلكترونية اتجددت وجهزت بيت المزرعة اللي جنب بيت راكان وهيئته للطوارئ 


وضع أمامه اسطوانة قائلًا:

-شوف دي جواد لسة جايباها فيها معلومات مهمة، عايز منك طلب حد يكون مع جاسر هناك غير يحيى، شوف ظابط متخرج وحاول تزرعه هناك ياباسم، انا مش هبعته بعد مالكل يعرف وفي الاخر يرجع مقتول واعيشهم الوجع مرتين، انا اتحملت ومستعد اتحمل تاني بس ولادي ومراتي مش هيتحملوا تاني ..ربت باسم على كتفه: 

-وعد مني، وحياة أربعين سنة صداقة ياجواد لأعمل أقصى مابوسعي علشان احميه لو اضطريت ادافع عنه بروحي، متخفش انا المرة دي استعدت كويس، بدليل مراقب الكل اهو، انت اطمن وخلي بالك من صحتك، علشان توعدني بعد مانطمن على جاسر تعمل العملية 


ابتسامة حزينة ظهرت بتجاعيد وجهه

-لسة في العمر بقية ياباسم، ليه اوجع نفسي بدل ليا سنوات مقدرة عند ربنا اهم حاجة عندي دلوقتي اطمن على ابني دا اهم حاجة بفكر فيها 

قطع حديثهم دخول صهيب 

-عاملين ايه..استدار جواد وابتسامة واسعة ظهرت على وجهه ليقترب منه يضمه 

-ياااه ياصهيب اخيرا ..تراجع يدقق النظر إليه 

-بقيت تمشي كويس اهو، اخيرا رجعت تدخل بيت اخوك تاني 

حزن باسم من حزن جواد الذي يداريه بفرحة رجوع صهيب، فاقترب منهما 

-مبروك ياصهيب ويارب دايما ماتحرمنا من شقاوتك يانمس 


بالخارج ترجلت هنا من سيارتها تضع سماعتها بأذنها وتتحرك إلى منزلها ، توقف جواد أمامها ثم أشار بعينيه إلى السماعة، قامت بنزعها واقتربت مبتسمة:

-عامل ايه، فينك مختفي بقالك يومين 

قبض على ذراعها بقوة

-اسمعي من الكلمتين دول علشان انا على اخري منك، امبارح شوفتك بحمام السباحة في بيت خالو صهيب ، ودا ممنوع عندي، اشوفك بتكلمي فارس أو أي ولد تاني بقلة حياء هضربك ومش هرحمك...أشار إلى ثيابها 

-لبسك دا يتغير، بلاش اللي فوق الركبة والبناطيل المتقطعة دي، امسك خصلاتها يلفها حول كفيه ويقربها يهمس إليها:

-شعرك اللي فرحانة بيه دا يتغطى، بدل ماولعلك فيه، دا اخر كلام سمعتي ولا لا..وقبل ماتردي بلسانك الطويل دا 

علشان خايف عليكي يابنت خالي ..مش علشان واقع في غرامك، ومتفكريش علشان الليلة إياها رفعت من روحك المعنوية يبقى بحبك ..أنتِ بنت خالي وبس ، لحد ما اشوفك تستاهلي جواد، غير كدا متلزمنيش 


غضبت من أسلوبه المستفز، فاقتربت ترمقه بنظرات غاضبة:


-من إمتى ياحضرة الظابط 

مط شفتيه ثم رمقها بنظرة لم تعلم مداها، وتحرك دون حديث ..

هرولت خلفه تجذبه من ذراعه صرخت به :

-بكلمك على الفكرة !!

-وأنا سمعت على فكرة وماليش مزاج ارد ..

طالعته بغضب متمتمة:

-على فكرة انت مستفز 

-شكرا..قالها متحركًا

ضربت أقدامها بالأرض وهدرت غاضبة 

-وبارد وانا دلوقتي عرفت انت كدا ليه، اقتربت بعد توقفه معلنة الحرب 

-علشان قلبك دا فريزر يابني، دا الفريزر بيحس عنه 

كور قبضته مستديرا إليها 

-خلصتي كلامك ..انا مش هرد عليكي علشان انتِ عيلة هبلة ..قطع مشادتهم  فارس عندما توقف بسيارته ثم ترجل منها، يوزع نظراته بينهما 

-خير ..دقق النظر قائلًا :

-لا مش خير ..حك ذقنه مقتربا من جواد :

-والله يابني لو مكانك كنت طلقتها من قبل مااتجوزها، اقولك نصيحة ارمي عليها يمين الطلاق بتلاتة 

ربت على كتفه يغمز إليه: 

-اكتب على جبينك انك راهب للحب، بلا جواز بلا نيلة ..اقترب يهمس له 

-هتشيلها في الاخر وضهرك يوجعك ..واقولك حاجة سبني انا اشيلها علشان الغضروف بتاعك ميتأثرش 

-ماتسكت ياحيوان ..ايه اللي بتقوله دا 

رفع حاجبه ساخرا:

-طيب اومال ليه عامل تقلان..قبض على كف هنا :

-تعالي يابت وانا اكتب عليكي بعقد عرفي..لكمه جواد بقوة :

-ماتحترم نفسك ياحيوان ..وضع كفيه مكان لكمته ينظر إلى هنا 

-دا بيحبك يابت اقسم بالله ، بصي عايزك تمرمطيه، وانا اللي كنت زعلان عليه..متبقيش بنت سيف لو مش خلتيه يركع، دفع جواد واقترب من هنا 

-شوفتي مين يابت ياهنا من بنات الألفي مركعوش اجوازهم ..ردي كرامتك ومتخافيش وعد من فارس الألفي الواد دا لو مش اتجوزك آخر السنة هتجوزك انا وياله امري لله هربيكي، تفحصها بنظراته قائلا

-هيجي منك ياهنون، سيبك منه ..جذب عنقها يهمس إليها:

-اوعي تصدقي كلامي في الجواز انا بس لازم اجب لك حقك

ابتسمت هنا إليه ..مما غلى الدم بعروق جواد يدفعه بقوة يسحب كفيها يجرها بعنف متجها إلى منزل سيف، ثم ألقاها بالداخل وصرخ بها :

-انا لسة بقول ايه يابت، مش بقولك ابعدي عن فارس الزفت، ايه شوية وهتبوسو بعض ..أشارت بسبباتها صارخة رغم فرحة قلبها بغيرته التي أحرقت قلبه لتخرج نيرانها من عينيه 

-إنت ملكش دعوة بيا تمام، مش انا بت منفلتة ومش متربية، ابعد عني ، انا عرفت قيمة نفسي ومبقتش هجري وراك ..اقترب منها وهي تتراجع إلى أن اصطدمت بالحائط خلفها ليهتز جسدها قائلة:

-جواد ابعد عني ، انت بتقرب ليه 

انحنى حتى اختلطت أنفاسهما يهمس بنيران الغيرة التي تأكل احشائه:

-عايز ابوسك مش إنتِ بتحبيني، هزة أصابت جسدها من اقترابه وحديثه ، لتهمس بتقطع :

-جواد ابعد انت مجنون، ايه اللي بتقوله دا ..لف ذراعيه يجذبها لأحضانه هامسًا بصوته الأجش الذي قضي على تماسكها لتنهار وتضعف وترتجف ساقيها فلم تشعر سوى بدموع عيناها على شخصًا عشقته وهو يلقيها دون رحمة ..دنى اكتر من المسموح 

-بتحبيني ياهنا..قالها وهو يزيل عبراتها بأنامله ...هنا شعور طغى عليه حتى تمنى تذوق ثغرها الذي يرتجف أمامه من بكائها ..ظل يزيح عبراتها بأنامله ..وهو يحتضن ملامحها بعينه وهمس بصوته الأجش:


-بتحبيني..!! اومأت برأسها بعدما سقطت بغمرة عشقه لتصيبها بارتجافة لم تستطع السيطرة عليها..ليقترب أكثر حتى تلامست شفتيه وجنتيها يهمس لها :

- وأنا بحبك قوي ياروح جواد..قالها واستدار متحركا سريعا للخارج بعدما فقد سيطرته على مشاعره فلو ظل لدقائق أخرى لاقتنص كل مالها

هوت على المقعد بعدما خارت قواها بالكامل ولم تستطع سيقانها على حملها، ودقات صاخبة كادت أن تصم اذنيها، تضع أناملها على وجنتيها التي ضخت بحمرة  تغمض عيناها تهمس لنفسها:

-قالي بيحبني..جواد بيحبني 


صباح اليوم التالي  بمنزل صهيب 

دلفت جنى إلى والدها 

-"بابا"استدار إليها يفحصها، وابتسم يشير إليها بعدما أغلق مصحفه:


-حمد الله على سلامتك يابابا، عمو قالي كان عندك جلسة علاج..سحب كفيها إلى أن اقتربت منه ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها 

-حاسة بإيه دلوقتي ..رفعت نفسها تطبع قبلة على وجنتيه

-انا أسعد واحدة في الدنيا دي كلها..دارت حول نفسها قائلة:

-لو نفسك في حاجة دلوقتي هيكون ايه ..جذبها وتحرك جالسًا بالشرفة: 

-نفسي حبيبة قلبي واميرتي ترجع تضحك تاني وتملا حياتي سعادة 

-مش نفسك في حاجة تاني 

ترقرت عيناه بالدموع :

-اللي نفسي فيه مينفعش يتحقق مهما تعملي ..تحرك جاسر بخطوات متمهلة يقف خلفهما ..وضعت رأسها على كتف والدها

-افهم من كلامك نفسك تشوف جاسر صح ..نظر للخارج وعيناه تبتعد عن نظراتها حتى لا يضعف بالبكاء، أدارت وجهه إليها 

-حبيبي نفسك تشوف جاسر

احتضن وجهها وقبل جبينها وتحكم بعبراته :

-حبيبتي مش اتكلمنا في الموضوع دا، ليه راجعة تاني ياجنى بعد ماقولت الحمد لله 

رفعت كفيه تقبله وكررت حديثها تاني

-حبيبي قولي اه نفسك تشوفه صح 

-جنى ممكن ..قاطعه صوت جاسر خلفه :

-وحشتني ياصهيوب، ووحشني نقارك ليا ..صمت صهيب وكأن صوته يرواده من ذكراه، هز رأسه يستغفر ربه 

قومي حبيبتي شوفي ماما ..اقترب جاسر أكثر منهما فرفعت جنى رأسها إليه ليشير إليها بالخروج ..اومأت متحركة للخارج ثم توقفت على باب الغرفة تنظر إلى والدها للحظات ثم تحركت بعدما أشار جاسر إليها ، بينما اقترب يضع كفيه على كتف صهيب

-عمو صهيب...!!

الصفحة التالية