-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 43 - 7 - السبت 27/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثالث والأربعون

7

تم النشر السبت

27/7/2024 

-عمو صهيب...!!

رجفة قوية أصابت جسده بالكامل حتى عجزت جميع أجهزة جسده لما يشعر به ، بعدما تيقن وجوده ، فاستدار جاسر إلى أن توقف أمامه يطالعه باشتياق وعيناه تتجول على ملامحه بالكامل 


ابتلع ريقه ينظر إلى جاسر بأعين جمعت بها سحب الألم ، رفع كفيه يمررها على وجهه ليتأكد من وجوده.. حاول الحديث ولكنه شعر بثقل لسانه

رفع جاسر كفيه يقبله ثم رفع رأسه ينظر إليه !!

-عمو .. دقائق من الصمت وعقله يصفعه بقوة هل هذا عقله الباطني بتمنيه وجوده كما هتفت ابنته، ماذا يحدث امامه، تراجع بأحداث الأيام الأخيرة الى ابنته وصراخها باسمه ووجوده ، همس لنفسه

-..تراجع بجسده وهتف بتقطع 

-سلامًا قولا من رب رحيم ..ايه اللي بيحصل دا ..رغم شعور جاسر بالحزن من صمته إلى أنه ضحك بصوت عالي 

هنا تأكد من وجوده فكتم غيظه بداخله واردف :

-انا معنديش جن في البيت وياله انصرف ..هنا توقف جاسر وارتفعت ضحكاته يضرب كفيه مقتربا منه مرة أخرى

-ايه ياصهيب خايف من عفريتي 


رمقه صهيب بغيظ ثم هتف :

- لو عفريتك ماانصرفش نشغله سورة البقرة، اكيد هيخزى على نفسه وينصرف، أما بقى لو غلس ولسانه طويل يبقى لازم اولع ورق كتير علشان اصرفه ..هوى جاسر امامه عندما فقد السيطرة على ضحكاته، يضع رأسه فوق ساق صهيب:

-اقسم بالله مكنش وحشني في البيت دا قدك، وكان نفسي اطلعلك عفريت فعلا علشان نضايق بعض

صمت صهيب يرسمه بعيناه، هل هو موجود بالفعل..رفرف قلبه بالسعادة وهو يجده أمامه وتذكر ما فعله جواد منذ ثلاثون عامًا، فكأن التاريخ يعيد نفسه 


وضع كفيه على خصلاته يسبح فوقها 

-حبيبي انت فعلا عايش صح، يعني مكنتش بتوهم بوجودك..رفع رأسه يحتضن كف عمه وانسابت عبراته 

-آسف ياعمو، عارف سببتلك أذى كتير لكن غصب عني وكنت ..قاطعه حديثه عندما جذبه لأحضانه وارتفعت شهقاته 

-فداك عمك ياروح عمك انت، ياحبيب قلبي ربنا يخليك ويطول في عمرك ولا يحرمنا منك أبدًا 

بكى الأثنين بأحضان بعضهما للحظات، حتى أخرجه صهيب يحتضن وجهه يتفحص كل انش بوجهه

-إنت كويس ياحبيبي ، مفيش أذى ..ظل يفتش بجسده كأم تتفحص جنينها 

قبل جبينه يضم رأسه:

-ااااااه..صاح بها صهيب ببكاؤه ثم هتف :

-اللهم لك الحمد ولك الشكر يارب ، احمدك واشكر فضلك يارب

ابتعد عنه يلوح بيديه

-لا دي نسجد شكر لربنا على رجوعك بينا تاني..طالعه جاسر مذهولا وهو يراه يسجد شكرًا لله وارتفع صوت بكائه أكثر وأكتر حتى لم يستطع  رفع رأسه من السجود وهو يردد 

"اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "..ظل يكررها 

جلس جاسر بجواره يضع كفيه على كتفه

-عمو..رفع جسده يحتضنه مرة أخرى 

-حبيب عمك يابني ..قالها وهو يمرر أنامله على وجهه ..قبل جاسر كفيه مبتسمًا وشاكسه 

-مكنتش اعرف اني غالي عندك كدا ياصهيوب اومال ليه كنت عاملي فيها عفريت العلبة 

ضمه من عنقه يضع جبينه فوق خاصته:

-وحياة ربي لاخد حزن قلبي عليك يابن جواد 

تراجع جاسر يقهقه ؛

-وبعدين بقى رجعنا بقى للنق..تذكر صهيب جواد وغزل فتسائل:

-قابلت ابوك وامك ..نهض من مكانه وأردف :


-قابلت بابا بس لسة ماما ..سلام وراجعلك تاني ..قالها غامزا وتحرك إلى أن توصل لبابا الغرفة

-صهيوب جهز عشا رومانسي علشاني انا ومراتي 

ابتسم له صهيب ومازال ينظر إليه ليتأكد أن مارآه حقيقة..تحرك جاسر وفتح الباب ولكنه اصطدم بعز ، الذي تراجع للخلف يطالعه مذهولا :

-يعني الصوت اللي سمعته مش تهيئات


لكزه جاسر ضاحكًا:

-مالك ياله ، ايه هتعمل زي ابوك وبيجاد وتقول عفريت ولا ايه 

تراجع للخلف يهز رأسه ، ينظر بصدمة

-إنت عايش، يعني اللي دفناه مش انت 

اقترب منه ومازالت ابتسامته تتجلى بوجه 

-مالك يالا، ماانا قدامك اهو وعايش ، ايه اضربك علشان تفوق 


دفعه عز بغضب وهدر به:

-ابعد عني اياك تقرب مني، انت ايه ياخي، انت ايه ..قالها يصرخ به حتى خرج صهيب ينظر لابنه بصدمة من حديثه

-انا مش عايز اشوفك روح مثل انك ميت، امال بجسده مقتربا منه 

-مثل واعمل انجازات على حساب وجع قلوبنا ياحضرة الظابط 

-عز ..أردف بها صهيب ينظر لابنه بتحذير

-سلم على ابن عمك وقوله حمدالله على السلامة 

استدار قائلًا:

-ابن عمي مات ودفنته واخدت عزاه، أما اللي قدامك دا ماليش علاقة بيه..قالها وتحرك سريعا وكأن هناك شيطان يطارده 

توقف جاسر ينظر لمغادرته بحزن أدمى قلبه..ربت صهيب على كتفه

- اعذره حبيبي ، سيبه شوية مع نفسه، اكيد مش هقولك عز بيحبك ازاي، هو بس الصدمة مش عارف يتعامل ازاي 


قبل كتف عمه وتحرك إلى منزل والده 

دفع الباب وتحرك إلى غرفة المعيشة وجد أوس يتناول إفطاره بجوار ياسين وعاليا ..نظر ياسين إلى صحنه منتظر ردة فعل اوس من ظهور جاسر 

نهضت عاليا هاتفه بصياح

-جاسر..رفعت ياسمينا تضيق عيناها متسائلة 

-جاسر مين ..؟!..ألقى تحية الصباح وصلت جنى متوقفة بجواره وعانقت كفيه 

-شوفوا مين اللي جه..تحرك ياسين إليه 

-حبيبي حمدالله على سلامتك 

ضم أخيه بحب اخوي واوما برأسه إلى عاليا 

-عاملة ايه ؟!

هنا رفع أوس رأسه واستدار سريعا لصاحب الصوت..همس بتقطع 

-جا..سر..قالها بصدمة يطالعه بها ومشاعر متضاربة تسيطر عليه، أخيه عايش وأمامه ، هل حقا عايش ..نظر إلى ياسين ليتحقق من وجوده ، هتف ياسين 

-وصلت إمتى؟!

لسة من شوية عديت على عمك صهيب بس..هنا استدار أوس ينظر لصحنه ويتناول طعامه، بينما توقفت ياسمينا قائلة:

-جاسر !!..معقولة انت عايش

كانت نظرات أوس تحاصر جنى التي توقفت مبتسمة واردفت:

-طلعت مش مجنونة مش كدا 

وضع أوس الطعام بفمه وأجابها:

-فعلا يابنت عمي إحنا اللي مجانين..

بس ياترى حضرة الظابط عرفك امتى انت وحضرة الظابط ياسين باشا


اقترب إلى أن توقف أمامه يطالعه بحزن

-لدرجة دي مش فارق وجودي ومش عايز تسلم عليا 

وضع الطعام بفمه يمضغه بهدوء، ولم يكترث لحديثه، ثم دنى من ابنته يطعمها: 

-افطري حبيبة بابي، نظر لزوجته 

-ياسمينا شربي البنت اللبن 

جذب جاسر المقعد وجلس أمامه

-طيب من الاحترام انا اخوك الكبير المفروض..استدار يرمقه ثم أشار بسبباته :

-اسكت مش عايز اسمع صوتك، اخويا الكبير دفنته من سنة واكتر 

اخويا الكبير ميعملش فينا كدا، انا معرفكش ..ولو سمحت عايز افطر عندي اجتماع ..روح كمل مسرحيتك مع اللي بدأت معهم إنما أنا الغيني كأني انا اللي مت ياأخي 


❈-❈-❈


-اوووووس ...صرخ بها صهيب ، واقترب منه يدفع طعامه بقوة ليتساقط على الأرض 

-قوم يالا قدامي وسمعني قولت ايه 


دفع المقعد واستدار الى عمه ..توقف جاسر أمام صهيب ..يشير إليه فاستدار إلى أوس عندما هتف أوس :

-ايه ياعمو، عمرك سمعت أن فيه ميت بيصحى، ولا ايه ..اقترب يغرز عيناه بعين جاسر ولكزه بقوة 

-بس فعلا الكابتن مكنش ميت، الكابتن كان بيمثل علينا وسايبنا هنا نتقهر من الحزن..

-عايز اصقف له واقوله برافو عليك ، عرفت تلعب بينا ..دفع جاسر بغضب عندما تذكر مأساته بتلك الأيام 

-عايز اخدك في حضني واقولك حمدالله على السلامة ..طيب مفكرتش مين خدني في حضنه وانا ببكي عليك الليالي دي كلها 

دفعه بقوة حتى تراجع بجسده وانسابت عبراته وهو يرى تحول اوس 

-ايه ياحضرة الظابط عايز تطلع على أكتاف وجع قلبي وانا حاسس اني بقيت يتيم من بعدك، جذبه من ياقته يدور به بغضب وكأن جاسر أخرج حزن تلك الأيام 

-عايز تعرف قد ايه انا بكيت عليك، عايز تعرف قد ايه كنت بروح على مقبرتك ونفسي اهدمها وادعي ربنا بسري واقوله يارب دقيقة واحدة اخده في حضني، دقيقة واحدة أودعه فيها

دار به كالمجنونة وارتفع بكاء أوس حتى ارتجف جسده 

-عايز تعرف كنت بهرب من ابنك ومبقدرش ابص في عيونه علشان ميسألنيش بابا هيجي امتى ياعمو..كنت بهرب من البيت علشان مشفش مراتك وهي كل اللي على لسانها انا جوزي عايش وممتش وانا من جوايا بنزف وبتمنى اموت ومتوجعش كدا 

دفعه بقوة ليصطدم جسده بالجدار قائلًا:

-كنت مضطر اوافق على مهزلة جواز مراتك علشان ابنك لما يكبر يلاقي الحماية ..اضطرت أعصر قلبي وادفن وجعي علشان اعرف ابان قدام امي وابويا اني قوي ومفيش حاجة تكسرني ..بس أنا اتكسرت وتفتت لما مابقاش فيا حاجة حتى افرح بيها ، كنت بهرب وبهرب علشان بس اعاقب نفسي نفسي ازاي سبت اخوك للموت، ادخل البيت دا وضحكاتك تصم وداني، اهرب من الغدا علشان متخيلش هزارك معانا..قبض على كتفه 

-من وقت مادفناك يامزيف ماحضنتش ابنك علشان ريحتك، علشان اهرب من ريحتك اللي في ابنك ..اكتر من سنة وأنا ادمرت وجاي توقف قدامي وتقولي مش فرحان برجوعي..لا ياحضرة الظابط مش فرحان اصل قلبي بقى لوح تلج مبيحسش 


-أوس اسمعني ..استدار يجمع اشيائه

-انا مبقتش بسمع ولا ليا نفس اسمع حد..تحرك بعض الخطوات ثم توقف 

-هروح ابكي على مقبرة المزيف اللي حضرتك مفكرتش غير في انجازات جاسر الألفي ..ماهو زمان جواد الألفي عملها مش بعيد على ابنه ..استدار برأسه قائلاً:

-ملعون ابو الشغل اللي يعجز امي وابويا ويقهر اخواتي ..قالها واتجه إلى سيارته يقودها بسرعة جنونية  ...ربت صهيب على كتفه ..يشير إلى ياسين

-إلحق اخوك، ثم استدار إلى جاسر

-معلش ياحبيبي ، أنا متأكد أن فيه حاجات اقوى منك اضطريت تعملها..

الصفحة التالية