-->

قصة جديدة مقام سيدي الأحمر لإيمان صالح - الفصل 2- الجمعة 26/7/2024

قراءة نوفيلا مقام سيدي الأحمر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 


قصة مقام سيدي الأحمر 

نوفيلا جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمان صالح

الفصل الثاني

تم النشر يوم الجمعة

26/7/2024


وكأن مُقلتاها ستخرجُ من أعينها مفارقة جسدها لتسقط أرضًا.. أخَذَت تَرمِقني بنظراتٍ حادةٍ بائسة والدموعُ تنهمر من أعينها كالأمطارِ الغزيرة،أصبحتُ أتصببُ عرقًا ولا أعلمُ ماذا أفعل..بدأت هذه الفتاة المقهورة تتنفس الصُعداء وبالكاد تَخرُج أنفاسها من رئتاها، أخذت أطرافها تبدأ بالتصلب وكأن جسدها يتأهب لما أخاف منه وتخشاه هي الأخرى، لذلك بادَرت بالإنسحابِ من أمامي ، وسرتُ أترنحُ ورائها كالطير المذبوح.. أعلم لماذا تفرُ من أمامي،إنها تهربُ لكي لا أراها في حالةِ هزيمتها..نعم.. لقد هُزمت حبيبتي حينَ رأت خيانتي لها..لكني لم يهمُني في تلك اللحظةِ شيئًا سوى اللحاقُ بها وإحتوائها بين أحضاني وقولُ لفظًا واحدًا، "أنا آسف" أردت فقط الأعتذار..

تحسستُ الحوائطِ محاولا الإتكاءِ عليها حتى وصلت لها، وحين إقتربت منها شعرتُ بالبرودة تخرجُ من جسدِها وكأنها جبلٌ جَليدي.. أقدمتُ ناحيتها محاولا الإقتراب منها بهدف التهدئة فأشارت إلي بيدها لأتوقف ونظرت مباشرةً في عيني وبالكاد تحدثت قائلة.. 

_ مااا.. تقربش.. مني.. الح.. كاية، بيننا إنتهت.. 

 خَرجت كلماتِها نحوي هالسهام المارقة، مَزقت فؤادي ثم بغتةً بدأت غزة تتهاوى أمام عيني فألتقفتها سريعًا بين أحضاني..وسقطت حبيبتي بين أذرُعي متصلبةَ الجسد ودخلت في نوبةِ صرع.. بلحظةِ واحدة حدث ما كُنت أخشاه، بقوة ضممتها بين أضلعي وخارت قواي.. لم أستطع التحمل فسقطتُ بها أرضًا، وأخذتُ أصرُخ كالذئبِ المذبوح. 

بعدَ سويعات.. 

كنت قد أودعتها منزلها وإنصرفت تاركًا إياها ومعها أهلها..كانت في حالة سُبات ووَهن، في حالة حزن شديد.. تعتلي فراشها دون حراك، نظرت لها حين ذهابي وشعرت بالذنب الشديد.. أتستحق مني تلك الفتاة ان أقسوا عليها واتسبب لها في كل هذا الإنهيار؟.. ماذا أتى بها إلى هذا المبنى تلك الليلة؟.. ألتكتشف حقيقتي؟.. أم ان الله يعاقبني على افعالي المشينة!.. ولربما للسببين، لأن هذه الفتاة لاتسحتق شخصًا مثلي،شخص سئ مخادع يقتل كل مابه حياة من حوله.. بل هي تستحق رجلٌ صادق لايؤذها ولايدمي قلبها يومًا.. كُنت دومًا أحافظ عليها من أي حزن او ألم.. لكنني الآن من فعل ذلك.. آلمني كثيرًا مافعلته بها من أذى، لذلك قررت في تلك الآونة أن أبعث لها برسالة نصية تحتوي على أعتذار مني، إذا تقبلته فسيعني أنها ستسامحني.. وإن لم تفعل، فهذا يعني أن قصتنا سويًا قد انتهت.. تلقفت هاتفي وأصبحت أكتب لها.. 

_غزة.. قضيتي الهامة.. نبض قلبي وشرياني،أعلم مافعلته بك، انا حقًا شخص سئ.. مافعلته اليوم كان أمرًا مشينًا ويندى له جبيني.. لكنك تعلمين أنني أعشقك بجنون ياشمس نهاري ويا قمر ليلي.. فأرجوك لاتحرميني من إطلالتك بسمائي..أنا لا أنتظر منك ردًا هذه الليلة،فقط فكري وإحسمي أمرك مستقبلا..عاشقك للأبد..

****

 أرسلت لها تلك الرسالة على هاتفها المحمول وانا أحاول ان أمتص غضبها قليلا..لكن على مايبدوا ان هذا لن يحدث بسهولة.. سريعًا ماتلقيت أشعارا برسالة نصية على هاتفي، فإلتقطته متلهفًا، لأجد منها رسالة نصية كانت تحتوي على الآتي.. 


 

  _ سَيِف.. ياخطأ عمري وندمي كله.. أكتب لك تلك الكلمات وأعلم أنك تشعر بها جيدًا لأنها صادقة.. فأنا لست مخادعة كاذبة مثلك.. لأنني كلما إقتربت منك أشعر بدفئ العالم وأمانِه ..وكأنني أخيرًا قد وجدت من يحنوا علي..لم يكن من صنع البشر مصيرنا ،بل هو من خلق الله..شعرتُ معك بمعنى المحبة والسلام ، اهتممت لأمري وكأنني كيان مهم من الضروري إحترامه وتبجيله ..جعلتني أشعر كأنني ابنتك وقضيتك وحلوتك المدللة ،شعرت معك بالكثير..أرشدتني،كنت ملهمي ، احتويت فتاة كانت الحياة بالنسبة لها مجرد علاقات عابرة وأناس يأتون ويرحلون.. ولكن أتعلم؟.. بعد كل تلك المشاعر الحلوة المرهفة!!.. عصفت بي كرياح عاتية يصاحبها إعصار لا يبقي ولايذر .. لماذا غدرت بي؟.. آلمني كثيرًا مافعلته، لقد أوجعت قلبي وشطرته إلى شقين.. شق يتألم غير مستوعب ما فعلته بي وكأنه يموت ، والشق الآخر يحاول المقاومة، لأنه لابد من العيش حتى وأنا متعبة.. وأنا لن أستطيع إكمال الحياة وأنا متعبة، لا بجرحٍ كبير.. ولا بندب غائر، لذلك قررت منذ اليوم.. أن تنتهي علاقتنا، وللأبد، كفاك عذابًا بقلب أنهكه الفراق ياصاح.. مقربتك الضائعة.. غزة.. 


بعد قرائتي للرسالة جنت جنوني، امسكت بالهاتف وأصبحت أدق عليها، وكأن الأوان قد فات.. لقد وضعت رقمي في قائمة الحظر..كذلك الأمر على جميع مواقع التواصل الإجتماعي، وفي لحظة.. وجدت نفسي ضالا بدونها لا أستطيع الوصول اليها.. أيعقل؟.. هل ستنتهي قصتي معك بتلك السهولة؟..لن أقبل بهذا حتى ولو كلفني الأمر عمري كله.. 

 عدتُ لمنزلي مجرجرًا ذيول خيبة أملي، أغلقت هاتفي وغلقت كل النوافذ وأظلمت كل شئ من حولي وأمتطيت فراشي وغططت في النوم..لأرى غزة في حلمي، أراها تقف في موقعً غريب غير معلومِ الهوية..وكأنها تقف حائرة، ترتدي ثوب نوم باللون الأحمر ..أعيُنها جاحظة تدور في كل مكان مغمورة بالبكاء، يداها الإثنتان مقيدتان للوراء، تحاول الصراخ ولا تستطيع..ثم فجأة تَتسللها من خلفِهاُ يدِ مخيفة يبدو منظرها مرعبًا..يدِ ليست ببشرية بل تبدوا وكأنها يد رجل خارج من مجاعة ، عظم يكسوه جلد شاحب أزرق أقرب للسواد، هذه اليد إلتفت حتى كممت فاه الفتاة ثم أخذت تجذبها للوراء إلى جسد مجهول وكأن هذا الجسد يبتلع الفتاة داخله ، في غضون دقائق..إختفت غزة، ووقفت أصرخ بكل ما أوتيت من قوة حتى إستيقظت من حلمي، فوجدتني داخل غرفتي على فراشي، حمدت الله انه ليس واقعًا ثم أرتويت بقليل من المياه وذهبت ثانية في النوم.. 

لم أشعر بشئ حولي إلا في الصباح عند دقات الهاتف الأرضي المزعجة.. لييقظني من نومي على صوت ذلك المزعج "عمر"، رفعت سماعة الهاتف وحدثته بسباب.. 

_ألو.. 

_أيه ياااا عريس الغفلة؟.. هتفضل نايم ولا إيه يعني؟ 

_يلعن تناحتك يلا ياعمر !!.. انت بتتصل هنا ليه ها؟ مش كفاية البلوى السودة اللي جت لي من ورا راسك؟ 

ليجلدني بكلماته الخارجة بثقة.. 

_ولا ياسيف !.. انا ضربتك على إيدك ولا إيه؟.. ده انت كنت هتريل لما سمعت إسم سهيلة بس فامتصيعش عليا.. 

لأرد بغيظ.. 

_بقولك ايه ماتجبليش سيرة الزفتة دي تاني مفهوم؟

_طيب ماتزعلش نفسك.. الست زوزو بتاعتك عملت ايه؟.. اطمنت عليها؟ 

_الله يخربيتك ياأخي، غزة، خلاص بلكتني.. اهدى بقى وماتجبليش سيرتها هي كمان.. قلبي وجعني.. 

_طب بااس باااس.. بقولك ايه انا أصلا متصل عشان تقوم تلبس وتنزل الشغل، انا جايبلك قضية لو إشتغلنا عليها هتسمع مننا.. 

إعتدلت من مضجعي ثم سألته: 

_قضية إيه دي؟

_قضية قتل غريبة..واحد دبح عيلة كاملة من تلاتين شخص والمصيبة أنه بينكر عملته ومش معترف بيها أبدًا.. 

بادرت بالرد.. 

_أيه دة ! .. دة هي دي نفس القضية اللي زوزوا كانت قيلالي عليها. 

_لا والله؟.. طب كويس، هي قضية غامضة.. تعالى نروح نعمل مقابلة ونشوف ايه الحكاية.. يمكن المرة دي الحلقة تتشاف وتتسمع والقناة تعدي، واهو نتسلى بدا ما أحنا قاعدين.. 

تثائبت ونظرت في ساعة الحائط قائلا له.. 

_ماشي ياعمر، هقوم أجهز وانزل..عودًا حميدًا ياصديق المصايب..

_ماتيلا ياعم بقى الوقت بيعدي، مستنيك ترنلي.

_سلام.

 غَلَقْت المحادثة وقمت من موضع نومي وأنا لا أريدُ النهوض، لكنني مجبر على فعل ذلك، إن لم أذهب لعملي سأكون خسرت كل شئ، غزة والعمل، وأنا حقا لا أريد ذلك..كان الحزن الذي بقلبي يثقل جسدي وكأنه سفينة غارقة في أعماق المحيط الأطلنطي.. وكأن أوقيانوس بنفسه خرج من الأساطير الإغريقية وترك قاع المحيط ليأخذني معه بأسفله،لم أعد أستطيع الحراك وكل تفكيري منصب على ماتفعله تلك الفتاة في غيابي.. ترى!.. هل تفكر بي؟.. هل تبكي من أجلي؟ هل هي حزينة أم بخير!.. آهٍ من التفكير !.. فالعقل وتفكيره أكثر وجعًا من القلب وألمِه .. كيف لي أن اتغاضى عما أفكر به؟..هل ستصاحبني هذه اللعنة كثيرًا؟.. لا أعلم حقًا ولا أفقه شيئا عن هذا.. كل ما اعلمه الآن أنني يجب ألا أخسر وظيفتي ولابد أن أتماسك من أجل البقاء والتكملة.. المهم انني ارتديت ثيابي وتأهبت للنزول، لا أعلم كيف أتممت ذلك، ولكن الخلاصة.. اني ذهبت في طريقي للعمل.. 

بعد ساعة من الزمن إلتقينا أنا وعمر وأخذنا نتبادل أطراف الحديث..أخذنا نتحدث عن العمل وسألته.

_ إحكيلي بالتفصيل.. ايه حكاية الجريمة دي؟ 

_دة واحد قتل ست أشخاص من عيلته وبينكر..كل الأدلة أثبتت انه هو اللي عمل كدة.. بس هو مصمم انه ما عملش حاجة، وانه مالهوش ذنب في اللي جرا . 

_طب ياسيدي مايمكن مجنون! 

_ ماهو احنا بقى دورنا نعرف هو عمل كدة ليه.. وهو اللي عمل كدة فعلا ولا مش هو، هي القضية غريبة حبتين وخصوصًا إن الجثث بعد القتل لقوا عليها علامات غريبة ومش مفهومة، محدش قدر يفسر معناها ولما جوم يسألوا القاتل أنكر برضه وقال مش انا اللي بعمل كدة، التحقيقات بتقول انه بيتكلم كلام غريب، انا مش مصدق اللي قريته عن الحادثة دي طبعًا، فيها حجات كتير غامضة.. عشان كدة لازم نروح نعمل لقاء مع المجرم ونسمع بنفسنا.

_طيب خلاص.. يبقى يلا بينا نطلع تصاريح التصوير معاه ونعمل المقابلة. 

_يلا ياسيف باشا.. 

                    *****

إنصرفنا في طريقنا لننهي تصاريح المقابلة وبعدما قمنا بإنهائها كنا في طريقنا للسجن ومعنا معداتنا الخاصة بالتسجيل، الكاميرات والأجهزة الصوتية وخلافه، وبعد كثير من الروتين والإجراءات الرسمية..عبرنا من البوابة وكنا بالداخل، وبعد قليل كنا على مشارف دخول الزنزانة وأمامنا ذلك السجان المسؤول عن السجين.. فتح الباب ووقف يحدث من بالداخل قائلا له 

_عندك زيارة جديدة، قوم قابل الناس يامتهم.

ثم نظر لنا قائلا. 

_قدامكوا وقت متحدد في تصريح الزيارة، لما يخلص الوقت هتلاقوني واقف لكوا. 

 أومئنا للرجل برؤوسنا ثم ولجنا لداخل ذلك المحبس وأُغلقت علينا الزنزانة وبعد دخولنا.. شعرتُ بشعورٍ مريب غير مفهوم، حين دخلت للزنزانة بدأت أشعر بقوة غريبة تسيطر على المكان، ظلامٌ حالكٌ ينيره بصيصٌ من الضوء، طاقةٍ سلبية تسحب الأكسجين من الهواء، كادت أن تمتصه من رئتانا وتبدله بغازٍ خانق .. أخذنا نتبادل النظرات لبعضنا البعض أنا وعمر وكان شعوره نفس شعوري تمامًا.. رأيتُ معالم وجهه تمتعض وإقْشَعَر أسفل عينيه قليلا ثم قال لي متقدمًا للأمام.. 

_هو إيه مغارة علي بابا اللي احنا داخلينها دي ياسيف؟ 

نظرت يمينًا ويسارًا ممسكًا بإحدى معدات التصوير في يدي وملامحي المندهشة تقربُ الى حدٍ كبير ملامح صديقي، نظرت نظرة دائرية في أطراف الغرفة ثم حدثته قائلا.. 

_بقولك ايه !.. هو فين المسجون؟ 

لينظر لي بتعجب قائلا .. 

_مش عارف. 

ومن ثم انتبهنا فجأة على صوتِ همهمات غير معلوم مصدرها، كأن أحدهم يُحَدِثُ الملكوت، جل ماسمعنا هو همسات وسنسنه..أقصد بهذه الكلمة انني كنت أسمع حرف السين ينطق سريعًا بهمس ولا نفقه معنى لما يقال..وقفنا تائهين أنا وعمر في الغرفة ثم صاح مناديًا.. 

_يا أهل الزنزانة؟.. فيه ناس غريبة دخلت، ايه حضرتك مش شايفنا ولا ايه؟ 

صوت الهئهئات تعالى، ثم بدأ الضاحك يتحدث.. 

_لأ شايفك وسامعك من وانت لسة عالبوابة.. نورتوا، هههههه. 

حدثته قائلا.. 

_بس احنا كلامنا مش مضحك ولا فيه حاجة كوميدية يعني. 

_معلش.. أعذرني، اصلي حسيت اني أعرفكم من سنين طويلة.. 

نظرت له بإمتعاض وقلت له.. 

_تعرفنا؟.. وأنت هتعرفنا منين؟..إحنا واحد مذيع وواحد مُعِد قناة وما أعتقدش ان عدى عليك ناس بالشكل دة. 


واضحٌ ان حديثي قد أوجعه.. لبرهة زمنية سمعت صوت إحتكاك ملابس في الأرض، ثم بدأت أرى ظلًا ينهض من مكانه لايظهر منه الكثير في الظلام وبدأ يخطوا في اتجاهه لنا، ذاك الظل القادم من بعيد يبدوا لجسدٍ ضخم غير معلوم الهوية.. أهو شخص؟.. أم كائن من عالم الماورائيات؟.. المهم أنه بدأ بالأقتراب وكلما دنى منا يبدأ بالتقلُص حتى أصبح أمامنا لنشعر وكأن ذلك الظل لايخصه من الأساس.. ثم اخذ يدنوا مِنا ثم إقترب وحين باتَ قريبًا، أخذت أنظر في وجهه، وبعد النظر.. صعقت،إنه شخصٌ أسمر االبشرة ضرير،كيف لشخصٍ ضريرٍ أن يقتل؟..أمعقول هذا؟..نظرتُ له في حيرة من أمري متسائلا بإستحياء وصوتي مضطرب.

_آاا..أعمى وبتقتل؟

 أخذ يحرك عنقهُ يمينًا ويسارًا ثم للأعلى ولأسفل وكُلما حركها سمعت صوت عظام فقراته تصدر فرقعة وكأنها ستكسر، ليتحدثً بصوت مخيف متحشرج مزدوج النبرة قائلا .. 

_ومين قالك اني قتلت؟ 

نظرت له بأستعجاب وتملل قائلا:

_يوووه؟..هتعمل برضه زي ماعملت مع الصحفيين والقنوات التانية؟..خلي بالك انا مش هطلع من هنا غير وأنا عارف ايه حكايتك. 

ليومئ برقبته ناحيتي بأبتسامة غريبة قائلا:

_انت كدة هتقعد معايا كتير.  

فرددت عليه القول:

_وانا موافق..المهم اني أعرف ايه حكايتك يااا؟!

أجابني سريعًا:

_أنا الهايم.. ناديني بالهايم أو بالأحمر. 

إندهشت مما أسمع.. هايمٌ أحمر ؟.. مامعنى هذا؟.. نظرت له وسألته في تعجب متمنيا الإجابة سريعًا.. 

_مين هايم الأحمر دة؟ 

أجابني بهدوء وثبات.

_أنا الهايم ، الأحمر.. أنا الهايم. 

نظرتُ له في ذهول. 

_غريب إسمك.. معناه ايه ياسي هايم؟ 

أخذ يقهقه ثانية قائلا: 

_معقولة مش عارف معنى الإسم؟. اومال دراسة ايه وتعليم ايه..و..وصحفي ايه؟ 

نظرت له بإسهابٍ ثم أجبته بسخريه: 

_اللي اعرفه ان الهايم دة يعني اللي بيحب على روحه، ماشي يحب في كل حاجة.. يعني اسمك غريب جدا، انت بقى ايه حكايتك،وليه الأسم دة بالذات ومين سماك بيه؟ 

أجابني بهزةٍ رأسية قائلا: 

_بالظبط كدة، انت ماكدبتش.. انت مستعجل ليه؟ماانت هتعرف حكايتي كلها في الوقت المناسب. 

رمقتهُ نظرة طويلة بتمعن ثم نظرت لعمر قائلا:

_ظبط الحاجة ياسيدي خلينا نبدأ نشتغل.. 

ليبادر عُمر بالرد: 

_حاضر ياريس. 

ثم نظرت ثانية لذلك الهائم قائلا.. 

_ماشي ياهايم.. عمومًا أنا هبتدي أعرفك علينا.. أحنا قناة تلفيزيونية زي ماقولتلك، وجايين.. 

ليقاطعني قائلا بسخرية : 

_جايين تعملوا حلقة للقناة اللي انتوا شغالين فيها ومش عارفين توصلوها للشهرة.. هههههه. 

تمت

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة