-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الخاتمة ج1 - 1 - الأحد 20/7/2024

 قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الخاتمة

الجزء الأول

1

تم النشر يوم الأحد

28/7/2024


بالجبل قبل وقت قليل

كان هنالك تمشيط للمكان لاحظ جسار تجمُع بعض الذئاب بالقرب من أحد المغارات،فتحدث للقوة المرافقة له: 

أكيد

طالما في ديابه يبقى في مجرمين هنا فى الجبل خلونا نقرب بحذر، بالفعل إقتربوا من تلك المغارة إطلاق الرصاص جعل الذئاب تهرع وتهرب، بينما كانت المغارة مُعتمة نورت على ضوء بعض الكشافات، شعر جسار ومن معه بالتقزُز حين وقع بصرهم على  جسمانين لبشر، لرجل وإمرأة جسديهما  مُعلقان على الحائط بأحبال قويه، لسبب ذلك، أكلت الذئاب أقدامهم الى المنتصف تقريبًا، هنالك دماء تنزف من جسديهم، بحذر إقتربوا منهم يبحثون داخل المغارة لكن كانت خاوية، عاد جسار مره أخري نظر الى جسماني قابيل وولاء الموضوعان على الأرض بعد أن انزلوهم، لكن سمعوا هزيان ولاء تهزي بصوت خافت يُشبه العويل... زفر جسار نفسه مُتقززًا يقول لأحد العساكر:

واضح إن الست فيها الروح لسه، خلى الاسعاف يدخل ياخد الجسمانين. 

❈-❈-❈

بالمشفى باكرًا بعد الفجر

لم تذوق عينيه النوم وهو ماكث مع ثريا بالغرفة، ثريا إختارت الغفيان تهربً أو راحه لعقلها ، بينما هو رغم آلم كتفه الذي شبه لا يشعر به بسبب المُخدر رغم تأثير ذلك المُخدر على جسده لكن فشل فى التأثير سواء على عقله الذي يثور بترقُب لرد فعل ثريا لاحقًا، وقلبهُ الذي يشفق عليه من آنينهُ، نهض واقفًا توجه نحو ذاك الشباك 

أزاح تلك الستارة جانبًا ، نظر نحو البعيد وتلك الشمس المُختنقة خلف الظلام تحاول السطوع على إستحياء، رغم أنهم بنهاية الشتاء لكن الغيوم واضحة يبدوا أن اليوم سيكون به عواصف وها هي بشرت بضربة رعديه وإختفت الشمس خلف الضباب وضياء الرعد يسرج .. 

الضباب.. هل يعود لحياته.. 

بنفس الوقت سمع صوتً كآنه همس من ثريا، ترك الستارة ونظر نحوها  كانت غافيه، سمع همس مرةً أخرى لم يستطيع تفسيره إقترب من الفراش،عادت تهمس فسر جلمة واحدة"أبوي أنا إتوحشتك إنت جاي تاخدني معاك زي ما وعدتني آخر مره".


غص قلب سراج،ثريا سمعت كل حديثه مع ذلك المجرم الإستفزازي،يعلم أنه وقع بفخ إستفزازه غصبًا بسبب تماديه فى إرهاب ثريا وهو يحاوطها بجسده،ربما إنشغاله فى خوف عين ثريا جعله لا يُفكر فى ردوده على ذلك المجرم،كذالك إقترابه منها لهذه الدرجه كان يُشعل غضبًا جم فى عقله وقلبه،لم يُفكر فيما سيحدث بعد ذلك كان لديه إختيار واحد وهو مراوغة ذلك الوضيع،حقًا أخطأ ما كان  عليه زيادة الحديث والتُرهات معه لكن كان يحاول مراوغته، كي يعترف أمام ثريا أنه خسيس كاذب ولم ينالها كما تعتقد، كان أسلوب خاطئ أُجبر عليه، الآن ينتظر ان تعود ثريا للوعي، وقرار غير معلوم. 


نظر الى ذلك الضماد الملفوف فوق جبين ثريا، بسبب جرح برأسها بعد أن إصتطدمت  رأسها بأحد الصخور قبل يلتقطها بين يديه، نظر نحو مِعصم يديها، رأي ذلك السوار الذهبي تذكر يوم أن وضعه بيدها  تلك الليلة وهما بالفيوم، أبعدها عن صدره وجلس فوق الفراش، فتح أحد الأدراج بطاوله جوار الفراش وجذب تلك العلبة المُخملية، فتحها، إعتدلت ثريا هي الأخرى وجلست جواره جذبها مره أخري لصدره ثم جذب يدها وحاول إدخال ذلك السوار بيدها لكن كان شبه ضيق حاول بقوة لكن تألمت ثريا قائله: 

إيه ده يا سراج. 


أجابها ببساطه: 

إنسيال عجني وإشتريته ليكِ. 


إبتسمت قائله: 

بس ده واضح جدًا إنه هيبقى ضيق على إيدي. 


حاول سراج إدخاله بالقوة بالفعل دخل لبداية مِعصم ثريا تبسمت قائله: 

هو ده إنسيال ولا كلبش، ده دخل بالعافيه، هقلعه أنا إزاي دلوقتي. 


نظر لها سراج بأمر قائلًا: 

ممنوع تقلعيه من إيدك يا ثريا. 


ضيقت عينيها بإستفسار وتغنجت بدلال قائله: 

أوامر سراج باشا العوامري دي متمشيش عليا، 

وليه ممنوع أقلعه. 


قبل يدها قائلًا بغزل: 

ده أمر مش من سراج باشا  يا حبيبتى، ده أمر من عاشق، كمان 

عشان هديه مني ليكِ، وعاوزك دايمًا تفتكريني بها كل ما تبصي فى إيدك. 


ضحكت قائله: 

طب ما دبلتك أهي فى صباعي بتفكرني بـ... 


صمتت قبل أن تتفوه وتكمل أنها كانت لا تضعها  بإصباعها فى بداية زواجهم، كآنها لم تكُن تشعر بأن ذلك الزواج فقط مجرد وقت ولن يستمر كثيرًا، لكن مع الوقت إنجرفت بمشاعر وتعلق قلبها رغمًا عنها بـ سراج رغم مُعاملته الفجه معها في بداية زواجهم حتى قبل ليلة إصابتها بالعُرس، تبدلت مشاعرها تدريجيًا بين التمرد والاستسلام  لتلك المشاعر التي غصبً توغلت لقلبها،قلبها التي ظنت أنه أصبح صلبًا يابسًا لكن كانت قشرة هشة سُرعان ما تجرفت وظهر أنها مازالت خِصبة وقطرات الندى قادرة على أن تروي ظمأ جوفها. 


تبسمت له بعين لامعه سائله بمرح: 

طب والفصوص اللى مرصعه فى الآنسيال دى بقى ماس ولا زُمرد. 


ضحك قائلًا: 

لا ده ولا ده، ده إزاز. 


مطت شفتيها بغنج وهي تبتعد عنه قليلًا  قائله بعتاب: 

قيمتى إزاز. 


ضحك وهو يجذبها يضمها بقوة يحاول تكبيل جسدها بسبب حركتها القوية، حتى أنها تمددت فوق الفراش وهو فوقها مازال يضحك، وهي تتذمر وتدفعه بيديها، لكن إستطاع السيطرة عليها بسهوله بعد أن قبلها، في البداية تمنعت لكن تجاوبت مع لهفة قُبلاته، ترك شِفاها ليتنفسا نظر لوجهها وهى تسحب الهواء لصدرها الذي ينتفض، وضع إبهامه فوق ذقنها قائلًا: 

قيمتك أعلى وأغلي من حياتي يا ثريا. 


بتلك اللحظة إستشعرت صدق مشاعره لكن بداخلها مازال هنالك إستفهام تود العثور على جواب له: 

سراج إنت كنت عارف إن غيث عايش وإنه طلقني يبقى ليه كنت بتطاردني عشان الأرض مع إن فى معلومه إنت متعرفهاش ان طالما  المفروض إن غيث توفى وأنا فى شهور العِدة يبقى أورث،يعني مكنتش هتقدر تاخد الارض  .


بسمة إستهزاء زينت شفتاه،يعلم قانونية حديثها لكن لا يفرق معه ،رغم غصة قلبه وهو لا يريد أن يُجيبها بالحقيقة أنه كان يفعل   ذلك لشكه أن غيث من يُساندها بالتحدي والتمُسك بتلك الأرض وأنها قد تكون مُساعدة له، لو أخبرها بذلك هل ستتفهم أنه فقط يؤدي مهمته الذي جاء بسببها لهنا، لم يكُن العشق فى حساباته، وبالأخص لها هي، ليس لأنها كانت مُتزوجة قبله، لكن لأنها كانت زوجة غريمه المُجرم، وتزوجها خصيصًا كي يقهر قلبه وينتفض ويُجبره أن يعود للظهور مره أخري، ويكشف خِداعة، هي حقًا كانت الطُعم لكن تبدل ذلك وأصبحت هي المالكه لقلبه الذي لم يشعر بالحياة سوا جوارها 

ليس بفراش يجمعهم، بل بمأوي يضمه كالوطن 

من هناك هاجر لشعوره بأن البلدة والمنزل ليسوا سوا جُدران فقط يستطيع إستبدالها بالبراح والعيش بين البراري والصحاري يسعي خلف الاوغاد، لكن برحلة البحث عن وغد قابل

تلك الـ ثريا 

لا يعلم  إن كانت ثُريا كنجمة مُشعة فى السماء

أم ثَرى...مثل أرض الوطن للمُتغرب

بذلك الوقت القليل إكتشف أنها الإثنين معًا 

نجمة أخترقت عاصفة السرج 

وثرى  يبتلع  غضب السرج .


نفض كل تلك المُنغصات عن رأسه حين تذمرت ثريا يدها من قبضة يده القويه،بسبب ضغطه عليها بقوة، خفف قبضة يده التى إنقبضت غصبًا دون درايه منه بسبب ذلك الشعور المتألم بقلبه،نظر نحو ذلك السوار،ذلك السوار هو ما جعله يعلم مكان ثريا سريعًا وتتبع إشارة جهاز التعقُب الموضوع بأحد تلك القطع الزُجاجية،إستطاع معرفة مكانها قبل أن يأذيها ويتمكن غيث من إرهابها،والسيطرة عليها وبث الفزع داخلها،كان على يقين أن ثريا لم ينتهي رُهابها من ذلك الوغد،ربما قل لكن مازال هنالك هاجس الخوف منه بداخل قلبها،كان على يقين أن ثريا تحتاج الى بث الثقه بداخلها قبل مواجهة غيث،وهذا ما فعله برحلة الفيوم 

كانت أيام لكن كان يُعزز الثقه بداخلها،والقوة أنه لن يسمح بأذيتها،وهذا ما فعله،لم يسمح بذلك لكن ذلك الوغد وإستفزازه له أمامها،بالتأكيد سيكون له رد فعل من ثريا.


بخضم ذلك صدح رنين هاتفه،ترك يد ثريا ونهض يفتح هاتفه ليسمع:

صباح الخير، بعتذر أنا عارف وضعك كويس و..


قاطعه سراج قائلًا:

خير يا جسار أكيد متصل عليا عشان حاجه مهمه.


أجابه جسار:

بعتذر،فعلا حاجه مهمه،الموبايل بتاع غيث إحنا فتحناها وقدرنا نوصل للمعلومات وتسجيل المكالمات والرسايل الخاصه بيه فى مفاجأة لازم تحضر هنا بنفسك مش هينفع التفاصيل عالموبايل.


نظر سراج نحو ثريا التى مازالت غافيه وتنهد قائلًا: 

تمام، ساعه ونص وأكون عندك فى المبنى. 


أغلق سراج الهاتف نظر نحو ثريا وفكر لثواني، ثريا قد تستعيد وعيها بأي وقت ولابد من وجوده جواره، أو ربما من الأفضل أن يبتعد قليلًا، لكن لن يتركها وحدها فتح هاتفه وقام بإتصال هاتفي،يعلم أن الوقت مازال باكرًا،رغم ذلك لم يغيب الآخر فى الرد حين سأل مباشرةً:

سراج بتتصل عليا بدري كده ليه،ثريا بخير؟.


تنهد سراج بآسف قائلًا: 

إطمن ثريا بخير يا ممدوح، بس كنت عاوزك تجيلي حالًا... 


قاطعه ممدوح: 

قول الحقيقة يا سراج، ثريا مش بخير... 


قاطعه سراج: 

أنا مع ثريا في  المستشفى 

وصدقني هي بخير، جرح بسيط، مش عاوزك تقلق والدتك. 


سأله ممدوح بلهفه: 

قولى إسم المستشفى إيه. 


أجابه سراج بأسم المشفى،وأغلق الهاتف مازالت عيناه تتأمل ثريا،تنهد بإرهاق وهو يفرك جبينه،ذهب نحو الشباك ينظر للخارج،هدأ الرعد بعدما تساقطت زخات من المطر الغزيرة والسماء شبه إنزاح الضباب  وعادت الشمس تُجاهد لشق الظلام ..صفى قلبه بأمل وتبسم وجلس على آريكه بالغرفه،إضجع بظهره يسند رأسه على مسند المقعد غصبًا أغمض عيناه،لم يشعر الا حين صدح رنين هاتفه فتح عيناه بفزع وإعتدل جالسًا ينظر للهاتف الذي كان بيده،تنهد وهو يحاوا نفض النوم عن عينيه وقام بالرد على ممدوح الذي أخبره أنه وصل الى المشفى ولا يعلم رقم الغرفه أعطاه رقم الغرفه وأغلق الهاتف وقف يتمطئ بإحد يديه  ينفض ذلك  النُعاس الذي لا يعلم متى سيطر عليه،توجه نحو ثريا ينظر لها فقط كآنه يُشبع عيناه منها، ازاح بصره عنها حين سمع صوت طرق على باب الغرفه نظر نحو الباب، وقبل أن يسمح بالدخول دخل ممدوح مُتلهفًا بقلق:.

ثريا فيها إيه يا سراج.


نظر نحو الفراش قائلًا:

ثريا بخير يا ممدوح إصابات مش خطيرة،ومش هقدر أتكلم معاك كتير،أنا إتصلت عليك عشان تجي تقعد مع ثريا لانى لازم أخرج حالًا.

الصفحة التالية