-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 36 - 2 - السبت 6/7/2024

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السادس والثلاثون

2

تم النشر يوم السبت

6/7/2024

بأحد الاماكن القريبه من الصحراء 

أعطي  جسار زجاجة مياة لـ سراج إرتشف منها القليل ثم أغلقها وأعطاها لـ جسار مره أخري ثم تحدث: 

المعلومات  اللى وصلت لينا لحد دلوقتي فيها ثغرة ناقصه، لو الثغرة دي وصلنا لها يبقى وصلنا للعقل المُدبر اللى مش مشغل الشبكه هنا،متأكد إن الشخص ده له مركز كبير.


أومأ جسار موافقًا،ثم قال:

التحقيقات فى الهجوم اللى حصل...

توقف للحظات ثم أكمل:

ليلة فرح أخوك،العربية زي ما توقعنا مسروقه وصاحبها كان مبلغ من فترة كمان فى حاجه لاحظتها فى التحقيقات الكاميرات اللى قدام القاعة صورتها أثناء الهجوم الكاميرات دي كانت عطلانه مش شغاله من بعد المغرب،رغم إن مدير القاعه قالى إن ملاحظش انها مش شغاله،والا كان طلب الصيانه،لان الكاميرات دي بتساعد مصورين الفرح بياخدوا منها مشاهد كدعاية لإسم القاعة.


تسائل سراج:

معني كده إن كان فى ترتيب عالي،تمام والمخزن الجديد اللى إتنقل فيه الآثار طبعًا تحت مراقبتك،مش عاوز أي ثغره متأكد إن الوقت قرب جدًا.


أومأ جسار قائلًا:

أنا متابع بنفسي وفعلًا واضح إن الميعاد قرب،لآن الحراسه كانت قليله ورجعت زادت عالمخزن.


تنهد سراج ينظر أمامه وسمع حديث جسار:

العمليه دي مهمة جدًا،تقريبًا أكبر كمية آثار ومخدرات هتم هنا،بس متأكدة المفاجأة بتاعتنا هتبقى أقوي.


أومأ سراج وبداخله تحدث :

آخر عملية هيقوم بيها النسر الأشول.


بينما تنحنح جسار قائلًا:

سراج فى موضوع شخصي خاص بيا بعيد عن الشغل ولازم أتكلم معاك فيه.


أومأ له سراج مُصغيًا...تنحنح جسار قائلًا بهدوء:

إنت عارف إنى هنا فى مهمه سرية وبسببها بشتغل مدرب كارتيه فى مركز الشباب..وإتعرفت على أخت سيادتك إيمان فى البدايه حصل بينا خِلاف وبعد كده بدأ إحساس تاني عالأقل من ناحيتي،أنا معرفش مشاعرها إيه من ناحيتيها بس أنا بصراحه مكنتش عامل حسابي للمشاعر دي،بسبب ظروف شغلنا وخطورته طبعًا،بس...


تفهم سراج قول جسار هو الآخر كان مثله لم يضع إحتمال لوجود قلبه كان عقله المُتحكم،بينما توقف جسار للحظات وعاد يستطرد حديثه:

أنا طلبت من إيمان نتقابل وهي وافقت،وأكيد هقول لها على مشاعري ناحيتها،وقولت إنك لازم تعرف.


لمعت عين سراج ببسمة إرتسمت على شفاه ثم تحدث بإستغراب:    

زمان كنت أسمع عن حكاية النداهه اللى بتسحر الناس بصوتها لما بتنادي عليهم 

حاسس إن ده حصل معانا، أنا رجعت لهنا المفروض دي أرضي بس زمان أختارت أعيش بعيد بين الخطر كان أبعد شئ عن تفكيري هو إني فى يوم قلبي يضعف حاسس إن شئ غريب حصل معايا فجأة، فى وقت من الاوقات حاولت أقاوم،حياتي فى الجيش معروف أنها خطر،بس فجأة حسيت إنى بنجرف مع الإعصار،أول مره أحس إني عندي نقطة ضعف فى قلبي،ثريا...وقت ما كانت بين ضرب النار،قلبي إترعب...واضح إن المهمة دي كان قدرنا مكتوب فيها نتصارع مع قلبنا قبل المجرمين...أنا عندي ثقه فيك يا جسار،كمان يمكن معاشرتش إيمان كتير بسبب غيابي عن هنا لكن شخصيتها واضحه...متمردة زي...


كاد ينطق إسم ثريا لكن تبسم ثريا ليست مُتمردة بل محتالة ضعيفة.  

❈-❈-❈

عصرًا 

أمام المشفى 

خفق قلب إسماعيل حين رأي قسمت تجلس على  مقدمة  سيارته ظهرها له...لوهله تبسم لكن أخفي ذلك وإدعي عدم الإهتمام،وذهب نحو باب السياره بعدما قام بالضغط على ذر التحكم عن بُعد،فى ذلك الوقت كانت قسمت شارده،شهقت بخضه حين سمعت صوت إنذار السيارة،وأنتفضت واقفه بعيد عن السيارة،ونظرت خلفها وجدت إسماعيل يتجه نحو باب المقود،ذهبت نحوه وهي تحاول تهدئة جئشها قائله:

إنت مش شايفني قاعدة على كبوت العربية كده تخضني،عاوزني أقطع خلف ولا إيه.


تحكم بسخريه قائلًا:

تقطعي خلف،مش لما تبقي تتجوزي الأول.  


شعرت بالخجل وتوهت قائله: 

بقالى ساعة مستنيه حضرتك هنا، إيه آخرك. 


تهكم قائلًا: 

والله شغلى معروف إنه مش مرتبط بورديات وميعاد معين، وبعدين  إيه أساسًا اللى مقعدك كده على عربيتي. 


إبتسمت بوداعه قائله: 

قاعدة عشان أخطفك يا إسماعيل. 


ضحك بإستهزاء قائلًا: 

تخطفيني... لو... 


قاطعته قسمت قائله: 

أيوه هخطفك يا إسماعيل، إنت مش عاوز تسمعني بمزاجك يبقى تسمعني غصب عنك، وهخطفك دلوقتي. 


ضحك  أكثر قائلًا: 

واضح إنك فاضيه أو مش فى وعيك يا دكتورة،أنا...


قاطعته بحده ورجاء:

إنت إيه،إسماعيل من فضلك بلاش الأسلوب ده معايا،إحنا لازم نقعد مع بعض ونتكلم.


تنهد بإمتثال:

تمام بـ...

قاطعته بأمر:

لاء دلوقتي.


لم تنتظر وذهبت نحو الباب الآخر للسيارة وصعدت بداخلها..بداخل إسماعيل سعيد من ذلك لكن مازال يرسم الجمود  وصعد للسيارة جلس خلف المقود، تنهدت قسمت  ببسمه قائله: 

أنا جعانه خدنا على أي مطعم. 


نظر لها متهكمًا بسخريه: 

ليه مش سبق وقولتيلى إنك مش بتحبي لقاءات المطاعم والكافتيريات. 


إمتثلت قسمت  قائله: 

إسماعيل  من فضلك لازم نتكلم بهدوء مع بعض و... 


قاطعها قائلًا: 

أعتقد كلامنا مش هينفع فى مكان عام. 


نظرت له بإستفسار قائله: 

قصدك إيه؟. 


أجابها بمكر وهو يُشغل السيارة قائلًا: 

هتعرفي لما نوصل.


حاولت قسمت جذب الحديث مع إسماعيل لكن كان يرد بإفتضاب الى أن أوقف السيارة، وفتح الباب المجاور له ثم  ونظر نحو قسمت قائله: 

إنزلي. 


بالفعل إمتثلت ونظرت حولها قائله: 

ليه نزلنا هنا. 


تننهد قائلًا: 

مش قولتي عاوزه نتكلم، أعتقد هنا أفضل مكان. 


نظرت حولها قائله: 

هنتكلم فى الشارع. 


تهكم قائلًا: 

طبعًا لاء، بصي وراكِ كويس. 


نظرت خلفها وقرات تلك اللوحه المُعلقه كانت لفندق كبير. 


فهمت قائله: 

أه مخدتش بالي... هنقعد فى مطعم الفندق، أحسن برضوا الجو ساقعه. 


هز رأسه بتهكم وحُنق ساخرًا وسار نحو داخل الفندق وهي خلفه، ذهب نحو الإستقبال وقف قليلًا ثم أخذ بطاقه مُمغنطه ونظر لها قائلًا: 

خلينا نركب للاسانسير. 


نظرت له ببلاهه قائله: 

هنركب الاسانسير ليه، هو المطعم فى الروف. 


نظر لها بسخط وجذبها من يدها للسير خلفه، صعدا بالمصعد الكهربائى الى أن توقف، فتح إسماعيل الباب وجذب يدها وترجلا من المصعد مُتجهان الى إحد الغرف، قام بفتحها وتجنب لها قائلًا: 

إدخلي. 


بالفعل إمتثلت  ودخلت، دخل خلفها  وأغلق الغرفه... نظرت بالغرفه إستغربت كانت عبارة عن غرفة نوم واسعه مصحوبه بجزء صغير به بعض المقاعد وطاوله صغيرة،نظرت له بإستفسار:

ليه جينا هنا.


إقترب منها وزفر بضجر قائلًا:

مش قولتي عاوزه نتكلم،أظن المكان هنا مناسب.


توترت قسمت قائله:

طب أنا جعانه نتغدا الاول وبعدها نتكلم براحتنا.


تنهد بضجر وجذب هاتف الغرفه طلب لهما طعام،ثم نظر لها:

طلبات تاني.


هزت رأسها بنفي...وظلت صامته،بينما إسماعيل هو الآخر ظل صامتًا لكن ذهب نحو الفراش وتمدد عليه  يضع إحد يديه فوق عينيه يتنهد بإرهاق.


نظرت له شفقت عليه إقتربت منه بخطوات مُترددة الى أن أصبحت جوار الفراش،بتردد منها مدت يدها وضعتها فوق يده، بمجرد أن لمست يده فك يده وجذبها، تمددت على الفراش، نظر لها وهي تلتقط نفسها بصعوبه وشفاها ترتعش ونبضات قلبها الواضحه بعلو وإنخفاض صدرها، خفق قلبه هو الآخر بتسارع وتنحي العقل وإلتهم شفاها بقبّلات شغوفه  ، وهي الأخري كآن عقلها فصل نهائيًا تشعر بشفاها تُسحق بين شفتيه، ورعشة جسدها من لمسه لجسدها رغم أنها بثيابها، مفاجأة جعلت عقليهم تنحي ولحظة غرام وقُبلات تتجانس بشفاهم، لكن قطع ذلك صوت طرق على باب الغرفة، غصبًا فاقا وبصعوبه نهض إسماعيل وقف لثانيه يلتقط أنفاسه الى أن شعر بهدوء نسبي، لم ينظر الى قسمت التى تتنفس بلهاث وشعور مُميز ورغبة بعقلها ليته إستمر وما نهض عنها... 

فتح باب الغرفة تنحي جانبًا دخل عامل الفندق بعربة الطعام ثم إنصرف... 

بينما هدأ تنفس قسمت وبخجل نهضت من فوق الفراش حين دلف إسماعيل  نظر إليها وهي تُعدل هندامها بخجل، تهكم إسماعيل  قائلًا: 

الغدا بره. 


أومأت راسها بعدما تحشرج صوتها، تبسم على ذلك، وبداخله أراد إلتهامها هي، لكن  ظبط نفسه. 


جلست خلف طاولة الطعام وجلس هو الآخر، رغم شعورها بالجوع لكن تناولت القليل ونهضت قائله: 

شبعت. 


نظر لبقايا الطعام وتنهد قائلًا: 

تمام، أعتقد كده تتكلمي بقى لان مُرهق. 


جذبت يده نهض هو الآخر وقف أمامها نظر الى كف يده الذي بين يديها وهي تتحدث برجاء: 

إسماعيل، إسمعني بعترف إنى غلطت و... 


قاطعها يجذب يده من قبضة يديها قائلًا: 

كويس إنك معترفه بكده و... 



إنقطع بقية الحديث حين تمسكت قسمت بيدها وبسبب قوة جذبه ليده كادت تنزلق، لكن جذبها  عليه فتمسكت به وبنفس الوقت ضمها لصدره، ينظر الى شفاها اللتان تذمهما، وتحكم شوق قلبه وقبل شوقه شوقها له، قبلها بقسوة فى البدايه كآنه عقاب منه، لكن سُرعان ما لانت قبلاته وهي تستجيب لها، يسير بها للخلف وهي مُغيبه مثله، لحظات وأصبح الفراش خلفها، لم تفكر وهي تحني جسدها تتمدد أمامه على الفراش وهو الآخر لم يُفكر، إنحني عليها، كل منهم نزع عن جسد الآخر ما كان حائل بينهما، لمسات حنونه وشغوفه وقُبلات مُلتهبه تزداد حرارة وشهقه كانت تضيع بين تلك القُبلات، تُعلن إمتلاكه لها، قلبًا وجسد...لم يكتفي منها مازال يشعر بإحتياج المزيد لكن راعي أنها لاول مره تمر بهذه التجربه، تمدد فوق الفراش وضمها لصدره ينظر الى خجل وجهها لوقت ساد الصمت أنفاسهم الصاخبه ونظرات عيونهم... لحظات دقائق... جذبت قسمت يده وتنحنحت أكثر من مره تجلي صوتها وتحشرجت نبرتها خين قالت: 

إسماعيل أنا آسفه، عارفه إن الوقت مكنش مناسب، بس والله أنا إضايقت من كلام عمتك اوي لما قالت عليا قدم النحس.


إنتهت السكرة وآتت الفكرة...بعدها إسماعيل عنه برفق ونهض من فوق الفراش يعاود إرتداء ثيابه ونظر لها بجمود قائلًا بلوم:

للآسف عُذر أقبح من ذنب يا قسمت،تعرفي كام مرة عمتي قالت لـ ثريا وحنان نفس الجمله،ومفيش واحدة فيهم سابت جوزها فى أكتر وقت هو محتاج لأيد تتحط على كتفه وحضن يبكي فيه...عارفه إحساسي لما دخلت الشقه وملقتكيش وبعدها اتفاجأ إنك سيبتي الدار كلها.


ضمت قسمت دثار الفراش حول جسدها وكادت تتفوه،لكن وقع بصر إسماعيل على تلك البقعه الظاهره فوق الفراش،شعر بسخريه بالغة،لكن نظر الى قسمت بجمود وحِده قائلًا:

شوفتي وصل بينا الامر لأيه، بنام مع مراتي فى أوتيل، زي... 


قطع بقية حديثه يشعر بآسف من دموع قسمت التى لم تُثير شفقته، ثم أستطرد بقية حديثه: 

قسمت أنا إحترمتك لما قولتى لى انا مش للتسليه، ودخلت البيت من بابه،وإتحملت سخافات والدك الكتير،بس يا قسمت دلوقتي المفروض يبقى لينا حياة خاصه بينا من غير تدخل والدك،لأن صدقيني لو إستمر الوضع بينا كده،جوازنا مش هيستمر فترة صغيرة...انا مش بحطك فى إختيار... 

أعتقد تعرفي عنوان دار العوامري ومعاكِ مفاتيح... 


توقف يلتقط نفسه ثم أكمل: 

معاكِ مفاتيح الشقة وقدامك الإختيار يا قسمت 

وأي قرار تاخديه أنا مش هعترض....هستناك فى العربيه تحت.


لم ينتظر إسماعيل وغادر،بينما قسمت بكت بحُرقه،تشعر بتشتُت والإختيار لا قيمة له فإختيارها محسوم،من قبل أن تصبح زوجته فعلًا.

الصفحة التالية