-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 37 - 1 - الأربعاء 10/7/2024

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السابع والثلاثون

1

تم النشر يوم الأربعاء

10/7/2024

«الأحق بها» 


بـ دار نجيه 

كآنها هي والدة ممدوح مرحها ومزحها وهي تحتضن ممدوح،وهو يتعامل معها هي وزوجها بود فهما دائمًا كانا معهم بالضراء قبل السراء،تتبسم تهتف بسعادة بعض الأغاني الفلكلوريه بصوت منخفض نهتها نجيه بتحذير: 

كفايه يا سعديه، ناسيه إن حما ثريا لساه مكملش الأربعين ميت... الناس تقول علينا إيه. 


نظرت لها سعديه بنزق قائله:

وأنا عملت حاجه،مش كفايه حتى مفرحتش بزرغوطه.. 

والله لو مش الناس تلوم لكنت رقصت فى الشارع... بس عشان خاطر سراج جدع.


ربتت سعديه على فخذ نجيه قائله بأمل: 

إن شاء الله ربما هيعوض صبرك فى ولادك خير، وربنا بيرد الظلم أهو أخوكِ عمال يبيع الأرض حته حته،يسد ديون وخساير إبنه،الأرض اللى طمع فيها  وكال حقنا فيها ربنا مش هيباركله عشان خاطر اليتامي اللى كانوا محتاجين. 


نهض ممدوح يتثائب قائلًا: 

إبن خالى طول عمره مدلع وخالي هو اللى فسده، هروح أنام عندى مدرسه بكره ولازم أبقى فايق. 


إبتسمن له وقالت سعديه بموده: 

تصبح على خير يا عريس وعقبال الفرحه الكبيرة يااارب. 


إبتسم لها وامن على دُعائها. 


غادر ممدوح بينما نظرت سعديه  لأختها قائله:  انا قولتلك البت رغد عاجبه ممدوح وعندها قبول له روحي أخطبيها له، أهو شايفه الفرحه اللى منورة وشه، وترهنيني هو مش داخل ينام، ده رايح يكلم خطيبته.


أومأت لها نجيه ببسمه قائله:

والله كنت خايفه إن فتحي يستقل بنسبنا ويقولى بِتِ بتجدم لها زينة الشباب وهتوافق على ولدك.


قاطعتها سعديه:

وممدوح زينة الشباب،أدب وأخلاق ومش فقير،الفقير هو اللى عينه باصه للى فى يد غيره وطمعان فيه،وممدوح قنعان،وفتحي إبن سوق وخابر الناس زين،وهو وافق على ممدوح عشان عارف إنه هيصون بِته.. بالك العريس اللى كان متقدم لها ورفضه سمعت إن أخلاقه بايظه يعني فلوسه مكنتش هتنفع بِته لمن يفرط فيها ويخليها خدامه لأمه وأخواته، إنما هو عارفك زين إنتِ وممدوح حتى ثريا، عارف إنها هتعيش إهنه مُعززه مُكرمه، ست البيت مش خدامه لو معجبتش أمه يطلجها ويجيب لها غيرها. 


أومأت نجيه قائله: 

معايا قرشين ممدوح لما كان بيشتغل فى القهوة وكمان جمعيه كنت قبضتها من مدة، ثريا كانت عاوزنا نعما بها تسقيفه عالسلم عشان الشتا، وانا كنت حطاه على جنب قولت للزمن يمكن نحتاجهم لحاجه أهم،كنت بخاف على ثريا أكتر من ممدوح والله كنت بقول هي حظها خايب،بس الحمد لله ربنا إستجاب لدُعانا ليها،وسراج مش زي اللى مش هيشوف من ربنا رحمه،أهو لو واحد غيره كان أقل شئ منعها تجئ قراية الفاتحه،لكن ده جه معاها،ربنا يريح قلبها.

إبتسمت سعديه قائله: 

أنا عرفت إن سراج عاشق ثريا يوم ما إنضرب عليها نار وفتنت له وحكيت اللى عملوه فيها، لو شوفتي ملامح وشه وجتها لو شافهم جدامه وجتها  كان قطع أياديهم اللى إتمدت على ثريا. 


وافقتها نجيه وأكملت: 

كمان أنا رجعت إتحدت ويا ثريا عشان تتعالج، يمكن ربنا يكمل سعدها ويرزقها بالذريه الصالحه اللى تسعد بيها قلب سراج. 


آمنت سعديه قائله: 

والله يا أختى جولت لها، الطب دلوق مبقاش فى حاجه إسمها مبتخلفش، ناس مكنوش مصدقين وربنا رزقهم من وسع بعيل وإتنين وفى منهم اللى بقى معاه خمسه،وهي شكلها اقتنعت...بصي بجى الأهم دلوق ممدوح، القرشين اللى معاكِ نجيب بيهم الشبكه لـ رغد، هي بنت ناس ولازمن تتقدر برضك، واللى يفيض نجهز بيه الدور التانى نكمل بُناه وربنا يرزق بالتشطيبات والعفش، أنا دبرت جمعيه كبيرة  وإتفقت مع ممدوح يدخل بمرتبه كله فيها وأول واحد هيقبضها هو، اهي الجمعيه زي قسط بيدفعه كل شهر. 


اومأت نجيه بدمعة  سالت من عينيها وهي تنظر سعديه بإمتنان،رأت نجيه تلك الدمعه فسألتها:

ليه بتعيطي دلوق.


أجابتها بإمتنان:

طول عمرك كنتِ جانبي،حتى لما خدت الفلوس من أخوك ملومتيش عليا،ولا قولت بأخد بنط على قفاكِ عند امك وأخوكِ.


تنهدت سعديه وهي تربت على فخذ نجيه بإعطاء مبرر لها:

ىبنا يعلم مَعزة ولادك فى قلبي،ربنا مرزقنيش ببنات  والله رغم إن انا وثريا مش بنتفق، بس بحسها  بِتِ، ونفسي أشوف ولادها، دول هيبقوا أول أحفادي إن شاء الله، وبعدين

الحوجه مُره يا أختى،وإنتِ كنتِ محوجه،وربنا مش هيسامح ولا هيبارك لأخوكِ فى اللى أخده من ورثنا،وأمك ميجوزش عليها غير الرحمه أنا سمحتها هي اللى قوته علينا،وكانت عارفه إننا محتاجين وإنتِ كنتِ بالاكتر،بدل ما كانت تاخد ثواب فى يتامى،هو ضحك عليها وخدها لصف وقسى قلبها علينا أنا مسمحاها. 


وافقتها نجيه قائله: 

أنا كمان مسمحاها، هي كانت مغصوبه منه. 


توقفت نجيه ثم تنهدت تشعر بسعادة وامل قائله: 

حاسه ربنا هيعوض ولادي خير. 

❈-❈-❈

بـ دار ولاء 

بغرفة نوم خاصه بها، أغلقت باب الغرفه بالمفتاح، تركت الضوء مفتوح وجلست خلف مرآة الزينه ،تقوم بمتابعة تلك الرسائل على هاتفها تربط الاحداث برأسها...تتذكر الماضي التى شكل قسوة قلبها هكذا،أم كانت جاحدة القلب تعتقد أن الولد هو ذو القيمه والفتاة مصيرها لزوجها دون إمتيازات سوا للؤم والخباثه أن تكون خبيثه تستطيع مُعايشة من حولها وتطويعهم لما تريد،لكن عمران كان ذو دلال فهو الذي أكمل تعليمه واصبح ذو شهادة عالية كانت تتباهي بها وسط بقية نساء العائله فهو ذو العقل المتنور،لكن رغم ذلك لم يسلم من خبثها،كان ذو إرادة خاصة،أدار شئون العائله وقام بتوسيعها أكثر وأكثر،حتى حين أراد الزواج لم يمتثل للأختيار والدته بل أختار هو بنفسه،لولا خطأ لم يعلمه،أن رحمه كانت أرمله وسبق لها الزواج،كانت أصبحت هي سيدة العائله ذات الشآن العالي،لكن لم يكتشف ذلك الا وقت عقد القران وكان قبل الزواج بليلة واحدة،صدمة بدلت حياته،لو كان علم بها سابقًا ربما كان أنهي الزواج،تهكمت،بل ربما كان إلتمس العذر لها وعشقها أكثر،وهو ظن أنهم خدعوه لإتمام الزواج بها،وتلك كانت الهفوة التى دخلوا له منها وأبقوه تحت سيطرتهم،بعد بعد وفاتها ظل الندم ساكن بقلبه وهو يتركها تفعل ما تشاء تحت غطاء سيادته،لكن الآن سراج ليس كوالده...هو ذو هيبه أكبر،كذالك سطوة،كذب حين قال أنه قدم إستقالته ظنت انها نجحت حين أرسلت له من يتهمه بإستغلال مكانته كان خِداع،سراج مازال بالخدمة وهي أصبحت على يقين بذلك،والسؤال بعقلها الآن،هل سيترك سراج منصبه بالجيش ويبقى هنا لإدارة شىون العائله ويسحب كل سُلطتها،أم يعود لمنصبه بالجيش ويرحل مرة أخري،ويأخد تلك المحتالة معه،أم تظل هما وهي أصبحت سيدة العائله وتأخذ مكانتها بين النسوه،

-لااااا

قالها عقلها بقطع لن تستطيع تحمل ذلك،وماذا إذا إكتشف سراج أنها على صله ببعض مطاريد الجبل،وأنها طوعت كل من غيث وقابيل لمصلحتها،

-لاااا

عقلها يرفض تخشي أن يفتضح أمرها على يد سراج وتشمت وتتشفي بها تلك المحتالة ثريا    

شعور بغيض ورهبه بل رعب أصبح هاجس برأسها، لابد من القضاء على سراج قبل أن يكشف ذلك

فشل ذلك الاحمق قابيل كلفها الكثير، كذالك الشبح الخفي، الذي يرسل لها الرسائل، الهاتف كيف مُسجل بإسم "ممدوح الحناوي"


"الحناوي"

ذلك الجاحد الذي رفض عشقها له، لوهله شعرت بنبض قلبها 

تذكرت حين كانت ببداية صِباها

رأت شابًا كان وسيمًا بملامح سمراء إكتسبها من قسوة العمل تحت الشمس،كان عاملًا بمصنع الكتان التابع لهم،عيونه التى تُشبه خضار ورقات الصِفصاف الجافة،كان ذو هيبه رجوليه، لكن صدفة علمت أنه متزوج ولديه طفلان،،رغم فقره  كان راضيًا،كانت حياته معهم بسيطه،رزق يوم بيوم،لكن بسمة طفلاه حين يعود لهم مساءًا بقليل كانت كافيه تُغنيه عن النظر لما لا ينفعه...لكن كلما رأته كانت تشعر بهوس الإنجذاب لها،أرادت رجُلًا يضحي من أجلها،ليس فقط بتلك العائله الصغيره،فسهل أن تعوضه بذلك،لكن أرادت رُجل يُحارب من أجلها 

مثلما سمعت عن أبطال خاضوا معارك من أجل العشق 

هي الثريه بنت الأغنياء اردت أن يتحدي تلك السطوة ويفوز بها،لكن كلما تقربت منه كانت تجد النفور،حتى حين سنحت لها فرصه ضاعت بسبب تعنته وتمسكه بأولاده وزوجته الذي تزوجها عن حُب،هي ايضًا كانت من عائله ميسورة حقًا ليست بثراء وسيط عائلة العوامري لكن ذو شآن أيضًا وتزوجها،حقًا كانت أجمل منها تُشبه ثريا كثيرًا،عدا العينان،عينان ثريا تُشبهان عينان والدها،كلما نظرت لهم تذكرت خيبة الماضي،بالحب الوحيد الذي سكن قلبها،وقتلته بيديها،

ذكري أخري وعينيها تنصهر وهي تتذكرها 

كيف دخلت خلفه لمخزن بالمصنع وهو يقوم بالمتابعة بعد إنهاء  العمال عملهم بتنفية بذور الكتان،ليلًا كي يُتمم على المخزن ويُغلقه،كانت تراقبه وتلك فرصتها،دخلت خلفه تعرض نفسها بمجون عليه تحاول إغراؤه ماديًا وجسديًا،لكن لم ينفع ذلك معه،تضايقت من قوة رفضة لها لم تدرى كيف جلبت وشاح رأسها وتحكمت عليه بقوة وهي تضعه حول عُنقه تُضيق الخناق عليه،وهو حاول دفعها بقوه فوقعت على قش الكتان،تنظر له بكُره وحقد وهو ينزع عن رقبته وشاحها يقول:

إحترامًا للقمة عيشي مش هتكلم لكن لو...


قبل أن يكمل حديثه كان هنالك قطعة معدنية طويله تُشبه العصا لكن ضخمة الرأس(شومه)

جذبتها وقامت بالضرب على رأسه ضربه واحدة بقوة الكُره الذي تحكم منها،شعر الحناوي بألم ساحق برأسه ودوخه وصار يترنح الى أن سقط فوق قش الكتان غافيًا،لكن مازال يحاول المقاومة،جنون إمتلك عقلها،وهي تسحبه حتى خرج من المخزن والقته سقط على الأرض،نظرت له وهو يقاوم ليقف لكن لم تتركه عاودت خنقه بالوشاح حتى نجحت ولفظ أخر نفس سحبت وشاح رأسها،رأت ذلك الزاحف على الأرص يُخرج لسانه من فمه يبحث عن فريسه،وها هي فريسته،جثه مُلقاه أرضًا إقترب يلعقها بلسانه مازال الدم ساخنًا بجسد الحناوي،صيد لذلك الزاحف الذي إلتف على  جسده وإستلذ بالدم الدافئ من جسد الحناوي الساكن،فرصه عقلها إستلذ ما حدث والقتل ليس صعبً،بل سهل وكان هذا أول ضحاياها التى سُجلت بعد ذلك بموت الحناوي بلدغة ثعبان،وجرح رأسه،ربما بسبب مقاومته لذلك الزاحف...والضحيه الثانيه كان خطيبها وأبن عمها التى سلمته نفسها قبل الزفاف،فلقد كان معقود قرانهم...وحاول التملُص منها بعدما نال غرضه منها لكن هي علمت بسره أنه يعمل بتجارة الأثار،لضمان صمتها أشركها معه ووافق على إتمام الزفاف وحفظ كرامتها،تمكنت من الاقتراب من الرأس المُدبر الذي يُديرهم هنا وأخذت مكانته،إستغلت شجار بسيط بين عائلة العوامري وعائلة السعداوي وقتله،ليظهر ذلك على انه ثأر بين العائلتين،لكن تم تصفية ذلك لعدم ثبوت قتل خطيبها على يد أحد ابناء السعداوي...لتنتهي الخصومه بنار باردة... بعدها رفضت الزواج بحجة الحزن على خطيبها الشاب، لكن إمتثلت بعد ذلك تزوجت  أحد ابناء العائله  بعد وفاة زوجته..زوج بلا مزايا حتى لم يعلم انها لم تكُن عذراء أعطته نوعً من البرشام جعل عقله يتغيب ويصدق ما أمامه دون شعور منه،مرت الايام وكادت تنكشف على يد إبن زوجها الذي كان يدرس الطب،أرغمته على إستنشاق كمية كبيرة من المخدرات،أنهت حياته...ذكريات إجرامها تمُر أمام عينيها عبر شاشة ذلك الهاتف،وهي ترا تلك الصور التى تجمعها بـ عادل،نفي عقلها تمامًا أن خلف ذلك ممدوح،لو كان هو ما كان أفصح عن نفسه بتلك السهوله،رفعت عينيها عن الهاتف ونظرت لانعكاسها فى المرآة ترا نفسها الأحق بالمكانه والقيمة الكبيرة،ولا أحد سينافسها،يحسم عقلها ،نهاية ثريا مع نهاية سراج. 

الصفحة التالية