رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 38 - 1 - الأثنين 15/7/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثامن والثلاثون
1
تم النشر يوم الأثنين
15/7/2024
«مازالت المواجهه مستمرة»
قبل وقت قليل
بذلك المنزل
وقف قابيل مذهولًا يكاد عقله يفر من رأسه وهو يعاود نُطق إسم غيث بصوت خرج منه شبه مُرتجف:
إنت إزاي لسه عايش مستحيل!.
ضحك غيث مُتهكمًا بنبرة غيظ:
عُمر الشقي بقي،يا إبن عمي ولا... أقول أخويا بالدم اللى طمع فى مراتي و...
قاطعه قابيل بحِده:
إفتكر كويس مين اللى طمع فمين،أنا اللى عرفتك مكان ثريا عند المحامي،قولت لك إنها عجباني،لكن إنت زي عادتك غدار طمعت فيها عشان أتجوز من أختك...
وسط إحتداد نظراتهم وحديثهم حول تلك اللعينة ثريا شعرت بالغِيرة والحقد وهى تنظر نحو قابيل:
خية وقدرت تلعب بيكم إنتم الإتنين وتوقعكم فى بعض وتتصارعوا عشانها.، وفى الآخر راحت إتجوزت سراج، طبعًا عشان....
قاطعها قابيل باندفاع:
إنت اللى طول عمرك غِلاويه وآنانيه كنتِ عارفه إن عمري ما قلبي مال ناحيتك، لكن إزاي لازمن تفوزي فى النهاية، رغباتك لازمن تتحقق حتى لو عيشتي مع راجل عمره ما كان بيجمع بينكم غير السرير، حتى ده كنت بحس بقرف وإشمئزاز منك.
إقتربت إيناس من قابيل تضرب على صدره بتكذيب:
كداب إنت بتحبني، ثريا عاهرة هي اللى دايمًا
بتعرف تدخل للرجاله منين،والدليل غيث وسراج...
توقفت لوهله تضحك بهستريا قائله بجنون:
دلوق هي متجوزة من أتنين،أكيد هتتسجن،ولا أجولك يا غيث...إجتلها ونضف شرفك اللى دهسته برچليها،مكفهاش خدت الارض لاه كمان،لافت على سراج وإتجوزته،معندهاش أخلاق،وإنتم برياله عليها زي العيال الصغيرة.
إغتاظ غيث منها بغضب بينما دفعها قابيل بالقوة عنه،حتى أنها بسبب قوة الدفعه كادت تقع أرضًا لولا إصطدامها بأحد المقاعد..جلست عليه تلتقط نفسها كآنها تشعر بنار تجتاح رأتيها...بينما نظرات غيث وقابيل لبعضهما مثل آلسنة اللهب،قطع الصمت إستهجان قابيل بضحكة إستهزاء وغِل:
قبل إكده إنت خطفتها مِني وإتجوزتها وياريتك عرفت توصل لها متأكد إن اللى كنت بتحكيه إنك بتعمله فيها كدب، بدليل اللى حصل بعد إكده، وقفت وإتحدت العوامريه كلياتها وخدت مِنيهم الارض... اللى تعمل إكده مستحيل تكون زي ما قولت عليها خاضعه ليك، إنت....
نظر غيث بجحود وغب يُزمجر مثل الثعلب الغاضب:
لو مكنش غدرك،كُنت فرجتك عليها...دلوق...
قاطعه قابيل مُستهجنًا:
دلوق هي متجوز من سراج لو تشوف وشها اللى بقى يبتسم كنت عرفت إنك ولا حاجه،زي أي طيف عابر مر فى حياتها...خيانتك ليا وطمعك فيها خسرك...ودلوق راجع تنتجم من مين ولا مين....
توقف قابيل للحظات وتذكر أمر مخزن البضاعة ثم نظر له بيقين غاضب ومتغضن الملامح:
إنت اللى سرقت البضاعة من المخزن..أوعى تفكر إنك هتعرف تصرفها..البضاعة دي مرصودة.
ضحك غيث بزهو وهو يرفع قبضة يديه عاليًا قائلًا:
مرصودة من مين،من الجان،ناسي...
أنا الشبح الخفي،كل خطوط اللعبه بقت فى يدي من الكبير للصغير أنا اللى بقيت بتحكم فيهم.
ضحك قابيل قائلًا:
طول عمرك عندك غرور وجنون العظمه.
تهكم غيث قائلًا بوعيد:
طبعًا لازم أخلص تاري منكم كلكم،وإنت حظك كنت الاول...
بلحظة أشهر غيث سلاحه ناحية قابيل الذي كآنه قرأ أفكاره هو الآخر وجه فوهة سلاحه ناحية غيث...وكل منهم يسمع صوت فتح صمام الأمان ..ذُهلت إيناس بل جُن عقلها ونهضت واقفه تتبادل النظر بينهما وصرخت بقوة قائله بهزيان:
للدرجة ﮂى السافلة ثريا لعبت بعقولكم وهتقتلوا بعض عشانها.
نظر لها غيث بإستهزاء،فـهي لا تفكر سوا بـ ثريا لا تعلم أن هنالك حسابات أخري،لكن لم يهتم بها،بينما قابيل نظر لها بسخط قائلًا:
هوس ثريا هيضيع عقلك...
إقتربت إيناس من قابيل شبه تتحدث بتوسل:
إنت بتحبني أنا...رُد عليا،ثريا دي عاهرة،نزوة وأنا...
قاطعها صوت رصاصه خرجت بالخطأ من سلاح قابيل حين حاولت إيناس حضنه،اقل من سنتيميترات كادت تُصيب غيث،الذي غضب وبلحظة كانت رصاصه من سلاحة يطلقها،لكن أخطأ الهدف حين أصابت الرصاصه كتف إيناس التى حاوطت قابيل بجسدها،أمام رصاصات غيث الغادرة والهادره،أخذها قابيل درعًا واقيًا وهو يتراجع للخلف،يحاول الفرار من الرصاص،حتى ألقي جسدها أرضُا بعدما فاضت روحها وهي تبكي تنظر الى قابيل وعقلها مثل المسحوب كآن الرصاص الذي إخترق جسدها مثل المطاط فقط تتمعن النظر الى وجه قابيل تشعر بنار تسري فى جسدها وعينيها تتأمله لآخر لحظة كآنها تستحث منه أن يقول لها أن عشقه لـ ثريا كذب وهي من عشقها،لكن فاضت روحها دون سماع ذلك..أصبحت جُثه مُلقاه أرضًا،ومازال رصاص قابيل نحو غيث الذي توقف عن إطلاق الرصاص وهو يختبئ هو الآخر من رصاصات قابيل،ذلك الأحمق ظن ان الرصاص لديه قد إنتهي...بل هو ثعلب غير متوقع ماذا يفكر وهو يراوغ فريسته الغبيه...إنتهي الرصاص بسلاح قابيل،نظر نحو باب الخروج من ذلك المنزل،وهل ذلك سهل... لكن لا يمتلك سوا المُجازفة هرول سريعًا وكاد يصل الى باب الخروج،لكن أصابته رصاصتان بقدميه جثي أرضًا،إقترب منه غيث مُتهكمًا بسخط وتحدث بنبرة وعيد:
كان سهل عليا أجتلك،لكن كان هيبقى رحمه ليك،إنت حسابك إبتدى يا قابيل،هخليه تصرخ وتطلب الموت يرحمك.
❈-❈-❈
فى أكبر المخازن، ذلك المخزن شبه ملعون سبق وحدث به أكثر من حريق سابقًا كما أنه نفس المخزن الذي توفي فيه والد ثريا، حدث أكثر من حادث مؤسف،حتى أن معظم العاملين يتشائمون منه لكن لقمة العيش...
دلف آدم الى المخزن ينظر بجوانبه ورسم بسمة قبول للعاملين الذين يشعرون أنه ذو وِد عكس عجرفة والده الراحل،كانوا يعملون بكد ونشاط لانهاء أعمال التنظيف بيوم واحد ولقِصر نهار الشتاء أيضًا،حتى حل شبه الظلام،ليس لنهاية النهار بل بسبب سوء الطقس الذي فجأة إنقلب الى أمطار غزيرة لم تستمر سوا دقائق،بنفس الوقت فجأة إنقطعت كهرباء المخزن،كاد يذهب أحد العاملين الى مكان مولد الكهرباء الخاص بالمخزن ،لكن منعه آخر وأخبره أنه سيذهب هو،بالفعل ذهب وعاد بعد دقائق،لكن فجأة سمعوا صُراخ أحد العاملين أن هنالك مسًا كهربي وأصدر أكثر من شرارة ولقربه من بواقي أعواد الكتان الجافة إشتعلت نار لكن ليست قويه كذالك هي قريبه من مولد الكهرباء،خاف العمال وهرولوا الى الخارج حفاظًا على حياتهم، كذالك آدم الذي إتجه نحو ذلك الحريق، لكن جذبه أحد العمال وأبعده عن النيران التى بدأت تشتعل قائلًا بتحذير:
آدم بيه المخزن فاضي مفيش حاجه يتمماف عليها والنار مش هتنطفي بسهوله،بس الدخان ممكن يختقنا، خلينا نطلع برضو نتصل بالمطافي بسرعة
وافقه آدم وخرج مع العامل وهاتف المطافي التي جائت سريعًا وقامت بالسيطرة وإطفاء الحريق بالفعل بعد قليل إنخمد الحريق والخسائر كانت بعض المُعدات ليس أكثر...
لكن خرج أحد الموظفين بالنيابه قائلًا:
واضح إن الحريق رغم عدم تأثيره الكبير،بس إن الكهربا كان فى سلوك ملمسه لبعضها عن قصد وده السبب فى الحريق.
إستغرب آدم ذلك،وفكر ثم صافح المُختص
بعد قليل،بمخزن آخر دلف أحد العُمال الى آدم ومعه آخر،
إرتعب حين اشار آدم له بالمغادرة واغلق الباب خلفه...نهض آدم وإقترب من ذلك الشاب قائلًا بهدوء.:
ليه لمست سلوك الكهربا فى المخزن لبعضها.
نفي العامل ذلك،تعصب آدم على غير عادته قائلًا:
تمام فى لجنة من النيابه هتحقق فى الحريق،وإنت اللى كنت روحت تشوف مولد الكهربا،يعنى المتهم الأول.
فزع العامل وإقترب من آدم قائلًا:
والله يا بيه...
قاطعه آدم بعصبية:
الموضوع خرج من إيدي...
توقف قليلًا يتلاعب بأعصاب العامل الذي سُرعان ما إعترف:
أنا جالي واحد وعطاني فلوس وقالى ألمس سلوك الكهربا لبعضها،وأنا والله يادوب لمست سلكين.
تهكم آدم:
لمست سلكين...والحريقه اللى حصلت،وإفرض المخزن كان ولع بالعمال اللى فيه،إنت تستحق تتسجن،بس أنا ممكن أسامحك لو خبرتني مين اللى عطاك الفلوس.
اجابه العامل بتردد:
حفظي بيه السعداوي...أنا عامل غلبان وشقيان على لقمتي...
قاطعه آدم بتعسف موبخًا:
لو كنت غلبان وشقيان على لقمة عيشك كنت حافظت عليها بالحلال،دلوق فى تحقيق فى النيابه هتدلي بأقوالك باللى جولت عليه والا...
قاطعه العامل بتوسل:.
نيابه لاه يا آدم بيه.
نظرة عين آدم جعلت العامل يصمت،بينما سمع آدم صوت رنين هاتفه،فنهض واقفًا وقام بالرد،ليقول بفزع:
قولي مكانك فين،وأنا جاي فورًا.