رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 38 - 2 - الأثنين 15/7/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثامن والثلاثون
2
تم النشر يوم الأثنين
15/7/2024
بأحد الاماكن العامة
جلست إيمان خلف أحد المقاعد، نظرت حولها وسُرعان ما إرتسمت بسمه طفيفة على شفتيها، لاحظها جسار الذي جلس بالمقابل لها، بفضول سألها:
بتبتسمي ليه؟.
إنفرجت شفاها ببسمه واضحة وأجابته:
ببتسم على نفسي، تعرف إن دي أول مره أقعد من مكان مفتوح ويكون مع شاب.
لم يفهم من أجابتها سوا أنها تجلس معه،ظهر عدم الفهم على وجهه:
إبتسمت قائله:
لما دخلت الجامعة،عمتي ولاء كانت مُعترضة كان نفسها مكملش تعليمي،أو عالاقل أدخل كلية للبنات وبس،عشان خايفه زمايلي الشباب يعرفوا أنا بنت مين ويضحكوا على عقلي بالحب طبعًا،طبعًا ده تبرير غير مُقنع وأبوي مقتنعش بيه،وقال أنه واثق إني مش ضعيفه ولا سهل حد يضحك عليا،بس أبوي كمان كان غلطان...صحيح أنا مش ضعيفه،بس إتقدم قدامي مُغريات كتير،تقدر تقول عليا زي ما بعض زمايلي الشباب اللى حاولوا يتقربوا منى في منهم اللى بلع غطرستي طبعًا عشان هدف فى دماغه وأنا كمان كان فى هدف فى دماغي... أنا داخلة الجامعه بس عشان أتعلم يعني مفيش مشاعر، وده اللى حصل معايا، حتى لما كنا بنبقي زمايل وجه شباب قعدوا معانا فى مكان عام كنت بضايق وأول واحدة تقوم وتفركش القاعدة "هادمة اللذات" يعني.
ضحك جسار بفهم قائلًا:
بس أنا مش زميلك فى الجامعة ولا غاوي لعب على وتر القلوب، بالعكس آخر شئ كنت أفكر فيه هو الموقف اللى إحنا فيه دلوقتي، كذا مره حاولت أمي ومرات أخويا يقنعوني أقبل بس أقعد مع بنت هما معجبين بيها، وكنت برفض عشان من يوم ما دخلت الاكاديميه الحربية عرفت إن مسؤليتي إتجاة بلدي أقوي من أي مسئولية تانيه فى حياتي، يبقى ليه أدبس غيري فى حياتي... بس واضح إن القدر زي ما قالي سراج
القدر جابنا هنا لهدف إحنا منعرفوش، مشاعر لأول مره نحس بيها، فى الاكاديميه كنا بندرس إن فى لحظة بتكون قدام إختيار ولازم تاخد قرار، ونتيجة القرار ده غير معلومة... وده اللى حصل معايا، انا كنت حاضر زفاف إسماعيل مش كمدعو بدعوة منك، رغم متأكد إن وقت الدعوة كان غصب عنه بسبب إحراجي ليكِ قدام مدير المركز.
توقف للخظة فإبتسمت إيمان بإيماءة، فإستطرد حديثه:
أنا كنت حاضر الزفاف بكياني الحقيقي كضابط فى الجيش، كان متوقع حدوث شئ غير مألوف، صحيح اللى حصل كان خارج توقعنا، بس كنت بأدي مهمة تأمين الزفاف،بدون ما أكشف عن هويتي العسكرية طبعًا، وده اللى حصل فعلًا، رغم إنى ساهمت فى الحماية وقتها غصب بسببك لما طبعًا حضرتك عندك تمرد وفضول، بس طبعًا ده مكنش وقت لا التمرد ولا الفضول... فاكر نظرة الخوف عليكِ اللى كانت فى عين والدتك، كمان نظرة التعجب والإستفهام فى عينك بعد ما شوفتيني فى إيدي سلاح.
أومأت بغصه وتغضنت ملامحمها مازال الحُزن يجعل قلبها يئن على فُراق والدها بتلك الليلة المشؤمة.
شعر جسار بآسف فقال مُعتذرًا:
متآسف، عارف إن مكنش فيه لازمه للمقدمة اللى قولتها، بس يا إيمان أنا لما طلبت نتقابل كان هدفي شئ تاني، أنا راجل عسكري ماليش فى المقدمات التمهيديه أو الرومانسيه.
رغم حزن قلبها لكن تبسمت شفاها قائله:
أنا كمان،مش بحب اللف والدوران،كمان طبيعة شخصيتي احب الطرق المُختصرة.
تنهد جسار قائلًا:
من الآخر يا إيمان تقبلي تكملي معايا طريق حياتي.
مهما كانت قوتها وغرورها وإعتزازها، لكن تظل أهم سِمة فى معظم البنات هي "الخجل"
خجلت فصمتت... لم يستغرب جسار من ذلك الخجل ولا الصمت،لكن شعر بحِيرة من صمتها، دقائق، قطع الصمت النادل الذي وضع تلك الاكواب أمامهم ثم غادر، لم يستمر الصمت حين قطعه جسار بذكاء ومراوغة:
عارف إنك عندك طموح تبقي مُعيدة فى الجامعة ممكن...
قاطعته إيمان بخجل:
أنا موافقة يا جسار.
ماذا سمع... نظر لها مشدوهًا، ود لو نهض وقام بإحتضانها... مشاعر مجنونه تُسيطر عليه، بينما هي بسمة خجل على غير عادتها... لكن فجاة نحت الخجل وقالت:
طبعًا عندي شروط لازم توافق عليها.
اومأ لها مُستمعًا
اولًا... والدتي بعد وفاة أبوي مقدرش أبعد عنها
سألها بعدم فهم:
بمعني؟.
اجابته:
يعني هفضل عايشه هنا فى الصعيد.
نظر لها قائلًا بإعتراض:
بس أنا طبيعة شغلي مش مرتبطة بمكان.
نظرت له بتصميم قائله:
ده شرطي.
نظر لها قائلًا:
ده شرط تعسُفي يا كابتن.
❈-❈-❈
بهاتف قابيل تمت بقية مهمة الإنتقام
بسفح ذلك الجبل
دخلت ولاء وهي تعتقد أن فى إنتظارها قابيل بعد أن هاتفها أنه عثر على هوية الشبح الخفي
ها هي تدلف الى داخل الكهف لكن تسمرت قدميها كآنها آلتصقت بالارض وهي ترا قابيل
مُعلق على جدار ذلك الكهف ينزف وهو يتألم،بصعوبة نطقت إسمه بإرتجاف وصوت مهزوز:
قابيل!
مين اللى...عمل...فيك إكده.
هو أصبح يغيب فقط يرا غشاوة خيال امامه،ربما سكرة الموت وصعوبة آلم خروج الروح من جسده بعالم آخر يئن بخفوت...
لكن أجابها صوت غليظ من خلفها:
الشبح الخفي...اللى عمل فيه إكده.
لم يستطع جسدها الإستدارة ورؤية من يجاوبها،بالتاكيد ذلك الصوت ليس سوا وهمًا...بصعوبة ووتعلثُم كآنها طفل يتهجي الحروف لاول مرة
غ..ي..ث.
ضحك ساخرًا يقول:
غيث يا عمتي.
لم ينتظر وظهر أمامها برقت عينيها هي بكابوس مستحيل ذلك وكيف لكن عقلها عاود الإستيعاب وإتصال عادل عليها وسؤاله عن ذلك الشاب الذي قُتل منذ عامين...الآن فهمت سبب ذلك السؤال...
غيث هو الشبح الخفي
لكن كيف مازال حيًا،عيناها تكاد تلتهم ملامحه وتلك العصا الذي يستند عليها وهو يسير نحو جسد قابيل المُعلق على الحائط مثل الإطار الموضوع بداخله صوره،لكن ليس هذا إطار بل إنسان ينزف لا تعلم من أين،يهزي بألم جم...
بخفوت نطقت:
إنت إزاي لسه عايش؟.
ضحك بإستهزاء صوت ضحكاته يهز صداها الكهف بصوت يترك رعبًا بالقلب قطع ضحكاته واجابها:
هو كل ما أشوف حد يسألني نفس السؤال...للدرجة دي موتي كان مريحكم،للآسف يا عمتي،على رأي المثل
"عُمر الشقي بقي"
ومفيش أشقى مني تربيتك بقى.
برعب نظرت له سائله:
قصدك إيه؟.
اجابها بهدوء بارد:
يعني عندنا فى الصعيد،مش بنقبل العزا قبل ما ناخد بتارنا...وأنا تاري مع كتير أوي،باخده واحده واحدة كده عالهادي.
إرتعبت وهي تنظر له قائله بتعجرف واهي:
إنت مش عارف أنا مين؟.
ضحك بإستهزاء قائلًا:
عمتي وخالتي اللى نمت نزعة الإجرام عندي،كنت نوايه صغيرة لكن وقعت فى إيد مُدرب ماهر طوع النزعة دي لحد ما بقت النواية هى المُدرب الأول،وجه وقت ياخد مكانه ومكانته،انا خلاص وصلت للراس الكبيرة وبقي بينا إتفاق رسمي إن أكون أنا الكبير إهنه،بس طبعًا لازم نحتفل بتقاعد المُدرب السابق ونعمل له أحلي...
صمت قليلًا يتلاعب وهو ينتشي من رؤية الرعب بعينيها قبل أن يستطرد حديثه:
حفلة وداع.
رعب كفيل بأن يتوقف قلبها لكن نطقت بخفوت:
قصدك إيه،إنت ناوي على إيه إفتكر...
قاطعها بصرامة:
إفتكري إنت إنى التعلب اللى ربتيه على إيدك وخد منه الطبع الاول وهو...الغدر.
مع نهاية كلمته شعرت ولاء بأيادي تمسكها من يديها ترفعها عن الارض وهى فى البدايه لا تشعر بجسدها،لكن سُرعان ما شعرت باحبال قويه من الخيش الخشن تخدش فى يديها حاولت المقاومه لكن هيهات فلقد مضي ذلك وهي تشعر بتلك الأحبال تلتف حول جسدها ترتفع قدميها عن الأرض قليلًا،ثم نظرات غيث لها المنتشيه من صراخها،وهو بداخله برودًا يقول:
من يوم الحكومه ما هجمت عالجبل ده وبقي فاضي بقى وكر للديابه والتعالب الضالة،تعرفي يا عمتي رغم غدرك بيا،بس هتفضلي دايمًا صاحبة فضل عليا،وجهتيني للطريق اللى مناسب لذكائي الحاد،هستأذن أنا وأسيبك مع الخاين قابيل،يمكن بينكم حديث خاص مش عاوزني أسمعه...أشوفك فى الجحيم يا عمتي.
صرخت عليه بقوه تكاد أحبال صوتها تنقطع تشعر بجروح من تلك الاحبال التى تسببت فى نزف يديها بسبب حركتها وهي تتلوي،ربما تستطيع فك تلك الاحبال،لكن صوتها لم يكن سوا جاذبًا لتلك الحيوانات الضارية.
❈-❈-❈
بالعودة
الى سراج
الذي لوهله خفق قلبه بهلعًا ليس خوف من ذلك البغيض بل خوف على ثريا ورد فعلها الغير متوقع، تمالك نفسه بقوة وحدثه بأمر:
ثريا ل صابها خدش صدقني يا غيث مش هيكفيني أمثل بجثتك حي.
ضحك غيث بغلظه قائلًا بإغاظه:
عيب عليك توصيني على مراتي.
قال ذلك وأغلق الهاتف...مُتعصبًا ينظر الى تلك الغافيه نظرات كراهية وحقد وغِل... لو ترك لجام عقله لقتلها بوابل من الرصاص، لكن لا ذلك لن يشفي غليله بعد أن رأيا بين يدي سراج تُبادله الغرام بقبول وإستمتاع، لم تفعل ذلك معه، حتى تلك الليلة الذي أعطي لها فيها ذلك المُنشط المُثير شعر وقتها أنها كانت تستجيب له غصبًا بلا إرادة عقلها، ومنعه من تكملة إمتلاكها ذلك الهاتف اللعين... نظرات وحدها تُعريها أمام عيناه لكن ما الفائدة من ذلك الآن.بأحد الاماكن العامة
جلست إيمان خلف أحد المقاعد، نظرت حولها وسُرعان ما إرتسمت بسمه طفيفة على شفتيها، لاحظها جسار الذي جلس بالمقابل لها، بفضول سألها:
بتبتسمي ليه؟.
إنفرجت شفاها ببسمه واضحة وأجابته:
ببتسم على نفسي، تعرف إن دي أول مره أقعد من مكان مفتوح ويكون مع شاب.
لم يفهم من أجابتها سوا أنها تجلس معه،ظهر عدم الفهم على وجهه:
إبتسمت قائله:
لما دخلت الجامعة،عمتي ولاء كانت مُعترضة كان نفسها مكملش تعليمي،أو عالاقل أدخل كلية للبنات وبس،عشان خايفه زمايلي الشباب يعرفوا أنا بنت مين ويضحكوا على عقلي بالحب طبعًا،طبعًا ده تبرير غير مُقنع وأبوي مقتنعش بيه،وقال أنه واثق إني مش ضعيفه ولا سهل حد يضحك عليا،بس أبوي كمان كان غلطان...صحيح أنا مش ضعيفه،بس إتقدم قدامي مُغريات كتير،تقدر تقول عليا زي ما بعض زمايلي الشباب اللى حاولوا يتقربوا منى في منهم اللى بلع غطرستي طبعًا عشان هدف فى دماغه وأنا كمان كان فى هدف فى دماغي... أنا داخلة الجامعه بس عشان أتعلم يعني مفيش مشاعر، وده اللى حصل معايا، حتى لما كنا بنبقي زمايل وجه شباب قعدوا معانا فى مكان عام كنت بضايق وأول واحدة تقوم وتفركش القاعدة "هادمة اللذات" يعني.
ضحك جسار بفهم قائلًا:
بس أنا مش زميلك فى الجامعة ولا غاوي لعب على وتر القلوب، بالعكس آخر شئ كنت أفكر فيه هو الموقف اللى إحنا فيه دلوقتي، كذا مره حاولت أمي ومرات أخويا يقنعوني أقبل بس أقعد مع بنت هما معجبين بيها، وكنت برفض عشان من يوم ما دخلت الاكاديميه الحربية عرفت إن مسؤليتي إتجاة بلدي أقوي من أي مسئولية تانيه فى حياتي، يبقى ليه أدبس غيري فى حياتي... بس واضح إن القدر زي ما قالي سراج
القدر جابنا هنا لهدف إحنا منعرفوش، مشاعر لأول مره نحس بيها، فى الاكاديميه كنا بندرس إن فى لحظة بتكون قدام إختيار ولازم تاخد قرار، ونتيجة القرار ده غير معلومة... وده اللى حصل معايا، انا كنت حاضر زفاف إسماعيل مش كمدعو بدعوة منك، رغم متأكد إن وقت الدعوة كان غصب عنه بسبب إحراجي ليكِ قدام مدير المركز.
توقف للخظة فإبتسمت إيمان بإيماءة، فإستطرد حديثه:
أنا كنت حاضر الزفاف بكياني الحقيقي كضابط فى الجيش، كان متوقع حدوث شئ غير مألوف، صحيح اللى حصل كان خارج توقعنا، بس كنت بأدي مهمة تأمين الزفاف،بدون ما أكشف عن هويتي العسكرية طبعًا، وده اللى حصل فعلًا، رغم إنى ساهمت فى الحماية وقتها غصب بسببك لما طبعًا حضرتك عندك تمرد وفضول، بس طبعًا ده مكنش وقت لا التمرد ولا الفضول... فاكر نظرة الخوف عليكِ اللى كانت فى عين والدتك، كمان نظرة التعجب والإستفهام فى عينك بعد ما شوفتيني فى إيدي سلاح.
أومأت بغصه وتغضنت ملامحمها مازال الحُزن يجعل قلبها يئن على فُراق والدها بتلك الليلة المشؤمة.
شعر جسار بآسف فقال مُعتذرًا:
متآسف، عارف إن مكنش فيه لازمه للمقدمة اللى قولتها، بس يا إيمان أنا لما طلبت نتقابل كان هدفي شئ تاني، أنا راجل عسكري ماليش فى المقدمات التمهيديه أو الرومانسيه.
رغم حزن قلبها لكن تبسمت شفاها قائله:
أنا كمان،مش بحب اللف والدوران،كمان طبيعة شخصيتي احب الطرق المُختصرة.
تنهد جسار قائلًا:
من الآخر يا إيمان تقبلي تكملي معايا طريق حياتي.
مهما كانت قوتها وغرورها وإعتزازها، لكن تظل أهم سِمة فى معظم البنات هي "الخجل"
خجلت فصمتت... لم يستغرب جسار من ذلك الخجل ولا الصمت،لكن شعر بحِيرة من صمتها، دقائق، قطع الصمت النادل الذي وضع تلك الاكواب أمامهم ثم غادر، لم يستمر الصمت حين قطعه جسار بذكاء ومراوغة:
عارف إنك عندك طموح تبقي مُعيدة فى الجامعة ممكن...
قاطعته إيمان بخجل:
أنا موافقة يا جسار.
ماذا سمع... نظر لها مشدوهًا، ود لو نهض وقام بإحتضانها... مشاعر مجنونه تُسيطر عليه، بينما هي بسمة خجل على غير عادتها... لكن فجاة نحت الخجل وقالت:
طبعًا عندي شروط لازم توافق عليها.
اومأ لها مُستمعًا
اولًا... والدتي بعد وفاة أبوي مقدرش أبعد عنها
سألها بعدم فهم:
بمعني؟.
اجابته:
يعني هفضل عايشه هنا فى الصعيد.
نظر لها قائلًا بإعتراض:
بس أنا طبيعة شغلي مش مرتبطة بمكان.
نظرت له بتصميم قائله:
ده شرطي.
نظر لها قائلًا:
ده شرط تعسُفي يا كابتن.
❈-❈-❈
بهاتف قابيل تمت بقية مهمة الإنتقام
بسفح ذلك الجبل
دخلت ولاء وهي تعتقد أن فى إنتظارها قابيل بعد أن هاتفها أنه عثر على هوية الشبح الخفي
ها هي تدلف الى داخل الكهف لكن تسمرت قدميها كآنها آلتصقت بالارض وهي ترا قابيل
مُعلق على جدار ذلك الكهف ينزف وهو يتألم،بصعوبة نطقت إسمه بإرتجاف وصوت مهزوز:
قابيل!
مين اللى...عمل...فيك إكده.
هو أصبح يغيب فقط يرا غشاوة خيال امامه،ربما سكرة الموت وصعوبة آلم خروج الروح من جسده بعالم آخر يئن بخفوت...
لكن أجابها صوت غليظ من خلفها:
الشبح الخفي...اللى عمل فيه إكده.
لم يستطع جسدها الإستدارة ورؤية من يجاوبها،بالتاكيد ذلك الصوت ليس سوا وهمًا...بصعوبة ووتعلثُم كآنها طفل يتهجي الحروف لاول مرة
غ..ي..ث.
ضحك ساخرًا يقول:
غيث يا عمتي.
لم ينتظر وظهر أمامها برقت عينيها هي بكابوس مستحيل ذلك وكيف لكن عقلها عاود الإستيعاب وإتصال عادل عليها وسؤاله عن ذلك الشاب الذي قُتل منذ عامين...الآن فهمت سبب ذلك السؤال...
غيث هو الشبح الخفي
لكن كيف مازال حيًا،عيناها تكاد تلتهم ملامحه وتلك العصا الذي يستند عليها وهو يسير نحو جسد قابيل المُعلق على الحائط مثل الإطار الموضوع بداخله صوره،لكن ليس هذا إطار بل إنسان ينزف لا تعلم من أين،يهزي بألم جم...
بخفوت نطقت:
إنت إزاي لسه عايش؟.
ضحك بإستهزاء صوت ضحكاته يهز صداها الكهف بصوت يترك رعبًا بالقلب قطع ضحكاته واجابها:
هو كل ما أشوف حد يسألني نفس السؤال...للدرجة دي موتي كان مريحكم،للآسف يا عمتي،على رأي المثل
"عُمر الشقي بقي"
ومفيش أشقى مني تربيتك بقى.
برعب نظرت له سائله:
قصدك إيه؟.
اجابها بهدوء بارد:
يعني عندنا فى الصعيد،مش بنقبل العزا قبل ما ناخد بتارنا...وأنا تاري مع كتير أوي،باخده واحده واحدة كده عالهادي.
إرتعبت وهي تنظر له قائله بتعجرف واهي:
إنت مش عارف أنا مين؟.
ضحك بإستهزاء قائلًا:
عمتي وخالتي اللى نمت نزعة الإجرام عندي،كنت نوايه صغيرة لكن وقعت فى إيد مُدرب ماهر طوع النزعة دي لحد ما بقت النواية هى المُدرب الأول،وجه وقت ياخد مكانه ومكانته،انا خلاص وصلت للراس الكبيرة وبقي بينا إتفاق رسمي إن أكون أنا الكبير إهنه،بس طبعًا لازم نحتفل بتقاعد المُدرب السابق ونعمل له أحلي...
صمت قليلًا يتلاعب وهو ينتشي من رؤية الرعب بعينيها قبل أن يستطرد حديثه:
حفلة وداع.
رعب كفيل بأن يتوقف قلبها لكن نطقت بخفوت:
قصدك إيه،إنت ناوي على إيه إفتكر...
قاطعها بصرامة:
إفتكري إنت إنى التعلب اللى ربتيه على إيدك وخد منه الطبع الاول وهو...الغدر.
مع نهاية كلمته شعرت ولاء بأيادي تمسكها من يديها ترفعها عن الارض وهى فى البدايه لا تشعر بجسدها،لكن سُرعان ما شعرت باحبال قويه من الخيش الخشن تخدش فى يديها حاولت المقاومه لكن هيهات فلقد مضي ذلك وهي تشعر بتلك الأحبال تلتف حول جسدها ترتفع قدميها عن الأرض قليلًا،ثم نظرات غيث لها المنتشيه من صراخها،وهو بداخله برودًا يقول:
من يوم الحكومه ما هجمت عالجبل ده وبقي فاضي بقى وكر للديابه والتعالب الضالة،تعرفي يا عمتي رغم غدرك بيا،بس هتفضلي دايمًا صاحبة فضل عليا،وجهتيني للطريق اللى مناسب لذكائي الحاد،هستأذن أنا وأسيبك مع الخاين قابيل،يمكن بينكم حديث خاص مش عاوزني أسمعه...أشوفك فى الجحيم يا عمتي.
صرخت عليه بقوه تكاد أحبال صوتها تنقطع تشعر بجروح من تلك الاحبال التى تسببت فى نزف يديها بسبب حركتها وهي تتلوي،ربما تستطيع فك تلك الاحبال،لكن صوتها لم يكن سوا جاذبًا لتلك الحيوانات الضارية.
❈-❈-❈
بالعودة
الى سراج
الذي لوهله خفق قلبه بهلعًا ليس خوف من ذلك البغيض بل خوف على ثريا ورد فعلها الغير متوقع، تمالك نفسه بقوة وحدثه بأمر:
ثريا ل صابها خدش صدقني يا غيث مش هيكفيني أمثل بجثتك حي.
ضحك غيث بغلظه قائلًا بإغاظه:
عيب عليك توصيني على مراتي.
قال ذلك وأغلق الهاتف...مُتعصبًا ينظر الى تلك الغافيه نظرات كراهية وحقد وغِل... لو ترك لجام عقله لقتلها بوابل من الرصاص، لكن لا ذلك لن يشفي غليله بعد أن رأيا بين يدي سراج تُبادله الغرام بقبول وإستمتاع، لم تفعل ذلك معه، حتى تلك الليلة الذي أعطي لها فيها ذلك المُنشط المُثير شعر وقتها أنها كانت تستجيب له غصبًا بلا إرادة عقلها، ومنعه من تكملة إمتلاكها ذلك الهاتف اللعين... نظرات وحدها تُعريها أمام عيناه لكن ما الفائدة من ذلك الآن.