-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 5 - 1 - الإثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس

1

تم النشر يوم الإثنين

15/7/2024



حينما سألها قاصدا معرفة المستوى التعليمي لها 

ظلت صامتة ولم تجيبه على الفور حتى انه عاود الكرة مرة اخرى ليأتي الرد هذه المرة بنبرة مستنكرة: 

وايه لزوم السؤال ده يا فندم؟ 

حقا تعجبه جرأتها :

- وهو لازم يكون له لزوم عشان تجاوبي يا بهجة ؟

يسأل ببساطة بجهل تام منه عن حجم الحرج الذي ينتابها في هذا الموقف كلما سألها احدهم تكره ان ترى نظرة الاشفاق منهم ,او الحزن على ما وصل اليه حالها  كما تفعل بعض النساء معها .


- ثانوية عامة يا فندم، مكملتش جامعة. 

- وليه بقى مكملتيش جامعة؟

مطت شفتيها بابتسامة ليس لها معني ترد بامتعاض وقد ضجرت بالفعل من إلحاحه:


- ظروف حضرتك،  ودي بتحصل في كل العائلات كنت هتجوز..... 

اعتدل عن جلسته مقاطعًا لها:

- واتجوزتي بقى يا بهجة؟

- انكتب كتابي. 

- يعني اتجوزتي؟

- دا غبي دا ولا ايه؟

تمتمت بالجملة من داخلها، وقد نفذت طاقتها:

- يا فندم بقولك كنت، وكان كتب كتاب، يعني اتفسخت خطوبتي، واتحسبت مطلقة على الورق زي ما اتجوزت على الورق، ممكن بقى استأذن، عشان انا بدأت اقلق على نجوان هانم .


قالتها والتفت تغادر دون انتظار رده،  ولكنه اوقفها على الفور بحزمه:

- لكني برضو مخدتش منك رد نهائي  عن موضوع الشيفت الزيادة .

عادت اليه بحسم لا يقبل النقاش:

- انا مستمرة في شغلي في المصنع والشيفت الاضافي بتاع مدام نجوان هنا، كمساعدة لدادة نبوية، بإستثناء اليومين دول بس في تعب الدادة، ممكن امشي بقى يا افندم؟ 


اومأ لها بذقنه للأمام، لتخرج على الفور، تدخل بعض الهواء لصدرها، بعدما انتهت من اثقل الأحاديث على قلبها. 


❈-❈-❈


دلف بخطواته السريعة داخل المنزل حتى وصل الى غرفة والدته دفع الباب دون انتظار بقلقه،  ليجفل المرأة التي رفعت راسها عن المسبحة تطالعه بتساؤل .


فيجلس هو على الفور بجوارها يسألها بتفحص:

- ايه اللي حصل يا أمي؟ حاسة نفسك تعبانة ولا النوبة رجعت تاني؟

خرج رد المرأة باندهاش:

- تعبانة ليه يا حبيبي؟ ما انا كويسة قدامك اهو،  وبتفرج ع الشاشة والسبحة في ايدي .


- امال كنتي بتسالي عليا ليه وانا برا في الشغل ؟ 

- انا كنت بسأل عليك؟ مين قال كدة .

- سامية هي اللي قالتلي .


قالها شادي وارتفعت ابصار الاثنان نحو مدخل الباب الذي وقفت واستندت على إطاره المذكورة، لتبرر على الفور:

- ايوة يا عمتي سألتيني عنه امال ايه؟ هو انتي لحقتي تنسي لما كنتي كل شوية تقوليلي اتأخر عن ميعاده، اتأخر عن ميعاده.


شردت المرأة تعصر عقلها قليلًا، ولما يأست من التذكر ، لطفت على الفور حتى لا تحرجها:

- جايز يا بنتي جايز انا برضو عقلي مبقاش بيركز اوي اليومين دول..... استني صحيح......  مش انتي باين اللي كنتي بتسألي عن ميعاد رجوعه عشان يوصلك وانا قولتلك، هو كل يوم بيجي بدري عن كدة، اكيد كان معاه حاجة مهمة النهاردة خلته يتأخر. 


قالتها المرأة بسجيتها لتفحمها دون قصد منها، فيبصرها شادي بحنق شديد، يكشف كذبها، ولكنها كالعادة لا تغلب في ايجاد المبرر:


- اه يا عمتي فعلا انا سألتك، بس دا عشان ادوقه من طبق المهلبية اللي عملتهولك من شوية، قوليلو بقى هو عجبك قد ايه؟


اومأت والدة شادي برأسها توافقها بحماس:

- ايوة طبعا دا عجبني قوي، بنت عمتك نفسها حلو اوي قي الحلويات يا شادي، هي جابت لنا طبق كبير، انا خدت منه يدوب معلقتين عشان متعبش، سيبتلك انت الباقي،  يستاهلوا بُقك يا حبيبي .


سمع من والدته، لينقل بأبصاره منها إلى هذه المراوغة ، بعدما اوقعت قلبه منذ قليل، وأفسدت عليه لحظة الصفاء مع محبوبته، ليكتشف الان كذبتها بشكل واضح، ووالدته الطيبة، بلعت كالعادة طعمها والاَن تغطي على فعلتها، والعجيب انها تبادله النظر الاَن بوقاحة وكأنها لم تفعل شيء. 


- انا رتبت البيت كله يا شادي، ووضبت المطبخ، حكم دا كان متبهدل اوي،  طبعا بقى ما هي شقة عازب، بس انت الله يكون في عونك، محدش يلومك. 


زفر بداخله يجاملها بامتعاض:

- كتر خيرك يا سامية، بس رحمة اختي الله يباركلها  كل يومين تلاتة بالكتير بتيجي هنا تروق كل حاجة، وانا بعمل على قد مقدرتي وماشية،  يعني مش محتاجة تعب منك .


تلقفت قوله ترد بنعومة:

- تعبكم راحة يا شادي يا ابن عمتي، هو انا ليا اعز منكم عشان اجي واطل عليكم واعمل بأصلي، شوف بقى انت تقوم دلوقتي،  تغير هدومك ولا تتشطف على ما احضر انا الغدا، بالمرة اتغدى معاكم، حكم الوقت خدني، ونسيت اكل من الصبح . 


لم تعطيه فرصة للاعتراض، لتختفي من امامه على الفور، عازمة على ما انتوت عليه، لينقل بغضبه نحو والدته:

- البت دي ايه اللي مقعدها لحد دلوقتي ياما هنا؟ ما تروح على بيتهم، ولا تتنيل تكمل قعدتها عند اخوها وعيال اخوها،  مالها بأكلنا ولا شربنا؟


ضغطت والدته على شفتيها،  تحذره بهمس:

- وطي صوتك يا شادي يا بني، لتسمعك وهي في المطبخ جوا وتحرجها. 

- ودي بتتحرج، ولا تتكسف اصلا ياما.....

قطع متأثرا هذه المرة بضغطها على قبضة يده، لتعود مشددة:

- متكملش يا شادي وتزعلني منك، مش بعد ما تعبت في توضيب البيت من الصبح، تكون دي جزاتها مننا ، سامعني؟


ازعن لرغبتها،  كابتا امواجًا من الغضب والانفعال بداخله، فوالدته الحنونة، وبرغم علمها جيدا بغرض ابنة اخيها، إلا انها لا تخرج ابدا عن حدود الذوق معها،  وتجبره ايضا على مهاودتها، وكأن الطيبة خلقت لها ولشقيقها الراحل، اما الخبث والمكر، فقد طمع بهم الشقيق الاخر له وحده، والد سامية وزوج درية المرأة المتسلطة .


❈-❈-❈


اما عن صبا والتي دلفت بحنقها الى داخل المنزل، تغمغم بالحديث والسباب مع نفسها ، حتى لفتت انتباه والدتها والتي كانت تطوي بكوم الملابس الجافة بعد غسلها ، لتعقب ساخرة على حالتها:


- اسم الله عليكي يا حبيبتي، من دلوك بتكلمي نفسك. 

بعبس لم تخفيه:

- ومكلمش ليه نفسي بقى؟ والبت الزفتة اللي اسمها سامية، جفلت الباب في وشي، انا ياما تجفل الباب في وشي؟ 


- طب حيلك حيلك. 

رددت بها زبيدة تلوح بيدها لها:

- فهميني الاول باب مين اللي اتجفل في وشك. 


خرج ردها سريعًا بكلمات غير مترابطة من فرط انفاعلها:

- سامية الزفت بنت خال شادي، انا كنت عايزة ادخل معاه، بس خوفت من تحذير ابويا اللي مانعني ادخل بيته نهائي، طب انا عايزة اطمن على حماتي دلوك، اعملها ازاي؟


- يا بت انا مش فاهمة منك حاجة،  ثم مالها حماتك كمأن؟ ما انا دخلت عليها الصبح واطمنت عليها .


رددت خلفها بتشتت:

- يعني حماتي مفيهاش حاجة، امال الزفتة دي بتعمل عندهم ايه اصلا ؟

ضربت زبيدة كفيها ببعضهما، وقد فاض بها من هذيان ابنتها:

- لا حول ولا قوة الا بالله، عمالة تهرتلي بالكلام وانا مش فاهمة منك حاجة، ما تجيبي يا بت من الاخر،  انت عايزة ايه بالظبط؟


وكأنها كانت في انتظارها، خرج ردها على الفور برجاء:

- عايزاكي تروحي تطمني على خالتي ام شادي، وبالمرة تروحي تشوفي الزفتة دي بتعمل عندهم ايه؟


❈-❈-❈


خرج من غرفته بعدما بدل ثيابه لأخرى عادية للمنزل، ليتفاجأ بوالدته خارجة من غرفتها تتأبط ذراع ابنة خاله ساميه والتي انتبهت عليه لتعلق بابتسامة سمجة:


- كويس انك لحقت بسرعة وغيرت، الاكل سخن ومش محتاج انتظار. 

تقدم يتناول ذراع والدته منها قائلا بضيق:

- مخرجاها ليه طيب من الاوضة، ما احنا بنجيبلها الاكل لحد عندها. 


شهقت بمبالغة:

- يا نهار اببض، وتوسخ الفرشة من تحتيها، لا طبعا يا شادي، كدة احسن ع الاقل تفرط رجليها في الخطوتين دول.


لا ينكر صحة حديثها، ولكن الخوف هو ما يمنعه دائما عن تنفيذ ذلك، كما يحدث الاَن، مع ارتعاش جميع جسد  والدته في كل خطوه تخطوها، فيه. 

- انا فاهم كلامك بس برضو الامر ما يسلمش، تعالي يا ماما اقعدي. 


قال الاخيرة يجلسها على مقعد السفرة الصغيرة، وجلست هي بلهفة تدعوه:

- ياللا بقى انت كمان معانا، تلاقيك راجع هلكان من الجوع.

دا انا جايبة محشي ورق عنب حكاية، جيبت طبقين واحد طلعته لبيت اخويا والتاني جيبته هنا.


الصفحة التالية