-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 9 - 2 - الأربعاء 24/7/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع

2

تم النشر يوم الأربعاء

24/7/2024

اشار لها بالجلوس: 

- مفيش داعي، خليكي مكانك،  لما تدخلي جوا ابعتي الاسم، او صوريه في رسالة. 


- ابعتلك رسالة فين يا فندم؟ 

اجاب عن سؤالها بابتسامة مستترة: 

- عم طريق الواتس يا بهجة، ولا عايزة تقولي ان معندكيش واتس؟ 


ردت بعفويتها المعتادة: 

- لا طبعا عندي يا فندم. 

ابتسامة مشاغبة سيطر عليها بصعوبة قائلاً قبل ان يغادر: 

- كويس اوي، متنسيش بقى. 

حينما غادر ظلت لبرهة من الوقت تتطلع في ظهره، حتى اذا انتهت تنفض رأسها من العبث الذي اصبح ينخر بها، عادت لنجوان ، وجدتها تحدق بها بنظرات لم تفهمها على الإطلاق،  ولا تجد لها تفسيرا. 


❈-❈-❈ 


بفاه منفرج،  ظلت لمدة من الوقت تستوعب ما قد وصلها من اخبار عبر الهاتف، من إحدى الطبيبات التي تعمل بالمشفى التخصصي المشهور، وتملك العائلة جزء كبير من اسهمها، 


عن زيارات رياض الشبه اليومية لها منذ قرابة الاسبوع،  ورعاية شاملة لهذا الفتى شقيق الملعونة التي اصبحت كطيف شبح لها هذه الايام يطاردها في الصحو والمنام، 

لا تصدق تلك المبالغ الكبيرة في علاج هذا الفتى ، سوف يتم اختصامها من نصيبه السنوي. 


كيف يفعل شيء كهذا لمجرد عاملة بمنزله، تعلم عنه الكرم خصوصا مع العاملين على خدمة والدته، كمثال نبوية التي تحظى بكل الاهتمام لاجل مكانتها عبر السنين. 


انما هذه ، اي مكانة قد صنعتها في هذا الوقت القصير، يبدو أنها قد استهونت بأمر هذه الفتاة: 


- يا ترى قدمتي ايه تخليه،  يتكفل بالمبلغ الضخم دا عنك،  يا بهجة الزفت. 


كان هذا هو السؤال الذي دوى داخلها، حتى تفوه بها لسانها : 

- مبقاش انا لورا ان ما لقيتلك صرفة. 


❈-❈-❈ 


وصل الى منزل عائلته، ليضغط على الجرس بحرج، لا يعلم من اين سيدخل اليهم بتساؤله؟ بعدما سأل معظم الاصدقاء والمعارف التي يعرفها، في السؤال عنه، وعما ان كان قد قضى السهرة معهم، وحين مل من عدم الوصول إلى نتيجة،  قادته قدماه الى هنا، ربما وجد ما يدله عليه منهم. 


فتحت شقيقته لتتلقاه بابتسامتها العذبة؛ 

- اهلا حضرة الظابط امين، مشرفنا ومنورنا. 


لحق يبرر عن سبب مجيئه في الوقت الباكر من اليوم: 

- صباح الخير ، معلش لو جيت في وقت غير مناسب،  بس انا كنت جاي اسأل على عصام. 


- الله، وهو حضرتك غريب يعني؟ دا انت تيجي في اي وقت، ع العموم هو نايم في اوضته حاليًا، اتفضل ادخل وصحيه الكسلان ده، يشوف اللي وراه، دا اليوم طويل اوي النهاردة. 


قالتها تنزاح بجسدها من امامه، ليعبر خلفها الى داخل المنزل، تغمره الدهشة، فإن كان الامر طبيعيا الى هذا الحد، فما سبب الغياب عن عروسه وعدم السؤال. 


بعد لحظات قليلة، 

كان عنده بداخل الغرفة، يتطلع الى نومه الهاديء بسكينة، مناقضة تماما لحالة القلق البالغ والتوتر التي اصابت اهل العروس. 


- انت يا باشا، انت يا زفت انت ياللي نايم وسايب الدنيا تتطربق برا. 

استيقظ عصام يفتح اجفانه للضوء، فيقابل وجه رئيسه فوق رأسه متابعًا بإصرار: 


- اصحى ياض انت واتعدل، خليني اتكلم معاك انا مش فاضيلك . 

قطب عصام يستجيب له، ليعتدل بجسده متمتمًا، بابتسامة متكاسلة: 

- سيادة الباشا امين بذات نفسه، في اوضة نومي وبيصحيني كمان، دا ايه النهار النادي ده؟ 


عبس موبخًا له: 

- يا برودك يا اخي، مأنتخ وصاحي ناموسيتك كحلي ، والبت واهلها مفكرين انك هربت وطفشت يوم فرحكم. 


قطب يدعي عدم الفهم : 

- بنت مين؟ قصدك امنية؟ وايه اللي هيخليني اطفش واسيب فرحي عليها المجنونة دي؟ هو انا غاوي مصاريف تترمي ع الارض ولا ناس تشنع علينا بكلام مش لطيف. 


انفعل امين مرددًا بغيظ: 

- ولما هو كدة يا ظريف، طفشان من امبارح ليه ، واختك يسألوها تقول معرفش مكانه، انتو متفقين مع بعض توقعوا قلب البت واهلها. 


- لا لا لا حرام عليك متظلمش عبير اختي، هي فعلا قالت الحقيقة، لان انا بالفعل كنت غايب عن البيت ومرجعتش الا وش الفجر، يعني اكيد ملحقتش تطمنهم، ع العموم احنا لسة فيها ، اطمنهم انا بنفسي. 


قالها ثم توقف يتناول هاتفه من فوق الكمود المجاور له ، ليهاتف الأخرى امامه: 


- الوو يا امنية صباح الفل يا قلبي........  يا بنتي وليه القلق بس وتكبري الموضوع؟ انا قايلك من امبارح اني مشغول... 


التقت عينيه بخاصتي رفيقه، والذي كان يرمقه مضيقًا عينيه بريبة وهو يواصل التبرير مع خطيبته: 


- لا يا قلبي متقلقيش، النهاردة ليلة عمرنا، روحي ارتاحي واشبعي نوم قبل ما تدخلي في دوشة التجهيزات والعك اللي مستنيكي في اللبس والمكياج....... انا هقفل معاكي كمان عشان انتبه للي ورايا، دا حتى امين باشا مشرف منزلي المتواضع..... يلا سلام بقى. 


انهى المكالمة،  ليلتف اليه بتنهيدة مقللاً: 

- اهو يا باشا زي ما شوفت بنفسك، الوضع عادي جدا،  ومفيش اي حاجة وحشة لا سمح الله. 


- يا شيخ. 

تمتم بها امين، بشك اصبح يرواده بقوة، ليتناول المقعد الوحيد يقربه من التخت،  ثم جلس مقابلا له، يبدأ حديثه الجاد: 


- عصام، انا عرفت بخناقتك امبارح في المحكمة، لما ضربت الزفت اللي اسمه ابراهيم وكان هيموت في ايدك ، لولا رجالتنا اللي حاشوه عنك، دي مش طبيعتك ولا شخصيتك ابدا، كون انك تضربه بالشكل ده، وانت عارف بالصلة اللي كانت بتجمعه بخطيبتك، وبعدها تغطس وتختفى عن فرحك، دا ملهوش غير معنى واحد عندي، هو ان الولد ده قالك او استفزك بشيء انت مقدرتش تتحمله، واكيد الكلام.... كان عنها. 


كان صريحًا في مواجهته ، غير آبهًا بشيء سوى ان يفتح قلبه اليه، ولكن الاخر لم يكن بطاقة لتحمل حتى ذكر اسمها في موضوع خاص كهذا،  تأبى رجولته ان يناقشه مع احد ما ، مهما كانت صفة قربه له. 

فجاء الرد وكأنه كان مستعدا له: 


- اي كلام ده اللي هيقدر يهلفط بيه الولد ده؟ وانا اصلا هسمحله يجيب سيرتها على لسانه من الأساس، كبر دماغك يا باشا، هو اخره كان محروق مني عشان خطيبته سابته وهتتجوزني انا بداله، زود في الهرتلة، انا مستحملتش،  قومت مديله الطريحة ، عشان يحترم الفرق اللي ما بينه وما بينى ، وميكررهاش. 


اما عن امين ، فلم يكن غبيا على الاطلاق، ليبتلع القصة رغم حبكتها، ولكنه فضل السكوت ومجاراته ليقينه الاكيد باستحالة افصاح الاخير عن الحقيقة،  ولكن لا بأس . 


لينهض زافرا بقنوط: 

- ماشي يا سيدي براحتك، ع العموم انا في اي وقت تحت امرك وقت ما تحب تتكلم، قلبي مفتوحلك، وبرضو مش هسألك اختفيت فين الوقت دا كله؟ دلوقتي بقى خلينا في ليلة النهاردة، فاضلك اي حاجة لسة مخلصتهاش؟ 


نهض عن تخته بحيوية،  ليسترسل عن اخبار القاعة والمدعوين، وما تم تجهزيه وتحضيره لهذه الليلة. 


❈-❈-❈ 

وفي هذه الاثناء، 

هرولت هي من غرفتها، نحو الجالسين بوسط الصالة بحالة من البؤس تكتنفهم نتيجة ما يحدث: 


- اتصل يا ماما اتصل، اتصل يا رؤى، حتى عبير اخته كمان اتصلت وراه على طول تتأسفلي عشان لما رجع متأخر راحت نامت وملحقتش تتصل وتطمني عليه. 


تهلل وجه رؤى على عكس والدتها التي استنكرت بضيق : 

- ومالك يا اختي فرحانة اوي كدة ليه؟ بقى بعد ما اتغمينا ليلة بحالها بسبب تناحة المحروس وتناحة اهله،  لسة ليكي نفس تفرحي وتنسي عملته! 


تجلت الصدمة على وجه امنيه بوضوح والتي توقعت مؤازرة او تخفيف عنها، في وقت عصيب كهذا من اقرب الناس اليها، والدتها، فجاء الدعم من شقيقتها الصغرى العاقلة: 

- ولا يهمك يا امنية، اعتبريها ليله وعدت، بصراحة احنا كان لازم يصيبنا النكد،  بعد اللي عملتوه في ليلة الحنا امبارح ورقصك الاوفر ع الفاضي وع المليان مع البنات،  ودول معظهم كانو مبيننها اوي بطريقة كلامهم وقرهم عليكي انك هتتجوزي ظابط.، إن كل ذي نعمة محسود يا اختي . 


عبرت امنية عن اقتناعها ببعض الندم: 


- صدقتي، بس انا كنت فرحانة اوي يا رؤى، ولحد دلوقتي مش قادرة اصدق جماله ولا رقته معايا، دا بيعاملني كأني ملكة، مش المصدي اللي كان شايف نفسه ياما هنا ياما هناك،  ودائما محسسني اني اقل منه. 


قالت الأخيرة بقصد واضح نحو والدتها،  ودفاعها المستمر عن هذا الاخرق ابراهيم،  والتي مصمصت بشفتيها تصدر صوتا يجتاحه الغيظ : 


- ايوة يا ختي شوفي نفسك علينا من دلوقتي،  طبعا ، هو انت  حد هيملى عينك بعد كدة. 


- يا ساتر يارب. 

غمغمت بها رؤى، وقد استهجنت جهل والدتها وغبائها في التعبير حتى يخونها الرد مع ابنتها،  لتنهض ملطفة: 


-طب مدام اطمنتي ، يبقى روحي نامي بقى الساعتين الفاضلين دول،  عشان تريحي بشرتك وتروقي للجاي . 


رحبت امنية بابتسامة ملء فمها: 

- هو كمان قالي كدة، عشان ابقى مصحصحة واروق له، عن اذنكم . 


- ايوة بقى . 

عقبت بها رؤى بابتسامة شقية، تغازل شقيقتها التي غادرت بعد ذلك بارتياح ، لتنام قريرة العين بعد ليلة طويلة من السهد والسهر،  

وتتناول هي هاتفها تتصل على شقيقتها الكبرى شهد كي تطمئنها، بعدما شغلتها معهن رغم تعبها .

الصفحة التالية