-->

قصة قصيرة جديدة الفخ لسمر ابراهيم - الأحد 21/7/2024

 

قراءة قصة الفخ كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قصة الفخ

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 

تم النشر يوم الأحد

21/7/2024


تأوهت بألم وهي تمسك برأسها تحاول فتح عينها ببطئ لتعرف أين هي، شعور بالبرودة يجتاحها وارتعش جسدها بعنف وهي تتلفت يمينًا ويسارًا بفزع شديد لتجد نفسها ملقاة على تلك الأرضية الباردة، رؤيتها المشوشة تتضح شيئًا فشيئًا وهي تحاول الجلوس لتدرك بأنها موجودة بغرفة مغلقة بها العديد من أدوات التعذيب منها المعلق على الحائط، ومنها والموضوع على طاولة بجوار فراش صغير كالموجود في غرف العمليات مما ضاعف من فزعها فما الذي جاء بها إلى هنا فآخر ما تتذكره هو جلوسها مع سامح في سيارته وتناولها ذلك العصير الذي أعطاها إياه وهنا بدأت الأحداث تنساب إلى ذاكرتها لتتذكر ما حدث.


تتصفح هاتفها بملل لتجد أمامها إحدى مجموعات التعارف والتي يتعدى عدد المشتركين بها مئات الآلاف فدفعها فضولها إلى الدخول إليها لمعرفة ما يحدث هناك.


بدأت تتفاعل مع بعض المنشورات وشيئًا فشيئًا أخذ الأمر يحظى بالكثير من اهتمامها حتى أصبحت لا تخرج من هذه المجموعة وبعد بضعة أيام وجدت أحدهم يرسل إليها رسالة معرفًا نفسه بأنه أحد أعضاء المجموعة ولكم أعجبه تعليقاتها التي تدل على ثقافتها واتساع مداركها.


ترددت أن تجيبه في البداية ولكنها قررت خوض التجربة للنهاية ما عساها أن تخسر فالأمر لن يتعدى بضع رسائل متبادلة لتجد نفسها تنجذب إليه دون إرادة منها، طريقته في خلق الحوار، روح الدعابة التي يمتاز بها، ملامحه التي تشبه نجوم السينما، ليتطور الأمر وأصبحت تحادثه طوال اليوم لا تغلق معه سوى وقت النوم وما ساعدها على ذلك أنها تعيش بمفردها بعد وفاة والديها ولا تعمل فهي تنفق من معاش والدها.


لم يكتفيا بالرسائل الإلكترونية وتبادلا أرقام الهاتف ليبدأ يومها وينتهي على صوته وبعد ما يقارب الشهران اتفقا على أن يلتقيا ليرى كل منهما الآخر فلقد صارحها بحبه لها وإنه يريد أن يمضي باقي عمره معها رفضت كثيرًا مقابلته ولكنه ألح على ذلك حتى وافقت بصعوبة شديدة وها هي تنظر لنفسها في المرآة بإعجاب شديد فهذه المرة الأولى التي تتأنق بها وترتدي هذه الملابس الباهظة وتضع مساحيق التجميل لتبرز جمالها فكل ما تريده الآن أن تثير إعجابه.


نظرت لنفسها في المرآة نظرة أخيرة لتشعر بالرضا عن مظهرها قبل أن تخرج من الشقة وهي تنظر في ساعة يدها فهي لا تريد أن تتأخر عليه في موعدهم الأول.


ارتسمت على وجهها علامات السعادة فور رؤيتها إياه خاصة عندما وجدته لا يختلف عن الصور التي أرسلها لها وما زاد من سعادتها هو ثناءه على مظهرها ونظرات الإعجاب التي كان يتطلع بها إليها:


- إيه الحلاوة دي دا انتي طلعتي أحلى من الصور بكتير.


شعرت بالخجل فنظرت أرضًا وهي تعقب باقتضاب:


- ميرسيه.


عقب بابتسامة وهو ينظر إليها بثاقبتيه وكأنه يخترق روحها وعقب بهيمنة:


- لا بقولك إيه مش وقت كسوف خالص بصيلي.


رفعت رأسها تنظر إليه بخجل دون أن تنطق وأخذت تتلفت يمينًا ويسارًا بتوتر ليضيق عينيه ويسألها بخبث:


- بتتلفتي حواليكي ليه؟ خايفة حد يشوفنا مع بعض؟


أجابت بتلعثم وهي تضع خصلاتها خلف أذنها:


- لا، لا أبدًا أنا بس أول مرة أقابل حد غريب.


تجهمت ملامحه وعاتبها بأسف:


- وهو أنا غريب برضه؟


شعرت بأنه قد خانها التعبير فعقبت بنفي:


- لا مقصدش، أنا بس أول مرة أقابل شاب.


اغتر فاه بابتسامة وهو يعقب:


- بجد؟


اكتفت بإماءة من رأسها بإيجاب ليردف وهو يأخذ أشياؤه من فوق الطاولة:


- طب إيه رأيك نقوم طالما خايفة حد يشوفنا.


- يعني مش هتزعل؟


نفى برأسه وهو يشير نحو النادل لكي يحضر له الحساب وما هي سوى لحظات ووجدت نفسها أمام سيارته وهو يفتح لها الباب لتتردد في البداية ولكنه طمأنها:


- متخافيش هنتمشى شوية بالعربية وبعدين هوصلك البيت.


ركبا السيارة وأخذا يتحدثان وهو يقود دون أن ينتبها لمرور الوقت لتظر إلى ساعة يدها وتحدثت بتعجب:


- يااه تخيل احنا بقالنا ساعتين ماشيين بالعربية.


عقد حاجبيه وهو ينظر لساعته هو الآخر ليرسم الدهشة على وجهه ببراعة شديدة:


- معقول! الوقت معاكي عدا بسرعة جدًا.


- طب أنا اتأخرت أوي ممكن تروحني بس أقف بعيد عن البيت انت عارف كلام الناس وخصوصا إني عايشة لواحدي.


أماء بموافقة ولكنه توقف أمام أحد المتاجر:


- أنا هنزل أجيب إزازة مية أجيبلك حاجة معايا؟


نفت برأسها فترجل من السيارة ومكث بضع لحظات ليعود وهو يحمل بيده حقيبة بلاستيكية بها بعض زجاجات المياه والعصائر وقدم إليها إحداها فأخذته بتردد وشربت منه وماهي إلا لحظات ووجدت نفسها تغيب عن الوعي وعندما أفاقت وجدت نفسها في هذا المكان الموحش.


تحتضن نفسها بزراعيها بخوف شديد لا تعرف من الذي ينتظرها؟ ولم فعل بها هذا؟


التفتت بفزع فور سماعها لصوت فتح باب الغرفة لتجده يلج إليها ممسكًا بسوط في إحدى يديه وأصفاد باليد الأخرى، ينظر إليها وهو يبتسم بسخرية:


- حمدلله عالسلامة أخيرًا صحيتي يا حلوة.


عقبت بفزع:


- أنا فين؟ وانت عايز مني إيه؟


أجابها بتهكم:


- انتي فين؟ تقدري تقولي كدا انتي هنا في مملكتي، عايز منك إيه بقى فأنا عايز منك كتير أوي أهلًا بيكي في جحيمك.


قال جملته الأخيرة وعيناه تلمع بطريقة مخيفة كأنها أمام شيطان وليس إنسان، قام بإخراج هاتفه ووضعه في مكان معد خصيصًا له ليدخل على موقع ما وقام بتفعيل خاصية البث المباشر ثم اتجه نحوها والتي كانت تنظر إليه بأعين زجاجية تغشاها الدموع لا تعي شيء مما يفعل.


اقترب منها وأمسك بيدها بقوة يريد تكبيلها بالأصفاد وهي تنظر إليه بهلع لا تقوى على المقاومة وفي لحظة تحولت نظراتها من الزعر إلى الظفر والتوعد وهي تمسك بيده الممسكة بالأصفاد تلويها خلف ظهره بقوة وقامت بنزع الاصفاد منها وكبلته بها في أقل من لحظة ودفعته أمامها بقوة وهي تصيح به بابتسامة متوعدة:


- مفاجأة مش كدا؟ إيه رأيك في المفاجأة دي حلوة صح؟


المفاجأة شلت تفكيره وأعجزته عن الحديث فكيف استطاعت فعل ذلك؟ ومن تكون؟ يحدق بها بعيون جاحظة يراها تدور حوله ببطء وهي تنظر إليه بسخرية وحدثته بتهكم:


- إيه مش هتقوم كدا توريني جحيمك ولا انت مبتتشطرتش إلا عاللي أضعف منك؟


- إنتي مين؟ وعايزة مني إيه؟ فكيني يا بنت ال.. 


قال ذلك وهو يحاول الوقوف ليقترب منها ولكنها باغتته وأمسكت بهراوة خشبية كانت موضوعة في أحد أركان الغرفة ونزلت بها بقوة على قدمية ليقع أرضًا وهو يصرخ ويسبها من الألم فضحكت بصخب وتحدثت بشر من بين أسنانها:


- إيه مالك مستعجل كدا ليه؟ عايز تبدأ الحفلة بدري أوي كدا؟ دي لسة الليلة في أولها واحنا معانا وقت كبير.


أنهت حديثها وهي تنزل على قدميه بالهرواة مرة أخرى حتى سمعت صوت تكسر عظامه فألقت بها أرضًا وتوجهت نحو هاتفه التي وجدته لازال يسجل البث المباشر على أحد مواقع الإنترنت المظلم ووجدت الكثير من التعليقات على ما تفعله به ومنهم من يدعوها للاستمرار بحماس شديد وآخرين يقومون بإرسال تهديدات لها لتغلق ذلك البث وقامت بتفحص هاتفه لتجد عليه الكثير من المقاطع المصورة لفتيات في مثل عمرها وتكوينها الجسماني يعذبون على يديه ولا يكتفي بتعذيبهن فقط بل يقوم باغتصا بهن بوحشية حتى تزهق أرواحهن.


وضعت يدها على فمها تحاول مقاومة شعور الغثيان التي تشعر به جراء ما رأته ولكنها جحظت عيناها فور رؤيته لمقطع لفتاة ما تسمرت مكانها وهي تراها تتعذ ب بطريقة وحشـ ية، كانت تشاهد بصدمة وعيون جاحظة غير قادرة على إغلاقها، تحجرت دموعها بداخل مقلتيها تنظر إليه بحقد سيطر على كل خلية بجسـ دها لا تصدق أن يكون الملقى أمامها هذا هو من فعل هذا بشقيقتها إنه ليس ببشر كيف سولت له نفسه أن يفعل ذلك مع كائن ضعيف هكذا وما أثار غثيانها وجعلها تتقيأ كل ما بداخل معدتها هو رؤيتها له يعا شر شقيقتها حتى بعد موتها فاتجهت إليه بغضب جحيمي ممسكة بالسوط الي كان بيده وأخذت تجـ لده بكل ما أوتيت من قوة وهي تصرخ بشده حتى ظنت أن أحبالها الصوتية قد تقطعت من كثرة صراخها:


- ليه عملت فيها كدا يا كـ لب يا حيو ان ليه تؤذيها كدا أذتك في إيه علشان تعمل فيها كدا؟


كان يصرخ هو الآخر كلما لامس السوط جسـ ده:


- هي مين دي؟ فكيني أحسنلك وديني لأقتلك يا بنت ال.... 


كانت كلماته تزيد من غضبها أكثر فتكيل له الضر بات أكثر فأكثر حتى تعبت يداها وأخذت تلهث بقوة فأسقطت السوط من يدها وجلست أرضًا وهي تضع يدها على وجهها وهي تبكي بشدة متذكرة شقيقتها والتي كانت تشع بالحيوية الإبتسامة لا تفارق وجهها هي من عوضتها غياب والديها بالرغم من كونها شقيقتها الصغرى.


كانت لا تخفي شيء عنها وحدثتها عن ذلك الشخص الذي تعرفت عليه على إحدى منصات التواصل الإجتماعي والذي يشبه نجوم السينما مفتول العضلات وسيم وحنون يخشى عليها من كل شيء.


لا تعلم لمَ لمْ تكن مرتاحة لذلك الأمر خاصة عندما شاهدت صورته على هاتفها فما الذي يجعل شاب بهذه المواصفات يلجأ لهذه الطريقة للتعارف فحذرتها منه كثيرًا ولكنها لم تستجب لها كانت غارقة في عشقه حتى الثمالة وعندما جاء موعد لقاءها معه كادت أن تطير من فرط سعادتها، حاولت الذهاب معها ولكنها أبت ذلك وأخبرتها بأنها ستلتقي به هذه المرة بمفردها والمرة القادمة ستجعله يأتي يطلب يدها منها وتحججت بأنها لم تخبره بأنها قد قصت عليها شيء عنه وخرجت بالفعل ولكنها لم تعد أبدًا حاولت الوصول إليها أو معرفة ما حدث لها بكل الطرق ولكن دون جدوى أبلغت الشرطة بكل شيء تعرفه ولكنهم لم يستطيعوا عمل شيء فلقد اختفت ومعها هاتفها ولم يستطيعوا تتبع أثره حتى حساباتها على مواقع التواصل قد حزفت جميعها بطريقة احترافية وكأنها لم تكن موجودة من الأساس وبالكشف عن آخر رقم هاتفته قبل اختفائها وجدوا بأنه رقم غير مسجل وتم غلقه لتنغلق أمامها جميع الأبواب ولم تجد سبيل للوصول إليها.


تلوم نفسها كل يوم منذ يون اختفاء شقيقتها فهي من تهاونت معها وسمحت لها أن تحادث شاب غريب وتذهب للقاءه بمفردها ولكنها لم تكن تتخيل في أسوأ كوابيسها أن يحدث هذا أو يكون ذلك مصير شقيقتها فكل ماكانت تريده هو أن تخرج من حالة الإكتئاب التي دخلت بها بعد وفاة والديها في ذلك الحادث وفرحت عندما بدأت في التحسن بعد معرفتها به وقررت الخروج من القوقعة التي وضعت نفسها بها ولكن ما هي النتيجة لقد حرمت منها هي الأخرى على يد ذلك الشيطان.


أخذت شهور تراقب الصفحات التي كانت شقيقتها مشتركة بها وجميع الصفحات المشابهة كانت تراقب في صمت تبحث بين التعليقات وكأنها تبحث عن إبرة بين كومة من القش وبعد الكثير من الوقت وجدت ضالتها فلقد وجدت تعليق لشاب يضع صورة مشابهة للتي رأتها مع شفيفتها ولكن بإسم مختلف فبدأت بنسج خيوطها حوله قامت بعمل حساب زائف ووضعت عليه صورة لها بعد أن غيرت في شكلها بوضع عدسات لاصقة بلون يطابق لون أعين شقيقتها وشعر مستعار بنفس اللون والطول وكتبت معلومات زائفة تجذب انتباهه وبالطبع لم تذكر كونها حاصلة على بطولات دولية في إحدى ألعاب القوى وتستطيع الدفاع عن نفسها أمام أي شخص ومن هنا بدأت اللعبة.


قامت بالتعليق والتفاعل على جميع المنشورات خاصة الذي يعلق عليها هو وبرأي مشابه لما يقول وبالفعل بدأت تنجح خطتها وبدأ يتفاعل مع تعليقاتها ويعقب عليها وبعد القليل من الوقت أرسل إليها رسالة التعارف ومن هنا بدأت المباراة بينهما هو يحاول الإيقاع بها وهي سمحت له بذلك بكل رحابة صدر.


ترمقه بانتصار وهو ملقى أرضًا يأن من كثرة الألم، اقتربت منه ممسكة بشعره بقوة رافعة رأسه واضعة الهاتف أمامه بعد أن أوقفت المقطع على صورة شقيقتها:


- وديتها فين؟


لم ينطق واكتفى بالبصق على وجهها فاستشاطت غضبًا وضر بت رأسه أرضًا أكثر من مرة إلى أن فقد الوعي فقامت بسحبه ووضعته على الفراش الصغير الموجود بالغرفة وقامت بتوثيقه جيدا باستخدام الحبال التي كان يستخدمها لتكبيل تلك الفتيات البريئات وأحضرت دلوًا من المياه وسكبتها عليه لكي يستفيق فشهق بقوة وأخذ يتحرك بعنف في محاولة بائسة منه لحل وثاقه ولكن دون فائدة فقرر اتخاذ طريقة أخرى معها علها تأتي بنتيجة:


- فكيني وهدفعلك اللي انتي عايزاه مليون اتنين عشرة وأوعدك إني مش هعملك حاجة بس فكيني.


ابتسمت بسخرية هل يعتقد بأنها بهذه السذاجة حتى تصدق ما يقول فحدجته بشر وهي تعقب:


- عايزني أفكك وماله أفكك بس تقولي الأول وديت البنات اللي مصورهم دول فين؟ أنا معنديش مشكلة أفضل أعذ ب فيك لحد روحك ما تطلع زيهم أو تشتري نفسك وتقولي وديتهم فين.


أنهت حديثها وهي تخرج مدية كانت تخفيها أسفل ملابسها وبدأت تحركها على وجهه ببطء شديد:


- ها تحب نبدأ منين؟ من هنا؟


كانت تشير إلى جانب فمه ثم انتقلت إلى صدره:


- ولا هنا؟


أنهت كلمتها وهي تحركها هبوطًا حتى وقفت بها أسفل بطنه وضغطت بها لترى علامات الزعر قد باتت جليه على وجهه وحدثته بشر:


- أنا رأيي نبدأ من هنا علشان تحرم تبص لبنت تاني واهو تبقى زيك زيهم دا لو فرضنا إنك خرجت من هنا حي أصلًا.


ازدادت حركته ليحاول فك وثاقه وأخذ يصرخ بزعر:


- لا أبوس إيدك أوعي تعملي كدا أنا هعملك اللي انتي عايزاه بس متعمليش كدا.


رفعت المدية ووضعها أمام فمها هي تتحدث بثقة:


- قول وديتهم فين.


- مدفونين برا في جنينة الفيلا.

تحجرت الدموع بعينيها فور معرفتها مكان دفن شقيقتها التي كانت تدعوا الله أن تكون لازالت على قيد الحياة رغم مرور ما يقارب العام على غيابها ولكنها كانت تتأمل ذلك إلى أن جاء هذا الحقير وذهب بكل آمالها أدراج الرياح.


تريد الصراخ، لا، بل تريد أن تمز قه وتخرج احشاؤه تطعمها للكلاب الضالة ولكنها تمالكت نفسها فإن فعلتها الآن ستكون مثله، اقتربت منه وضر بته على رأسه بقوة حتى فقد الوعي وبعدها استقامت وامسكت بهاتفه طالبة رقم الشرطة وأخبرتهم بأنها تريد الإبلاغ عن قاتل متسلسل وأعطتهم العنوان وأين مكان جثث ضحاياه وفور إنتهائها من البلاغ قامت بوضع الهاتف بمكانه مرة أخرى ومسحت البث المباشر الأخير الذي تظهر به كما قامت بمسح كل شيء متعلق بها بهذا الهاتف من رسائل ومكالمات وكل شيء يدل على معرفتها به كما قامت بإزالة أي أثر لها بداخل المكان وخرجت وهي تخفي وجهها بعناية حتى لا يظهر في أي من كاميرات المراقبة ولكنها لم تبتعد كثيرًا بل ظلت مختبئة في مكان قريب منتظرة قدوم رجال الشرطة الذين أتوا بعد القليل من الوقت وقاموا باقتحام المكان لتتتهد براحة خاصة بعد أن رأت بعد بعض الوقت قدوم عربة إسعاف لنقله وهو مكبل ولايزال غائبًا عن الوعي كما أحضروا الكثير من معدات الحفر ليتأكدوا من وجود الجثث في المكان التي أخبرتهم به.


❈-❈-❈


ذهبت إلى منزلها بعد أن تخلصت من الهاتف الذي كانت تحادثه منه كما قامت بحذف الحساب الذي كانت تتواصل معه من خلاله، تنتظر بترقب انتشار الخبر  وبالفعل ما هي إلا ساعات قليلة وأصبح الخبر حديث كل وسائل التواصل الاجتماعي 

"القبض على سفا ح جديد للنساء يدفن ضحا ياه في فناء منزلة"

" اكتشاف ما يقرب من عشرون جثة حتى الآن ولازال البحث مستمر"

" هل للإنترنت المظلم دور في هذه الجرائم"

" مجرم خطير تم العثور عليه مكبل من قبل مجهول لينكشف الستار عن جرائم مروعة"

" مجرم تفرغ لمدة عامين كاملين لاغتصا ب وتعذ يب الفتيات وإزهاق ارواحهن"

" فتاة مجهولة هي من قامن بالإيقاع بهذا السفا ح وفشلت السلطات في الوصول إليها"


كانت هذه معظم عناوين الأخبار التي تتحدث عنه، لقد تصدر عناوين الاخبار لمدة طويلة ولكن أحدًا لم يتوصل لهويتها لقد قال في التحقيقات أن فتاة مجهولة هي من فعلت به ذلك وكأنها شقيقة إحدى ضحاياه ولكن فيما يبدوا أنهم لم يهتموا بالبحث عنها وكأنهم ممتنون لما فعلته.


تم استدعائها بعد بضعة أيام لكي تتعرف على جثة شقيقتها، بخطى بطيئة ولجت إلى المشرحة نعم كانت تعرف بما حدث لها ولكن أن تراها وهي جثة هامدة هذا ما لم تكن تقوى عليه.


قدماها لما يستطيعا حملها وسقطت مغشية عليها فور رؤيتها لرفات  شقيقتها فلقد مر على وفاتها ما يقارب العام وقد تحللت جثتها بالكامل ولكنها تعرفت عليها من ملابسها ومتعلقاتها التي دفنت معها.


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أشهر


تقف أمام قبر شقيقتها محدثة إياها والدموع تغرق وجهها:


- ارتاحي يا حبيبتي خلاص حقك رجع والنهارده اتنفذ فيه حكم الإعدام، وحشتيني أوي يا إيمان أوي الدنيا وحشة من غيرك، أختك عمرها ما نسيتك ومسكتتش الا لما جابت حقك.


أخذت تحدثها وكأنها تقف أمامها تقص عليها ما حدث وكيف استطاعت أن تأخذ بثأرها لتتنهد براحة في النهاية فاليوم فقط تستطيع المضي قدمًا والاستمرار في حياتها ترا هل انتهى الأمر هنا حقًا أم أن للحديث بقية؟


تمت

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سمر إبراهيم من رواية تعويذة العشق الأبدي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة