-->

قصة قصيرة وعادت بي الحياة لنهى عادل - الأحد 29/7/2024

 

قراءة قصة وعادت بي الحياة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قصة وعادت بي الحياة 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نهى عادل

تم النشر يوم الإثنين

29/7/2024


المقدمة

."إنّ أصعب الأمور في الحياة، أن تثق تمام الثقة بمن حولك، ويردون إليك تلك الثقة بخذلانٍ كبيرٍ غير متوقع، فيصبح الأمر أشبه بكابوس مظلم لا تفسير له، فالأمر محبط للغاية، ولكن الأصعب من ذلك، أن يخذلك تؤام روحك، نبض قلبك أي الشعور بالخذلان من بعد الأمل، فيصبك الخذلان، والخيبة، وعدم المقدرة على التواصل

الخذلان: هو أن يكسركَ الشخصُ الذي قضيتَ وقتكَ محاولاً ترميمه" !

 

--

 

فى منزل متوسط الحال

بغرفة نوم شديدة الجمال استيقظت تلك الجميلة على صدح رنين المنبه فتحت عينيها العسلية ذات الاهداب الطويلة ازاحت الغطاء عن جسدها ليظهر جسدها الناعم ناصع البياض و ينسدل عليه شعرها البنى الطويل بإرهاق و نعاس شديد مدت يديها وسحبت المنبه لكى توقفه فهى اصبحت تشعر بألم شديد في معدتها تنهدت ثم نظرت بحب الى زوجها الغافل بجوارها و انتصبت واقفه و دلفت الي الحمام اختفيت دقائق ثم خرجت تزفر بضيق فهي متزوجة منذ خمسه سنوات و لم يرزقها الله بأطفال و لكنها لم تفقد الأمل حتي زوجها كان صبور معها و لكن والدته السيدة فاتن أصبحت تسي معاملتها بشكل بشع تنهدت و خرجت متجه الى المطبخ لكي تقوم بتجهيز الطعام لزوجها قبل ذهابه الى العمل واثناء انشغالها و عدم انتبها وجدت من يحاوط خصرها و يقبل عنقها قائلا:

_صباح الخير على أجمل عيون

تنهدت حياة قائلة:

_صباح الخير يا صلاح

تعجب صلاح من نبره صوتها الحزين قائلا:

_قلب صلاح ماله على الصبح

استدارت له قائلة:

_للأسف يا صلاح زي الشهر اللي فات ما فيش حمل

قالت هذا و نزلت دموعها تنهمر بغزارة

سحبها صلاح داخل أحضانه يرتب على ظهرها بحنان قائلا بحب:

_أهدي يا قلب صلاح الصبر يا حبيبتي ربنا عوضه قريبا و بعدين أنتِ مستعجله على ايه خلينا نعيش شوية فى دلع

قال هذا واخراجها من أحضانه ووضع قبله رقيقه على وجنتيها

ابتسمت حياة قائلة:

_ربنا يخليك لى يا صلاح أنا مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه يلا روح خد لك شاور على ما أجهز الفطار

ابتسم لها بمكر ثم غمز لها قائلا:

_طيب ايه رأيك لو تيجى تساعديني

خجلت حياة من حديثه قائلة:

_عيب يا ابو صلاح يلا روح تتأخر على الشغل

شهقت حين حملها يضمها الى صدره قائلا:

_والله ما يحصل لازم تساعديني يعنى تساعديني

لفت يديها قائلة بحب:

_يا صلاح اعقل الساعة بقيت تسعه

وضع قبله على وجنتيها و سار متجه بها الى الحمام وكاد ان يدلف و لكن اوقفه طرق على الباب

أنزلها قائلا :

_دي أكيد ست الحبايب أنا حافظ مواعيدها روحي افتحي لها لحد ما أدخل الحمام

كتمت حياة ضحكتها و سارت متجه الى الباب وقامت بفتح الباب قائلة بحب:

_صباح الخير يا ماما اتفضل أدخلي

نظرت لها فاتن قائلة:

_صباح الخير يا مرات أبنى ساعة على ما تفتحي

خجلت حياة أردفت قائلة بهدوء:

_معلش كنت فى المطبخ بجهز فطار صلاح اتفضلي علشان تفطري معانا

اما فى الداخل

خرج صلاح من الحمام يلف خصره بمنشفة قطنيه و اخري يجفف بها شعره وقع نظره على التخت لمعت عينيه بالسعادة حين وجد ملابسه التي أخرجتها له حياة من الخزانة فهي تهتم بأدق تفاصيل له ارتدي سروال جيز و قميص اسود وحذاء رياضي من اللون الاسود وقف امام المرآه صفف شعره بعناية ثم نثر عطره المفضل لدى حياة ثم سار متجه الى الخارج ليجد والدته تجلس على طاولة الفطار وحياة تحمل باقي الاطباق تضعها على الطاولة اقترب من والدته و جذب يديها و قام بتقبلها قائلا:

_صباح الخير يا ست الكل

ابتسمت له فاتن ترتب على ظهره قائلا:

_صباح الخير يا ضنايا أنا جيت علشان اطمئن على حياة

قالت هذا ونظرت الي حياة التي نظرت لها بتعجب

أكملت السيدة فاتن قائلة:

_هااا يا حياة فرحي قلبي و قول لي أنها ماجيتش وإنك هتكون حامل الشهر ده

شحب و جه حياة نظرت الى زوجها بغضب فهو بالفعل من اخبر والدته عن موعد عادتها الشهرية

ارتبك صلاح من نظرات حياة و حاول تغير الموضوع قائلا وهو ينظر الى والدته:

_اتفضلِ افطري يا ست الكل الأول

بينما لمعت الدموع فى عين حياة تنظر بخذلان الى زوجها ثم نظرت الى السيدة فاتن التي وجدتها لوت شفتيها قائلة

_اه افطر ما الجواب باين من عنوانه، بقول لك ايه يا حبيتي أنا بقول إنك تغيري الدكتورة احسن، ايه رأيك لو اخلى بنتي الأستاذة سماح اللي ما شاء الله جيباه اثنين تودكِ عند الدكتور اللى كانت متابعه معاه و هي حامل

 

نظرت حياة بحزن و دموعها حبيسه فى مقلتيها حديث السيدة فاتن كنصل الحاد الذي كان يغرس فى قلبها لتكمل السيدة فاتن حديثها بدون رحمة او شفقه قائلة:

_اصلا بنتي الأستاذة سماح شالت من أول اسبوع عقبال يا حبيتي لما اشال عوض ابنى صلاح يلا امشي انا لحسن عمك محسن قال لى مش أتأخر عليه

اوقفها صلاح قائلا:

_اقعدي يا امي افطري معانا

هتفت وهى تقترب من الباب قائلة:

_مرة تانيه يا حبيبي لما تسمع كلامي فى الموضوع اللى قولت لك عليه

صك صلاح على شفتيه بضيق قائلا:

_بعدين يا امى بعدين

لوت شفتيها قائلة:

_ياخبتك الكبيرة في ابنك يا فاتن لا بعدين ولا قلبين يلا يا روح ادخل وراها علشان تمسح لها دموعها

قالت هذا و خرجت من الباب

بينما زفر صلاح بضيق و ذهب متجه الى غرفة النوم

عندما شاهدت حياة السيدة فاتن تخرج من الباب المنزل هرولت الى داخل غرفة النوم ارتمت على التخت تبكى بشده دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة، ما هو ذنبها أنها لم تنجب الي الآن هى ارادة الله عزوجل و لكن اكثر صدمة لها هو اخبار زوجها تفاصيل حياتها الشخصية لـوالدته.

دلف صلاح الى داخل الغرفة زفر بضيق أقترب من حياة قائلا:

_حياة

نظرت له حياة ودموعها تنهمر فوق وجنتيها بدون أن تتحدث

بينما جلس صلاح جوارها و أكمل:

_أنا مكنتش  اقصد يا حياة و الله ماما هي اللي سألت و أنا اضطرت أقول لها

مسحت حياة دموعها قائلة بألم:

_مصدقه بدليل إن والدتك تعرف كل حاجة عنك او بمعنى اصح عننا، اكلنا ايه شربنا ايه،، بنتام معايا كام مرة لبست لك ايه أنا فاض بيا يا صلاح مش معقول اللى ببحصل ده، والدتك على عيني ورأسي بس مش ينفع كل حاجة تقول لها عليها و بالذات الحاجات الخاصة اللي بنا أنا بكون فى نصف هدومِ لما اشوف تلميحات والدتك و أختك سماح على مواضيع الخاصة بغرفة النوم بكون معرفش أرد عليهم اقول ايه لان الكلام فى المواضيع حرام ربنا سبحان وتعالى نهي عن افشاء سر غرفة النوم او سر البيت وللأسف أنت بتقول كل حاجة لوالدتك و والدتك تقول لأختك طيب تصدق مرة لقيتها بتقول قدام جوزها ايه رايك فى القميص ده، ده نفس القميص اللى عند حياة تخيل إن جوزها الرجل خجل من كلامها و هى لا

نظر لها صلاح بضيق ثم سحب يديها وقبلها :

_أسف يا عيون و قلب صلاح من جوه مش هعمل كدة تانى خلاص و بما إن اليوم اضرب فى الشغل أنا هعمل أجازه و هقعد معاك ومش هخرج من البيت النهاردة و أنتِ حضري لنا أكله حلوة من ايدك

قال هذا و قام بخلع ملابسه و ارتدي سروال بيتي مريح.

 

--

صباح اليوم التالي

استيقظت حياة بتكاسل و ارهاق شديد نظرت جوارها ولم تجد صلاح علمت بانه استيقظ مبكرا وذهب الى العمل دون ان يقوم باستيقاظها. تنهدت بألم فهى اصبحت تشعر بألم شديد فى معدتها فهى تعلم بأنها يوجد مشاكل فى القالون و لكن الألم يزيد

صدح رنين الهاتف جذبت الهاتف من جوارها و نظرت الي الشاشة ورأت اسم ابنه عمها سلمي هى من تقوم بالاتصال عليها

ضغطت على الهاتف قائلة بصوت متعب:

_السلام عليكم أزيك يا سلمي

تعجبت سلمي من صوت حياة أردفت قائلة بقلق:

_وعليكم السلام، حياة أنت كويسة

تنهدت حياة قائلة:

_اه كويسة يا سلمي، عمى ومرات عمي عاملين ايه

اجابتها سلمي قائلة:

_كلنا كويسين و بيسألوا عليكِ يا حبيتي، بس انا حسي ان صوتك تعبان فيك ايه يا حياة

ليزيد الألم على حياة أردفت قائلة:_

مفيش شوية تعب أنتِ عارفة إنى عندي مشاكل فى القالون و يظهر علشان امبارح أكلت حراق القالون كان له اعتراض

حزنت سلمي و هتفت قائلة:

_طيب ايه رايك لو اجي معاك و تروحي تكشفي فى المستشفى اللى أنا شغالة فيها نطمئن عليكِ و حتى تاخدي علاج يريح معدتك شوية

كادت أن ترفض و لكن عاد الألم بقوة تنهدت بقله حيلة قائلة:

_تمام يا سلمي هتصل على صلاح اقول له و بالمرة نخرج سوأ لأنى محتاجة فعلا أغير جو

أجابتها سلمي قائلة:

_تمام يا حياة و من حسن الحظ أن النهاردة الإجازة بتاعتي يعني نخرج براحتنا سلام يا روحي

و بالفعل قامت حياة بالاتصال على زوجها و اخبرته انها ستخرج مع ابنه عمها سلمي

 

--

بعد مرور حوالى ساعة

صفت سلمي سيارتها امام المشفى التي تعمل بها ترجلت اولا ثم ترجلت حياة بعدها تشعر بغضه فى قلبها نظرت لها سلمي قائلة :

_ يلا يا حياة ندخل زمان الدكتورة مستنية أنا حجزت لكِ بالتلفون

أومأت لها حياة و ساروا فى اتجاه باب المشفى دلفوا الى الداخل نظرت حياة الى المشفى وشعرت بوخزة شديدة فى قلبها أصبح قلبها يلعو و يهبط من شده الخوف نظرت لها سلمي بتعجب قائلة:

_ايه يا حياة مالك يا حبيتي انا جبتك هنا علشان اطمئن عليك مش تخافي أكتر باذن الله مافيش حاجه يلا تعال اقعدي هنا علي ما هدخل اكد الحجز

بعد قليل

جلست حياة و معها سلمي امام الطبيبة صاحبه الوجه البشوش ابتسمت قائله:

_معقول دكتورة سلمي عندنا و انا اقول العيادة نورت ليه

قهقهت سلمي قائله:

_انتِ بتريقي عليا يا حنان ما أنا كل يوم عندك يا حبيبتي والمهم اعرفك علي بنت عمى حياة

ابتسمت الطبيبة حنان و هي تمد يديها قائلة:

_أهلا و سهلا نورتي أنسه ولا مدام

هتفت حياة بصوتها الرقيق:

_لا مدام حياة

ابتسمت حنان قائلة:

_اهلا وسهلا يا مدام حياة اتفضلي قول لي بتشكي من ايه

بالفعل قصت لها حياة عن ما تشعر به من ألم فى معدتها منذ حوالى شهرين

أخبرتها حنان بعد أن قامت بالكشف عليها القيام بيعض الفحوصات الطبية و عمل اشاعه مقطعية على البطن

بعد خروج سلمي و حياة من عند الطبيبة أردفت سلمي الى حياة قائلة:

_ايه رايك يا حياة نروح نتغدى بره

أومأت لها حياة براسها بدون أن تنطق فهي بالفعل تريد أن تغير جوا

 

 

--

فى منزل محسن عمران

جلست السيدة فاتن تنظر بغضب الى ابنها صلاح تحاول اقناعه بان يتزوج من أمرأه اخري فهي تريد أن تري حفيد لها أردفت قائلة بلهفه

_هاااا يا صلاح ايه رايك في سهي بنت عبير صاحبتي

تنهد صلاح قائلا بضيق:

_رأيي في ايه يا ماما، حضرتك عاوزة ايه من الاخر

زفرت بغضب قائلة:

_بقول لك ايه يا صلاح بلاش لف ودوران انت عارف كويس أنا قصدي ايه و بعدين البنت كويسة يا ابنى و تربية أيدى اتجوزها نفسي أشوف لك حته عيل يا صلاح

تنهد صلاح قائلا بضيق:

_بس أنا بحب حياة يا ماما و لا يمكن أتجوز عليها

قال هذا و نظر الى والده الذي كان يتابع هذا الحوار فى صمت و أكمل قائلا:

_ما تخليك معانا يا بابا راي حضرتك ايه؟!

زفرت فاتن قائلة:

_بقول لك ايه يا صلاح خليك معايا أنا، ابوك ملهاش رأي

نظر لها محسن قائلا بغضب:

_قصدك ايه يا ولية إنى مليش رأي ولا علشان أنا قولت كلمة حق إن مينفعش صلاح يتجوز على مراته لأنها بنت حلال و مش تستأهل منه الغدر ولاء الخيانة و إنه بيحبها

لوت فاتن شفتيها قائلة:

_حب ايه و دلع ايه، دي أرض بور عمرها ما هتخلف و ابنك قرب على اربعين سنه، مين هيشال أسمة، الشرع و الدين قال لو فيها عيب يتجوز ثم إن ابنك قعد اكثر من خمسه سنين من غير خلفه ولو كان على شعور المدام يتجوز معانا هنا وهى الحمدلله مش بتجي هنا

قالت هذا و نظرت الى صلاح و أكملت:

_هااا يا صلاح، قول موافق يا حبيبي و ريح قلبي

ضرب محسن كف على كف قائلا:

_لاحول ولاقوه الا بالله، مش حرام عليك تكوني سبب فى كسره قلب بنت يتيمة اتقي الله يا ولية ده أنتِ عندك بنت تقبلي جوزها يتجوز عليها

_فشر أنا بنتي ما شاء الله عندها بدل العيل اثنين و حملت من اول اسبوع الدور و الباقي على الأرض البور

نطقت فاتن بهذه الكلمات تحاول اقناع صلاح بان يتجوز سهي

رتب محسن على ظهر صلاح الشارد قائلا:

_بلاش تسمع كلام امك يا صلاح، ولو فعلا نفسك فى اولاد ، يبقى قبل ما تعمل حاجة قول لمراتك يا ابنى، حياة بنت حلال و يتيمه وما مش تستأهل منك كده

زفر صلاح قائلا بضيق:

_ربنا يسهل أنا ماشي زمان حياة رجعت البيت من بدري و أكيد مستنية علشان نتغدى مع بعض.

لوت فاتن شفتيها قائلة بنبره ساخرة:

_روح يا حبيب يا المدام، بس علشان تعرف خليها حلقة فى ودانك ان طالت ولا قصرت هتجوز سهي يعنى تتجوزها

نظر صلاح بغضب و ضيق الى والدته و تركها و ذهب من أمامها بدون أن ينطق بكلمة.

 

--

بعد مرور يومين

ذهبت حياة و معها سلمي الى المشفى

وقفت سلمي و معها حياة الشاردة التى تشعر بغضه شديدة فى قلبها أمام غرفة الطبيبة حنان طرقت الباب لتسمع صوتها تأذن بالدلوف

دلفت سلمي و معها حياة الى الداخل بينما ابتسمت لهم حنان قائلة:

اهلا وسهلا اتفضلوا اقعدوا

جلست حياة و أمامها سلمي التي قامت بإخراج ظرف قائلة:

_أتفضل يا دكتورة حنان نتيجة التحاليل احنا عدينا على المعمل و جبنا التحاليل معانا

مدت حنان يديها و اخذت الظرف من يد سلمي قائلة:

_تمام

فتحت حنان الظرف و بدأت قراءة نتيجة الفحوصات شحب وجهها و تغير لونه تعجبت سلمي و حياة التى كانت تشاهد تغير ملامح وجهها

أردفت حياة قائلة بهدوء:

_نتيجة التحاليل ايه يا دكتورة

نظرت لها حنان بحزن قائلة بحزن:

_للأسف يا مدام حياة كانسر

شحب وجه حياة و انتفض جسدها دموعها انهمرت على وجنتيها تحاول أن تكذب ما قالته الطبيبة

بينما تماسكت سلمي برغم من حزنها على حياة قائلة وهى تنظر الى حنان قائلة:

_متأكدة يا حنان إنه كانسر

أومأت لها حنان قائلة بحزن:

_للأسف أنا كنت شاكه في الموضوع من الأول ومش رضيت إني اقول اي حاجة غير بعد نتيجة الفحوصات و الأشعة للأسف مدام حياة عندها كانسر في معدتها و لازم نبدأ العلاج الكيميائي

أما حياة كانت فى عالم اخر، دموعها فقط تتحدث اهتز كيانها وصقعت روحها كانت تنظر لهم فقط لم تعد. تعي ما يحدث أو يقال أمامها انفصلت تماما عن الواقع

كانت شاردة حزينة شحب و جهها أصبحت فى عداد الموتى و فى لحظة نظرت إلي حنان قائلة بألم و دموعها تنهمر فوق وجنتيها :

_فاضل لى قد ايه يا دكتورة و أموت

شهقت سلمي من كلمتها و انهمرت دموعها هى الأخرى قائلة بلهفه:

_بعد الشر عليك يا حياة، أنت تعالجي و هتخفي و ترجعي احسن من الأول كمان و إن شاء الله هنفرح بعوضك كمان

شعرت حياة بغضه فى قلبها لهذا السبب هي لم تنجب إلي الأن

نظرت لها حنان قائلة بهدوء:

_ليه التشاؤم يا حياة، بأذن الله أنت تتعالجي و هتخفي و هتبقي كويسة علشان خاطر كل الناس اللي بتحبك.

أومأت رأسها ونهضت من على المقعد بدون ان تنطق بكلمة و سارت متجه الى الباب حزينة جسد بلا روح لم تستمع الى حديث سلمي او الطبيبة و اثناء خروجها الى الخارج اصطدمت بجسد شخص رفعت وجهها و نظرت له نظرة زلزلت كيانه ليشعر هو الاخر بغضه فى قلبه حين راي دموع عينيها أردفت قائلة برعشة:

_اسفة

قالت هذا و هرولت الى خارج المشفى

بينما فى الداخل أردفت حنان قائلة بحزن:

_سلمي لازم تقنعي حياة أنها تتعالج، و أهم حاجة النفسية يا سلمي من فضلك خليك جنبها

أومأت لها سلمي برأسها لتجد شخص يدخل الى الداخل قائلا:

_السلام عليك

نظرت حنان له قائلة بحب:

_و عليكم السلام نورت المستشفى يا موسي احب اعرفك علي الدكتورة سلمي

ثم نظرت الى سلمي و أكملت:

_دكتور موسي أخويا دكتور بيطري واستشاري طب نفسي وإدمان

ابتسمت له سلمي قائلة:_

اهلا و سهلا تشرفت بحضرتك يا دكتور

ابتسم موسي بهدوء:

_الشرف لي

 

أردفت سلمي قائلة:_

أستأذن انا يا دكتورة علشان ألحق اتكلم مع حياة

ثم نظرت الى موسي و أكملت:

_فرصة سعيدة يا دكتور

أومأ لها برأسه

بينما نظرت حنان الى سلمي و أردفت قائلة:

_تمام يا سلمي و اتصلي بيا اول ما توافق علي العلاج

بعد خروج سلمي جلس موسي أمام حنان و أردف قائلا:

 

_و أنا داخل عندك خبط فى بنت كانت طالعة من عندك منهارة هي مالها

 

قصت حنان الى موسي من اول مقابلة سلمي و حياة لها و اخبرته ايضا شكوكها بانها مريضة بهذا المرض الخبيث و لكنها لم تخبرهم حتى تتأكد من نتيجة الفحوصات والإشاعات، حزن موسي من اجل هذا الفتاة و حزن اكثر عندما علم بانها متزوجة.

 

❈-❈-❈

صباح اليوم التالي

لم تنعم حياة بالنوم ظلت مستيقظة طوال الليل كيف تخبر زوجها بمرضها و ماذا ستكون رده فعله فتحت عينيها بتعب و ارهاق على قبلات على وجها من صلاح قائلا بحب:

_صباح الخير يا حبيبي

تنهدت حياة و عدلت من جلستها قائلة:

_صباح الخير يا صلاح على ما تدخل الحمام أكون حضرت لك الفطار

وكادت ان تذهب الا ان جذبها صلاح داخل احضانه قائلة بعشق:

_راحة فين و سيباني و أنا مشتاق لك اوي كدة

نظرت لها و ارتمت داخل احضانه قائله بألم:

_أنا بحبك أوي يا صلاح بحبك أوي أنت كل حياتي أنت السند اللى لى بعد ربنا

تعجب صلاح من نبرة حديثها و شد من احتضنها بحب ثم أخرجها ونظر إليها و مال علي شفتيها وقبلها بعشق

بعد مده

جلس صلاح و بجانبه حياة الشاردة أمام السفرة يتناول و جبه الافطار فقد حسمت امرها و عليها اخباره بحقيقة مرضها فالزواج مبني على الحب و المودة و الصدق نظرت حياة الى صلاح قائله بحزن:

_صلاح فى موضوع مهم عاوزة اتكلم معاك فيه

وقبل أن يجيب صلاح سمعوا طرق على الباب أردف صلاح قائلا:

_اكيد دى ماما هروح افتح لها و بعدين نتكلم

أومأت له حياة برأسها

بعد ان قام صلاح بفتح الباب و دلوف والدته فاتن الى الداخل التي أردفت قائلة:

_ازيك يا حياة

قالت هذا و جلست على المعقد بجانب صلاح لكي تتناول معهم الطعام

أجابت حياة بهدوء قائلة:

_الحمدلله يا طنط أزاي صحة حضرتك و صحة عم محسن

هتفت فاتن قائلة و هى تضع الطعام فى فمها:

_كويس يا حبيتي بيسلم عليك، أنا جيت علشان افرح صلاح اصل بنتي حبيتي سماح طلعت حامل قولت لما اروح افرح اخوها

لمعت الدموع فى عين حياة و فى لحظة شعرت بغياث و ألم شديد فى معدتها لتضع يديه على فمها و تهرول الى الحمام بينما هتفت فاتن قائله الى صلاح:

_مراتك مالها روح شوفها يا ابني

اما بداخل الحمام

وقفت حياة امام الحوض تخرج ما بجوفها شعرت بدوار شديد وبدون سابق انذار سقطت فوق أرضية الحمام فاقدة الوعي أنتفض قلب صلاح حين دلف إليها ووجدها فاقدة الوعي مال عليها و حملها و خرج بها الى غرفة النوم و بدأ بخبط وجنتيها بيده قائلا بخوف:

_فوقي يا حياة مالك يا حببتي أنا لازم اتصل بدكتور

لوت فاتن شفتيها قائلة:

_دكتور ايه يا حبيبي، روح هات بصلة من البلكونة و فوقها بها

تعجب صلاح قائلا:

_بصل ايه يا ماما بس، دي فاقدة الوعي خالص

أردفت فاتن قائلة:

_طيب يا حبيبي بلاش بصل، هات أي أزازه برفان من عندك

هرول صلاح مسرعا و جلب زجاجة العطر.

بعد لحظات فتحت حياة عينيها بضعف تحاول تحريك جسدها الثقيل، ليوقفها صوت صلاح قائلا بلهفه:

_حياة مالك يا حبيبتي فيك ايه

لمعت الدموع فى عين حياة أردفت قائلة بحزن و ألم:

_صلاح أنا عندي ورم فى معدتي

جحظت عيناي صلاح و أنتفض جسده من اثر كلمات حياة شلت الصدمة جميع حواسه شارد ينظر إليها فقط آفاق من ذهوله على كلمات والدته قائلة:

_الف سلامة عليك يا مرات ابنى و أنا اللي فكرت إنك ممكن تكوني حامل اهي كملت

وعي صلاح على حالة و نظر بغضب الى والدته بينما أقترب من حياة وتحدث بصوت حزين مختنق:

_عرفتي منين يا حبيتي مش يمكن التشخص غلط.

نظرت له حياة تتحدث له بحزن و دموعها تنهمر فوق وجنتيها وقصت له ما حدث معها و ذهابها الى الطبيبة و عمل فحوصات و اشاعات.

--

ليلا

فى منزل طلعت زوج سماح.

دلف الى داخل شقته زفر بغضب وهو ينظر الى المكان الذي يعم فيه الفوضى و عدم ترتيب الأشياء تنهد و نظر إلي أطفاله قائلا:

_ماما فين يا حبيب بابا

أجابه الصغير و يدعى محمد:

_ماما جوه بتكلم تيتا فى التلفون يا بابا

قام طلعت بوضع قبله على وجنتيه صغيره و تنهد بقله حيلة فزوجته سماح لا تكف ولا تمل من المحادثة فى الهاتف طول اليوم تاركه اطفالها و منزلها بدون رعاية سار متجه الى غرفة النوم لينصعق من حديثها قائلة:

_يلهوي يا ماما حياة طلع عندها ورم فى معدتها اكيد ده السبب فى انها مش بتخلف لازم صلاح يطلقها و لا هو ناوي يضيع القرشين اللي معاه فى علاجها

وحينما شعرت بوجود طلعت زوجها أكملت:

_طيب يا حبيتي انا هقفل دلوقتي علشان طلعت جه

و قامت بأنهاء المكالمة و نظرت بتعجب الى طلعت الواقف امامها دون ان ينطق اقتربت منه قائلا:

_مالك يا طلعت أنت جيت أمتي

تنهد طلعت قائلا بضيق:

_لسه جاي و ياريت تحضري لنا الغداء لأنى نازل تانى

هتفت سماح قائلة ببرود:

_ليه أنت ما جبتش غداء معاك و أنت جاي زى كل يوم

زفر طلعت بغضب قائلا:

_لا ماجبتش لأنى نفسي فى مرة أجي الاقيكِ عمله لنا أكل طباخه زي الناس و طبعا حضرتك طول اليوم مشغولة فى التلفون و حتى مهنش عليك تشوفي مين فى الانتظار

لوت سماح شفتيها قائلة بنفس البرود:

_في ايه يا طلعت بلاش اكلم ماما، و بعدين مفيش مشكلة اتصل و هات لنا أكل من اى مطعم

نظر لها طلعت بضيق و شد خصلات شعره قائلا بنفاذ صبر:

_طيب و الاولاد اكلوا ايه طول النهار

ردت عليه و هي تجلس امام المرآه تقوم بتصفيف شعرها:

_خليت نادر نزل يجيب اندومي من السوبر ماركت

انصعق طلعت و أنتفض جسده قائلا بغضب:

_مين اللي نزل، و كمان جاب ايه

اجابته بملل:

_فى ايه يا طلعت هو نادر صغير ده عنده سته سنين ثم السوبر ماركت تحت العمارة

صرخ بها طلعت قائلا بصوت حاد:

_ده طفل عنده سته سنين تخليه يعدي الطريق لوحده، يا جبروتك أكيد الهانم مش فاضيه حتى تتصل بيا او حتى تنزلي او تبعتي لعم طارق البواب وفى الاخر ياكلوا اندوني الاولاد عايشه على الاندومي

_يووو وهو نادر كويس راح و جاه ومحصلش حاجة لكل ده

نطقت بهذه الكلمات و هي تحاول التقرب منه

ابتعد عنها و نظر إليها بغضب و خرج من الغرفة بل من الشقة بأكملها

اما هى بعد خروج طلعت هرولت تجذب الهاتف و تقوم بالاتصال مره اخري بوالدتها.

--

بعد مرور أسبوعين

 

في المشفى

أنهت حياة جلستها وظلت فى الغرفة لبعض الوقت حتى أمرها الطبيب بالخروج خرجت حياة تستند على سلمي و زوجة عمها والده سلمي بهزل و مراره لا تفارق حلقها و قلبها فهي يتيمة الاب و الام توفي والديهم فى حادث اثناء عودتهم من قضاء فريضة الحج و تكفل عمها بتربيتها هو وزوجته الحنون السيدة ابتسام التي لم تنجب الا سلمي احببتها مثل سلمي لم تفرق بينهما أين زوجها صلاح كل ما تعانيه الآن لا يعادل لحظه واحده من شعورها بالخذلان خذلان من شخص تزوجته و مضت معه أكثر من خمس سنوات و تركها تعاني لوحدها.

حاولت التماسك و لكنها كانت تشعر بوخيزات شديدة فى قلبها و كامل جسدها نظرت لها سلمي بغضه فى قلبها أردفت قائله: ايه رايك يا حياة نقعد فى جنينه المستشفى على فكرة كلها ورد وزرع و أنا عارفه إنك بتحبي الورد

أومأت لها حياة بدون أن تنطق

جلست حياة في مكان منعزل فى حديقة المشفى تشاهد الورود شاردة الذهن و بجانبها سلمي و زوجة عمها السيدة ابتسام يحاولون التخفيف عنها و لكنها كانت فى عالم آخر عالم ملئ بالأحزان و الحسرة دارت عينيها فى المكان و لمحت شخص يجلس في مقعد آخر يرمقها من بعيد بنظرات متفحصة وواضحة لفت ذلك الشخص نظرها فهي قد رأته من قبل و لكن أين و بالرغم من شعورها بالتعب الشديد الا ان فضولها جعلها تسترق النظر نحوه لتجده مازال يحدق بها بغرابه تنهدت ودارت و جهها فى مكان آخر و لكنها نظرت له ثانيه وجدته ينظر لها و هذا المره ابتسم لها ابتسامة رقيقه خجلت حياة و احمر وجهها و استغفرت ربها فهى ليس من طباعها ان تفعل هذا الشيء بضعف شديد مالت على سلمي الجالسة بجانبها قائلة:

_سلمي بقول لك شايفة الشاب اللي هناك ده

رفعت سلمي رأسها من أمام هاتفها التى كانت تنظر فيه لتدور راسها فى المكان لتجد شاب جالس على احدي المقاعد يبدوا عليه الهيبة و الوقار

أجابتها سلمي قائلة:

_ماله يا حياة

أجابتها حياة قائلة:

_عامل يبص عليا و حسي إني شوفته قبل كدة بس مش عارفة فين

نظرت له سلمي اكثر لتتذكر من يكون قائلة:

_ما ده يبقى أخوه الدكتورة حنان كان داخل وقت خروجك و كنتي منهارة  لما عرفتي نتيجة التحاليل

تنهدت حياة بألم و هو تتذكر هذا اليوم الذي قلب حياتها أردفت قائلة وهى تحاول الوقوف:

_يلا يا سلمي أنا تعبانة و عاوزة أروح ارتاح و كفاية تعب طنط ابتسام و تعبك

رتبت السيدة ابتسام على ظهرها بحنان قائلة بحب أموي حقيقي:

_تعبك راحة يا حياة، دي أنت بنتي يا حبيتي ربنا يعفي عنك

--

بعد مرور حوالى ساعة

دلفت حياة الى منزلها تنهدت بألم حين لم تجد صلاح ينتظرها فهو تحدث لها و اخبرها بان والدته مريضه و سيذهب معها الى الطبيب لنظر لمرض أخته سماح فى الحمل

تنهدت بحزن و دلفت الى غرفة نومها قامت بخلع طرحتها و قفت تنظر الى المرآه فقد خسرت الكثير من الوزن ووجها انطفي رونقه أصبحت دائما شاحبه الوجه و الهالات السوداء زادت بكثرة أسفل عينيها رفعت يديها وفكت عقده شعرها الذي أصبح ضعيف ومجهد و يتساقط بكثره بسبب جلسات الكيمياوي انهمرت دموعها و اغرقت وجهها و هي تجذب مقص و قامت بقص شعرها بل احضرت ماكينة الحلاقة الخاص بزوجها و قامت بحلق رأسها نهائي لتشعر بيعض الراحة برغم حزنها الشديد على شعرها

سمعت صوت فتح الباب علمت بمجيء صلاح زوجها الذي دلف الى غرفة النوم قائلا:

_حبيب قلب

ولكنه لم يكمل كلمته و انصعق حين نظر الى ما فعلته حياة بنفسها اقترب منها قائلا بغضب:

_ايه الجنان اللي عملتها في شعرك ده يا حياة

نظرت له بحسرة و انهمرت دموعها فوق و جنتيها حزن صلاح من نفسه واقترب من حياة و قام بضميها قائلا:

_اسف يا حياة ماكنش قصدي بس أنا انصدمت لما شوفتك بالمنظر ده حقك عليا يا روحي و بأذن الله بعد ما تخلصي جلسات الكيمياوي شعرك يرجع احسن من الأول.

نظرت له حياة قائلة:

_إن شاء الله عن اذنك يا صلاح هدخل الحمام

ابتعد عنها صلاح قائلا:

_تحبي اساعدك يا حياة

أومأت له براسها قائلة

_لا مفيش داعي أنا كويسة هدخل اخد شاور و بعدها أجي أنام لأني جاية من الجلسة تعبانة الاكل عندك فى التلاجة.

قالت هذا و سارت متجه الى الحمام دلفت الى الداخل وغزت عبراتها عينيها و اغرقت وجهها

--

بعد مرور أسبوعين

دلفت الطبيبة حنان بعد ان طرقت على الباب و سمح لها الطبيب ممدوح بالدخول فهو خطيبها الحبيب

ابتسم لها بحب خجلت حنان و اردفت قائلة بحب أخوي حقيقي وهى تنظر الى حياة الجالسة بتعب و ارهاق:

_عاملة ايه يا حياة النهاردة

ابتسمت لها حياة بضعف قائلة:

_الحمدلله يا دكتورة، أنا بجد بشكرك على تعبك معايا

نظرت لها حنان قائلة:_

مفيش شكرا بين الاخوات يا حياة اهم حاجة خلى عندك ثقة فى الله و يكون عندك يقين فى ابتلاء الله سبحانه و تعالي و الرضا بالمقسوم و إن شاء الله منحه و تعدي

نظرت لها حياة بشكر و امتنان لمعت الدموع فى عينيها و انهمرت بغزارة على و جنتيها اقترب الطبيب ممدوح قائلا بهدوء:

_احنا قولنا ايه يا مدام حياة بلاش دموع أهم حاجة فى الموضوع قبل العلاج هو الحالة النفسية

قال هذا و نظر الى حنان قائلا:

_أنا عرفت إن موسي رجع المستشفى هنا كطبيب نفسي ايه رايك يا حنان لو نحجز للمدام حياة عنده طبعا بعد مواقفة مدام حياة

أومأت لهم بضعف و وهن فهي بالفعل تحتاج الى طبيب تتحدث معه تشكي له ما تشعر به هى راضية بقضاء الله و صابرة فهي تعلم جزاء الصابرين عند ربهم.

بنفس الوقت

 

--

فى منزل محسن والد صلاح

 

أردف صلاح قائلا بهدوء و هو ينظر الى والده السيد محسن:

_انا خلاص قررت أتجوز يا بابا و كتب كتابي بعد شهر علي سهي

تنهد محسن قائلا بحزن:

_بس إنت كده هتظلم حياة يا ابنى دى محتاجك تكون جنبها مش تروح تتجوز عليها، حياة متستاهليش منك كدة ومش هتلاقي واحدة تستحملك زيها

زفر محسن قائلا:

_للأسف يا بابا أنا ما بقتش قادر أعيش من غير أولاد ثم أنا هتجوز معاكم هنا من غير ما حياة تعرف

اقترب صلاح و أمسك يد والده و أكمل:

_من فضلك يا بابا خليك معايا و اقف جنبي

تنهد محسن قائلا:

_يا ابنى اللى بيحصل قدامي ده لا يرضي ربنا و لا يرضى حد مراتك محتاجة وقوفك جنبها فى شدتها،

رتب محسن على ظهر صلاح و أكمل:

_فكر يا إبني كويس وحكم عقلك بلاش تخلي أمك تمشيك

اثناء خروج فاتن من غرفتها بعد ان انتهت حديثها مع عبير و ابلغتها بتحديد موعد الزفاف و خرجت من الغرفة لتسمع كلمة زوجها محسن أردفت قائلة:

_مالها أمه يا محسن، أنا عاوزة مصلحة ابنى فى الاول وفى الاخر عاوزة اشوف عوضه

تنهد صلاح قائلا:

علشان خاطري يا بابا خليك واقف جنبى و تكون معايا يوم كتب الكتاب

تنهد محسن بقلة حيلة قائلا وهو ينهض من جلسته:

_أنا لا رايح ولا جاي، أنا هدعي لك ربنا ينور بصيرتك و يصلح حالك و تفوق قبل فوات الأوان

 

--

 

توالت الاسابيع و بدأت حياة تتأقلم بعض الشيء فقدت الكثير من وزنها و

نضارة بشرتها حتى شعرها كلما اصبح ينبت تقوم بحلقه

اصابها قلبها بمرارة كلما نظرت الى صلاح وجدته ينفر منها شيء فشيء خصوصا عندما راي ضعف جسدها و سقوط شعرها حتى أنه اصبح لا يتواجد في المنزل بل يبيت فى منزل والدته دلفت حياة الى المنزل مرهقة بعد اخذ جلسة العلاج

تنهدت بألم فهي تذهب مع ابنه عمها وزوجه عمها فقط بدون صلاح وكلما خارقت قواها تجد سلمي تبث لها روح الامل وجزاء الصابرين اخذت نفسا طولا و قررت الذهاب الى بيت زوجها فهي عملت منه ان والدته السيدة فاتن مريضة و هو سوف يذهب إليها بعد العمل وقفت أمام المرآه تنظر الى وجهها الشاحب الحزين و بالرغم من ذلك فأنها تمتلك جمال نادرة ارتديت فستان من اللون الفيروزي الذي يشبه جمال عينيها وحجاب من اللون الابيض ووضعت القليل من مساحيق التجميل تخفي ملامح وجهها الحزين تنهدت و خرجت متجه الى منزل زوجها

بعد مرور نصف ساعة

ترجلت حياة من السيارة تشعر بغضه فى قلبها أغلقت عينيها و سارت متجه الى البناية دلفت الى الداخل ومع كل صعود درجه تشعر بألم شديد فى قلبها حتى وصلت الى شقة حماتها تعجبت و نظرت بذهول الى الشقة المزينة من الخارج بأجمل الإضاءة و الورود دلفت الى الداخل بقلب يكاد ان يخرج من ضلوعه تسمرت قدميها بالارض حين وجدت صلاح يجلس بجانب فتاة ممسك بكف يديها ويقوم بتقبلها

دارت عين صلاح فى المكان أنتفض قلبه حين وجد حياة تقف أمامه رمقته بنظرة حزينة تقف أمامه فقط دموعها تنهمر فوق و جنتيها

بينما وقف صلاح أمامها كالفرخ المبتل المرتعش الذي سقط على رأسه مياه باردة حاول التحدث قائلا بصوت مرتعش:

_حياة أنا أنا

صرخت حياة بلعو صوتها قائله بألم:

_أنت، أنت أيه يا صلاح هونت عليك، سيبنى فى عز تعبى و محنتي و جيت هنا علشان تتجوز، طيب كنت تقول لى علشان أجي ابارك لك يا عريس

نظر لها صلاح بضيق و شد خصلات شعره قائلا:

_حياة ممكن تقعدي علشان افهمك كل حاجة

قال هذا و حاول وضع يده على كتفها

نفضت حياة يده قائلة بصوت حاد:

_ابعد عنى اوعى تلمسني أنت واحد ندل و خسيس، بس تعرف العيب عليا انا مش عليك لأنى أنا حبيبتك بجد

بينما اقتربت فاتن تنظر بكره الى حياة قائلة:

_بقول لك ايه انا ابنى استحمل منك كتير كفاية انك أرض بور و جاية دلوقتي عاوزة يعيش مع واحدة عندها مرض مش هتقوم منه لا وكمان مابقاش فيها انوثه بشعرها اللي واقع و جسمها الضعيف ده و أنا ابنى راجل و محتاجه ست فى حياته تدلعه و تجب له حته عيل يشال اسمه

و أكملت بدون رحمة:

_لكن أنت اخرتك يا الموت يا تعيشي طول عمرك المرض بينهش فى جسدك ومش معاك حتى عيل يديكِ كوبابه مية

برغم من ألم قلبها وتلك الغضة التى شعرت بها حياة نظرت الى صلاح بقوة و شموخ قائلة:

_ورقة طلاقي توصلني فى اقرب وقت والا قسم بالله اخلعك و ساعتها الناس كلها تضحك عليك و يعرفوا قد ايه انت كنت ندل وواطي معايا

زفرت فاتن قائله بغضب:

_ما تلمى لسانك يا بنت أنت، ابنى راجل و اطمني هيطلقك دلوقتي

قالت هذا و نظرت الى صلاح الذي كان ينظر لها بخجل:

 

_صلاح ارمي عليها يمين الطلاق

رفع صلاح وجه و نظر الى والدته يهز رأسه بنفي قائلا بصوت حاد:

_من فضلك يا ماما كفاية لحد كدة

ثم نظر الى حياة و أكمل:

_حياة من فضلك ارجعي البيت دلوقتي و بعدين لنا كلام تانى مع بعض

_لا مفيش بنا كلام يا صلاح و اسمع كلام والدتك و ياريت تطلق دلوقتي اشمعنا فى ده مش عايز تسمع كلامها لو أنت راجل عندك ذرة كرامه طلقني يا صلاح

نطقت حياة بهذه الكلمات و دموعها تنهمر فوق وجنتيها

زفرت فاتن قائلة بغضب:

_لا بقا أنا ابنى راجل و سيد الرجالة كمان يلا يا صلاح طلاقها خلينى نرتاح منها الأرض البور دي

بصوت مرتعش حزين نطق صلاح و هو ينظر الى حياة:

_أنتِ طالق يا حياة

نزلت الكلمة كنصل الحاد يقطع فى قلبها نظرت له بخذلان و هرولت مسرعة خارج المنزل

بينما اطلقت فاتن الزغايط بعد سماع كلمة صلاح و ذهاب حياة

اما صلاح وقف شاردا حزين لا يدري هل ما فعله هو الصواب و انه من حقه ان يعيش مع مراه تهتم به و ان تنجب له أطفال، أما انه خسر حب مثل حب حياة كما خسر رجولته و إنسانيته بانه تخلي عنها فى عز محنتها.

 

--

بعد مرور اسبوع

تم الطلاق رسمي تألمت حياة دموعها تنهمر فوق وجنتيها شاردة الذهن تتذكر كيف غدر بها صلاح ، صلاح حب حياتها دلفت زوجه عمها الى عرفتها وجدتها تجلس على التخت بوضع القرفصاء حزنت من اجلها تنهدت و اقتربت منها قائلة بصوت حنون

_حياة

رفعت حياة وجها ونظرت إليها و دموعها تلمع فى عينيها جلست ابتسام بجنبها قائلة:

_وبعدين معاك يا بنتي ليه عمله فى نفسك كده

عدلت حياة من جلستها و أردفت قائلا بقلب ممزق حزين:

_هى الدنيا بقيت وحشه كده ليه طنط ليه الناس بقت بتبع العشرة بسهولة كده معقول بعد كل الحب اللى كان بينا قدر صلاح يتخلي عنى كده بسهولة كده، طب أنا ذنبى ايه فى مرضي

حزنت زوجة عمها وجذبتها داخل احضانها ترتب على احضانها بحنان قائلة:

_وليه مش تقول لى إن ده اختبار من ربنا يا حياة هو اه اختبار صعب بس أكيد ربنا سبحانه و تعالى له حكمة فى كدة من اول يوم وصلاح اتهرب من وجوده معاك فى الجلسات و انا و عمك قولنا ان صلاح مش ابن اصول هو وامه العقربة اول ما تعبتي رماكي لوحدك وكل يوم حجه شكل، انسي يا حياة انسي و عايشي لنفسك و بس يا حبيبتي و احمدي ربنا ان صلاح باين على اصله تنهدت و أكملت

 

_يلا حبيتي قومي ادخلِ خدي حمام علشان ميعاد الجلسة

خرجت حياة من احضان زوجة عمها و أومأت لها بحزن و نهضت من على الفراش و دلفت الى الحمام.

 

بعد مرور ساعة

 

أردف ممدوح بحزن وهو ينظر الى الفحوصات:

_ايه اللي وصلنا للتراجع يا مدام حياة بعد اخر فحص ظهر و كانت النتيجة فوق الممتاز.

 

لمعت الدموع فى عينيها و اجابت بنبرة بائسة:

_ تعبت من الوهم يا دكتور و انا عارفة إنى فى الاخر هموت و محدش ممكن يزعل عليا تصور حضرتك لأني مرضت بمرض مليش ذنب فيه جوزي اتجوز عليا و طلقني

حزن ممدوح و أردف قائلا:

_مدام حياة دكتور موسي موجود ايه رايك لو تحبى يجى يتكلم معاك

أومأت له برأسها بدون ان تنطق.

 

--

بعد مرور لحظات بعد ان قام ممدوح بتبليغ موسي بحالة حياة دلف الى الداخل نظر إليها

عينيه مصوب اليها تألم وهو يراها تنظر له بحزن وخذلان

تحمحم لكى ينظف حنجرته يحاول ان يلملم شتاته تحرك وقف امامها قائلا بوجه بشوش:

_أهلا وسهلا يا مدام حياة احب اعرفك بنفسي، أنا دكتور موسي طبيب بيطري

نظرت حياة لها بذهول بينما هو ابتسم و اكمل:

_واستشاري امراض نفسي و ادمان

قال هذا و ذهب يجلس امامها قائلا:

_لا ما تخافيش منى كده انا فعلا طبيب بيطري بس معايا دكتوراه فى علم النفس. طبعا اكيد بتقولي ايه دخل دكتور الحيوانات ده الى النفسي اقول لك انا

_طول عمري كنت بحب تربيه الخيل و الحيوانات

و ظل يقص لها حكايته

 

بينما نظرت له حياة مستغربة حالة الراحة و الطمأنينة التي انتابتها حين نظرت الى وجه، بصوته راحه و امان وحنان عجيب اثرت في روحها التائه

أردف قائلا وهو يلاحظ تغير ملاح وجهها قائلا:

_هاااا وأنتِ يا مدام حياة اللي تعبك و مخلى روحك تائه

نظرت له حياة بألم و أردفت قائلة:

_أنا حسي انى فى امتحان صعب، صعب اوي و مش قادرة اتخطاه، ليه ربنا مش يأخذني احسن من الوجع و الالم اللي انا فيه، ليه اتعذب و اعيش و اعانى بمرض ممكن اموت منه ، ليه مش أموت وخلاص بدل العلاج و كل التعب ده أنا مش عارفة هتحمل ايه ولا ايه، ألم المرض اللي بينهش فى جسمي ولا ألم فراق جوزي قصدي طلاقي اللي تخلى عنا من اول محنه اقع فيها

نظر لها موسي بشفقه و أردف قائلا و هو يبتسم لها:

_تعرفي قصة الرجل الاعمى

نظرت له و هزت رأسها بمعني لا

ابتسم هو قائلا:

_أنا هقولك قصة الرجل الأعمى

 

ذات يوم مر رجل من الصالحين علي رجل اصابة شلل نصفي ، وكان هذا الرجل اعمى ، ووجده يقول :

الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه .

فتعجب الرجل ثم قال له :

_يا أخي ماالذي عافاك الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك .

فقال له :

_إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .

نظرت له حياة و ابتسمت برضا قائلة

_الحمدلله و الشكر لله.

 

--

بعد مرور سنة.

تزوج صلاح من سهي فى منزل و الدته لم يجرا حتى المكوث في منزله الذي شهد على أجمل حياته مع حياة ،حياة التي افتقدها و افتقد إلى الحياة الزوجية حياته أصبحت جحيم  و سبحان الله هو  لم يرزق بأطفال أما سماح فقدت زوجها و أطفالها نتيجة إهمالها

فلاش باك

في منزل طلعت

وكمثل كل يوم تتحدث سماح مع والدتها فى الهاتف تاركه اولادها و منزلها بدون رعاية قائلة :

_اسكتي يا ماما انا شفت حياة مرة كانت خارجه من المستشفى بجد صعبت عليا اتغيرت كتير خست ووشها بقا شاحب

بينما أردفت والدتها بكل قسوة :

_ما يصعبش عليكِ غالي يا حبيبتي بكره تموت المرض ده محدش بيقوم منه الحمدلله انى ابنى ارتاح منها

أكملت سماح حديثها قائلة :.

_حرام يا ماما ربنا يشفيها

قطع حديثهم قدوم الصغير قائلا :

_ماما أنا جعان

زفت سماح بضيق :

فى ايه يا محمد روح شوف اى حاجة فى الثلاجة كلها

جاء زياد ابنها الأكبر قائلا:

مفيش يا ماما اكل فى الثلاجة ممكن حضرتك تحضري لنا اكل

_اوف بقا

نطقت بها سماح بينما أردفت والدتها :

_روحي يا بنتى حضري لهم الاكل و انا كمان أقفل معاك و اشوف ابوك

أردفت سماح قائلة :

_لا خليكِ معايا هدي فلوس زياد ينزل يجيب اى حاجه من السوبر ماركت

أردفت فاتن قائلة :

_يا بنتى مش جوزك اخر مرة عمل معاك مشكلة لما ابنك نزل لوحده

_اكملت سماح حديثها :

_وهو يعرف منين بس استنى خليكى معايا هدي لزياد الفلوس

 

وبالفعل أعطت لابنها النقود لكي يذهب بمفرده لشراء الطعام و أثناء ذهابه وجد شقيقه يهتف له قائلا :

_زياد انا عاوز أجي معاك

ابتسم له زياد قائلا :

_خليك و أنا هروح أجيب لك الاكل بسرعة

بينما سمعت سماح صوت عالى أردفت قائلة بضيق :.

_زياد خد محمد اخوك معاك خلينى اخلص بقا

قالت هذا و جذبت الهاتف مرة أخري تتحدث مع والدتها لتمر أكثر من ربع ساعة تسمع فيهم صارخات و اصوات سيارات الإسعاف وهى على حالها تتحدث مع والدتها

لتجد والدتها فاتن  تقول :

_ايه الاصوات دي يا بنتي فى ايه عندكم في الشارع

أجابتها بملل :

_تلاقيها حادثه ولا حاجه المهم خلينى نرجع فى كلامنا

لتسمع صوت قادم بصارخات عالية

خطى طلعت إلى داخل منزله يهرول و دفع الباب بعنف

و تحدث بصوت عالي و هو يبكى :

_سماح ،يا سماح هانم

خرجت سماح من غرفتها قائلة:

فى ايه يا طلعت بتزعق كده ليه

و لكنها انصدمت حين شاهدت حالته

اقترب منها و جذبها من يديها إلى أقرب نافذه قائلا :

في ايه يا هانم روحي منك لله فى أن عيالك موتوا عربيها خبطتها و انت قاعدة فى البيت اهم حاجه عندك التلفون و بس منك لله يا شيخي عيالك ماتوا وهم بيعدوا الطريق ماتوا و هم مساكين الاكل فى أيديهم قال هذا و تركها و خرج مسرعا من منزله

بينما هى خارقت قواها ووقعت مغشي عليها

 

--

بينما تعافت حياة من مرضها و لكنها لم تتعافي من ألم قلبها و قفت فى تلك الشرفة التى كانت تتهم بها بعد ان تم طلاقها و ذهبت للعيش مع عمها وزوجته نظرت بسعادة الى ذلك الورد و الزرع الاخضر التى حرصت على زراعته و الاعتناء به بنفسها، تمسك بيديها قدح من القهوة التى تحرص على اعداده بدقه تقوم بعمله بطريقة مميزة فهي تعشق القهوة و بشده كانت شاردة الذهن تفكر في حياتها التى تغيرت منذ اكثر من سنة

تتذكر حياتها المأساوية مع زوجها و والدته تذكرت أنها كانت تعشقه بكل وجدانها والان أصبحت تكره و بشده

دلفت سلمي الى الشرفة و تألم قلبها على ابنه عمها الشاردة الحزينة

 

نظرت سلمي الى حياة قائلة:

_و بعدين معاكي يا حياة هتفضلِ لحد كدة لامتي احنا ما صدقنا بقيتي كويسة رجعتي تانى حزينة لما شفتي صلاح و مراته في المول

لمعت الدموع فى عين حياة و لكنها تماسكت على غير عادتها قائلة:

_تصدقي يا سلمي معتش بتأثر، أنا حاسة أن قلبي و مشاعري ماتوا خالص.

اقتربت سلمي من حياة تمسد على شعرها بحنان شديد قائلة:

_اقول لك اعتبري اللي حصل لك مجرد كابوس و كابوس وحش كمان و  صحيتي منه و عشي حياتك يا حبيتي أنت لسه صغيرة و لسه العمر كله قدامك يا حياة أنت قلبك طيب و مشاعرك بريئة و الله صلاح هو اللى خسرك مش أنتِ اللى خسرته

و أكملت بنبرة مرحة حتى تغير حديث فى هذا الموضوع

_و يلا تعالي اختاري الفساتين اللى هنروح بها فرح حنان

أنتفض قلب حياة حين تذكرت موسي و نظرة عينيه أردفت قائلة بتهرب:

_ماعلش يا سلمي أنا حسي إني تعبانة و عاوزة ارتاح روحي أنت

نظرت لها سلمي قائلة:

_لا يمكن أروح من غيرك يا حياة ثم الدكتورة حنان اتصلت بك مخصوص و عزمتك يلا يا حبيبتي ربنا يهديك قومي البسي علشان نحضر الفرح.

تنهدت حياة و سارت معاها متجه الى الخزانة لكي تختار فستان تحضر به زفاف الطبيبة حنان.

 

--

فى الحفلة

اقترب موسي من حياة و أردف قائلا بهدوء:

_ازيك يا حياة

خجلت حياة من نطق أسمها بدون لقب

أومأت له برأسها و كادت ان تذهب من امامه و لكنه اوقفها قائلا:

_ممكن أعرف ليه بتهربي مني يا حياة

أغمضت حياة عينيها و تنحنحت بحرج نظرت حولها وجدت سلمي و حنان ينظرون إليها بابتسامة حالمة همست باستحياء قائلة:

_احم وانأ أتهرب ليه من حضرتك يا دكتورة موسي.

ابتسم لها موسي و أردف قائلا:

 

_هكون أسعد إنسان فى الدنيا لو وافقتي تتجوزيني و تشاركني حياتي اللى أصبحت لها معني بوجودك يا حياة

شحب وجه حياة و أنتفض جسدها ليظهر الخوف و التردد على وجهها و فى لحظة بدون ان تنطق بكلمة هرولت مسرعة الى الخارج انصعق موسي من فلعتها هذا و حزن من اجلها قبل ان يحزن على نفسه بنفس الوقت تعجبت سلمي من رد فعل حياة لتهرول هي الاخري تخرج من الحفلة لكي تلحق بها.

ولكنه خرج هو الاخر يبحث عنها وجدها تجلس على إحدى المقاعد تبكي بغزارة تنهد بألم و اقترب منها يأخذ نفسا طولا و أردف قائلا بحب:

_ليه عملة فى نفسك و فيا كدة

رفعت عينيها و نظرت له نظرة زلزلت كيانه و دموعها تنهمر فوق وجنتيها:

_علشان مينفعش

تعجب موسي و اردف قائلا:

_ليه بتقولى كده، حياة أنا بحبك

تنهدت بألم و أردفت قائلة بحزن و اسي:

_لأنى أنا بقيت بقايا ست معنديش حاجه اقدمها لك

شعر موسي بوخز فى قلبه يقتحم صدره لأجلها اغمض عينيه لثواني ثم قام بفتحها و ابتسم قائلا:

 

_ حياة يمكن وجع كل واحد فينا هو اللى قَربنا من بعض .. بس دى حاجه كويسة .. عارفه ليه ؟

نظرت له و أردفت قائلا بصوت ضعيف:

_ليه

تنهد موسي و اردف قائلا:

_لإن من ساعة معرفتك يا حياة وانا نسيت طعم الوجع و قدرت اتخطي خيانه خطيبتي لى  لما سبتني وراحت لغيري لما عملت حادثه  وكنت هفقد فيها رجلي لكن ربنا سبحانه و تعالى وقف معايا لانى كنت من الصابرين. ودخلك حياتي و بقيتي اغلى حاجه فى حياتي

تنهد و أكمل:

 

- الوجع ع قد ما هو طعمه مُر وقاسـى ويعيشك ف جحيم ومرار بس هيفَوقك.. والخذلان صعب لكن أوقات بتبقي نهايته راحه وعَوض يبل ريقك ويغنيك ويبهرك

قال هذا و قام بإخراج علبه من جيبه و قام بفتحها ووضعه امامها قائلة:

_حياة تقبلي تتجوزيني

لمعت عينيها بالدموع و أومأت رأسها قائلة:

_موافقة.

 

--

و بالفعل بعد مرور أسبوع تم عقد قران موسي و حياة

مساء اليوم التالي لعقد القران

جاء موسي يصطحب حياة لكي يذهبوا لشراء فستان الزفاف و بدلة له

دلف الى الداخل و جلس امام السيد محمد عم حياة الذي أردف قائلا:

_نورت يا موسي يا أبني

ابتسم موسي ابتسامه الجذابة قائلا:

_البيت منور باهله يا عمي

وفى لحظة أنتفض قلب موسي يكاد أن يخرج من ضلوعه عندما شعر بوجود زوجته و حبيبته حياة دق قلبه بعنف حين همست برقة قائلة:

_السلام عليكم

نهض موسي من جلسته ينظر إليها بحب و عشق ليجد السيد محمد قائلا:

_طيب استأذن أنا علشان الحق صلاة المغرب

بعد ذهاب السيد محمد اقترب موسي من حياة و جذب رأسها و مال علي جبهتها و قبلها بعمق قائلا بعشق:

_مبروك يا حياة مبروك يا حياتي

أنتفض قلبها و جسدها شعرت بدقات قلبها تدق مثل الطبول زاد خجلها و ارتباكها اضعاف حين همس لها موسي بصوته الذي زلزل كيانها قائلا:_

انتى مبسوطة يا حبيتي

أومأت له برأسها بدون أن تنطق

بينما ابتسم لها موسى و هو يسحب يديها لتجلس جواره على الأريكة قائلا بحب:

_ربنا يقدرني و أقدر أسعدك يا حبيتي

خجلت حياة و نظرت له تلاقت العيون وجدت عينيه تلمع بالسعادة شردت و فكرت ماذا بينها و بين الله لكى يرزقها بعوض وزوج مثل موسي.

تنهدت حياة و حاولت اخراج صوتها قائلة:

_ممكن أسالك سؤال

ابتسم لها موسي ورفع كف يديها و قبلها بحب قائلة:

_انا تحت امرك يا حياة قولى كل اللى في قلبك.

تنهدت بغضة فى قلبها قائلة بحزن:

_أنا عرفت من حنان آنك كنت رافض فكرة الجواز خالص بعد اللي حصل من خطيبتك و كانت والدتك بتجيب لك بنات كتير كويسين يتمنوا أشاره منك سبتهم كلهم أشمعنا وافقت تتجوز واحدة مطلقة اشمعني أنا يا موسي

دق قلب موسي حين نطقت باسمه لأول مرة ابتسم لها ورفع كف يديها ووضعها على قلبه قائلا بحب و عشق:

_يمكن علشان ده دق لكي من اول ما خبطت فيك

ابتسم لها و امسك يديها و ضغط عليهما وهتف بنبرة حنونه قائلا:

_بصيلي يا حياتي

رفعت حياة وجهها و نظرت له بنظره لا تخلو من عشقها الشديد له ابتسمت له ابتسامه خطفت انفاسه لتجد موسي يرفع يديها على شفتيه قبلها بحب قائلا:

_صدقني يا حياة أنا فعلا كنت رافض فكرة الجواز او دخول اى ست حياتي تانى او الارتباط باي حد لأنى قولت اللي لازم اتجوزها أكون بحبها مش مفروضة عليا و ياريتها كانت مخلصه بس أنت فعلا خطفت قلبي متعرفش انا حالتي كانت أزاي اول ما عرفت من حنان إنك متجوزة صدقني الدنيا اسودت فى عينيي غضب عني كنت بفكر بك برغم إنى عارف أن حرام افكر فى واحدة متجوزة لقيت نفسي باجي كل يوم المستشفى عند حنان علشان أعرف حالتك و أكبر فرحة فى حياتي لما عرفت منها إنك اتطلقتي قولت إن ربنا بيحبنى بعد ما فقدت الأمل فى حبي لك.

اخذ نفس و أكمل:

_حياة انا مش بس بحبك لا أنا بعشقك و بطلب من ربنا يقدرني و يساعدني علشان اقدر اسعدك و أعوضك يا حبيبتي.

 

--

بعد مرور يومين

ترجل موسي من سيارته ثم اتجه إلى حياة و قام بمساعدتها للنزول من السيارة يضم يديها بحب و حنان عينيه تنظر لها بعشق أردف قائلا وهو يتقدم بها إلى داخل  اسطبل يضم الكثير من الخيول العربية الأصلية :

 

_ودلوقتي تعال اعرفك على أهم اثنين في حياتي

ابتسم وغمزة لها بشقاوة و أكمل

_ بعدك طبعا

خجلت حياة و سارت معه دلفت الى غرفة واسعة او معنى اصح اسطبل يوجد بها الكثير من الخيول العربية الاصلية

اقترب من تلك الفرسة قائلا بفخر:

_احب اعرفك يا احجار على زوجتي المصون و روح الروح حياة

ابتسمت حياة و أنتفض قلبها عندما سمعت كلمة زوجتي

ليكمل موسي و هو مازال يمسك يديها متجه بها الى فرسة اخري قائلا:

_ودي بدرة يا حياة

لمعت عيون حياة بالسعادة حين سحب يديها ووضعها على وجه الفرسة

ابتسمت حياة قائله:

_الله دول حلوين اوي بس ليه حسي انهم كلهم بنات

ابتسم موسي قائلا بفخر:

_لان اناث الخيل بتكون بركه فى المكان اللي بتكون فيه الرسول صلي الله عليه وسلم قال:

_عليكم بإناث الخيل فان ظهورها عز، و بطونها كنز

لمعت عيون حياة بعشق زوجها النبيل و أردفت قائلة:

_علية افضل الصلاة و السلام.

هتف موسي قائلا بفخر

_ايه رأيك فى الخيول بتاعتنا

نظرت حياة الى موسي قائلة:

_بسم الله ما شاء الله ربنا يزيد و يبارك فيهم و على كدة بتعرف تركبه و مش تقع

قهقه موسي على حديث حياة حتى ادمعت عينيه أردف قائلا بفخر:

_جوزك بعون الله احسن واحد في المزرعة بل فى مصر كلها يعرف يركب خيال

غمز لها بشقاوة و أكمل:

_و استعدي بعد اسبوع فى فرحنا علشان بامر الله هخطف قلبك و و أنت جوه حضني و برقص بدرة

خفق قلبها بشده ورفرف بين ضلوعها وهى تنظر الى موسي زوجها النبيل عوضها من الله سبحان و تعالى

 

--

بعد مرور أسبوع

بعد أن اصرت والده زوجها موسي السيدة ماجدة أن تقوم بتجهيز حياة فى منزلها وقفت أمام الدرج و هى تفرك بيديها تنظر بخجل الى موسي و هو يصعد الدرج لكي يأخذها توقف الزمن حين وقف امامها موسي كانت تنظر له حياة بقلب يقفز من شده الفرحة التي غمرتها و عالجت ندوب قلبها بأن الله رزقها الله بزوج مثل موسي الرجل الوحيد الذي تشعر معه بالأمان الذي انقذها من الاكتئاب و الانتحار

بينما وقف موسي ينظر لها بعشق و حب لا يقل عنها يكاد يقسم بان قلبه يغادر صدره من قوة و عنق دقاته عينه تنظر لها بلهفه عاشق متيم رسم على ملامحه ابتسامه عشق ليقطع اخيرا ذلك الصمت حين هتف:

_مبروك يا احلى عروسة فى الدنيا، مبروك يا حياة قلبي

قالها موسي وهو يضع قبله رقيقه على وجنتيها بحب و عشق

خجلت حياة من نظرات موسي وحديثه بينما هو أكمل توترها حين رفع يديها ووضع قبله حنونه و أكمل:

_مبروك يا فرحة قلبي

نظرت له نظره تفيض بالعشق:

_الله يبارك فيك يا موسي

و كادت ان يميل عليها و يقبلها من شفتيها الا ان صوت والدته اوقفه قائله:

_يلا موسي علشان الزفة

ابتسم بحب و جذب يد حياة ووضعها داخل أحضانه لينزل بها الدرج متجه الى الخارج دوي صوت الزغايط حين خرج موسي ممسك بيد حياة

لتشهق حياة وهى تري ذلك المشهد صف من الخيول على الجانين و احجار و بدرة تقف فى المنتصف يرقصون على انغام المزمار فى مشهد يخطف لب القلب قبل العين

اوقفها موسي بجانبه و قام بخلع جاكت بدلته و اعطاه الى اخته حنان نظر الى حياة و غمز لها ثم صعد على ظهر الفرسة بدرة بكل خفه ورشاقة ثم اقترب منها قائلا

مستعده علشان اخطفك جوه حضني

خجلت حياة ولكنها شهقت حين حملها موسي داخل احضانه وبدا الرقص على انغام المزمار مع صفقات الحضور الى ان انتهيت الرقص و نزل موسي من على ظهر الفرسة وحملها داخل احضانه ودار بها فى المكان مرات و مرات قائلا:

_بحبك يا رزقي الحلو.

مضى الوقت بسعادة و فرحه على موسي و حياة بل على الجميع الذين يتنموا لهم الخير والسعادة.

بعد مرور لحظات

دلف موسي الى شقته ثم الى غرفة النوم يحمل حياة داخل احضانه بينما هى غرت الدماء وجنتيها من شده خجلها و أكانها لم تتزوج مرة اخري و لكنها شعرت مع موسي بانها عذراء فى كل شئ حتى الحب شعرت بانها تحب لأول مرة فى حياتها انزلها موسي بحنان و أسند بجبهته على جبهتها يتنفس أنفاسها قائلا:

_بحبك يا حياتي

بينما هى شعرت بإن قدميها تتهاوي من فرط مشاعرها التى بعثرها هو بقربه المهلك لقلبه أردفت قائلا هو ينظر لها بعشق:

_أنا بقول نصلي الأول بدل ما أخدش حيائك

همس بها بحميميه داخل اذنها دفعتها للانهيار لتهرول الى الحمام دلفت الى الداخل و قامت بأغلاق الباب تقف خلفه تضع يديها على قلبها تحاول ان تهدي من هذا الشعور...

 

 

--

بعد مرور ستة أشهر على زواج حياة و موسي

تقف فى الحمام بأعين دامعه تناجي ربها فى سرها بان يحقق أمنيتها التى لطالما تتنماها و أصبحت تتنماها اكثر بعد زواجها من موسي زوجها النبيل

تقف تنظر الى عبوة اختبار الحمل بقلق لتمر اكثر من خمسة دقائق كما مدون عليها مرت تلك الدقائق عليها كأنها سنوات طويلة يكاد قلبها يخرج من ضلوعة من شده الخوف ترتجف بخوف وهى تنظر الى النتيجة بقلب مرتجف لتشهق بقوة حين ظهرت لها شرطتين دليل على أنها حامل، تحمل بأحشائها طفل من زوجها وروحها موسي

بينما بالخارج

تعجب موسي من تأخير حياة فى الحمام اقترب من الحمام و قام بالطرق قائلا بقلق:

_حياة أنت كويسة، محتاجة حاجة

حاولت حياة السيطرة على نفسها لتقوم بفتح الباب و خرجت ترتمي داخل أحضان زوجها قائلة و دموعها تنهمر على وجنتيها:

_أنا حامل حامل يا حبيبي

اتسعت عين موسي و أنتفض قلبه وفى لحظة كان يحملها و يدور بها فى المكان قائلا بصوت سعيد:

_ألف حمد و شكر يارب، اللهم لكم الحمد

قال هذا و قام بوضع حياة على التخت و سجد لربه يشكره على كل هذه النعم فمنذ دخول حياة حياته و قد تغيرت للأحسن و أصبح له اسم فى جميع الدول العربية و الغربية فى تجارة الخيول العربية الأصلية نادرة الفصلية فهو كان يعلم بانها سيصعب عليها الأنجاب ولكنه لم يحزن و يعلم بان الصبر مفتاح الفرج هو إن كان يريد أطفال فمنها هى لأجلها هى لري تلك الفرحة على وجهها ابتسم و نظر لها و اقتربت منه قائلة:

_كلام الدنيا كله لا يمكن يقدر يوصف شعوري بيك والسعادة اللي عيشتها معاك يا موسي كنت عوض لى بمعنى الكلمة زوج و اخ و صديق و حبيب كنت سند بجد بالرغم إنك كنت عارف و متأكد إنى لا يمكن أحمل أو صعب فى الوقت الحالي الا إنك عمرك ما ما زهقت ولا كلت مني او حتى تجيب لى سيرة الأطفال أنا كنت دعائك فى صلاتك إن ربنا يرزقنا بأطفال علشاني أنا علشان تشوف فرحة قلبك أنا بحبك يا موسي لا أنا بعشقك

ابتسم لها موسي ابتسامه الجذابة التى خصصها لها فقط و قام بوضع قبله رقيقه على جبينها قائلا:

_أنا بقول لازم نحتفل بالخبر الحلو ده الأول و بعد كده نبلغ بابا و ماما

قال هذا و غمز لها

ابتسمت خجلا و أنزلت بصرها للأسفل

 

 

--

بعد مرور خمسه سنوات

اليوم عيد ميلاد التؤام تيم و تمارا

دلفت السيدة ماجد ة بعد ان طرقت على الباب قائلة بحب:

_حبايب تيته  عاملين ايه

ابتسمت لها حياة قائلة:

_ مغلبني يا ماما معلش ممكن حضرتك تكملي لبسهم لحد ما أروح اخد حنان و سلمي علشان نروح البيوتي سنتر

ابتسمت له ماجدة قائلا:

_طبعا روحي انتى و انا هاخدهم وننزل عند جده عمران في الإسطبل

صفق التوأم بفرح

 

--

بعد مرور ساعة

صفت حياة سيارتها امام المستشفى ترجلت من السيارة ثم وقفت امام مبني المستشفى اغمضت عيناها لثواني تتذكر حياتها السابقة تذكرت المرض و الألم و الخذلان و لكنها ابتسمت حين تذكرت عوض الله سبحان و تعالى تنهدت و دلفت الى الداخل و اثناء سيرها الى غرفة حنان و قعت عيناها على اخر شئ تمنى الا تراه وجدت صلاح يجلس على كرسي متحرك يدفعه والده والدته تقف بوجه حزين يظهر على وجهها المرض سارت متجه تحاول أن تتحدث معهم ولكن راها صلاح بلهفه هتف :

_حياة

أغمضت حياة عينيها و حاولت رسم الابتسامة على وجهها فهي لا تريد النظر إليهم و لكنها وقفت أمامه قائلا:

_ازيك يا صلاح ألف سلامه عليك

نظر إليها صلاح بحسرة و ألم يتطلع إلى ملامحها فقد زادت وسامه على وسامتها عاد بريق وجهها من جديد تريدي ملابس فاخرة حقا من يري حياة يظن أنها أميرة أو ملكة لأحدي القصص الخالية بينما نطقت حياة قائلة :

_أزاي حضرتك يا طنط ،ازيك يا عمي

أبتسم محسن قائلا بهدوء :

_ازيك يا حياة يا بنتي

بينما كانت السيدة فاتن تنظر لها بندم  على ما فعلته فى تلك الملاك حقا كان جزاء من فعلته معها هو موت احفادها وطلاق ابنتها ، و حادث صلاح الذي فقد ساقه وحتى أنه لم يستطع الانجاب ،و عند هذه المحنة تركته سهى زوجته

أردفت فاتن قائلة :

_حياة يا بنتى سامحيني و أنسي اللى فات

نظرت لها حياة بتهكم قائلة :

_في حاجات كده بتعلم فى القلب وصعب تتنسى زى انك تقول لحد علشان خاطري مايعملكش خاطر...او إنك تهون على حد ويسيبك زعلان ...او انك تحط حد فى مكانه عالية وتبقى فاكر انك لك نفس المكانة وتكتشف انك ولا حاجة...

اسوأ شعور انك يصعب عليك نفسك وتحس انك بتهون على الناس اللى بتخاف الهوا يجرحهم

بعد اذنكم علشان اتاخرت على أولادي

أبتسم لها الحاج محسن قائلا:

_بسم الله ماشاء الله معاكِ أولاد ايه يا حياة

بادلته حياة الابتسامة  فهي تحب هذا الراجل  قائلة بفرحه و عيون تنطق بالعشق:

_الحمدلله ربنا كافاني بعد صبري بزوج صالح وقف جنبي فى محتني  دكتور موسي عمران و زاد فضله و كرمه لما أنجبت منه تيم و تمارا أولادي بعد اذنكم يا عمي

 

 نظر صلاح الى حياة بقلب مشتت بلا روح شعر بأنه خسر جوهرة ثمينة  مثل حياة ليته لم يفعل بها ما فعله  يليته لم يسمع حديث ولدته ولكن قد فات الٱوان و اليوم هو قعيد علي كرسي متحرك لاحول له ولاقوه

--

بعد مرور عدة ساعات

دلفت حياة إلى جناحها  وقع نظرها على زوجها موسي شردت فى السنوات السابقة نعم كان و نعم الزوج و نعم الصديق الذي وقف بجانبها كان يشعرها دائما بأنها ملكة متوجه إخراجها من شرودها و هو يتقرب منها يضمها إلى صدره و أردف و هو يبتسم لها ابتسامه رقيقه و عيون هائمها فى عاشقها :

_حبيبي سرحانه في ايه

ابتسمت له و زادت من ضمته و أردفت قائلة بفخر و سعادة:

_فيك يا موسي كلام الدنيا كله مش  يقدر يوصف سعادتي قد ايه من لحظة دخولك حياتي أنت كنت عوض ربنا لى فى كل حاجه يا حبيبي

لمعت عيون موسي بالسعادة من حديث حياة وقف أمامها و نظر داخل عيناها بهيام و تحدث بنبره رجل يعشق حد النخاع قائلا بحب :انا اللي بحمد ربنا يا حياة أنه رزقني بزوجك زيك زوجه تعرف يعنى ايه الحياة الزوجية

انهي حديثه و لثم جانب شفتيها بعمق ابتسمت حياة وأخذت نفسا طولا و أردفت قائلة بخجل :

_موسي أنا حامل

اتسعت عيناه ينظر لها بعشق لا مثيل له من قبل قائلا بفرحه و سعادة :

_مبروك يا فرحه قلبي ربنا يقومك بسلامه لنا

رفعت كف يدها وضعتها على موضع قلبه قائلة بحب :

_يدوملي نبض قلبك يا موسي

جذها داخل أحضانه يضمها بكل قوته أردفت قائلة بعشق :

_بحبك يا عوض ربنا ليا

 

تمت

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة