رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 15 - 1 - الأحد 7/7/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس عشر
1
تم النشر الأحد
7/7/2024
"إبتسامتها كالبلسم الذي يداوي القلب دون أدني مجهود بطفولتها وبرأتها التي توازي طفلة في الخامسة من العمر وليست شابة يافعة في عقدها الثاني وأما لطفلا صغير لا يدري كيف لها أن تجعله يحلق في السماء بين الغيوم".
أدهم المعداوي ♥ تقي المهدي
في بداية يوم جديد إحدي الكافيهات يجلس أسر مع نيڤين يتناولون الإفطار سويا.
هتفت نيفين بدلال:
-أسر هو أنا هرجع الشغل إمتي ؟
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-شغل ؟ شغل أيه مش فاهم مش أنتي سبتي الشغل ؟
رمقته بضيق وقالت:
-نعم لا طبعا شغل أيه الي أسيبه ؟ أنا بس كنت واخدة اجازة لغاية الوضع لما يتعدل.
آخذ نفس عميق وقال:
-بس أنا حابب إنك تسيبي الشغلي يا نيڤين .
ردت نيڤين بإمتعاض:
أنا مش هسيب شغلي يا أسر أخد أجازة أه لكن أسيب شغلي مش هيحصل.
تحدث بمهاودة:
-ليه يا حبيبتي بس حد يكره الراحة بردوا ؟ وبعدين أظن أن أدهم أكيد مش هيفضل إنك ترجعي الشغل معاه تاني.
عقبت بسخرية:
-كنت متأكدة نفسي أفهم أخوك بيكرهني كده ليه ؟
رد أسر بهدوء:
-ليه بس يا روح قلبي في دي عنده حق بقي قاعدة البيت والراحة ولا الشغل وهو ملوش لازمة أصلا ؟
صاحت بعصبية:
-نعم يا سي أسر بتتريق علي شغلي ساعتك ولا أيه ؟
نفي سريعاً بلهفة:
-لا طبعاً يا روح قلبي مش قصدي أنا قصدي راحتك بس.
إبتسمت ببرود:
-يا سيدي متشكرة بس مش هسيبك شغلي.
تنهد بقلة حيلة:
-زي ما تحبي.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام مرت بصعوبة شديدة في التجهيزات من أجل الزفاف والتي عمل أسر علي أن يكون كل شي علي خير ما يرام حتي جاء اليوم المنتظر يوم زفاف أسر ونيفين.
في مساء يوم الزفاف يقف أسر في غرفته أمام المرآة يتطلع إلي مظهره الجذاب بحلته السوداء قام بنثر عطره وتصفيف شعره وهبط إلي الأسفل.
بينما في غرفة تقي تقف بجوار أسيل أمام المرأة ينظرون لمظهرهم في الفساتين فكان الفستان نفس الشكل بإستثناء اللون أسيل فستانها باللون البينك وطرحة من نفس اللون وتقي فستانها باللون الموف وطرحة من نفس اللون.
هتفت أسيل بإنبهار:
-شكلنا تحفة يا بت يا تقي ولا الميك أب تسلم إيدك .
ردت بإبتسامة بسيطة:
-بلاش مجاملة أنتي حلوة من غير حاجة يا سوسو أصلاً.
ضمتها أسيل بحب:
-والله أنتي إلي موزة.
إرتسمت إبتسامة علي وجه تقي وقالت:
-موزة مرة واحدة ماشي يا ستي إبتعدت عنها وتسألت تفتكري تمارا خلصت؟
مطت أسيل شفتيها بحيرة وردت :
-مش عارفة الصراحة هروح أشوفها.
أومأت تقي بهدوء وقالت :
-وأنا هنزل أستناكم تحت.
حركت أسيل رأسها بإيجاب:
-تمام هشوفها وأحصلك.
❈-❈-❈
تجلس عليا في غرفتها ترتدي عباءة سوارية باللون الأسود وطرحة من نفس اللون تبكي بشدة بينما يقف جوارها سراج مرتديا حلته السوداء يقوم بتهدأتها .
هتف سراج بحنان:
- خلاص بقي يا عليا متزعليش نفسك نصيبه كده.
ردت عليا بدموع:
-كان نفسي يكون هو وتقي من نصيب بعض.
تنهد بسأم وقال:
-النصيب متعرفيش ربنا مخبي أيه يلا بقي ننزل عشان أتأخرنا لازم ننزل وياريت تضحكي أنتي النهاردة أم العريس حتي لو أنتي مش حابة العروسة.
مطت شفتيها بقلة حيلة:
-أمري لله حاضر.
❈-❈-❈
يقف أدهم بحلته السوداء ويحمل صغيره الذي يرتدي حلة مماثله لوالده في إنتظار خروج تمارا من المرحاض.
نادها أدهم بملل:
-يلا يا حبيبتي أتاخرتي أوي .
ردت من الداخل:
-حاضر يا حبيبي خارجة أهو .
فتح الباب وخرجت تتهادي بفستاتها وهي تحدق في الأرض بخجل شديد.لتنظر.
أطلق أدهم صفيرا بإعجاب وصقف الصغير بمرح اقترب أدهم منها وأمسكها من يدها وجعلها تدور حلو نفسها بسعادة ونظرات الإعجاب تطل من عينه توقف أخيرا.
فتسألت بخجل :
-أيه رايك يا حبيبي ؟
حدق بها بتقيم من رأسها إلي أغمص قدمها حجابها الملفوف بعناية والميك أب الهادئ الذي وضعته بنفسها وفستانها الأحمر الملتف حول جسدها المرمري بإتقان ورد بصوت شجن:
-تفتكري ده سؤال يا روح قلبي ؟
ابتسمت بخجل وقالت:
-بجد الفستان حلو عليا ؟
حرك رأسه بنفي وعقب :
- يا حبيبتي إطلاقا مش الفستان إلي حلو أنتي إلي محلية الفستان .
إبتسم بحب وأسترسل بغزل وهو يمد يده لها :
-ممكن القمر تتكرم عليا وتخليني أنول شرف نزولها في إيدي؟
ردت بمرح :
-أكيد يا قلبي.
طرق الباب ودخلت أسيل وهي تطلق صفير عالياً علي منظرهم سويا:
-واو يخربيت كده أيه الجمال ده يا أبيه أنت وتمارا أنتوا هتغطوا علي العرسان النهاردة.
رد أدهم ضاحكاً:
-ماشي يا بكاشة يلا ننزل.
ردت أسيل بمرح:
-هيا بنا يا رجال.
❈-❈-❈
بينما في الأسفل يجلس أسر ويتحدث في الهاتف مع عروسه:
-أيوة يا قلبي خلصتي ؟ تمام يا روح قلبي مسافة الطريق وجايلك سلام.
أغلق الهاتف ورفع رأسه ليجد تقي أمامه تسمرت عيناه عليها ومظهرها الخاطف للأنفاس بجمالها العادي دون تصنع وسرعان ما يفيق من تحديقه بها ونهض سريعاً يقترب منها.
تحدثت تقي ببرود:
-ألف مبروك يا عريس.
رد مبتسماً:
-الله يبارك فيكي عقبالك يا تقي.
إرتسمت إبتسامة متحدية علي وجهها وقالت:
-باذن الله يا إبن خالتي عن قريب بس أنت إلي هتسلمني للعريس .
لا يعلم لما شعر بالغيرة ولكن حاول مدارتها وتحدث بضيق:
-بإذن الله.
-أنت جهزت يا أسر؟
قالها سراج الذي يترجل الدرج وبرفقته عليا.
التف إلي والده بهدوء وقال:
-أيوة يا بابا.
ابتسم سراج بحب وقال:
-ما شاء الله عليك يا حبيبي.
اقترب أسر من والده وقبل يده بإحترام، ضمه والده بحنان مرتبا علي ظهره واتجه بعدها إلي أحضان والدته التي ضمته بحب وظلت تدعو له وتحصنه حتي هبط البقية واستعدوا إلي الذهاب إلي قاعة الزفاف بينما إتجه أسر من أجل إحضار عروسه.
❈-❈-❈
بعد ما يقارب وصل أسر إلي البيوتي سنتر ودلف لإحضار عروسه من الداخل وتزين وجهه ابتسامة عريضة والتي سرعان ما تحولت لغضب عند رؤيتها ترتدي فستان كاب عاري بشدة يظهر مفاتنها ومفتوح من الظهر إلي منتصف ظهرها اقترب بسرعة وأمسكها من ذراعها بشدة:
-أيه الأرف إلي أنتي لبساه ده ؟
شهقت نيڤين بألم وقالت:
-في أيه أسر سيب دراعي ماله شكلي ما أنا زي القمر أهو في أيه ؟
صاح بعصبية وهو يضغط على ذراعها بقوة أكبر:
-قمر أيه يا ست هانم وشعرك وجسمك إلي باين ده أيه ؟
ردت نيڤين ببرود:
- ودي فيها ايه دي ليلة واحدة في العمر وبعدين أنا مش محجبة؟
رمقها بغيظ وقال:
- ليلة واحدة أغضب فيها ربنا وأفرج الناس علي جسم مراتي ده أنا كده ما بقاش راجل يا ست هانم أنا لما سبتك تختاري فستانك لوحدك كان عندي ثقة فيكي لكن جنابك كسرتي الثقة بمنظرك ده !
زفرت نيڤين بحنق:
-يوه بقي يا أسر أهو إلي حصل يوم ويعدي بقي خلصنا.
رمقها ساخراً وعقب:
- فعلاً يوم ويعدي ماشي يا ست هانم لينا كلام تاني بعدين يلا بينا.
غادروا إلي القاعة بصمت تام وكل منهم ينظر في إتجاه وصلوا أخيرا وكان الجميع في إنتظارهم هبجوا من السيارة ودلفوا إلي القاعة وأصوات الأغاني ترتفع من حولهم وسط صدمة المعازيم من منظر العروس ووسط خجل أسر وتهربه من نظرات عائلته المعاتبة .
أتجه بعدها العروسين إلي الكوشة وبدأت مراسم كتب الكتاب وبعدها فقرات الزفاف تتوالي.
❈-❈-❈
علي طاولة العائلة.
حدقت عليا بعروس إبنتها بإشمئزاز وقالت:
-أية المنظر ده الله يسامحك يا أسر كسفتنا قدام الناس .
رد أدهم موضحاً:
-نظرة أسر يا أمي مصدومة واضح أنه إتفاجي بمنظرها ده وكمان محرج مننا .
أومأت أسيل بتأكيد:
-فعلاً يا ماما أسر أكيد ميعجبوش الوضع ده أنتي عارفة هو بيغير أزاي يا أمي وبيتعصب لما كنت البس ضيق .
تحدث سراج بحزم منهيا الجدل القائم:
- خلاص قفلوا علي الكلام ده وقوم يا أدهم نشوف المعازيم.
أومأ أدهم بإيجاب ونهض برفقة والده:
-يلا بينا.
بينما تقي لا تستمع للحوار القائم لكن تنظر لنيڤين وأسر الذين يرقصون سلو علي أنغام الموسيقى بشرود تام فهي من المفترض أن تكون هي مكان نيڤين الأن وهذا يكون حفل زفافها هي لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث فهي باتت مدعوة في زفاف حبيبها وهو سيكون مدعو في زفافها أهكذا ينتهي الحب ؟ حب دام سنوات يهدم كأنه بني من سراب دون وجود أساس له؟