-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 16 - 1 - الإثنين 8/7/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس عشر

1

تم النشر الإثنبن

8/7/2024



"ليتنى علمت أننى أحبك منذ البداية، ما كنت وصلت أنا إلي مفترق الطرق، وأصبحت أقف فى حيرة من أمري، سلكت هذا الطريق بإرادتى، وها أنا اقف مكتوفي اليد لا أدرى كيف أعمل مسارى"

أسر المعداوي ♥ تقي المهدي


صعد الدرج ووقف أمام غرفة تقي بتردد لا يدري أيطرق الباب ويدخل ليسلم عليها أم ينتظر الصباح زفر بحنق في نهاية المطاف وإتجه إلي غرفته.


دلف الغرفة وجد زوجته تغط في ثبات عميق اتجه إلي المرحاض آخذ حمامه وبدل ملابسه إلى منامة بيتية مريحة خرج بعد قليل وجلس علي الفراش يفكر فيما يؤرق عقله إلي تسقط في ثبات عميق هو الآخر من كثرة الإرهاق.


في الصباح استيقظ أسر من النوم بتملل شديد إعتدل بوهن ونظر للساعة بجواره وجدها تخطط التاسعة صباحاً ألتفت إلي زوجته مداعبا خصلات شعرها برفق كي يقوم بإيقاظها:

-نيفو قومي يا قلبي فوقي كده.

ردت نيڤين بنوم وهي تلتف للجهة الأخرى:

-بس بقى يا أسر عايزة أنام .

تنهد أسر بهدوء وقال:

كده هتتاخري علي الشغل ولا مش هتنزلي النهاردة ؟

أومأت بإيجاب:

- لأ خليني النهاردة وهنزل بكره.

رد بهدوء:

-تمام هنزل أنا وأنتي كملي نوم يا قلبي.

عادت إلي النوم مرة أخرى:

-تمام.

بينما نهض أسر واتجه إلي المرحاض آخذ حمامه وخرج بعد قليلاً وارتدي ملابسه العملية ووقف أمام المرآة يصفف شعره وينثر عطره ألقي علي نفسه نظرة رضا وغادر الغرفة متجهاً إلي الأسفل.

❈-❈-❈

في الأسفل يجلس الجميع يتناولوا طعام الإفطار في جو أسرى يسوده الدفئ والهدوء.

استدارت عليا إلي ولدها البكر وتسألت:

-هو أسر قالك هينزل الشغل إمتي يا أدهم؟

رد أدهم بهدوء:

-مقالش يا أمي .

تحدث سراج بتعقل: 

-ينزل براحته ده عريس يا عليا.

حدق أدهم بتقي التي تلعب في طبق الطعام دون تناول شئ وعاجلها بسؤال: 

-أخبار لوح المعرض أيه يا تقي خلصتيهم ولا لسه؟

انتبهت له تقي وقالت :

-يعني شبه خلصت فاضل حاجات بسيطة.

أومأ أدهم بإيجاب:

-ربنا معاكي يا رب.

ردت بإبتسامة:

- يا رب يا أبيه.

-صباح الخير.

 قالها أسر الذي هبط الدرج ووقف أمامهم.

رد الجميع تحية الصباح:

-صباح النور.

تحدثت عليا بحنان:

-أقعد أفطر معانا يا حبيبي.

جلس في المقعد المقابل لتقي ونظراته منصبة عليها رغم تجاهلها له :

- حاضر يا أمي.

قرر لفت إنتباهها وتسأل :

-أخبارك يا تقي عاملة أيه ؟

ابتلعت ريقها بضعف وردت : 

-الحمد لله.

تسأل بضيق مستتر:

-يارب دايما غريبة موضوع المعرض ده مش كنتي قفلتي عليه خالص ؟

أجابت تقي ببرود:

-ورجعت فتحتوا تاني أيه المشكلة ؟ ده مستقبلي وأنا حرة فيه أنا شبعت هخرج أتمشي في الجنينة عن إذنكم.

رد سراج بهدوء:

-أتفضلي يا بنتي.

نهضت تقي وغادرت تاركة الآخر ينظر لها بنظرات مشتعلة وبدأ في تناول فطوره علي مضض.

تسألت عليا بفضول:

-مراتك منزلتش معاك ليه؟

 رد بإختصار :

-مش هتنزل الشغل النهاردة فكملت نوم.

امتعض وجه عليا وقالت:

-نوم العافية.

نهض أدهم بإستئذان :

-سفرة دايمة.

ردت عليا بحنان:

- يدوم عزك يا حبيبي.

نهض أسر هو الآخر واوقف شقيقه:

-أستني هاجي معاك يا أدهم.

قطبت جبينها باستغراب وتسألت:

-أنت ملحقتش تأكل يا حبيبي ؟

رسم ابتسامة صغيرة علي سغره وقال:

-شبعت يا ست الكل يلا سلام عليكم.

غادر أدهم وبرفقته أسر بينما ألتفت عليا إلي زوجها بقلق:

-ماله ده شكل العقربة مزعلاه ؟

ردت تمارا مازحة:

-هو بيقول نايمة يا خالتو تبقي مزعلاه إزاي بقي ؟

رمقتها خالتها بغيظ وقالت بتبرير:

-يوه بقي أهي مزعلاه وخلاص متوجعيش دماغي أنتي كمان.

كتمت تمارا ضحكتها علي خالتها الغيورة وقالت: 

-حاضر يا خالتو.

تحدث سراج بتحذير: 

-خلاص بقى يا عليا الواد قالك شبع ريحي نفسك أنتي ولا هو قلق وخلاص ؟

ردت بضيق:

-طول ما هو متجوز العقربة دي هفضل تعبانة علي طول.

تنهد بسأم وقال:

-سبيها علي الله كل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-ونعم بالله.

❈-❈-❈

بينما في الحديقة تجلس تقي تتأمل الزهور بشرود تام  تتذكر إحدي مواقفها السابقة مع أسر.


فلاش باك.

تجلس تقي وأمامها لوحتها تقوم برسم السماء الصافية لونها الأزرق الهادي ولكن تفاجأت بمن يصرخ بأذنها علي حين غفلة.

-بتعمل أيه يا دافنشي ؟

انتفضت تقي بفزع وهي تضع يدها علي قلبها وتنظر له معاتبة:

-حرام عليك يا أسر هتجبلي مرة ساكتة قلبية بطريقتك دي.

وقف أسر أمامها وتحدث بحب:

-سلامة قلبك يا روح قلبي.

إبتسمت تقي بخجل وقالت :

-طيب يا بكاش عايز أيه ؟ سيبني أكمل اللوحة .

تطلع أسر إلي اللوحة بإنبهار وقال:

-تحفة أوي كأن السماء حقيقة فعلا.

ردت تقي بفخر:

-عيب عليك يا أبني أدعيلي ناوية السنادي أقدم في المعرض.

أتسعت عين الآخر بصدمة وقال:

-نعم يا اختي معرض أيه يا أم معرض لا طبعاً مش هيحصل عارفة يعني أيه معرض ؟ يعني سفر وبهدلة وتقفي ترغي مع رجالة وتتصوري جمب اللوحة دي ودي الشغل ده مش عندي فاهمة ولا لا ؟

غابت الابتسامة عن وجهها وتحدثت بتذمر:

- أوف حاضر أي أوامر تانية  ؟

إبتسم بحب وهو يقطف وردة صغيرة ووضع فوقها قبله وأعطاها لها متمتما بغزل :

-يسلملي حبيبي إلي بيسمع الكلام يلا أنا خارج عايزة حاجة ؟

حركت رأسها نافية وقالت:

-سلامتك .

عودة.

فاقت من ذكرياتها وأغمضت عيناها بألم :

-كل ده كان وهم طلعت أكبر خدعة عشتها يا أسر نهضت بوهن متجه إلي الداخل لتجلس برفقتهم.

❈-❈-❈

علي الجانب الآخرتستيقظ نيڤين وتنهض بتململ وتنظر إلى الساعة وجدتها تخطط الحادية عشر نهضت بتكاسل وأبدلت ملابسها وإرتدت بچامة برمودا باللون الاحمر ملاصقة بجسدها تكاد أن تكون جلد ثاني لها ووضعت بعض مستحضرات التجميل وأطلقت لشعرها العنان وهي تطلع لنفسها في المرآة بفخر وبعدها غادرت الغرفة متجه إلي الأسفل وجدتهم يشاهدون التلفاز رمقتهم بسخرية واتجهت لهم وتحدثت بتكبر :

-صباح الخير.

نظر لها الجميع بصدمة بينما عليا آول من تجاوزت صدمتها وهي تنظر لها بعدم رضا:

-أيه إلي أنتي لبساه ده ؟

قلبت نيڤين عيناها بملل وقالت:

-هيكون أيه يا طنط بچامة ؟

ردت عليا بضيق: 

-عارفة بس دي يا حبيبتي في أوضة النوم هنا بتلبسي عباية  زي البنات دول في رجالة في البيت غير جوزك .

إبتسمت نيڤين ساخرة وأشارت لهم  بإستعلاء وهي تقول:

-أنتي عايزاني ألبس زي دول ؟ وبعدين فيها أيه عمو في مقام بابا يعني أكيد مش هيبص لمرات إبنه و أدهم أكيد مش هيبصلي إلا لو سوري  يعني مراته مش مالية عينة.

إلي هنا وذهب آخر ذرة تعقل لدي تمارا نهضت تقف في مواجهتها وتحدثت بعصبية:

-أنتي أتجنتتي ولا أيه يا بتاعة أنتؤ لا ألزمي حدودك أنا جوزي عينه مليانة مش هيسيب الألماس ويبص للنحاس.

صاحت عليا بحزم:

-تمارا أقعدي مكانك مش عايزة أسمع صوتك .

ألتفت إلي نيڤين واسترسلت بإيضاح:

-لا يا حبيبتي هي مالية عين جوزها كويس أوي دي حاجة والحاجة التانية بقي وجوزها متربي وعارف ربنا زي ما أنتي المفروض تكوني عارفة ربنا وعارفة يعني أيه

 "الحمو الموت"ودلوقتي أتفضلي علي أوضتك غيري الأرف ده لو حابة تقعدي وسطنا غير كده تخليكي في أوضتك فاهمة يا مرات أبني ولا لا؟

غادرت نيڤين إلي غرفتها بغيظ دون أن تبس ببنت كلمة.

وفورمغادرتها إنفجرت أسيل ضاحكة:

-أوعي يا ماما أيه شغل الحموات الجامد ده ؟

رمقتها والدتها بغيظ وقالت:

-أسكتي أنتي كمان هي لازم تعرف حدودها .

استدارت إلي تمارا التي تبكي وتسألت بضيق:

-بتعيطي ليه يا آخرة صبري؟

ردت تمارا من بين دموعها:

-هو ممكن أدهم يبص لواحدة غيري ؟

تنهدت عليا بسأم وقالت:

-أنتي مصدقة نفسك يا بت أنتي ؟ ده أدهم بيتنفسك مش بيحبك يا خايية قومي يا بت أغسلي وشك بطلي هبل.

ردت بخجل:

-بس هي عندها حق بقالي فترة مهملة في نفسي وشكلي .

ردت عليا بنفاذ صبر:

خلاص أهتمي بنفسك وبطلي المناحة بتاعتك دي أقولك أنا راحة أتخمد تتكوا الهم عيال تشل.

نظرت أسيل وتقي إلي بعضهم وأنفجروا ضاحكين رمقتهم تمارا شذرا وغادرت هي الآخرى.

تحدثت أسيل من بين ضحكاتها:

-مش قادرة بصراحة يخربيت كده.

ردت تقي مازحة: 

-بصراحة تمارا صدمتني فين ده الي مش مهتمية بنفسها البت أتجننت !


الصفحة التالية