رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 18 - 1 - السبت 13/7/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثامن عشر
1
تم النشر السبت
13/7/2024
"وكأن الحزن بات رفيقى ، ولا مجال أن ويطرق الفرح بابى ، أو يشع شعاع الأمل داخلى ، و الدمع رسم خطوته علي صفحة وجه جعل كل خط بها يحكى الاف القصص والحكايا ، من ينظر إلى يشفق لحالى ، بأى ذنباً أعاقب ، وأنا لم أفعل شيئاً أحاسب عليه ، فقط خلقت وسط أناس غير أدمين ، خلقوا من أجل سلب الفرحة من حياة الآخرين "
في مكتب أدهم.
إنتفض سراج من مقعده بصدمة ما أن إستمع ما تفوه به إبنه البكر:
-أنت بتقول أيه يا أدهم أسر قالك كدا؟
تنهد بأسف وهو يتهرب من النظر في عين والده:
-أيوه يا بابا ده إلي حصل أيه رأي حضرتك أعمل معاه ايه ؟
جلس سراج مرة آخري وصمت قليلاً مفكراً وسرعان ما قال:
-دي مش دماغ أسر دي دماغ مراته أكيد.
إرتسمت إبتسامة ساخرة علي فمه وأكد حديث والده:
-عارف يا بابا.
ضغط علي قبضة يداه بقوة وهتف أمرا:
-متزودش ليه مرتبه ولا تتكلم معاه تأتي قوله أي كلام مع أبوك فاهم يا أدهم.
أومأ بإيجاب:
- فاهم يا بابا إلي حضرتك شايفه.
❈-❈-❈
تضع تقي لمساتها النهائية في لوحتها الأخيرة فها هي ستحقق حلما ظنته مستحيل فطالما رفض أسر رفضاً قاطعاً مشاركتها بالمعارض بحجة أنه يغار عليها من نظرات الرجال فها قد إنتهي حبه المزيف الذي أغرقها به دوما وأغرق به غيرها الأن كل يوم تسمع صوت ضحكاتهم المرتفعة هو وتلك الشمطاء التي تزوجها فغرفتهم بجوار غرفتها وأيضا الشرفة تلتصق بشرفتها فأي حركة أو صوت تسمعه حتي أنها أصبحت تغلق باب الشرفة كي يخفف من حدة سماع صوتهم وتدفن وجهها في وسادتها تكتم بها دموعها التي أصبحت لا تنتهي فحب أسر كالمرض الخبيث الذي يدخل الجسد ويتغلغل داخله ويكون الموت النهاية المحتومة.
❈-❈-❈
يجلس سراج علي السرير بجوار عليا الباكية يحاول تهدأتها دون فائدة .
رمقها معاتبا وقال:
-يعني أنا غلط عشان حكيت ليكي؟
تنهدت بحزن وقالت:
-أنا مصدومة بجد يا سراج ليه كده يا أسر تسيب نفسك للحية دي.
تنهد بسأم وهو يرتب علي ظهرها بحنان يواسيها لا يدري كيف يواسها وهو من يحتاج المواساه هو الآخر:
-ربنا يستر أنا مش خايف غير من العداوة إلي هتحصل ما بينه وما بين أخوه عارفة لو الفلوس دي هتسكته كنت هديهالوا بطيب خاطر لكن عارف أنها هي إلي بتحركه ووقت ما تلاقينا بدأنها ننفذ طلباته هتزيد فيها.
تطلعت إلي زوجتها وتحدثت بتردد:
- سراج عايزة أطلب منك حاجة.
قطب جبينه باستغراب وتسأل:
-أطلبي يا عليا إلي أنتي عايزاه خير؟
إستطردت بحذر:
-لو لا قدر الله حصلي حاجة متبعدش عن أسر أنت عارفوا طيب بس مضحوك عليه وكمان أسما دور عليها أنا قلبي حاسس بيها بنتي عايشة.
تحدث بلهفة:
- بعد الشر عنك أيه إلي بتقوليه ده ربنا يطول في عمرك.
ابتسمت برضا وهتفت برجاء:
-أوعدني يا سراج متسيبهوش أبدا حتي إلي بعد وسابك مسيره هيرجع ليك تاني.
تنهد بقلة حيلة وقال: ح
-اضر يا حبيبتي ربنا يهديه ويصلح حاله ويبعد أذي العقربة دي عنه.
أمنت علي دعائه بتمني:
-يارب يا سراح ربنا يسمع منك.
❈-❈-❈
مازالت مستيقظة تجلس علي فراشها وتضع الاب توب علي قدمها وتتصفح موقع الفيس بوك وبالتحديد الصفحة الشخصية لشخص ما وتطلع إلي صورته بحزن وتحدث حالها لا أدري كيف أحببتك وأصبح حبك يجري داخل أوردتي أعرف جيدا أنهناك الكثير والكثير من العقبات التي بيننا إنك لا تحبني والأدهي إنك إعتبرني تلك الطفلة الصغيرة التي كنت تحضر لها الحلوة في الصغر وتوبخني بمزاح إذا أعندت وناديتك باسمك قبل أن أسبقها "بأبيه" أه يا حبيبي خمس سنوات ولم أراك بها أتغيرت عن زي قبل أم مازلت كما أنت ما يطمئنني إنك لم ترتبط حتي الآن هذا يريح قلبي كثيرا لا أنسي اليوم الذي كسرت به قلبي عندما أعترفت لك بحبي فكل يوم أتصفح حسابك على الفيسبوك وأتأكد بها إنك لما تغير حالتك حتي الآن هذا كافي أن يداوي جراح قلبي أتمني أن تعرف بحبي لك وأن تحبني مثلما أحببتك وتكون من نصيبي في نهاية المطاف وتتوج قصة حبنا بعد مشقة سنين من العشق والحرمان تنهدت بوهن وأغلقت الجهاز ووضعته علي الكومدينو وأغمضت عيناها وآخر ما أبصرته هو حبيبها الغائب.
❈-❈-❈
ظل يراقب زوجته الشاردة بصمت تام ينتظر ردها وسينفذه أي كان.
التفتت إلي زوجها وتسألت بحذر:
-يعني أهلك حابين فعلاً أننا نعيش معاهم ؟
أومأ بإيجاب وعقب:
-أيوة ده إلي أحمد قاله ليا.
مطت شفتيها بحيرة وتسألت:
-بس أزاي يغيروا رأيهم كده مرة واحدة ؟
وضع يده على أحشائها بحب وقال:
-يمكن عشان خاطر الباشا الصغير إلي جاي في الطريق ؟
داعبت وجهها إبتسامة محببة ووضعت يدها علي يده بحنين وقالت:
-إمتي يجي وينور حياتي هيبقي أبني وأبويا وأخويا وكل عائلتي.
رمقها بعتاب وسحب يده من أسفل يدها وضم وجهها بين كفيه وتحدث برفق:
-يا سلام طيب وأنا مش دول كلهم يا ست أسما ؟ لأ أنا كده أغير منه ؟
إبتسمت وهي تمسك بيده تقبلها بحب:
-توء توء أنت دنيتي كلها يا قاسم أنت عوض ربنا ليا.
أتسعت إبتسامته وهو يضمها بحب وقال:
-ربنا يبارك ليا فيكي يا حبيبتي وميحرمنيش منك تأكدي أن الي أنتي عايزاه أنا موافق عليه أي كان هو أيه.
"موافقة نروح نعيش معاهم "
-جملة نطقتها بعفوية وهي علي يقين أن الأتي لن يحمد عقباه لكنها ستحارب وتظل مثابرة من أجل زوجها وطفلها الذي لم تطرأ قدمها الدنيا عائلتها تستحق منها هذا.
ابتسم بحب وقال:
-الحمد لله وتأكدي أني دايما جنبك وفي ضهرك وأنا واثق أن أهلي هيحبوكي لما يعاشروكي.
رفعت رأسها إليه وأبصرت عيناه وقالت:
-يارب يا قاسم يارب.
❈-❈-❈
في اليوم التالي تناول أسر ونيڤين معهم الإفطار بإقتضاب شديد ثم غادروا لعملهم وكذلك بعد أن تبادل أدهم النظرات ذات معني مع والده وغادر الجميع إلي وجهته بينما ظل الثلاثة فتيات بمفردهم.
اقتربت أسيل من تمارا وتقي وتسألت بفضول:
-انتوا مش ملاحظين أن أسر ونيڤين النهاردة مش طبيعين شوية ؟
رفعت تقي كتفيها باللامبالاة وقالت :
-مركزتش معاهم بصراحة.
بينما ردت تمارا بتأييد:
- فعلاً حتى أدهم و خالتو وعمو سراج بردوا تحسي أن الفطار كان مشحون بطاقة سلبية.
حكت أسيل ذقنها بحيرة وتسألت:
-هو فيه حاجة حصلت وأحنا منعرفش ولا أيه حتي بابا مخرجش زي كل يوم وقاعد في المكتب وماما قاعدة في اوضتها مش زي عادتها.
أومأت تمارا بتأكيد:
-ممكن فعلاً بس هو أيه إلي حصل إزاي محسناش بحاجة ده لو فيه حاجة فعلاً ؟
نهضت أسيل بحماس وقالت:
-أنا هقوم أسأل ماما؟
أوقفتها تقي برفض:
-لأ طبعا طالما هما متكلموش في حاجة يبقي نسيبهم علي راحتهم بلاش نضغط عليهم.
ردت تمارا بتأييد:
-صح كلامك يا تقي طالما مقلوش يبقي مش حابين يعرفونا يبقي نحترم رغبتهم .
تنهدت أسيل بعدم إقتناع وقالت :
- تمام.
❈-❈-❈
في مكتب أسر تجلس نيڤين ولؤي برفقته يتناقشون في أمر ما باهتمام شديد.
مط شفتيه بحيرة وتسأل:
-مش عارف بصراحة الفكرة عجباني جداً بس المشكلة هما هيوافقوا أزاي؟
رد لؤي بلهفة:
-أنت إبنهم يعني المفروض يسمعوا كلامك ويدورا علي مصلحتك.
عادت نيڤين بظهرها إلي الخلف وتحدثت بمكر:
-أركز أنت وظبط الكلام عايز رأي بلاش كلامك يبقي مع أدهم.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-قصدك أكلم بابا علي طول ده هيبقي أصعب علي فكرة يا نيڤين أنت متعرفيش بابا كويس أدهم لو وافق سهل يقنع بابا.
ابتسمت نيڤين بخبث وقالت:
-بس أنا مش قصدي بابا قصدي طنط.
تسأل باستغراب:
-ماما ؟
أومأت بإيجاب واسترسلت بإيضاح:
-أيوة أمك بتحبك جدا علي فكرة وهتسمع كلامك وهتقنع الكل أنت نقطة ضعف أمك ألعب علي النقطة دي.
تنهد بحيرة وعقب:
-هي فكرة حلوة بس خايف بابا وأدهم يعاندوا لما أطلب من ماما.
رد لؤي بمكر:
-ومن هنا يجي دور ماما.
تسأل بحيرة:
-طيب أكلمها أزاي في وجودهم ؟
ردت نيڤين بلهفة:
-لا طبعاً مش في وجودهم أنت تختار الوقت إلي هما مش موجودين فيه لأن في وجودهم كل حاجة هتبوظ.
حرك رأسه بإيجاب وقال:
-حاضر لما نشوف.