-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 20 - 1 - الإثنين 15/7/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل العشرون

1

تم النشر الإثنين

15/7/2024



"البشر بفطرتهم خطأون ، يسعون خلف رغباتهم ، وهم علي يقين أنهم إلي الطريق الصواب ، ويضعون أصابعهم علي أذانهم كي لا يستمعوا إلي أصوات العقل ،وعندما تغلق الأبواب بوجههم ، ويعلموا أنهم علي خطأ، يعضوا علي أيديهم ندما علي أقترفوه بأنفسهم ، ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان ، فما مضي لا يمكن أن إصالحه ، ويظل نقطة سوداء مرسخة داخل قلوبنا"


ظلت مستيقظة تحدق في زوجها الغافي بشرود هي تتحمل المعاملة الجافة من أجله فقط هو وطفلها لا تنكر مدي آلم قلبها عندما عادوا إلي هنا وشاهدت زوجها وهو يلقي نفسه في أحضان أمه وأبيه يطلب من السماح والغفران وقتها لم تكن تري قاسم زوجها بلا كانت تري طفل ضائع قد عثر علي والديه بعد فراق وأمواج طلاطمت به من مكان لمكان بغير هدي.

أغمضت عيناها تتذكر ما حدث منذ بضعة أيام في صباح اليوم التالي لزيارة شقيقه وموافقتها علي مكوثهم بمنزل عائلة أعدوا حقائبهم وذهبوا في الصباح مستقلين سيارة أجرة أوصلتهم أمام منزل والديه هبطوا من السيارة الأجرة وانزل الحقائب ونادي الحارس لإدخالها وإتجه لها وإحتضن يدها الصغيرة بين كفه يضغط عليها برفق وحنان يمدها بالأمان أنه جوارها ولن يتركها.

تحركت برفقته وهي تقدم قدم وتأخر الآخر لكن يكفيها الإبتسامة العذبة ولمعة العين التي تراها داخل عين زوجها منذ أمس دلفوا إلي الداخل وكان والديه في إنتظاره وبرفقتهم شقيقه فور أنا إقترب منهم ترك يدها واتجه إلي والده أولا مقبلاً يده ثم إتجه إلي والدته مقبلاً يدها هي الاخري وبعدها استقام وتحدث بإعتذار:

-أنا أسف يا بابا أسف يا ماما حقكم عليا.

ربت والده علي ظهره بحنان وقال:

-نورت بيتك يا أبني .

رمق أسما شذرا وعقب:

-أنت وحفيدي.

بينما ضمته والدته بحنان وقالت:

-نورت يا حبيبي بيتك من تاني.

لاحظ أحمد تجاهل والديه لها عن عمد فتدخل في الحوار قائلاً بترحاب:

-نورتي بيتك يا أسما ولا أناديكي بأم عتريس ؟

نظرت له بإمتنان وقالت:

-البيت منور بأهله.

ابتعد قاسم عن والدته واتجه إلي زوجته ضمه بقوة أسفل ذراعه واتجه إلي والديه وتحدث بنبرة ذات معني:

-أيه يا ماما مش هترحبوا بأسما ؟

اقتربت أسما منها بحذر تقبل يدها وكذلك فعلت المثل مع والده .

ردت والدته بإقتضاب:

-لأ أزاي نورتي يا بنتي .

هتفت بخجل:

-نورت حضرتك يا هانم.

تدخل أحمد في الحوار قائلاً:

-هانم ايه ؟ إسمها ماما وبابا هيبقي بابا ولا عندك مانع ؟

نظرت له بتردد وقالت:

-لأ طبعاً أنا يزدني الشرف والله.

فاقت من شردوها علي حركت زوجها ألتفت له مبتسمة تسأل بنوم:

-صاحية ليه يا قلبي ؟

ردت بحب:

-كنت قاعدة بتأمل في حبيبي عندك مانع؟

اخذها في أحضانه مقبلاً جبينها بحب:

-وحبيبك ملك يا روح وقلب حبيبك من جوه.

ابتسمت بإمتنان وصمتت تسأل بفضول:

-أيه الأخبار مرتاح هنا ؟

تنهدت بشرود لا تدري بما تجيبه والديه أثناء وجوده يعاملوها بالحسني وأثناء غيابه يتفننوا في إذلالها حسمت أمرها وقالت:

-أنا مرتاحة في المكان إلي أنت مرتاح فيه يا حبيبي.

ابتسم براحة وقال:

-ربنا يبارك فيك يا حبيبي.

❈-❈-❈

مع شعاع شمس يوماً جديد تستيقظ تقي مبكراً بنشاط وتنهض تعد لوحاتها بسعادة بالغة فإذا خسرت حب أسر للأبد الأن ستحقق جزء من أحلامها وتعرض لوحاتها بالمعارض وتقابل الرسامين من شتي أنحاء العالم.

صحيتي بدري ليه يا تقي ؟

قالتها عليا بحنان.

استدارت لها تقي وردت بإبتسامة بسيطة:

-فرحانة أوي يا خالتو أخيراً هشترك في المعرض إلي بحلم به.

تسألت عليا بتردد:

-ممكن أسألك سؤال يا تقي؟

انتبهت لها بإنصات وهي تضع اللوحة جانباً: 

-أتفضلي يا خالتو .

تسألت عليا بهدوء:

-لو كنتي أنتي وأسر مع بعض لسه كنتي هتعملي أيه وأنتي عارفة أنه رافض المعارض دي نهائي ؟

ردت تقي بصدق:

-كنت هسيب الرسم كله عشانه يا خالتو أنا كنت بحب أسر لو كان طلب روحي في يوم من الأيام مكنتش هتردد أني أديهاله.

ضمتها  عليا بحنان تحدثت بتردد:

-طيب لو أسر رجع ليكي يا تقي في يوم من الايام هتعملي أيه؟

صمتت تقي قليلا ثم قالت :

- لو رجع ليا فعلاً وكان ندمان بجد هسامحه لأني بحبه بجد والي بيحب حد يا خالتو بس مش قبل ما أعقبه الأول.

تنهدت عليا براحة وردت:

-ربنا يكملك بعقلك يا بنتي.

تسألت بفضول:

-بس ليه بتسألي الأسئلة دي يا خالتو؟

ردت عليا بهدوء:

-حبيت أعرف أنتي لسه بتحبيه ولا خلاص الحب إنتهي يلا أسيبك وأروح أحضر الفطار حبه أفطركم النهاردة من إيدي.

قبلت تقي يدها بحب:

-تسلم إيدك يا قمر.

مسدت عليا بحنان علي كتفها :

-تسلمي من كل شر.

بعد فترة استيقظ سراج وتمارا وأسيل وتناولوا الإفطار بنهم وسعادة لتحدثت تمارا بحزن:

-فينك يا أدهم القاعدة نقصاك.

ردت أسيل  بتأييد :

-فعلاً والله.

تسألت عليا بعتاب:

-ومش ناقصة أسر يا أسيل ؟

ردت  بإحراج: 

-وأسر أكيد يا ماما.

ردت عليا بهدوء:

-أسيل يا حبيبتي عارفة أن أسر أتغير بس هو أخوكي وهيفضل طول عمره أخوكي فهمتي يا حبيبتي يعني مهمها يبعد أنتي تقربي مش تبعدي أنتي كمان خليكم دائما إيد واحدة ."فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"

ردت بإيجاب : 

-حاضر يا أمي.

تسأل سراج بحيرة:

-مالك يا حبيبتي في أيه حسك مش طبيعية؟

ردت  بنفي :

-مفيش حاجة يا حاج بس حابة ولادي ميكنوش زعلانين من بعض  هتروح مع البنات؟

أومأ بتأييد:

-بإذن الله.

تحدثت تمارا بهدوء:

-تقي وأسيل بس الي هيروحوا هفضل معاكي يا طنط عشان عمر ميتبهدلش في الطريق.

ردت عليا مبتسمة:

-علي راحتك يا حبيبتي.

بعد دقائق نهض سراج والبنات وأخذوا اللوحات متجهين إلي المعرض بينما نهضت تمارا تنظف السفرة وتقوم بتحضير طعام الغداء.

أما عليا إتجهت لغرفتها تصلي ركعتي الضحي وجلست بعدها تقرا وردها اليومي.

❈-❈-❈

علي الجانب الآخر استيقظ أدهم بضيق متذكرا فراق عائلته وما فعلته تلك الشمطاء تنهد بسأم ينهض متجهاً إلي المرحاض يتوضئ ويستعد للذهاب إلي عمله.

بعد نصف ساعة انتهي أدهم من الصلاة وارتداء الملابس مشط شعره بهدوء ونثر عطره ونظر لنفسه نظرة رضا واتجه إلي عمله فهو لا يجيد تحضير الطعام حسنا سيأكل أي شئ من الخارج هذه الفترة.


أما عند نيڤين تستيقظ بتعب شديد نهضت بضجر وتعتدل وجدت الساعة تخطط الحادية عشر صباحا.

جذبت هاتفها وهاتفت زوجها فكيف لم تستيقظ ولم يقوم هو بإيقاظها:

-ألو صباح الخير يا حبيبي كده بردو متصحنيش معاك أنا إلي مردتش أصحي مش عارفة هاجي ولا أيه أصل عقبال ما أجهز وأجي هبقي بعد الضهر خلاص هخليني في البيت أفضل يلا سلام يا حبيبي.

 أغلقت الهاتف بملل وألقته جوارها ونهضت من مكانها وتستعد للهبوط إلي الأسفل لكي تحضر شئ تأكله.

بعد فترة جلست نيفين في الريسبشن في الأسفل تتناول ساندوتش وكوب من القهوة.

وتقلب في التلفاز بلا هوادة وسرعان ما نهضت فجأة تتجه لمكتب أدهم بفرحة فهي في المنزل بمفردها تستطيع أن تقلب في الملفات ومن الممكن أن تجد شئ مهم لكن سرعان ما تبددت فرحتها عندما وجدت المكتب مغلق بالمفتاح عادت إلي مكان جلوسها وهي تجر أذيال الخيبة وتتوعد لأدهم بشر.



الصفحة التالية