-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 21 - 1 - الأربعاء 17/7/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر الأربعاء

17/7/2024




"البشر بفطرتهم خطأون ، يسعون خلف رغباتهم ، وهم علي يقين أنهم إلي الطريق الصواب ، ويضعون أصابعهم علي أذانهم كي لا يستمعوا إلي أصوات العقل ،وعندما تغلق الأبواب بوجههم ، ويعلموا أنهم علي خطأ، يعضوا علي أيديهم ندما علي أقترفوه بأنفسهم ، ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان ، فما مضي لا يمكن أن إصالحه ، ويظل نقطة سوداء مرسخة داخل قلوبنا"

ردت  بدموع وتعب :

-أنا السبب أنا كل إلي كنت عايزاه أنه هو وأخواته يبقوا أحسن الناس كلها أنا ما كنتش أعرف أنه هيوصل لكده.

رد أسر بسخرية:

-خلصتو فقرة الدراما بتاعتكوا أدوني الفلوس خلوني أشوف حياتي إلي أدمرت بسبكوا.

صاح سراج بعنف وعصبية وهو يزيحه للخارج :

-إطلع برة مش عايز أشوف وشك في بيتي تاني يا واطي.

هتفت عليا بدموع وضعف :

-لأ لأ يا سراج عشان خاطري إبني لا.

قالت جملتها وسقطت أرضاً مغشياً عليها بلا حول ولا قوة هل هذه النهاية أم أن للقدر رأي آخر ؟

وقف الجميع يطلع لها بصدمة وآول من فاق من صدمته هو أدهم الذي ركض إليها سريعاً يحملها بين ذراعيه ويتجه بها إلي الخارج.

هرع الجميع خلفه وضعها في سيارته وركب سريعاً وقاد سيارته وهم خلفه بسيارتين آخرتين.

❈-❈-❈

في المشفي وتحديداً أمام العناية المركزة يقف سراج حزين منكس الرأس وبجانبه أدهم بوجه مقتضب وعيون دامعة.

وفي جانب آخر تجلس تمارا تحمل  طفلها عمر وتضم أسيل الباكية إلي أحضانها وعلي الجانب الآخر تجلس تقي شقيقتها.

وفي آخر الممر يقف أسر ببرود كأن الأمر لا يعنيه من الأساس ولا كأن والدته من ترقد بالداخل تصارع الموت وهو السبب الرئيسي لتدهور حالتها تلك.

خرج الطبيب من العناية بوجه حزين ووقف أمام سراج وأدهم:

-مع الأسف يا حاج الحالة حرجة جدا جلطة في المخ.

انتفض الجميع اثر جملته وتسأل أدهم بحذر:

-أزاي يا دكتور هو مش ضغط عالي زي كل مرة ؟

تنهد الطبيب بسأم وقال:

-الضغط العالي أدي لانفجار شريان في المخ نتج عنه نزيف ومع الاسف مع حالتها مش هنقدر نعمل أسطرة نسحب النزيف أو نتدخل جراحي حالة قلبها حساسة جداً لو دخلت عمليات مش هتخرج منها.

نظر الجميع إلي بعضهم وتهاوي سراج علي المقعد بلا حول ولا قوة لكن أدهم مازال واقفاً يتسأل بقلق:

-طيب والعمل يا دكتور وهو وضعها أيه دلوقتي ؟

أسترسل الطبيب بعملية:

-حاليا النزيف وقف ومع الأسف هي دخلت في الغيبوبة ممكن تفوق بكره بعده بعد اسبوع بعد شهر أو أكتر ومع الأسف ممكن متفوقش خالص حالتها أحنا منقدرش نحكم عليها غير لما تفوق من الغيبوبة.

تسألت تمارا بعدم فهم:

-يعني أيه حضرتك مش هتقدر تحكم عليها غير لما تفوق؟

رد الطبيب بإيضاح:

-لما تفوق هنعرف تأثير الجلطة عليها كانت أيه سببت شلل كلي أو جزئي ده مش هنقدر نحكم عليه غير لما تفوق.

تسأل أدهم بأسي:

-ينفع ندخل نشوفها يا دكتور ؟

هز رأسه بلا وعقب :

-مع الأسف لأ مش قبل ٧٢ ساعة هي حالياً مش حاسة بيكم أصلا وجدكم هنا ملوش داعي أتفضلوا روحوا وأي جديد هبلغكم به.

اقترب من سراج مرتبا علي كتفه بحنان:

-شد حيلك يا حاج وأجمد وان شاء الله خير روح أرتاح وأي جديد هبلغكم بعد إذنكم.

غادر الطبيب ونهض سراج مستنداً علي ذراع أدهم وألتفت إلي أسر بإستحقار وقال:

-أدهم أديله نصيبه في كل حاجة وخليه يغور ويبعد عنا مش عايز أشوف وشه تاني.

أومأ بإيجاب وقال:

-أوامرك يا بابا.

❈-❈-❈

وصلوا إلي المنزل وخلفهم أسر بسيارته متأخراً عنهم قليلاً لا يقدر علي مواجهتم لكن يجب أن تتم المواجه كي يسترد ماله منهم.

وصل إلي المنزل وجدهم يجلسوا والحزن مازال مرتسم علي وجههم.

طالعه سراج بإزدراء:

-انت أيه إلي جابك هنا أطلع بره ومش عايز أشوف وشك هنا تاني فاهم ولا لأ.

رد بغل وعصبية :

-لأ مش فاهم ده بقيتي زي زي البيه إبنك إلي مسندك وعامل نفسه الحمل الوديع وهو ناصب عليك وحاطت كل حاجة في كرشه.

إنتفض أدهم وصاح بعصبية:

-أخرس يا حيوان أنا الحمد لله بخاف ربنا مش زيك وربنا يعلم أن مفيش جنيه واحد بخده من أبوك غير بأذنه وحق شغلي وربنا إلي يعلم.

تحدث سراج بوهن وضعف :

-خلاص يا أدهم أنت بتبرر له أيه أنا خلاص مش عايزه ورميت طوبته خلاص سيبه خليه يغور مش عايز أشوف وشه قدامي.

صاح الآخر بعصبية:

-مش همشي وأسيب الجمل بما حمل لعيالك والهوانم إلي ربتوهم من الشوارع يتمرمغوا في خيرنا.

انتفض سراج بعصبية رافعا يده لأعلي وهبط علي وجنته تحت صدمة الجميع:

-أخرس يا حيوان دول ولاد خالتك لحمك ودمك كنت عايزني أرميهم في الشارع لكلاب السكك عشان تنبسط يا خسارة يا ألف خسارة .

ألتفت إلي أدهم بحدة :

-أديله الفلوس إلي عايزها وغوره من هنا مش عايز أشوف وشه هنا تاني.

رد أدهم بهدوء :

-أمرك يا والدي بس أطلع حضرتك أرتاح فوق وأنا هتصرف معاه.

تنهد سراج بحزن وقال:

-ومين هيجيلوا نوم يا بني بعد الغالية ما راحت.

❈-❈-❈

في مكتب أدهم……..

تسأل أدهم بهدوء:

-طلباتك أيه يا أسر ؟

رد أسر بسخرية :

-طلباتي أسمه حقي إلي أنت وكله أنت ومراتك .

صاح أدهم بعصبية:

-أخرس بقي بكره تندم على الكلام الفارغ ده كله من الشيطانة مراتك.

ابتسم ساخراً وعقب:

-أه هما شياطين وساعدتك بقي إلي ملاك مش كفاية إنك كنت هتقتل مراتي.  

رد أدهم بهدوء :

- لأ مش ملاك يا سيدي وخليك ماشي وراء كلامهم لغاية ما تغرق عايز أيه يا أسر.

رد أسر بطمع:

-عايز نصيبي في الشركة والبيت والفلوس إلي في البنك كمان.

انتفض أدهم بعصبية وقال:

-أنت مجنون عايز تورث أبوك وهو حي يعني موت أمك بحسرتها هتموت أبوك كمان ماشي يا أسر هتاخد إلي أنت عايزه وخليك فاكر دائما أنك بعت الغالي وأشتريت الرخيص.

تنهد بملل وعقب ضاحكاً:

-هههههههه ضحكتني المهم خلصني عشان أشوف حالي بعيد عنكم .

رد أدهم بحزن:

-ماشي يا أسر وربنا يبعد عنك شيطانك إلي هيدمرك.

ابتسم بتهكم وقال:

-لا شكرا مش محتاج منك دعاوي محتاج فلوسي وبس وكتر خيرك.

رد أدهم بإختصار:

-حاضر يا أخويا.

بعد مرورو بعض الوقت قدم أدهم إلي أسر شيك وملف:

-أتفضل ده شيك بنصيبك وده كشف حساب به وأتمني أنك متضيعهوش زي ما كل حاجة ضيعتها.

رد ببرود: 

-شكراً علي النصيحة توفرها لنفسك سلام يا أخويا ههههههه…….

خرج أسر من المكتب ألقي عليهم نظرة جانبية وغادر سريعاً دون أن ينبث بحرف واحد.

❈-❈-❈

في الخارج.

يجلس سراج بوهن علي الأريكة يضم أسيل الباكية ويجلس بجواره تمارا وتقي بدموع ينظر لهم بحنين:

-تقي تمارا أنتم ولادي إلي مخلفتهمش وأنتم بغلاوة أسيل عندي ملكوش دعوة بكلام المجنون ده ربنا يهديه من عنده .

ردت تقي بدموع:

-إحنا مش زعلانين منه يا عمو إحنا زعلانين عليه وعلي إلي وصله مش متخيلة أن ده أسر إلي كنا متربين معاه وكان بيحبنا ويخاف علينا أزاي.

ردت تمارا بحزن:

-تقي عندها حق يا عمو أسر أتغير أوي مبقاش إلي نعرفه أبدا.

رد سراج بحسرة :

-منهم لله إلي كانوا السبب يا بنتي كله من مراته دي وصاحبه المحشش إلي من ساعة ما عرفه حاله أتشقلب يلا الحمد لله وربنا يهديه ويبعدهم عنه.

خرج أدهم بعد فترة من المكتب وجد المنزل خالي صعد إلي غرفته هو الآخر وجد زوجته غافية وبأحضانها طفلهم تحرك نحوهم وألقي نفسه جوارهم وآخذهم في أحضانه يستمد منهم القوة.


بينما في غرفة  سراج وعليا يتمدد علي فراشه يتأمله بحزن ودموع ويحدث صورتها التي وضعها بجواره هنت عليكي يا عليا تسبيني لوحدي هعيش من غيرك أزاي شوفتي أسر وعمايله مش فارق معاه أنك موتي ولا أنا ولا أخواته شوفتي وصلنا ضم الصورة إلي أحضانه وأغمض عينيه باحثاً عن النوم والراحة ولكن من أين ستأتي وهي بعيدة عنه.


الصفحة التالية