-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 21 - 2 - الأربعاء 17/7/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والعشرون

2

تم النشر الأربعاء

17/7/2024


عاد أسر إلي شقة لوي وجد نيفين تجلس في إنتظاره علي أحر من الجمر أخبرها بما حدث لكن الفرح لم تسعها ما أن رأت الرقم المدون بالشيك ظلت نسرد له عن مخطتها إلي أن نهض أسر وذهب كي ينام ويرتاح.

في الصباح تستيقظ نيڤين بنشاط فقد عاد أمس ومعه شيك بحصته في كل شئ وإقترب حلمها من التحقيق نهضت بسعادة تبحث عنه وجدته يجلس في الشرفة ودموعه تنساب بصمت.

نظرت له بضيق سرعان ما تبدلها بنظرات شفقة وتقترب منه وتمسد علي ظهره بحنان وتأخذه بأحضانها.

تحدثت بهدوء:

- خلاص بقى يا أسر بإذن الله تبقي كويسة.

تطلع لها بأمل وقال:

-تفتكري زعلانة مني؟

ردت نيڤين بنفاذ صبر:

-لا طبعاً دي لآخر لحظة يا حبيبي بتقولهم يدولك حقك يلا عشان نسافر اسكندرية نشوف هنعمل أيه.

 تسأل بحيرة:طيب ماشي نستني لؤي لما يرجع أنا قولتله يروح المستشفي يشوف من بعيد لبعيد هما اخبارهم أيه ويجي يقولي.

ابتسمت بمكر وقالت:

-لا يا حبيبي يلا نجهز ونمشي ونكلمه وأحنا في الطريق.

تسأل بعدم فهم: 

-ليه الإستعجال ده؟

ردت نيڤين بمكر:

-خير البر عاجله يلا بينا.

تنهد بقلة حيلة وقال:

-حاضر.

جهزوا أغراضهم وأستعدوا من أجل السفر وغادروا المنزل متجهين إلي وجهتهم.

❈-❈-❈

أما عند لؤي وصل المشفى استفسر عن حالة عليا وغادر عائداً إلي الشقة كي يخبر أسر بالمستجدات كما طلب منه  لكنه لم  يجدهم قد غادروا وجد ظرف علي السفرة اتجه إليه سريعاً وقام بفتحه وقرأ ما به:

"شكراً يا لؤي علي تعبك معايا أشوف وشك بخير وأتمني متفكرش تتصل بينا تاني سلام يا أخويا"

طوي لؤي الرسالة وألقاها بغيظ أرضاً وتحدث بتوعد:

-ماشي يا نيفين الكلب هجيبك هجيبك.

❈-❈-❈

في الإسكندرية استأجر أسر شقة مفروشة للمكوث بها عدة أيام حتي يظبطوا أمورهم .

جلسوا يستريحوا وتحدث هو  بغيظ: 

-ينفع كده يا نيڤين أنا مش فاهم أختي الموبايل عملتي إيه فيه ده الشريحة اتحرقت يا شيخة ؟

ردت نيڤين بمكر:

-معملتش حاجة ده وقع مني.

هتف بعدم تصديق:

-يقع من إيدك الشريحة تتحرق غريبة دي ده الموبايل متخدش أصلاً الشريحة إلي تبوظ وهي جوه الفون أهي الأرقام كلها اتمسحت. 

ردت نيفين ببرود:

-مش مهم نجيب واحدة جديدة علي فكرة برن علي لؤي مش بيرد عليا.

تسأل باستغراب:

-ليه ؟

ردت نيڤين بمكر:

-سيبك منه ده واد سماوي يا حبيبي هو أخويا أه بس مش بيحب لينا الخير زي ما أنت متخيل خيلنا نشوف هنعمل ايه من بكره نبدا ندور علي مصنع قديم ولا حاجة ونبدأ أحنا نجدده ونشتري الأجهزة .

أومأ بموافقة:

-تمام يا حبيبي.

❈-❈-❈

بعد مرور عدة أيام وجد أسر مصنع قديم قام بشرائه وتجديده وشراء أفضل المكن الحديث وتعين العمالة وقام بعمل حفل إفتتاح كبير لمصنعه وبدأت نيڤين في جمع معلومات عن شركات في الخارج للتصدير لها ونجحت بالفعل في هذا.

كما استقروا في شقة كبيرة على النيل قام أسر بشرائها بناء على طلب نيڤين ورغم النجاح الذي وصل له أسر لكن كان دائما يشعر بالفراغ والحرمان من حوله دائما فطالما كان يعيش طوال حياته وسط عائلته فجأة ينتهي كل هذا ويبتعدوا عنه ويكرهوه كل هذا حدث لأنه تزوج نيڤين ولم يتزوج إبنة خالته هل هي أهم منه عندهم ؟ هذا ما كان يدور فى رأسه دائماً ، كما أنه لم يحاول أن يطمئن علي حالة والدته قط كأن الرحمة نزعت من قلبه.

أما نيڤين فقد تحقق حلمها مصنع اللحوم الذي طالما تمنت أن تمتلكه قد صار حقيقة بالإضافة أنها تأخذ نسب كبيرة خفية من وراء أسر فهي المسؤولة عن تصدير اللحوم للخارج .

❈-❈-❈

علي الجانب الآخر تمر عليهم الايام بصعوبة شديدة حالة عليا مازالت كما هي والزيارة ممنوعة عنها يروها من وراء الزجاج فقط وتدهورت حالة سراج هو الآخر يظل بغرفته لا يخرج منها إلا في وقت الطعام بعد إصرارهم الكبير.


أما تقي فأصبحت أيضا حبيسة غرفتها تظل ترسم صور لخالتها الحبيبة فهي لم تكن خالتهم فحسب بل كانت بمثابة أم لهم.


في أحد الأيام تجلس أسيل في الجنينة تنظر إلي  الأزهار بشرود تام تتذكر مقتطفات لذكرياتها مع والدتها .

تفيق من شرودها على ظل يقف أمامها تمعنت النظر وسرعان ما لمعت عيناها بسعادة نهضت من مكانها بحماس وقالت :

-أزيك يا أحمد عامل أيه ؟

ابتسم بهدوء ورد :

-لسه فاكراني يا أسيل ؟ قولت نسيتيني خلاص.

ردت بعتاب:

- مقدرش أنساك يا أحمد.

تنهد بسأم وتسأل:

- أخبارك أيه يا أسيل ؟ وطنط عليا أخبارها أيه ؟

تنهدت بحزن وقالت:

- الحمد لله يا أحمد الوضع زي ما هو.

أومأ بهدوء وقال:

-أطمني أن شاء الله خير وتقوم بالسلامة أدهم جه ؟

ردت بنفي: 

-لأ في الشركة بس زمانه جاى أقعد لغاية ما يجي.

جلس أحمد في مواجهتها بصمت تام لا يعلم ماذا يقول.

تسألت بتردد:

أخبارك أيه أتجوزت ولا لسه ؟

نظر أحمد  بعمق ورد:

-لا يا أسيل لسه متجوزتش.

تسألت بفرحة مستترة:

-ليه كده ؟

رد بهدوء:

-النصيب وأنتي أخبارك أيه ؟ هنفرح بيكي عن قريب ؟

هزت رأسها بنفي وقالت:

-لسه النصيب مجاش بردو.

نظر لها بتردد وتسأل:

-أسيل بالنسبة للموضوع إلي كلمتيني فيه زمان …..

ردت بمقاطعة: 

-الموضوع ده انتهى من زمان يا أحمد ودي كانت أيام مراهقة وأنت كان عندك حق أنت صاحب أخويا الكبير وزي أخويا وفعلاً كلامك صح.

رمقها بنظرة ثاقبة وعقب ساخراً:

-متأكدة؟

أومأت بتأكيد:

-متأكدة.

تنهد بسأم وأسترسل بإيضاح:

-أسيل وقتها مكنش ينفع أنتي كنتي لسه عيلة صغيرة ومشاعرك كانت مشاعر مراهقة مش اكتر وده إلي خلاني أبعد عنك وده لمصلحتك من حقك تعيشي حياتك زي ما أنتي عايزة تختاري شريك حياتك إلي تحبيه بجد ويكون شاب صغير زيك.

ردت  بسخرية:

-لا والله كتر خيرك وتصدق عندك حق أنا لازم أتجوز واحد من سني مش واحد قدك يا عمو بعد إذنك.

 نهضت وغادرت المكان بغيظ شديد بينما اتسعت ابتسامة الآخر وهو يتحدث بزهو :

- اه يا مجنونة بتحبني فعلا بجد.

أغمض عيناه وعاد بذكرياته إلي هذا اليوم المشؤم كان قد تخرج من جامعته وأصبح يعمل مع والده وذراعه الأيمن وكذلك كان حال صديقه أدهم وأنشغل كل منهم بعمله كان يذهب لزيارة أدهم بإستمرار ليقابل هذه المشاغبة التي خطفت لبه منذ آول وهلة ولكن يا أسفاه فهي تصغره بعشر سنوات كان بالخامسة والعشرون وهي إبنة الخامسة عشر في أحد الأيام ذهب لزيارتهم كي يودع أدهم قبل سفره ويري طفلته المدللة أيضاً وصل مبكراً قبل عودة أدهم من عمله وجلس في إنتظاره في الحديقة تفاجئ بالمدللة الصغير تقترب منه بخجل.

نهض علي عجل وتحدث بفرح:

-سيلا عاملة أيه والمدرسة عاملة أيه ؟

ردت  بلهفة:

-كده بردوا بقالك شهر مجتش تزورنا؟

تنهد أحمد بأسف وقال:

-عشان شغلي أسيل أعمل أيه وأديني باجي كل فترة أطمئن علي أدهم وعليكم.

تحدثت بتردد:

-أحمد أنا كنت عايزة اقولك حاجة.

تسأل بفضول :

-خير يا أسيل عايزة تقولي أيه ؟



الصفحة التالية