-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 23 - 1 - الأحد 21/7/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر الأحد

21/7/2024



" ضاقت بك زرعا ، أصبحت لا تهوي الحياة ، ظلمت من كل من حولك ،لا تحزن ،فلا تعلم ما تخبئه لك الأقدار، قد يكون خلاصك قد أوشك علي الظهور، ويتغير مجري حياتك"


وتعرفت حين ذاك علي أسعد فقد كانت تعمل سكرتيرة لدي والده وأصبح بينهم صداقة كبيرة و حب مزيف من ناحيتها طمع ومن إتجاهه رغبة في جمالها عرفته علي شقيقها لؤي ويصيروا أصدقاء ووعدها بخطبتها لكن رفض والده هذا وزوجه إلي إبنة أحد أصدقائه المقربينتسافر بعدها نيڤين للخارج لتكمل دراستها والعيش مع والدتهم مر عامين وعادت من سفرها وأخبرها لوي بالعمل لدي عائلة أسر وقررت هي إلقاء شباكها علي أدهم طمعا في أموالهم الطائلة لكن خاب أملها الشديد عندما صدها ولا يعير جمالها الخلاب أية قيمة لتغير مسارها تجاه أسر الذي وقع في شباكها وأصبح كظلها أنتهي المطاف وحصلت علي الأموال وتركته بعد أن كان يقف جانبها ويساندها حتي هو من قام بمساعدتها في تدمير أسعد بعدما أرسلوا إلي زوجته صوره هو وهي وتسجيلات صوتية قديمة بينما أدت إلي طلاقهم وغضب والده عنه وطرده من المصنع ولم يرجعه إليه إلا عندما إستطاع أسعد أن يصالح زوجته ويعيدها إليه من أجل طفلهم الصغير الذي لا ذنب له ، ولم تتوقف عند هذا الحد بل سافرت إلي الاسكندرية وأسست هذا المصنع لتقوم بمنافسة أسعد من جديد  توعد لها أسعد بالانتقام منها وتواصل به وأصبح يمده بالأموال حتي من قبل سفر نيڤين أو حصولهم علي الأموال ينقل له أخبارها وهو يحركه فيما يفعله حتي هو من أشار عليه بالتسجيل لها وفضحها لكن فشلت الخطة ونجحت نيڤين بمخططها اللعين ليكون هنا التصرف من نصيب أسعد عندما علم بإفتتاحها مصنع اللحوم لمنافستهم فأصبح الانتقام منها ضعفين لكن هذا ليس مهم بالنسبة له فهو كل ما يهمه مصلحته فقط مثلها سيسافر إلي الاسكندرية ويعمل مع أسعد كما أنه قام بإستئجار شقة له .


أنتهي لوي من ضبط حقيبته ووضعها جانباً وأستلقي علي الفراش وعلي شفتيه إبتسامة ماكرة.

❈-❈-❈


في صباح يوم جديد أستيقظت تقي بنشاط وهبطت إلي الأسفل وجدت تمارا تجلس برفقة عمر اقتربت منهم مبتسمة:

-صباح الخير.

ردت تمارا:

-صباح النور.

اقتربت من عمر وحملته تقبله بحب:

-مالك يا عمور ساكت ليه ؟ أنت زعلان من تقي ؟

هز رأسه بطفولة وقال:

-لأ من مامي.

إبتسمت بحنان وتسألت مازحة:

-يا سلام وماما مزعلة عمور ليه ؟

رد ببراءة:

-تيته وحشتني عايزى أشوفها.

أغمضت تقي عيناها بحزن وقالت:

-تيته تعبانة دلوقتي يا حبيبي مش هينفع تكلمها.

ردد بعند طفولي:

-طيب أشوفها بس وأبوسها.

نظرت إلي شقيقتها بتردد وقالت:

-تمارا ينفع أخده معايا نروح نشوفها؟

تنهدت تمارا بحزن وقالت:

-عمر ممكن يعيط أو يعمل حاجة.

تحدث عمر ببراءة:

-لأ مش هعيط ولا هتكلم ولا هعمل حاجة هقعد ساكت وافقي يا مامي بقي عشان خاطر عمور.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-ماشي يا عمر خدي بالك منه يا تقي ومتتأخروش.

أومأت بإيجاب وردت:

-حاضر يا تمارا أطمني .

تحدثت تمارا محذرة:

-بلاش تسوقي أنتي يا تقي.

ردت تقي مبتسمة:

-حاضر هاخد السواق أطمني يلا عايزى حاجة ؟

حركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ يا قلبي سلامتك .

نظرت حولها بحيرة وتسألت:

-هو عمي فين ؟ وكمان أسيل راحت فين؟

ردت تمارا بتوضيح:

-عمي في أوضته كالعادة وأسيل خرجت تتمشى.

أومأت تقي بتفهم:

-تمام يلا لا إله إلا الله.

تمارا:

محمداً رسول الله.

تحركت تقي إلي الخارج وهي تحمل الصغير بحنان وجدت السائق في الخارج استقلت السيارة وأخبرته عن وجهتها.

❈-❈-❈

فتح الباب بيد مرتعشة وسار إلي الداخل بأقدام هلاميه يشعر أنها لا تحمله من أساس نظراته منصبة علي جسد والدته المرتخي علي الفراش وتحطيها الأسلاك والأجهزة من كل اتجاه.

توقف جوار الفراش ولم يدرب بنفسه سوي وهو يسقط علي ركبتيه ويضم يدها بين كفيه ويقبلها بأسف وندم ودموعه تنساب علي وجنتيه:

-وحشتيني أوي يا ماما عاملة أيه ؟ أنتي سمعاني ؟ أنا عارف انك زعلانة مني وأني السبب فيه سامحيني يا حبيبتي حقك عليا لو بايدي أرجع إلي فات وتكوني لسه وسطنا وكل حاجة ترجع زي ما كانت كنت رجعتها.

أبتلع ريقه بمرارة وأسترسل بإيضاح:

-أنتوا كنتوا صح يا أمي أنتوا كنتوا صح يارتني كنت سمعت كلكم ضيعت كل حاجة وخسرتكم أنتي وتقي أنا خلاص يا أمي مش قادر بجد أنا كل دقيقة بتعدي عليا خايف تموتي وأخسرك وتمشي وانتي مش مسمحاني مش قادر بجد ولا أنتي موتي وسبتيني يبقي أنا خلاص أنتهيت يا أمي عشان خاطري قومي عشاني أنا محتاجك أوي محتاج أترمي في حضنك زي زمان عايزك تحضنيني وطبطبي عليا زي زمان.

❈-❈-❈

بينما علي الطرف الآخر وصلت تقى وبرفقتها عمر وصعدوا إلي الطابق الذي تقطن به عليا اقتربت تقي من الممرضة تستاذن للدخول:

-صباح الخير يا أنسة.

الممرضة باحترام:

-صباح النور يا فندم.

تسألت تقي بأمل:

-خالتو عاملة أيه النهاردة ؟

تنهدت بحزن وقالت:

-لسه الوضع زي ما هو مفيش جديد.

أغمضت عيناها بألم وقالت:

-طيب ممكن ندخل نشوفها ؟

ردت الممرضة بنفي:

-لأ شوية كده مش هينفع تدخلي وحد جنبها.

قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-حد جنبها ؟ هو فيه حد جوه ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة.

تسألت بحيرة:

-مين عندها ؟

رفعت كتفيها باللامبالاة وقالت:

-بيقول أبنها .

تسألت بحيرة أكبر:

-أدهم ؟

هزت رأسها نافية وعقبت:

-لأ مش هو .

أتسعت عين تقي مرددة بعدم إستيعاب:

-معقولة يكون أسر ؟

قفز الصغير بحماس وقال:

-عمو أسر هنا ؟

نظرت للصغير بتيه وردت:

-ها مش عارفة أيه رايك ننزل تشرب حاجة ونرجع كمان شوية ندخل لتيته ؟

رد بإصرار:

-لأ هستني أشوف أسر.

تنهدت بقلة حيلة وذهبت إلي المقاعد المعدنية وجلست فوق إحداهم وحملتهخعلي قدمها بحنان وبداخلها مشاعر متناقضة 

من معرفتها بوجود أسر ماذا يفعل هنا ؟ هل جاء للإطمئنان عليها والمغادرة حيثما جاء ؟ أم أنه عاد لرشده وسيعود إليهم من جديد ولكن لو عاد أسر هل يستطيع أن يمحي ما مضي ؟

❈-❈-❈

وصل لؤي إلي القاهرة وكان في إستقباله أسعد آخذه إلي الشقة التي قام بإستإجارها له والتي نالت إستحسان لؤس فكانت تطل علي شاطئ البحر وتحتوي علي أساس راقي جلسوا سويا يتبادلون أطراف الحديث.

تحدث لؤي بعدم فهم:

-بس الصراحة أنا مستغرب من نيڤين أزاي كانت رافضة وأزاي وافقت ؟

رفع الآخر كتفيه باللامبالاة وقال:

-والله أنا نفسي مش فاهم الصراحة اختك بحرها غويط ممكن ده فيلم أصلا عملاه وبتخطط لحاجة تانية.

حك لؤي جبينه بخفة وعقب:

-هي حاليا مصلحتها مش معاك مصلحتها مع أسر دلوقتي الفلوس وكل حاجة في أيدها وهو ميقدرش ينطق معاها من الأساس لكن أنت غير أنت أصلا كل حاجة في أيد والدك أيه يخلي نيڤين توافق بقي.

تحدث أسعد بزهو:

-أكيد لسه بتحبني كمان أنا بردوا أسعد وأسر ده ميجيش نقطة في بحري.

رمقه لوي باستخفاف وعقب:

-بتحبك مرة واحدة ؟ لا لا أنت أكيد بتتكلم عن واحدة تانية نيڤين مش بتحب حد أصلا هي بتحب حاجة واحدة بس هي الفلوس وطول ما الفلوس في أيدها مش هتفكر في حاجة تانية.

مط أسعد شفتيه بحيرة وتسأل:

-بس لو أنت كلامك صح يبقي هي كده بتخطط لحاجة ؟

أومأ لؤي بتأكيد:

-أكيد ومش بعيد تكون بتفكر تخلص منك أنت وأسر دفعة واحدة ويبقي ضربت عصفورين بحجر واحد .



الصفحة التالية