-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 24 - 1 - الإثنين 22/7/2024


  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر الإثنين

22/7/2024



"بنظرة من عيناك عدت نادما ، أجر قدماى خزيا وآلما ، فبدونك أصبحت جسدا فانى لا يعلم طعم الحياة ، فلتغفرى لى ذنبى وأمحي خطيئتى"

بينما علي الطرف الآخر لا يدري كيف هبط الدرج ولا خرج من المشفي من الأساس استقل سيارته وبات يضرب بقبضة يده بقوة علي مقود السيارة يود لو يصرخ بأقصي قوته يشعر أن هناك جبلا قوياً يجثم فوق صدره يمنعه من التحدث أو حتي التنفس تقي كانت محقة وكلامها كان صحيح وجاء في مقتل بالفعل هو أصبح غريب عنهم هو من فعل ذلك بنفسه عندما أختار البعد وهجرهم وركض خلف سراب عاد بظهره إلي الخلف وأغمض عينيه بقوة لم يفق سوي علي صوت طرق علي زجاج السيارة.


رفع رأسه تفاجئ بنظرات شقيقه الأكبر المصوبة فوقه بإمعان اعتدل في جلسته وفتح باب السيارة مما جعل الآخر يتراجع إلي الخلف مفسحا المجال لشقيقه كي يهبط من السيارة.

هبط أسر من السيارة وأغلق بابها ووقف في مواجهة شقيقه بصمت تام خافضا رأسه لا يتجرأ علي رفعها ولا علي النظر في عينه.

لاحظ أدهم هذا فتحدث هو بنبرة يشوبها العتاب:

-أخبارك يا أسر عامل أيه ؟

رد أسر بهدوء مصطنع:

-الحمد لله يا أدهم أنتوا عاملين أيه ؟

ابتسم أدهم بهدوء ورد:

-أحنا الحمد لله بخير.

❈-❈-❈

صمت أدهم يحدق به بتمعن وتسأل بنبرة متهكمة:

-بتعمل أيه هنا يا أسر ؟

رفع أسر رأسه وتقابلت عيناه المشوبة بآثار الدموع بأعين شقيقه الحادة التي تتفرس به بإمعان شديد ورد ببرود:

-هكون بعمل أيه هنا يا أدهم ؟ أكيد جاي أشوف أمي.

إبتسامة ساخرة إنزوت علي فم أدهم وأسترسل بإيضاح:

-بجد ؟ أمك ؟ أنت لسه فاكر أمك يا أسر! بصراحة أشك في كده اذا كان أنت السبب في إلي حصل لها هنا ورقدتها في المستشفي بسببك ! جاي دلوقتي تعيط يا أسر أيه حاسس بالذنب وتأنيب الضمير ؟ بس غريبة إنك هنا يتري المدام سمحت ليك تيجي تزورها ؟

أخذ أسر نفس عميق وقال:

-أدهم ياريت بلاش نفتح في القديم وهي أمك زي ما هي أمي من حقي أشوفها أنا كمان.

رمقه أدهم ساخراً وعقب:

-بس أنت سحبت من نفسك الحق ده يا أسر.

حدق أسر به قليلاً وهتف متهربا:

-أنا همشي بعد إذنك.

أستقل سيارته سريعاً أسفل نظرات شقيقه وقاد سيارته وقادها سريعاً.

تطلع أدهم في آثره قليلاً وتنهد بضيق وتحرك إلي داخل المشفي وهو يحمد الله داخله أنه هاتف زوجته وأخبرته بمجئ تقي برفقة صغيره أصر أن يأتي كي يطمئن عليهم وها قد جاء ليري آخر شئ كان يتوقعه هو وجود أسر هنا يعني أنه يأتي لزيارة والدته ولم ينساها.

❈-❈-❈

هبطت الدرج بحذر واتجهت إلي الصالون وجدت والدة زوجها تجلس تشاهد التلفاز.

ابتلعت ريقها بضعف وتحركت تجاهه تتحدث بلطف:

-صباح الخير.

نظرت لها بتعالي وردت:

-صباح النور.

تسألت أسما بحذر:

-ينفع أقعد مع حضرتك ولا هسبب إزعاج ؟

ألتفت لها وفاء ونظرت لها من أعلي إلي أسفل بإستعلاء. وردت ساخرة:

-أنتي كلك علي بعضك مسببة ليا إزعاج يا حبيبتي عايزة تقعدي أقعدي بجملتها.

ابتلعت الإهانة بصدر رحب وجلست تتابعها بصمت تام وتحدق بها بشرود.

لاحظت الأخري وذلك وتسألت بتوجس:

-مالك بتبصي ليا كده ليه ؟ أوعي تكوني بتفكري تقتليني ولا حاجة ؟

لم تستطيع أسما كبت ابتسامتها وتحدثت بحب:

-آول مرة أعرف أن حضرتك دمك خفيف.

رفعت الأخري حاجبه بإستهجان وقالت:

-قصدك أيه يا بت أنتي ؟ قصدك أني دمي تقيل؟

أشارت برأسها سريعاً بلا وعقبت:

-لأ والله مقصدش بس علي طول حضرتك جد ومش بتديني وش.

صمتت قليلاً وتسألت بحذر:

-ممكن أسالك سؤال ؟

زفرت وفاء بملل وقالت:

-مممممم شكلنا مش هنخلص أتفضلي أسألي وخلصيني .

تسألت أسما بتردد:

-هو لما أحمد بيه يتجوز حضرتك هتعاملي مراته زي ما بتعمليني ؟

ردت الأخري بعفوية:

-لأ طبعاً دي هتبقي بنتي أنا أصلاً ربنا مرزقنيش ببنت هي بقي هتبقي بنتي وهدلعها آخر دلع.

❈-❈-❈

إبتلعت ريقها بمرارة واسترسلت:

-طيب أنا ليه بتعمليني كده ؟ قولي عيب واحد فيا أو سبب يكره حضرتك فيا غير طبعاً أني يتيمة أنا اه مليش أهل وأتربيت في ملاجئ بس الحمد لله أنا أحسن من غيري كتير لو مكنتش أتربيت في الملجأ كان زماني عايشة وسط ولاد الشوراع ومكنتش هبقي قدامك هنا من الأساس لكن ربنا كان رؤوف بيا أتربيت في ملجأ أحسن تربية يمكن غيري وسط أب وأم مش هيبقي زي وكان ليا صحاب وعائلة أنا لما قابلت قاسم واتعرفت عليه في الحفل الخيري للملجأ وأعجب بيا وحبني كنت خايفة يكون عايز يضحك عليا رغم أني أنا كمان حبيته ولما قالي هيصارح أهله ويتجوزني كنت فرحانة أوي الفرح مكنتش سيعاني مش بس عشان هتجوز الشخص الي حبيته لأ كنت فرحان أني هيبقي ليا عائلة حقيقية أعيش وسطهم وأتحامي فيهم لكن اتصدمت لما قالي أنكم رافضين وقتها كل أحلامي اتهدمت ووقعت من سابع سما لسابع أرض وقتها طلبت منه يطلقني ويسبني أرجع الملجأ تاني وهو يرجع ليكم.

أخذت نفس عميق واسترسلت بألم:

-أنا عشت لوحدي كان نفسي طول عمري يكون ليا اب وأم متمنتش أكتر من كده والله ولما عرفت برفضكم مكنتش حابة قاسم يعيش الي أنا عاشته أنا بجد تعبت حضرتك وعمي بتحسبوني علي أيه ؟ حاجة مليش ذنب فيها أصلا عينتوا نفسكم القاضي والجلاد ؟ طيب أنا المفروض احاسب مين علي إلي أنا مريت به لو حد بيختار مصيره مكنتش هبقي زي ما أنا ولا أنتي زي ما أنتي عارفة أن كلامي مش هيفرق معاكي ولا هيأثر فيكي بس أنا بجد تعبت اوي أنا بستحمل الإهانة والوجع لكن الطفل إلي جاي هيكون مصيره أيه ؟ هيتعاقب علي أيه  أني أمه أنا واثقة أنكم هتكرهوه وترفضوه علشان هو أبني و بس.

نهضت بضعف وقالت:

-أسفة لو ازعجتك بس كان لازم أتكلم وأوعدك قريب أوي هختفي من حياتكم ومش هتشوفوا وشي تاني هختفي من حياتكم فجأة زي ما جيت فجأة.

تطلعت لها وفاء بحيرة وتسألت:

-قصدك أيه ؟ هتختفي أنا مش فاهمة حاجة ؟

ردت بهدوء:

-متخديش في بالك بعد إذنك.

غادرت أسما تاركة وفاء تنظر في آثرها بشرود لا تفقه شئ من مغذي حديثها رغم أن حديثها لامس قلبها لكن كابرت ونفضت الحديث من عقلها وعادت تتابع التلفاز من جديد بإندماج شديد وكأن شئ لم يكن .

❈-❈-❈

صعد إلى غرفة الرعاية وأستأذن من أجل الدخول إضطرت الممرضة بالموافقة علي مضض علي أن يخرجوا جميعاً في غضون دقائق.

اقترب من تقي التي تقف جوار والدته وتحمل الصغير الذي يقبل جبينها ببراءة.

انتبهت له تقي وتسألت:

-أدهم أنت بتعمل أيه هنا ؟

رد بإختصار وهو يقترب واضعاً قبلة حانية علي يد والدته وآخذ الصغير عنها وحمله:

-تمارا بلغتني أنكم هنا جيت أطمئن عليكم يلا نخرج كفاية كده.

تحرك إلي الخارج وهي خلفه ذهبوا إلي الاسانسير وأستقلوه تحدث عمر بحزن:

-عمو أسر كان هنا وتقي رفضت أروح معاه.

نظر إلي تقي متسائلاً ردت بتوضيح:

-كان عايز ياخد عمر يخرجه ويرجعه تاني بس أنا رفضت..

أومأ بإيجاب وقال:

-تمام.

تسألت بتردد:

-أنت شوفته ؟

آخذ نفس عميق يحمل الكثير والكثير ورد بإختصار:

-أيوة قابلته تحت.

صمت قليلاً ونظر لها بترقب وتسأل:

-تقي أنتوا أتكلمتوا ؟

لم تجيب تقي بينما أجاب عمر بتذمر طفولي:

-أيوة يا بابي اتخانقت معاه وزعلته وخلته يمشي.


الصفحة التالية