رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 27 - 1 - الأحد 28/7/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السابع والعشرون
1
تم النشر الأحد
28/7/2024
"لا تفرح وتتباهي بما لديك يا عزيز، فالدنيا كما أعطتك كل شئ قادرة أن تسلب منك كل شئ في غمضة عين، إياك والغرور فكما جئت إلي الدنيا دون شئ ستغادر أيضاً دون أن تأخذ شئ معك"
آخذ نفس عميق وجاء أن ينهض ليغادر شعر بحركة أصابعها انتفض بفرحة وقال:
-عليا حبيبتي أنتي سمعاني ردي عليا يا حبيبتي ؟
ضغطت على يده برفق مما جعله إبتسامته تزداد ودموعه تسيل من الفرحة:
-أخيرا يا قلبي رجعتي بالسلامة.
ترك يدها سريعاً وغادر الغرفة وعاد بعد قليل وبرفقته الطبيب الذي بادر بدوره بفحصها وفحص مؤشراتها الحيوية وهو يناديها:
-مدام عليا أنتي سمعاني ردي عليا اعملي أي حركة.
جاهدت في فتح عيناها بضعف شديد وسرعان ما أغلقتها من شدة الضوء.
أتسعت إبتسامة سراج وتحدث الطبيب بعملية:
-وبكده نقول حمد الله على السلامة.
أتسعت إبتسامة سراج وتحدث بفرحة:
-بجد يا دكتور طيب هي ليه مش بتتكلم ؟
استرسل بإيضاح:
-هي حالياً مش فائقة لسه مستعدتش وعيها لازم تفوق إفاقة تامة عشان نقدر نعرف أيه الضرر إلي حصل من الجلطة.
تنهد سراج بقلة حيلة وقال:
-لله الأمر من قبل ومن بعد.
ربت الطبيب علي كتف سراج وقال:
-أحنا كنا فين وبقينا فين يا راجل يا طيب بس قول الحمد لله.
تمتم سراج برضا:
-الحمد لله.
تسأل بانتباه:
-صحيح يا دكتور ينفع أفضل جنبها عشان لما تفوف؟
ابتسم بهدوء وقال:
-أكيد طبعاً لازم تلاقي حضرتك جنبها عشان لما تفوق يلا بعد إذن حضرتك.
غادر الطبيب وجلس جوارها يضم يدها بحب ولكن تذكر شئ وأخرج هاتفه سريعاً وضغط علي عدة أرقام وانتظر الرد.
❈-❈-❈
بعد أقل من ساعة وصل أدهم وبرفقته الفتيات وهم يركضون داخل أروقة المشفي وجدوا سراج يقف في الخارج.
اقترب منه أدهم بلهفة وتسأل:
-خير يا بابا طمني ماما فاقت صح ؟
أومأ سراج مبتسماً:
-أيوة والحمد لله فاقت خالص وفتحت عينها الدكتور عندها بيطمئن عليها.
تنهد الجميع براحة وعقبت أسيل بتساؤل:
-طيب أتكلمت معاك يا بابا ؟
حرك رأسه نافياً وقال:
-لأ يا بنتي.
امتعض وجهه أسيل بحزن وقالت:
-يعني ماما مش هتتكلم ولا هنسمع صوتها تاني!
رمقها أدهم معاتبا وقال:
-بشروا ولا تنفروا وحتي لو ده حصل يا أسيل أهم حاجة أنها موجودة جنبنا يا قلبي صح ولا غلط؟
ردت علي الفور:
-صح طبعا .
قطع حديثهم فتح باب الغرفة وخروج الطبيب اقترب منه سراج بحذر وتسأل:
-خير يا دكتور هي كويسة صح ؟
نظر له بإشفاق وقال:
-أول حاجة أحنا نقول الحمد لله أنها رجعت لينا بالسلامة والباقي سهلة.
تسأل أدهم بقلق:
-خير يا دكتور حضرتك كده قلقتنا أكتر!
تحدث الطبيب بعملية:
-الجلطة أصرت علي النطق وعلي الذراع الأيمن نحمد ربنا طبعاً أن الرجل اليمين سليمة وتقدر تمشي على رجليها من تاني بس في الاول علاج طبيعي بإذن الله.
تنهد أدهم براحة وعقب:
-أهم حاجة أنها تبقي بخير وعايشة وسطنا وبس.
أومأ بتفهم وقال:
-بإذن الله هتبقي بخير بس لازم نفسيتها تبقي كويسة محتاجة راحة تامة وتبعد عن أي ضغط نفسي يا جماعة حابين أبعت ممرضة معاها تساعدها؟
تحدث الثلاثة في نفس واحد:
-لأ طبعاً.
ابتسم سراج وأدهم بحب.
تحدثت تمارا بحزم:
-لأ طبعاً محدش هيساعدها ويخدمها غيرنا أحنا هي شالتنا طول عمرها وجه الوقت إلي أحنا نشيلها فيه.
ابتسم بعملية وقال:
-بس حالتها والعلاج محتاجة تفاصيل كتير.
تحدثت أسيل بهدوء:
-حضرتك تقول كل إلي مطلوب مننا وأحنا هنفذه.
ايدتهم تقي مؤكدة:
-أيوة يا دكتور المهم أن خالتو محدش غريب يهتم بيها طول ما أحنا فينا نفس.
أومأ بتفهم وقال:
-تمام تقدروا تدخلوا تشوفوها بس طبعاً مش عايزين عياط ولا كلام كتير خمس دقايق وتخرجكم.
تسأل أدهم بفضول:
-طيب هي هتخرج أمتي يا دكتور ؟
رد الطبيب بإيجاز:
-أسبوع بالكثير بإذن الله لو مفيش مضاعفات.
تسألت تقي بحيرة:
-طيب ينفع حد يفضل معاها يا دكتور ؟
أومأ الطبيب بعملية:
-أكيد طبعاً ويفضل واحدة من حضراتكم بحيث تساعدها في الاكل ودخول الحمام .
أومأت بإيجاب:
-تمام يا دكتور بإذن الله.
استأذن الطبيب وغادر بينما اتجهوا هن إلي الداخل.
❈-❈-❈
فتح الباب وآول من دلف أدهم الذي ركض تجاه والدته يضمها بإشتياق وهو يقبل رأسها بحب.
ركض الجميع خلفه وهم يودوا ضمها صاحت أسيل بامتعاض:
-وسع بقي دي ماما أحنا كمان.
ابتسم بهدوء وقال:
-أتفضلي يا ستي.
ركضت أسيل تجاه والدتها وهي تضمها بحب:
-وحشتيني أوي يا ست الكل ربنا .
اقتربت منها تمارا وتقي قبلوا رأسها وبعدها تنحي الجميع جانباً واقترب سراج منها مقبلا يدها ورأسها بحب وقال:
-حمد الله علي السلامة يا حبيبتي.
دمعت عيناها بألم تفهم وضعها وقال :
-مسألة وقت يا قلبي وترجعي زي الآول وأحسن كمان.
نظرت لهم بدموع حاولت أن تتحدث لكن لم تستطيع اقترب منها سراج وتحدث معاتبا :
-أحنا قولنا ايه يا عليا إهدي يا حبيبتي أحنا قولنا أيه إهدي أهم حاجة إنك جنبنا وبخير وده أهم حاجة.
نظرت حولها وتسألت بعينها تفهم أدهم وضعها وقال:
-أسر مش هنا يا أمي مسافر.
اغمضت عيناها بحزن فتحدثت أسيل مازحة:
-أيه يا ست مامي أحنا مش كفاية ولا أيه ؟
فتح الباب ودخلت الممرضة وتحدثت بلطف:
-معلش يا جماعة كفاية كده هي لازم ترتاح مسموح لشخص واحد مرافق.
تحدثت أسيل بلهفة:
-أنا هبقي هنا مع ماما.
أومأ أدهم بإيجاب:
-ماشي يا حبيبتي خليكي وأنا هروحهم وهرجع أقعد في العربية عشان لو إحتاجتي حاجة اتصلي بيا أطلع ليكي.
هتفت الممرضة :
-محتاجين هدوم وغيرات ليها.
أومأت تمارا بإيجاب:
-حاضر هجهز ليك الهدوم في شنطة يا حبيبي .
تدخل سراج في الحوار:
-أنا إلي هفضل يا هنا يا أدهم مع عليا هات أنت بس الهدوم وأرجع أنت.
هتف أدهم معارضا :
-ﻻ طبعاً يا بابا حضرتك لازم ترتاح هنا مش هينفع.
تحدث سراج بإصرار:
-ريح نفسك يا أدهم مش همشي.
تنهد أدهم بقلة حيلة وقال :
-حاضر يت بابا.
قبل سراج رأس عليا وقال:
-أحنا بره يا حبيبتي أرتاحي أنتي.
اغلقت عيناها بإيماءة وخرج الجميع متجهين إلي الخارج ظل سراج وأسيل وغادر أدهم والبقية.
❈-❈-❈
يقف في الشرفة يدخن سيجارته بشرود ويتطلع أمامه الي شاطئ البحر.
اقتربت منه ووقفت جواره وربعت ساعديها علي صدرها وتحدثت ساخرة وعقبت:
-غريبة من أمتي وأنت بتشرب سجاير يا أسر؟
لم يلتفت لها وتحدث بملل:
-هيفرق معاكي ؟
قطبت جبينها بنفاذ صبر وقالت:
-هو في أيه يا أسر بالظبط ممكن أفهم مالك إيه الي حصل ؟ خلاك قلبت عليا كده ؟
نفس دخان السيجارة وألقاها أرضا ودعسها أسفل قدمها وهو يضع يده علي قلبه بطريقة كوميدية وقال:
-يا خراشي أنتي غلبانة أوي يا نيڤو وأنا إلي شرير تصدقي أبغي أبكي.
رمقته شذرا وقالت:
-بقي كده يا أسر أتريق براحتك بكره تندم
ردد باستخاف:
-بجد؟ هندم ؟ بكره فين ولا الساعة كام عشان أجي ؟ أنا مش محتاج أندم يا نيڤين عارفة ليه ؟
قطبت جبينها وتسألت:
-ليه؟
إبتسم بهدوء وعقب :
-ﻻني ندمت علي اليوم إلي شوفتك فيه مش الي اتجوزتك فيه أنا مكرهتش في حياتي ولا هكره حد في حياتي اد ما كرهتك.
القي جملته وغارد تاركاً إياها تتأكل غيظاً..
دبت علي الأرض بغيظ وقالت:
-بقي كده ماشي يا أسر الكلب أنا مش هرحمك صبرك عليا.
بينما أسر دلف إلي غرفته وتمدد علي الفراش وهو يضع يده علي قلبه بآلم:
-وحشتيني أوي يا أمي وحشتوني كلكم يارب الصبر من عندك.