-->

قصة قصيرة جديدة الغرقة المغلقة لعبير سعيد - الخميس 18/7/2024

 

قراءة قصة قصيرة الغرفة المغلقة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة قصة الغرفة المغلقة

قصة قصيرة جديدة

من روايات وقصص 

الكاتبة عبير سعيد

تم النشر يوم الخميس

18/7/2024



-ظلامٌ حالك يحيط المكان بأكمله، تلك الأسلاك الشائكة التي تحيط بهذا السور الضخم الذي يعد بمثابة حماية لذلك المكان المهجور من البشر، كما لو كان بُني من الفراغ، هذه البوابة الحديدية الضخمة والطويلة كثيراً مُغلقة بإحكام على من بداخلها، صمتٌ رهيب يبثُ الرعب فى قلوب من يقترب من تلك الغابة كما يظن البعض…

-حفرة كبيرة تظهر من الداخل لمن ينظر من خلال أعمدة البوابة الحديدية ظلامها القابعُ بها يجعل من يراها يقسم بعدم دخوله لهذا المكان ابداً!…

-تشجع "حازم" للدخول وكأنه سينجح فى عبور تلك المخاوف بمفرده حتى دون أي سلاح يدافع به عن نفسه، ولكن ذلك الفضول الذي زُرعَ بداخلةُ منذ الصِغَر جعله يُقدِمْ على ذلك دون تردد، باءت محاولات الناس من حوله بهتافها له بأن لا يقترب حتى لا يحدث معه كما حدث مع الآخرين!….

-انتابهُ الخوف قليلاً ولكنه يتجاهله بعمدٍ منه، خلع تلك النظرات التي يرتديها بعد أن ترك هاتفه أرضاً بجانب حقيبته الصغيرة السوداء، ركلها رجلٌ آخر ناحية هذه البوابة الضخمة لتتحول إلى رمادٍ على الأرض؛ انصدم من الأمر بشدة وتحولت نظراته ناحية هذا المكان برعبٍ بدا على وجهه، ازدرد ريقه بصعوبةٍ بالغة لحالته المُرتابه…

-استدار لذاك الرجل يحدجهُ بنظرات متتابعة والخوف يرأسها قائلاً:

-إنت عرفت منين ان دا هيحصل فى الشنطة؟….

-تفاجأ منه بتلك الضحكة الغير مسموعة لأحدٍ غيره لعدم تفاعل الآخرين معها! أسرع يمسك بالرجل ليُجيبهُ على سؤاله ولكن زادت صدمتهُ حينما وجد أنه مُمسِكٌ بالفراغ ولا يوجد أحداً أمامه! تعجبَ الموجودين مما يفعلهُ هذا من هراء! تراجع للخلف برعبٍ مما يحدث أمام ذاك المكان فما بالُكَ بما يوجد بالداخل!…

-رفض تلك الأفكار عن رأسه بشدة وزادت رغبته فى خوض تلك المُغامرة ويقينه الثابت أنه سينجحُ بها، بدأ الناس يتجمعون بكثرة حوله وحاولوا إبعاده ولكن دون جدوى!….

-رغم الخوف الذي يستحوذ عليه إلا أنه أكمل ما بدأهُ، وصل أمام تلك البوابة مُباشرةً ظهر أمامه هذا القفل المُغلق بإحكام ظن أنه لن ينجح بفتحه، رفع يديه ناحيته يحاول ولكن فجأةً انفتح القفل تلقائياً وأحدث صوتاً فرجع على إثره خطوة للخلف بخوف، دفع البوابة برفقٍ ليفتحها مُتناسياً خوفه وصوتِ الهتاف من خلفهُ بالرجوع عن ذلك، نجح فضوله فى دفعهِ للداخل، تخطى هذه البوابة بنجاح وفجأةً امتنع صوت الهتاف من الناس أمام البوابة، تحرك ببطءٍ ليري ما يحدث خلفه إذ أُغلقتْ البوابة بسرعة شديدة فى وجهه صدر عنها هواءاً شديداً أسقطه أرضاً بقوة، إزداد الظلام من حوله بكثرة، يلهث أنفاسه بصعوبةٍ بالغة أمسك بيده ينظر لهذا الجرح الذى تعمق فيها والدماءِ تسيلُ منها بغزارة، أسرع بقطع طرف قميصه الذي ملأهُ الغُبار من أثر سقوطه يُداثرُ بها جرحه العميق، تحامل على ألمه بضعف يتحرك للداخل يتابع فضوله المُتزايد، اقترب من الحفرة الموجودة بمنتصف الطريق لهذا القصر المهجور، فكر كثيراً بمن بناها ومن كان بها؟ نظر حوله ليجد طريقاً ليتخطاها ولم يجد أي طريق غير تلك الشجرة التي تقدم بها العمر تميلُ على جانب بِأوراقها الذابلة والتي باتت معدومة المظهر وعليه أن يتسلقها ليعبر هذه الحفرة بسلام….

-بدأ بتسلُقها بحذر حتى نجح فى ذلك وانتقل للجهةِ الأخري، جابَ المكان بنظراتُه المُرتبكة حتى وصل بحركتهُ البطيئة أمام الباب الداخلي للقصر، دفعه بقوة حتى كاد يتبعه بالسقوط مرة اخرى، ظلامٌ أخر يملأ المكان إلا تلك الغرفة المُغلقة ويظهر النور الموجود بها في خيال بابها المُغلق، أسرع ناحيتها لعلها المُنقذ له! لكن تراجع للخلف سريعاً عندما فُتحت وحدها وأخذ يهاجمهُ هذا الشيء المجهول هويتُه الذي خرج منها بهالةٍ مُريبة ومُربكة؟…

-صوتُ ضحكاته الغريبة الصادرة منه تجعله نقطة مُرعبة لمن يراه ويستمع له، أخذ "حازم" يسأله فى رُعبٍ حقيقي وهو ينظر لذاك الحائط المليء بالأرقام مُحاولاً فهم ما يحدث هنا:

-أ اا إنت مين؟…

-تزايد فى ضحكاته الغريبة هذه فاستكمل "حازم":

-انت هنا من امتي؟…

-يحاول الإقتراب منه ولكن الأخر مازال يسأله متناسياً خوفه:

-دخلت هنا إزاي؟…

-كاد بالإمساك به ولكن تغيرت ملامحه للغضب حينما أردف "حازم" بجراءة:

-حد قتلك هنا…

-ربما كان هذا آخر ما هتف به "حازم" فى حياته، فحاول بكل الطرق الدفاع عن نفسه حتى تمسك به الشيء بتلك المخالب الطويلة جرحه بها فى مُختلف أنحاء جسده الذى امتلكه الضعف مما قابله من مُفاجأت! دقائق وخرَّ صريعاً على الأرض ينزف الدماء من جسدة بالكامل، حتي يحتل رقماً من تلك الأرقام الموجودة على حوائط هذا القصر المهجور، ليضحك هذا الشيء المجهول بإنتصار ثم وضع علامة صح أمام رقم (١٩) على الحائط فى خانته الفارغة، و بجانبة خانة رقم (٢٠) والأخير فمن هو صاحبه القادم، تنحي عن الجدار ليُلقي نظرةً ساخرة علي جثة ذاك المريض فى نظره ف حقاً مريضٌ من يدخل هنا، جذبه من قدميه لداخل تلك الغرفة المُغلقة ليرمي بجسده أرضاً بقوة، ثم استدار ليعود مكانه ثانيةً ويغلق الباب؛ ولكنه التفت مرةً أخرى سريعاً خلفهُ مردداً ببسمةٍ شريرة:

-يا من تراني، دورك جيّ!!….


تمت

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة