-->

قصة قصيرة حكاية إنسان لسلوى فاضل - الأحد 29/7/2024

 

قراءة قصة حكاية إنسان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





قصة حكاية إنسان 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلوى فاضل

تم النشر يوم الإثنين

29/7/2024


جلس الجد وسط أحفاده مبتسمًا؛ فتحدث أحدهم متسائلًا:

        -            يا جدي، ألن تقص لنا الحكاية كما وعدتنا؟!

        -            أي حكاية تقصد، يا بني.

 

أجابه حفيد أخر:

        -            حكاية تلك القرية، يا جد.

 

تحدث جميع الأحفاد معًا:

        -            احكيها لنا يا جد، رجاءً! لقد وعدتنا.

        -            حسنًا، حسنًا، سأقص لكم حكايتها.

 

طالعهم الجد بوجهٍ بشوش؛ فرأى بأعينهم شوقًا وشغفًا لمعرفة تفاصيلها؛ أبتسم برضى وبدأ يقص عليهم الحكاية:

        -            كان يا أولاد بزمانٍ ليس ببعيد، في قرية بعيدة، عن العمار شريدة، يعيشُ أناسٌ بسطاء يكسبون قوت يومهم بعناء، مر عليهم حكامٌ كُثر، لم يكن جميعهم نبلاء؛ فكان منهم الظَّالم أو الفاسِد الجائر، اعتاد أهلها على جورِ الحكام، حتَّى نضبت مواردها ونفذت؛ فالتفت عنها حُكامها وانفضوا، عنها رغبوا؛ فرحلوا دون عودة، لم يهتم قاطنيها وانشغلوا بكسب رزقهم الشحيح والسَّعي على معيشتهم الصَّعبة، وفي يومٍ من الأيام اجتمع أهل القرية معترضين على حال بلدتهم، واتفقوا على عرض مظلمة قريتهم على كبير الحُكَّام، لينظر لهم بعين الرأفة ويرسل لهم من يعينهم ويعينوه على إصلاح حال قريتهم.

 

قاطعه أحد الأحفاد:

        -            أفعلوا، يا جد؟! حسن فعلهم.

 

ببسمة بشوشة سمحة حدثه:

        -            لا تتعجل، يا بني.

 

نظر لجده عابسًا، الذي قابل فعله بصدرٍ رحب واستأنف حديثه:

        -            أنتظر أهالي القرية أن يهتم المسؤولون أو ينظروا إليهم دون فائدة، مرت أيامٌ وأيامُ ولم يأتِ أحد؛ فيأسوا وتملكتهم خيبة الأمل، حتَّى ذلك اليوم...

        -            ماذا حدث بذلك اليوم أهو أمرٌ جلل؟!

        -            سأخبركم الآن، فقط القليل من الصبر، ماذا كنت أقول؟ نعم، نعم، كان هناك رجلٌ بسيط تعيش معه زوجته الناقمة على عيشتها كحال البعض، صارت بينه وبينها مشادة حامية؛ ولأنها ذات بنية قوية وجسد يفوقه قوة وطولًا؛ خشيَّ الَّرجل إن عاد آذته دون حامٍ له منها ومن سخطها، فأوى إلى جبلٍ بالقرية، ولمَّا أشتد به الغيظ منها؛ أخذ فأسه يضرب به جدار الجبل، أخذ يضرب ويطرق يفرِّغ جم غضبه وقنطه منها ومن ضعفه، ولمَّا أنار شعاع الشمس ما ستره الليل، رأى الرَّجل نتيجة فعله، مَمًر ببطن الجبل، ولكن لفته شيءٌ غريب داخله، لم يتبيَّنه؛ فأخذته قدمه وفضوله للدخول والتحقق من هوية ذلك الشَّيء، اتسعت عينيه دهشةً وفرحًا حين وجد -كما ترجم له عقله- كنزًا ضخمًا، ظهر منه قدرًا يسيرًا وما زال الباقي مختفيًا بباطن الجبل.

صرخ الرجل من السَّعادة ورقص طربًا، أسرع الخُطى مهرولًا الى زوجته؛ يلقي عليها البشرى.

 

        -            هل أخذ الكنز وأستأثر به لنفسه دونًا عن أهل القرية؟!

        -            سنعلم إجابة سؤالك بالغدِ؛ فقد تأخر الوقت واحتل النعاس عين جدكم.

 

تملك الإحباط منهم، ونما شغفهم وتضاعف، لكنهم امتثلوا لكلمات جدهم؛ فقبلوه مودعين ولجأوا إلى مضاجعهم، منهم من يحلم بحكاية الجد ومنهم من نسج عقله بعض خيوطها.

 

سطعت الشمس معلنة يومًا جديد، استيقظ الجميع متشوقين لحلول المساء ومعرفة باقي تفاصيل الحكاية، مر الوقت سريعًا بطيئًا، وحان موعد اللقاء، وكاليوم السابق التف الأحفاد حول الجد، وبعد مقدمة مشوقة، بدأ الجد يسرد عليهم باقي التفاصيل:

        -            أين توقفنا يا أولاد؟

        -            عندما وجد الرجل الكنز وذهب لزوجته، يا جد.

        -            حسنًا، ألقت زوجته الزَّغاريد ووزعتها؛ فاجتمع أهل القرية جمعاء؛ ليشاركوهم فرحتهم التي وزِّعت عليهم جميعًا، وكان يومٌ جللٌ، وبعد الاحتفال قرر أهل القرية جمعاء مواصلة الحفر والتنقيب؛ لاستخراج كامل الكنز والبدء بتوزيع جزءًا منه بالتساوي؛ ليعينهم على قضاء مصالحهم وإتمام زراعتهم وصناعاتهم البسيطة، على أن يستخرجوا الكنز تدريجيًا، وبالفعل صدق قولهم؛ فعم الرخاء والسخاء، بل بدأوا يصبون منه على القرى المجاورة لهم؛ فمدوا لهم يد العون.

        -            هل ستنتهي الحكاية سريعًا بسعادة وهناء! ألن يكن هناك شرير للحكاية يا جد؟!

        -            بل بدأت الحكاية للتو.

        -            كيف، يا جد؟!

        -            ذاع الخبر وانتشر، وبيومٍ وجد الأهالي شخصًا بشوشًا قدم إليهم يعرفهم ذاته بأنه الحاكم الجديد، أتي حسب ما وعدهم كبير الحُكام؛ ليدير شئون قريتهم، سألوه بنيةٍ حسنة عمَّا سيفعله بجبل الكنز، وقصوا له ما حدث، لم يستطعوا تكهن أو تبين نيته، أسيئة هي أم حسنة! فتركوها لعامل الوقت.

        -            هل سرقهم ورحل؟

        -            لا، بدأ عمل تجديدات للقرية ووضع أساسات لمشفى ومدرسة، مهد حولهما الطرق، كما بنى له صرح كبير ضخم تتلألأ به الأنوار.

        -            بعد أن أتم بناء المشفى والمدرسة! ولمَ لمْ يبنِ جامع كبير؟! يدرس داخله أصول الدين.

        -            سؤال جميل راود أهل القرية أيضًا، خصوصًا أنَّه أتم بناء ما اسماه ببيتٍ له ولذويه قبل أن يحرك أي حجرًا ولو قيد أنملة واحدة من أساسات المباني الأخرى، وحين ألقوا على مسامعه سؤالهم أخبرهم بكل بساطة: بنيت منزلًا لي أولًا لأتمكن من القدوم إلى هنا والعيش وسطكم؛ لأشعر بكامل معاناتكم، فلن أشعر بها وأنا بعيد عنكم وعن حياتكم، وحين أتيت أول ما أمرت به هو بناء مشفى ومدرسة، ولكن أعترف أن المقاول شديد التراخي في العمل، ويجب أن أنظر له بعين الشدة؛ لينجز ما أُمِر بسرعة ودقة› صدقه الأهالي والتفوا حوله عدا شخص واحد من القرية.

        -            ومن هو، يا جد؟

        -            المواطن "إنسان" هكذا كان اسمه، هو فقط من تسرب الشك لقلبه، ولم يشعر بصدق نوايا الحاكم، بالرغم من تصديق الجميع له والتفافهم حوله، ولكنه لم يبدِ ذلك للجميع، واكتفى بالمراقبة عن كثب؛ ربما كان مخطأً، والآخر صادقًا بوعده، طال الوقت ولم ينتهِ بناء أيًّا من المبنيانِ، لكن تم طلاء معظم البيوت ورصف الطرق الأساسية، وبالطبع كل طريق أو سبيل يؤدي إلى قصره أو ضواحيه، كما وضع حراسة مشددة على جبل الكنز ومنع الجميع حتى من المرور جانبه؛ متعللًا بالخوف من غريزة الطَّمع أو السَّرقة.

أيامٌ وأيام تلتها أسابيع ثُمَّ شهور ولم يتم إنجاز سوى الفتات، بالبداية سأل الأهالي وتابعوا سير العمل، يذهبون للحاكم يتعجلونه لإنجاز ما وعد، حتى ملُّوا والتفوا إلى أعمالهم وحياتهم.

        -            وماذا عن إنسان؟ أمَلَ هو الآخَر؟!

        -            لا، لم يمل، بل تابع عن كثب وبدأ يحدث أهل قريتهم بوجوب الوقوف بوجه الحاكم الجديد؛ فما هو إلا مغتصب لكنزهم، ولكن ما حدث أكبر وأهم من الوقوف بوجهه، ووجب عليهم الاتحاد معه والتعاون؛ لتخطي تلك الكارثة، فما حدث طغى على مشاكلهم وأصبحت أكبر وأشمل.

        -            ما الذي حدث؟ لقد شوقتنا، يا جد.

        -            بالغد إن شاء الله نكمل ما بدأنا؛ فقد تأخر الوقت وداعم الوسن جفناي.

 

 

مر الوقت والأحفاد ينتظرون بشغفٍ وكَلَفْ، حتى حان وقت القصص؛ فالتفوا حول جدهم بصمتٍ مُطبِق، حتى إنه رأى بأعينهم ولعهم لمعرفة ما حدث؛ فزين وجهه ببسمته الودودة وبدأ سرد ما حدث:

        -            ذاع خبر شين، هاجم القرية المجاورة مجموعة منظمة من اللصوص، أُطلِق عليهم "قُطَّاع طُرُق" حاصروا القرية حصارًا شديدًا، وقطعوا عنها سُبل التَّواصل مع القُرى المجاورة، حزنت القرية لما أصاب جيرانهم؛ ذهبوا للحاكم يسألوه مساعدة الجيران ونصرهم؛ فوجدوا منه التسويف والمُمَاطلة، وانتشرت الأقاويل بين مؤيِّد لتراخي الحاكم وبين معارض، ومع طول المدة انشغل كل منهم بحكايته والعمل لكسب قوت يومه الذي عاد شحيحًا بسيطًا، أمَّا إنسان فنظر لهم بعين السخط.

        -            هم متراخون عن حقهم؛ فكيف لهم العمل على حق إخوانهم! حتى إنسان اكتفى بالسخط!

        -            بل لم يفعل، يا بني، فقام يومًا بالخطبة بهم بعد أن استطاع جمعهم قائلًا: ‹‹لقد أمرنا الله بنصرة إخواننا في الإيمان؛ فما لكم قد تراخيتم وتقاعستم عن مساندتهم، ألا يكفي اهمالكم لحقوقكم! كيف ستقابلون الله يومًا؟! والله تضِيعون أنفسكم وأبنائكم! ولن يسامحكم إخوانكم ولن يسامحكم الله؛ إلا أن تنفضوا ضعفكم وذلكم هذا، تبرأوا من هزلكم وانتفضوا لنصرة أهلنا بالقرية المجاورة، انفضوا ضعفكم عنكم، كونوا للحقِ سيفًا وللعدلة يدًا، ألا يكفيكم هوانًا؟!››

        -            والله أصابت كلماته يا جد! ولكنها بالنهاية مجرد كلمات.

        -            للكلمات سيف، يا بنيِّ، فهي تُشعِل الهمَّة وتجددها وبالفعل بدأ البعض يحذون حذوه، ويعملوا على إفاقة الأهالي، وكلما مر الوقت زاد عددهم، فوصلت أخبارهم للحاكم الذي غضب منهم غضبًا شديدًا وحاز إنسان على جم غضبه فأرسل إليه بعض أعوانه؛ ليبثوا الخوف بقلبه وقلب مَنْ معه، لم يتزحزح هو عن موقفه؛ فقد كان مؤمنًا به، ولكن البعض فعلوا.

        -            تلك القرية تستحق ما بها، بئسًا لهم! وتلك القرية المُستَعمَرة، ماذا فعلوا؟ هل استسلموا؟

        -            لكل شيءٍ حكمه يا ولدي، أمَّا عن القرية المجاورة فقد أجتمع رجالها، الفتيان والصبية على تكوين صفوف دفاعية غير أبهين للموت، مرددين بينهم "لنعود بإحدى الحُسنيين النصر أو الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن".

        -            أيَّدهم الله بنصرهِ، اكمل يا جد، لقد شوقتنا، والله!

        -             بيومٍ استيقظ أهل القرية ووجدوا سورًا شاهقًا، أقيم على حدود قريتهم، وأوشك على إتمام بنائه، فغضب إنسان غضبًا شديدًا، وصدم بسماع إثناء البعض على صنع الحاكم؛ فصرخ بهم صائحًا: ‹‹أتؤيدون فعله حقًا؟! ألا تخجلون؟! لقد أوشك على إتمام بناء سورًا عملاقًا بسواد ليلةٍ واحدةٍ، ولم يتم بناء المشفى أو المدرسة خلال أشهر طوال، أليس لديكم ذرة تعقل واحدة، أشهد الله إنني برئ منكم ومن أفعالكم››.

        -            أولم يكن أتم بنائهما! يستحقون حقًا ما يفعل بهم.

        -            حاول إنسان إفاقة من حوله دون جدوى؛ فلم يحصل سوى على تهديدات وكلمات مبطنة بالوعيد تصله من الحاكم عبر البعض، لم يعيرها أي اهتمام وبيوم جاءه فتىً صغير، ودار بينمها الحوار التالي:

‹‹

o    يا عم إنسان، لما تحب الانشقاق عن الجمع؟ ما لنا ومال القرية الأخرى! فليدافعوا هم عن ديارهم.

ابتسم إنسان واجابه ببشاشة يوضح للفتى، ما أخفيَّ عنه لصغر سنه:

o    سأسلك سؤالًا ثم أجيبك، أرأيت إن كنت جالسًا آمنًا بدارك ثم هجم عليك لصًا أكثر منك قوة، يملك أسلحة يقاتلك بها، وأنت أمامه أعزل وضعيف الجسد، أتحب أن ينقذك جارك؟!

o    نعم، أحب، وسأكون ممتنًا له ما بقيَّ من عمري.

o    تُرى إن تخاذل وآثر الفكاك بنفسه عن عونك!

o    لن أسامحه إن كان بإمكانه العون وتخاذل.

o    هو نفس الأمر، بل زد عليه إننا مأمورين من الله عز وجل بنصرة إخواننا ومؤازرتهم في شدائدهم، فنحن لهم عصبة واحدة.

o    فهمت، وسأبحث لأتأكد من قولك.

 

        -            وماذا بعد يا جد؟

        -            ظل الحال على ما هو عليه، لم يكل إنسان أو يمل بل حاول مساعدة القرية المجاورة بكل ما استطاع سرًا، ولمَّا شاع الخبر وعُرِف، أرسل إليه الحاكم وحدثه بكلمات ظاهرها الود وباطنها الوعيد، ولكن إنسان لم يتزعزع عن موقفه، ولم يخشى التصريح بالاهتمام بأمر إخوانه، ومن هنا بدأ جحيم إنسان؛ يُسرق ويُظلم، وأهالي القرية يشاهدون منقسمين بين مُشفق وغير مبالي.

        -            ما أسوأهم! يا جد، يستحقون الحضيض.

        -            ساءت أحوال جيرانهم، فقام محتليهم بعد سرقة كل أملاكهم بتجويعهم؛ فانحدرت أحوالهم وعلت صرخات النساء والأطفال مستغيثين بالله وحده، طالبين منه العون والثبات، صرخ إنسان من قلة حيلته؛ فقد اسُتنزِفت أمواله في السرقات والشكاوى الكيدية، ولم يبق ما يستطع به المساعدة ، فهداه عقله لآخر ما يمكنه فعله، والذي قد يوقظ الضمائر النَّائمة.

        -            وما هو يا جد؟ والله إنه كمن يحارب طواحين الهواء! تلك القرية لا أمل فيها.

        -            قضى الليل طوله يفكر فيما يمكنه فعله، وبالصباح جمع كل الأموال التي معه وذهب للسوق، أشترى الكثير من الطعام، ثم عاد لبيته وغلف كل منه على حِدَة، وتحرك باتجاه القرية المجاورة وبيده سُرة ضخمة يجرها خلفه، تابعه الأهالي وتجمهروا حوله، يتزايد شغفهم لكشف أمره وخفايا نيته، أما هو فقد وقف أمام السور ونادى بكامل صوته يخاطب سكان القرية المجاورة يحثهم على الوقوف بالجهة المقابلة، بدأ الغمز بين أهالي قريته يتصاعد بعلامات الاستفهام، التي وضعت إجاباتها عندما فتح سُرته وبدأ بإخراج ما غُلِف من طعام ثم قذفه بكل ما أوتَ من قوة؛ ليتجاوز علو السور، قطعة تلو الأخرى، تقفز فوق السور، تذهب لمن حُجِب عنه الزَّاد، ترنو سعادة الأطفال الجوعى بالحصول على طعام يسد آنين بطونهم، وفرحة النساء إلى قلب إنسان أبكته فرحًا وحزنًا، فهو لن يستطيع تكرار الأمر؛ فلم يعد يملك قوت يومه، وقد نفذ ماله وحُرِقت أرضه.

        -            هو بطل زمانه، يا جد، ليتني كنت معه!

        -            كل منا يمكنه أن يحارب الظلم والجور، يا بني، المُهم الثبات على المبدأ الحصيف.

        -            اكمل لنا، يا جد، هل سانده أهله؟! أم ما زالوا بغفلتهم غارقون؟!

        -            انقسم أهل قريته بين مؤيد ومعارض، ولم يهتم هو لأمرهم وواصل فعله، وهم على منوالهم؛ أتى بعض رجال الحاكم للقبض على إنسان ومصادرة ما معه، بالبداية تراجع الجمع، تاركين إنسان يواجه مصيره؛ فأسرع بفعله لينجز ما أراد، ولكن ما لم يتوقعه ظهور الفتى الذي تحاور معه يومًا ومعه عزوة كبيرة نصفهم يحمل سرة ضخمة والنصف الآخر يدافع عن إنسان وأتباعه، انضم لهم فئة كبيرة من الأهالي، كاسرين صمتهم وهوانهم.

حدثت معركة كبيرة، ظاهرها حربٌ مشتعلة وباطنها إنسانية ورحمة، وجميعهم جنود الرحمن، لكن يد الشر الحاقد تمكنت من إنسان؛ فقتلته بطلقة ماكرة، غفلت أن إنسان مات ولكن للإنسانية صحوة ستحارب لإعلاء الحق ونصرته.

        -            وماذا بعد؟ أي الفريقين انتصر؟!

        -            ليس بعد يا بني، إنها معضلة الحياة، كل حين تثقل كفة عن الأخرى، حتى تحين الساعة وتجف الصُحُف، حينها سعادة أبدية ونصرًا مبينًا، أو خزيًا وجحيمًا.

-{وما زالت الحكاية مستمرة}-

 



تمت

لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة