-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 12 - 1 - الإثنين 1/7/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني عشر

1

تم النشر الإثنين

1/7/2024



"حرر هواك فالقلب سار منطفئا، تركت الفؤاد يحلق بعيداً وركضت أنت خلف سراب بات يختفي، حرر هواك وحلق لأعالي السماء، وعد بالفؤاد إلي مكانه "

     أسر المعداوي 


ظل يتطلع إلي شقيقه بصمت دام إلي ما يقارب العشر دقائق حتي تململ أسر في جلسته وتسأل بضجر:

-أيه يا أدهم هتفضل ساكت كده ؟

تنهد بسأم وقال:

-المفروض أعمل ايه ؟ 

رمقه بنفاذ صبر وقال:

-تتكلم يا أدهم أكيد موضوع جوازي هيفضل متعلق كده كتير اوي عايز أرد علي الناس.

إبتسم ساخراً وعقب:

-يعني بعد كل إلي حصل ده لسه بردوا مصر علي الجوازة دي يا أسر ؟

جعد الآخر ما بين حاجبيه وتسأل:

-نعم هو أنت فاكر إلي حصل ده ممكن يخليني اتراجع عن الجوازة دي بل بالعكس يا أدهم ده خلاني أصر أكمل اكتر أنا بحب نيڤين يا أدهم ومش هسيبها ويكفي كمان أني سامحتك علي إلي عملته معاها وده كله لأجل عيونها هي طلبت مني كده.

حدق به أدهم لثوان وبعدها انفجر ضاحكاً وهو يحرك رأسه بعدم تصديق أسفل نظرات أسر المقتضبة.

صاح بنفاذ صبر:

-ممكن كفاية ضحك بقي وترد علي سؤالي ؟ 

توقف أدهم عن الضحك وتحدث بجدية:

-عندك شك أني بحبك يا أسر ؟ أو أني بخاف عليك ؟

حرك رأسه نافياً وقال:

-لأ طبعاً.

لأ ينكر الراحة التي شعر بها ما أن تأكد أن شقيقه لازال يثق به فتحدث برفق:

-ماشي يا حبيبي يبقي تثق فيا أنت مش بتحب نيڤين ولا هي توبك ولا أنت توبها يا حبيبي كل فولة وليها كيال ده مش كلتك خالص .

زفر بحنق وقال:

-أدهم أنا مش عايز جدال تاني في الموضوع ده لو سمحت هتكلم بابا وماما ولا اكلمهم أنا ؟

تنهد بنفاذ صبر وقال:

-ماشي يا أسر حاضر.

إرتسمت إبتسامة عريضة علي وجه الآخر قبل أن ينهض مستئذنا.

حدق الاخر في أثره بيأس واغلق الأوراق التي أمامه وصعد إلي غرفته وجدها خاوية لم يعطي بالا واتجه إلي الشرفة.

❈-❈-❈



وقف أدهم في الشرفة يدخن سيجاره بشرود تام يفكر في أسر وما قاله هذه الحية أصبحت تسيطر علي عقله بشكل غير طبيعي.

فاق من شروده علي لمسات حانية فوق ظهره ليطفئ سيجاره ويلتفت لها بابتسامة:

-تعالي يا حبيبتي.

ردت بابتسامة:

-ممكن أعرف حبيبي سرحان في أيه؟ أوعي تكون بتفكر في واحدة غيري ؟

ترتفع ضحكات أدهم عالياً وهو يضمها لصدره بحنان ويقبل رأسها ويتحدث بحب:

-قلبي ده مافيش واحدة غير تمارا واحدة بس إلي قاعدة فيه ومربعة كمان .

اتسعت ابتسامة الاخري بدلع وهي تعبث بشعراته:

-يا سلام ولا أي واحدة؟

هز رأسه أدهم ونفي:

ولا أي واحدة .

حدق بها متسائلا:

عمور فين مش كان لسه صاحي ده قايل هينام في حضني؟

ردت بدلال :

-شبط في أسيل وتقي وقعد يلعب معاهم وقال هيبات هناك.

رمقها أدهم بغيظ:

-لا والله هينام هناك وجاية ترغي ؟

قطبت جبينها بعدم فهم:

أمال نعمل أيه؟

ابتسم بمكر وهي يحملها بلهفة ويتجه للداخل:

-هقولك يا دلوقتي يا جميل.

❈-❈-❈

في الصباح اليوم التالي قرر تغيير مصاره قبل أن يذهب إلى مكان آخر غير عمله وقف بسيارة أسفل العمارة التي تقطن بها وصعد إلي أعلي وضع يده على جرس الباب وانتظر حتي جاذه الرد وفتح لؤي الباب بعد دقائق وتطلع له بريبة:

-أدهم باشا خير ؟

جاءت نيڤين من الداخل وتفاجأت بأدهم هو الطارق حدقت به بصدمة.

رقمها أدهم بسخرية:

-أية شوفتي عفريت ولا أيه يا دكتورة ؟

ابتسمت نيڤين بدلال:

-عيب عليك يا دومي تقول علي نفسك كده .

تهرب لوي منهم وتحدث بارتباك:

-أتفضل يا أدهم باشا هروح أعمل حاجة تشربوها.

تجاهل حديثه والتفت إلي هذه الحمقاء وهتف بحزم:

-أسمي أدهم باشا.

ردت بإستفزاز:

-طيب يا أدهم باشا خير حضرتك عايز حاجة مني ؟

أجابها ببرود:

-تخدي كام وتبعدي عن أسر؟

ردت نيڤين بمكر:

-مش هتقدر تدفع إلي أنا عايزاه .

رمقها بتحدي ورد بعزم:

-لا هقدر المهم تبعدي عن أخويا وللأبد.

أتسعت ابتسامتها وقالت:

-أنت يا أدهم حتي لو هنتجوز عرفي من ورا أهلك .

حدق أدهم بها بإشمئزاز:

-أنتي أزاي بالقذارة دي نفسي أفهم ؟

زفرت بحنق وقالت:

-قرر براحتك يا أدهم لأن  هيبقي أنت لأسر.

ضحك أدهم ساخراً:

-لا والله طيب أيه رايك أني هروح أقول لأسر كل حاجة وهو بنفسه إلي هيطردك بره حياته كلها .

ترتفع ضحكاتها بصخب وتعقب :

- تفتكر!

رد أدهم بثقة:

-أكيد .

إبتسمت بتحدي:

لما نشوف بس مترجعش تزعل لما تخسر أخوك للابد.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-قصدك أيه ؟

ردت بدهاء:

قصدي أن أسر مش هيصدق إلي هتقوله مسألتش نفسك هو كلمك ورجع طبيعي أزاي بعد إلي حصل ما بينكم ؟

رمقها أدهم بشك:

أنتي عملتي ايه بالظبط ؟

رفعت كتفيها باللامبالاة:

ما عملتش حاجة بس أسر دلوقتي زي الخاتم في صباعي مستعد يسبيكم عشان خاطري.

حدق أدهم بها متوعدا وهو يقترب منها ويمسكها حجابها  بعنف:

هدفنك حية لو ده حصل فاهمة ولا لا ؟

هتفت بالم وهي تحاول الفكاك منه:

- حاضر حاضر سيب شعري .

ترك أدهم شعرها بعنف وازاحها أرضاً لكن قبل أن تقع تتلقفها يد أسر الذي ظهر من العدم.

تفاجأت هي الآخري بوجود أسر فتحدثت بدموع مصطنعة :ألحقني يا أسر.

ساعدها أسر أن تقف وحدق بصدمة وهو ينظر إلس شقيقه:

-أيه إلي بيحصل هنا بالظبط؟

رد أدهم بلهفة:

-كويس إنك جيت عشان تعرف حقيقة الحية دي.

ابتسم أسر بخزي:

-مع الاسف جيت وشوفت حقيقتك أنت.

تطلع له بصدمة وقال:

-أنت بتقول أيه أنت مش فاهم حاجة أنت فاهم غلط.

رد بعصبية:

لا والله أجي ألقيك بتضربها وبتهددها إنك هتدفنها لو أتجوزتني ده كله ويبقي فاهم غلط يا أدهم أنت أيه بتكرهني كده  ليه مستكتر عليا عشان واحدة تحبني عشان نفسي مش واحدة عايزة تتجوزني عشان تفضل جمب أختها وطبعا ده راحة ليك عشان مراتك تبقي مبسوطة منك إنك بتنفذ أوامرها.

تنهد أدهم بأسي وتسأل:

-للدرجادي يا شادي شايفني وحش كده ؟ تمام يا أسر أعمل إلي أنت عايزه أنا هكلم بابا وماما أقنعهم بس ساعتها مترجعش تندم يلا يا أخويا .

 أنهي كلماته وغادر بصمت تام ألتفت أسر إلي نيڤين التي تقف خلفه فتسأل بلهفة:

-أنتي كويسة؟

ردت نيڤين بدموع:

- كويسة بس ما كنتش حابة تتخانق مع أخوك بسببي.

رمقها بعصبية:

-أمال كنتي عايزاني أعمله أزاي وأنا شايفه بيهددك وماسكك كده يحمد ربنا أني مامدتش إيدي عليه.

تسألت بإستفسار:

-هو أنت كنت جاي صدفة ولا أيه؟

"لا أنا إلي قولتله بصراحة أتخضيت لما شوفت أدهم جايلك قولت أقوله يجي يشوف أيه إلي هيحصل "

قالها لؤي الذي كان يقف بعيداً مستمتعا بالحوار القائم.

تطلعت له بعتاب مصطنع:

-لا مينفعش إلي أنت عاملته يا لؤي عاجبك كده أنهم زعلوا من بعض ؟

مسد أسر علي ظهرها بحنان:

-أنتي ملكيش ذنب أخويا هو الي غلط مش أنتي حقك عليا يا حبيبتي.

تنهدت بحزن مصطنع:

-خلاص يا حبيبي ده أخوك الكبير وفي مقام أخويا.

إبتسم  بحب: 

-ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي يلا سلام همشي انا .

لؤي ترتاح.

لؤي بطاعة: حاضر.

غادر أسر وأغلقت نيڤين الباب خلفه تزامنا مع صوت صفعة مدوية علي وجنة يتبعها صوت نيڤين المرتفع:

-أنت غبي رايح تقول لأسر قدر كان جه وسمع الكلام من الأول ؟

رد بتوتر وهو يضع يده مكان الصفعة:

-ما أعرفش بقي أهو إلي حصل بقي والحمد لله عدت علي خير.

رمقته بغيظ: 

-الحمد لله عدت علي خير لا والله ده لو كان قدم دقيقة واحدة كنت أنا وأنت زمانا في الشارع أتمني جنابك متحاولش تشغل دماغك مرة تانية فاهم ولا لا ؟



الصفحة التالية