-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 4 - الأربعاء 3/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني والعشرون

4

تم النشر يوم الأربعاء

3/7/2024



تورد وجه ديمة و اندهشت أكثر وبدت في قمة خجلها منه عندما اتخذ تلك الخطوه عن ذلك العامل! وإلي هنا اصبحت متاكده بأنه يغار عليها بكل تأكيد ربما لكونه رجل شرقي و واعي لافعال بعض الشباب الطائشه هذه الأيام.. لكن في كل الأحوال كانت سعيده بذلك.


كانت أنفاسه تتسارع وهو يمد يده المرتجفة نحوها و زادت رجفته وهو يتلمس جسدها محاولًا أخذ المقاس وكان يبدو كأنه يفعل عمليه جراحيه... 


انحنى آدم على ركبتيه أمام ديمة فوجد شعرها يصل إلى خصرها فأزاحه بیده برقه على جانب وجهها ثم نظر إليها واستنشق عطرها، تلك الصغيره تكاد تفقده عقله ورونقه من أفعالها اللا منتهيه والذي لا يفهمها حقا، ثم

وضع المتر على خصرها وظل ينظر إليها فقال

الرجل وهو يمسك بمفكرته الصغيره والقلم 


= قياس الوسط كام ؟


تنهدت بحرارة جياشة وتهدجت أنفاسها أثر لمساته البريئة، كما الحال دومًا بينهما من احتكاكات غير متوقعة و بادر هو بالإقتراب منها هذه المره ثم همس بشرود 


= منحوت زي جنية البحر.!!. 


سمعت حديثه بالفعل وسعدت اكثر إنما الرجل 

عقد الآخر حاجيبة باستغراب للاعلي وهو يقول 


= ما سمعتش حضرتك ممكن تعلي صوتك 

شويه.


زفـر بصوت مسموع وهو يفرك وجهه بضيق كبير ثم أخبره المقاس، راقبته أعين ديمة ومع كل خطوة يخطوها بقربها ويلمسها.


أخفض نظراته ليحدق بساقها بصمت. فأدركت أنه يعاني من خطبًا ما لذا سألته مهتمه عن السبب لكنه لم يرد و واصل أخذ المقاسات ثم جاء دور مقاس الظهر، تفاجئت به يحاوطها من الخلف على غير عادته بالمرة مسندًا رأسه على كتفها، فالتفتت برأسها للجانب لتنظر إليه بخجل و توتر وهو بدأ بلف المتر حولها وقد كان انتهى أخيراً من ذلك...


أخبرهم العامل وهو يقول دون قصد


= تمام خلال يومين الفستان هيكون جاهز وتقدر تستلمه و تتهنى بيه بنت حضرتك.


رفعت رأسها لتنظر ناحيته بوجه ملتهب من حمرة الغيظ المكتومه، وردت بإقتضاب عابس 


= بس انا مش بنته.. و تمام متشكرين هنبقى نيجي ناخده بعد يومين.


لاحظ آدم تشنج وجهها، وحدة نظراتها لكنه لم يفهم سبب غضبها من العامل هكذا، فهو لم يعلق أو يستغرب حديث الرجل أو يشعر بالانزعاج مثلها حتي، كونه معترف بأن العمر بينهما كبير ومن يراهم هكذا بالتأكيد سيعتقد ذلك.


حدق مباشرة في عينيها قائلاً بصوت خفيض رغم جديته 


= ما كانش في داعي تتكلمي مع الراجل كده، هيعرف منين انك مش بنتي وبعدين طبيعي اي حد هيقول كده


تصلبت قسمات وجهها نوعًا ما وهي تقول بإصرار 


=لا مش طبيعي، و عادي جدآ اكيد بيعدي عليه ناس شبهنا وبيكونوا متجوزين هو اللي مش بيفهم ومش قادر يميز.. ان احنا مستحيل نكون اب وبنته .


أجابها بإقتضاب وهو متعجب من ردة فعلها


= يعني اخوات تمشي معاكي .. خلاص يا ستي المره الجايه نبقى نقول له كده 


اغتاظت بشدة من كلماته لذلك ردت من بين شفتيها المضغوطتين بصوت شبه ثابت 


= ولا ننفع نكون اخوات عشان احنا مش اخوات يا!.. يا آدم


انعقد ما بين حاجبيه بإندهاش من حديثها و افعالها الغير مفسرة بالمرة، وقبل ان يتحدث او يعلق أسرعت هي تقول باقتراح 


= ممكن طلب أخير وتوافق وما تقولش عليا زنانه ولا غلسه، هو احنا مش ممكن نروح عرض حد بيعزف بيانو.. ونتفرج عليه بما اننا بقيت هواياتنا واحده في الموضوع ده! ايه رايك مش بذمتك فكره حلوه وبالمره نغير جو دي اول مره ننزل مع بعض ونستغل اليوم كله خروج.


تطلع فيها بغرابة فحقا اثارت تعجبه بالكامل من تصرفاتها وكلماتها الغير معتاد عليها اليوم على غير العادة، ارتفع حاجباها للأعلى هاتفه باستغراب زائف 


= ايه ما تعرفش عروض زي كده هنا؟ طب ممكن نسال حد اول نشوف على النت 


هز رأسه برفض شاردا بتصرفاتها الغير مفهومه وهو يقول بصوت هادئ اجش


=لا خالص اعرف ورحت قبل كده اكتر من مره ماشي تعالي .


سارت هي جانبه وبداخلها شعور أنها سندريلا، ولكنها لن تسمح لعقارب الساعة أن تقترب من الثانية عشر منتصف الليل وتُفسد ليلتها تقدمت منه وهي تحتضن ذراعه بكلتا يديها بالرغم من فرق الطول بينهم تحت نظراته المتعجبة من أمرها و داخله لم يستطيع إنكار سعادته كونه يحظي بلحظات افتقدها وحرم منها أيضاً بسبب حزنه علي أبنته وقد شعر بعدها أن الحياة توقفت الي هنا؟ لكن جاءت تلك الصغيرة ببساطة لتخبره بأنه مزال علي قيد الحياة!. 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع، لن تستطيع بسمة الاستمتاع بوقتها مع مروه هذا الأسبوع إلا إذا لم يجلس زوجها باستمرار في المنزل هنا، ليومين على الأقل حتي تتسكع معها في أرجاء المدينة! وتكتشف أماكن لم تكن تعرف عنها شيء من قبل .


ولأنها لا ترغب في وجوده هنا بدأت تفعل عكس ما يريد؟ مثل ان ترتدي ملابس غير مناسبه من وجهه نظره بالمنزل.. دخلت لغرفتهم لتجد معاذ يحاول فك ازرار القميص الذي تعلقت مع بعضهم وهو ينفخ بضيق وتعب انتهزت الفرصه و التصقت بجانبه وأمسكت تساعده في خلعة رغم حنقه فعندما ألتفت 

للخلف تطالع إلي ما ترتديه بوجه المتجهم

رغم أنه طول الوقت يمنعها من ذلك لكنها تستمر في فعل عكس ما يريد لتغضبه، ثم رسم معاذ ملامح الجدية التي لا تليق به وقال 


= خلاص ابعدي مش محتاج مساعده انا هعرف اخلعه لوحدي.


ازداد عبوسها لما قاله فمالت برأسها ليستنشق عطرها المثير مغمغمًة


= وانا رحت فين بس يا حبيبي مش مهم هساعدك.


أخذ شهيقا طويلًا محملا برائحتها الممزوجة برائحة العطر، نظر رغم عنه وتطلع لجسدها وتقاسيمه التي تسلب عقله كأنه يراها لأول مرة في حياته! أو أن رغبته المحرومه زيّنت له طلتها! فرغم هذا ما يريده أي رجل لكن يحرم  نفسه منها متعمد؟!. 


فلم يشعر بنفسه وهو يندفع نحوها اندفاعًا كاد يُسقطها لولا دعمه لها بين ذراعيه وغاص معها قليلاً فيما يحرمه عنه.. كان في بداية زواجهما ما إن يبادر للاقتراب منها حتى تتجمد جسدًا و روحًا قبل أن تسمح له بالاعتراض او الموافقه ؟!.


لكن بعد مرور تلك السنوات ونمو الرّغبات فيه كرجل اختلفت نظرته للأمر وهي ايضا بالتأكيد بدأت تتجرأ قليلا وتتخلى عن شعور الخجل.. لكن تفاجأت به دون مقدمات أصبح يقترب منها للعلاقة الزّوجية إلا على مضض..


بالتأكيد الأمر ليس متعلقًا بمعاذ فلا يمكنها أن تحب لوح ثلج مثله.. إنما الأمر أنها بحاجة لرجل مهما في حياتها.


أيقظه معاذ من دوامة تفكيره و رغبتة على نظراته التي يطالعها بها.. عسلية عينيه تفيض بالرَّغبة والتوق الدفين لقربها.. لكن تحرك جسده عنوةً خاضع على أوامر العقل الذي يخبره أن يجب يتوقف قبل ان يسرح الى شيء ندم عليه سابق ويجعله يتذكر الماضي!!. 


تشنّج جسده وعَسُر على عقله فهم ما يقوم به الآن خطأ وسرعان ما هتف بصرامة وهو يدفعها عنه بعنف


= ابعدي عني بقي يا بسمه هو انتٍ لما بتصدقي تقربي وما عندكيش غير الطريقة دي تساعديني بيها. 


رشقته بسخط، و رددت له بامتعاض ملحة


= الله! هو انا قلت لك قرب انت اللي لما صدقت هتجيبها فيا؟؟ وبعدين فيها ايه مش بتحبني والمفروض انا كمان بحبك؟ وانا عاوزه نتصرف احنا الاتنين كاننا بنحب بعض


الصفحة التالية